بقلم الأستاذ محمد الشيخ: يقوم التحقيق الصحفي على خبر أو فكرة أو مشكلة أو قضية يلتقطها الصحفي من المجتمع الذي يعيش فيه. ثم يقوم بجمع مادة الموضوع بما يتضمنه من بيانات أو معلومات أو آراء تتعلق بالموضوع، ثم يزاوج بينها الموصل إلى الحل الذي يراه صالحاً لعلاج المشكلة أو القضية أو الفكرة التي يطرحها التحقيق الصحفي

 

 

التحقيق الصحفي بقلم الصحفي الأستاذ محمد الشيخ

 محاضرة ألقاها الأستاذ الشيخ يوم 27-2-2011 أمام دورة "إعداد وتدريب صحفي" التي يقيمها الإتحاد الوطني لطلبة سوريا فرع حلب

 

 

 التحقيق الصحفي واحد من أهم الفنون الصحفية ، فهو يجمع بين عدد من الفنون التحريرية في آن واحد ، حيث يجمع بين الخبر والحديث والرأي ، وهو من أصعب الفنون التحريرية ، إذ يتطلب مقدرة وكفاءة عالية من المحرر، لذلك يعد المحقق أو الصحفي بقسم التحقيقات من أهم الصحفيين في الجريدة، وحتى يكون الصحفي في هذا القسم لابد وأن يكون ذا خبرة ومراس في مجال الصحافة ، حيث يكون قد تعلم وعرف كيف يحصل على الخبر، وكيف يجري الحوارات واللقاءات الصحفية، وكيف يفسر أو يعلق على ما يقال من آراء، وكيف يوازن بينها، ليقدم في النهاية تحقيقاً صحفياً يفسر الواقعة أو الحادثة أو القضية موضع التحقيق.

 

 

يقوم التحقيق الصحفي على خبر أو فكرة أو مشكلة أو قضية يلتقطها الصحفي من المجتمع الذي يعيش فيه. ثم يقوم بجمع مادة الموضوع بما يتضمنه من بيانات أو معلومات أو آراء تتعلق بالموضوع، ثم يزاوج بينها الموصل إلى الحل الذي يراه صالحاً لعلاج المشكلة أو القضية أو الفكرة التي يطرحها التحقيق الصحفي .

أي أن التحقيق الصحفي هو فن الشرح والتفسير والبحث عن الأسباب والعوامل الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو الفكرية التي تكمن وراء الخبر أو القضية أو المشكلة أو الفكرة أو الظاهرة التي يدوره حولها التحقيق ولا بد أن تكون فكرة التحقيق أو قضيته هامة لأكبر عدد ممكن من الجماهير الذين تستهدفهم، وأن تتم الفكرة بالجدة أو تقدم معالجة جديدة في حالة ما إذا كانت قديمة.
– مصادر التحقيق الصحفي
– ما تقدمه وسائل الإعلام العامة كالصحافة أو الراديو أو التلفزيون من مواد، وتدخل فيها الإعلانات التي قد تكون مصدر الفكرة أو التحقيق الصحفي.
– المشاهدات المختلفة للصحفي، وتجاربه أو تجارب غيره، سواء في بيئته المحلية ومحيطه الاجتماعي
– المناسبات والأعياد والاحتفالات المختلفة.
– القصص الإنسانية والحالات الغريبة والشاذة.
– الدراسات والأبحاث والتقارير والنشرات والوثائق المختلفة.
وبصفة عامة، فإنك كمحرر تحقيقات صحفية نشيط يمكنك أن تحصل على أفكار موضوعاتك من كل ما تقع عليه عيناك. و أفضل التحقيقات الصحفية هو ما كان متصلاً بهموم وقضايا الناس ومشاكلهم.

 

 

 

 

أ- يلبي التحقيق الصحفي وظائف الصحافة الأساسية وهي:
×وظيفة الإعلام:
حيث يقوم التحقيق على الإخبار وذلك بنشر الحقائق والمعلومات الجديدة بين القراء .
× تفسير الأنباء:
يقوم التحقيق الصحفي بتفسير الأخبار والأحداث وشرحها، وذلك بالكشف عن أبعادها الاجتماعية والاقتصادية و السياسية ودلالتها .
× التوجيه والإرشاد:
وذلك برصده لقضايا المجتمع ومشكلاته والبحث لها عن حلول .
× التسلية والإمتاع:
يركز التحقيق الصحفي في كثير من الأحيان على الجوانب الطريفة والمسلية في الحياة .
× الإعلان:
يشيد أحياناً التحقيق الصحفي بمشروع معين ويسمى في هذه الحالة بالتحقيق الإعلاني .

ـ أهم سمات وضوابط التحقيق الصحفي 

ـ توثيق المعلومات والمصادر .
ـ عدم تجاوز الآداب العامة والذوق العام .
ـ احترام الحياة الخاصة .
ـ عدم الترويج للدجل والخرافة والأخبار المجهولة .
ـ عدم الضعف أمام المصاعب والمتاعب التي تواجهك أثناء العمل في التحقيق الصحفي .
ـ تطبيق المهارات الفنية والتقنية لإخراج التحقيق في صورته النهائية .
ـ الإثارة بالطرافة والأساليب الجذابة.
ـ التشويق والإمتاع وصحة المعلومات .
ـ القرب من اهتمام الناس وقضايا المجتمع .
ـ أن يتناول واقعة تشغل اهتمام الجمهور والمجتمع .
ـ أن يجذب انتباه القارئ ويتصف بالإثارة والطرافة .
ـ أن يتسم بالإقناع والتأثير ويتصف بالجدة والابتكار .

ـ مكانته

يـعد التحقيق الصحفي أكثر أشكال الكتابة الصحفية حيوية وكفاءة وحرفية عالية و يشبه إلى حد ما عملية البحث العلمي لكنه يختلف عنه في الأسلوب فهو من فنون التحرير المتقدمة وتتطلب من المحرر معرفة ودراية وإتقان لبعض مهارات وصفات الباحث العلمي ، وإذا لم يتصف الكاتب بأخلاقيات المهنة والتعامل في الأسلوب بحرفية عالية وذكاء فائق عند التناول فسوف يتعرض للعداوات وفتح باب الاتهامات ، ذلك لأن التحقيق الصحفي أكثر من كونه نقل أو توصيل فكرة من‏ ‏شخص‏ ‏إلي‏ ‏شخص‏ ‏آخر‏, ‏أو‏ ‏إلى‏ ‏أشخاص‏ ‏آخرين ، فقد يكون سببا في إقالة شخص ما من منصبه ، أو انهيار مصداقية وسمعة شركة ما ، فالتحقيق الصحفي أخذ من البحث منهاجاً في التفكير، ويسلك لنفسه طابع البحث وطرقاً صحفية في التعبير .

ـ فوائده

إشباع رغبة القارئ ومده بالثقافة ، ومضاعفة الاهتمام بالأوقات الحرة وتحولها إلى لحظات أنس ومتعة وفائدة ، وقراءة التحقيقات الصحفية يكتسب الفرد من خلالها مهارات وخبرات ومعلومات عديدة ، وتزوده بالحقائق التي تتصل بنفسه وبالعالم الذي يعيش فيه ، مما لا يستطيع الوصول إليه بتجربته الشخصية، وتنمي فيه روح النقد والتقدير لما يسمع ويقرأ ، فهي منبر تثقيف وتوجيه وتوعية .

 أنواع التحقيق الصحفي

_ يوجد نوعان رئيسيان للتحقيق الصحفي وهما:

أ- التحقيق الصحفي المفصل أساس هذا النوع من التحقيقات الكلمة المكتوبة، تساعدها المواد المصورة (صور ، رسوم ،شهادات) لإغناء الموضوع.
ويعتمد المحرر في تحقيقه هنا على المصادر الحية من خلال لقاءاتك مع الأشخاص المرتبطين مباشرة بالقضية أو الفكرة من مسؤولين وجمهور أو مهتمين وباحثين ودارسين، كذلك يمكنه الاعتماد على المصادر غير الحية، فيمكنه الاعتماد مثلاً على قراءة الوثائق والبيانات والإحصاءات المتعلقة بموضوعه، فإنه يستطلع مختلف وجهات النظر المؤيدة والمعارضة .
وهذا النوع من التحقيقات يتناول الموضوع من جميع جوانبه ويغطي كل عناصره، فهو يقدم خلفية عن الموضوع أو القضية، ثم يطرح كل الأسئلة المتعلقة به، ويحاول الحصول على إجابات عنها، بغية الوصول إلى الموضوع، ويتصف مثل هذا النوع من التحقيقات بالموضوعية .

ب- التحقيق الصحفي المصور هذا النوع يعتمد على المواد المصورة (الصور الفوتوغرافية) كعنصر أساسي، وتكون الكلمة المكتوبة فيه عاملاً مساعداً، أي عكس النوع الأول، لذلك في هذا النوع من المهم جداً الاعتناء بالصور من حيث الوضوح والشمول .

بالإضافة إلى هذين النوعين الرئيسيين من التحقيق الصحفي توجد أنواع أخرى فرعية وهي :-
أ- تحقيق الخلفية : وهو تحقيق يستهدف شرح وتحليل الأحداث والكشف عن أبعادها ودلالاتها، فهو تحقيق يبحث عما وراء الخبر .
ب- تحقيق البحث أو التحري :
المحرر في هذا النوع أشبه برجل المباحث الذي يتولى مسؤوليته، في فك الألغاز والبحث عن الأسرار التي تكشف غموض الأحداث، وتهدف إلى الوصول للحقيقة .
ج- تحقيق الاستعلام يلعب هذا النوع من التحقيق دوراً كبيراً في تشكيل الرأي العام، حيث يهتم بجمع كل التفاصيل المتعلقة بقضية ما تهم الناس ويسلط الضوء عليها من جميع جوانبها .
د- تحقيق التوقع وهذا النوع لا يكتفي بوصف الوقائع أو الظواهر أو المشاكل، وكيف وقعت، ولكنه يهتم بتطور الأحداث ، وما يمكن أن تسفر عنه في المستقبل .
هـ- تحقيق الهروب وهو من أخطر أنواع التحقيقات إذا ما تم استغلاله لإلهاء الناس وإبعادهم عن التفكير في مشاكلهم أو قضاياهم فهو يشد القارئ بعيداً عن مشاكله اليومية، ويهرب به عن اهتماماته السياسية ليقدم له الجوانب الطريفة والمسلية والممتعة في الحياة مثل الرحلات والأحداث الغربية، والموضوعات التي تدور عن نجوم الفن والمجتمع .

– إعداد وتنفيذ التحقيق الصحفي


تشمل مرحلة إعداد وتنفيذ التحقيق الصحفي ثلاث خطوات وهي :

-1اختيار فكرة التحقيق إن بداية التحقيق الصحفي تبدأ فكرة في عقل المحرر حين يرى أنها تهم عددا كبيراً من الجمهور، ويرى أن هذه الفكرة تحتاج إلى إيضاح وشرح وتفسير، أو إلى كشف الغموض الذي يحيط بها. ويزيد من أهمية هذه الفكرة أن تكون مرتبطة بالأحداث الجارية وبالقضايا التي تشغل المجتمع، ولكن لا يعني ذلك أن فكرة مرتبطة بحدث قديم يمكن أن تكشف عن جوانب جديدة فيه لا تصلح لأن تكون موضوع تحقيق صحفي، فالتحقيق يمكن أن يتناول واقعة قديمة بشرط تقديم زوايا جديدة .
والحصول على فكرة التحقيق هو أصعب خطوة يمكن أن تواجهك في إعداد وتنفيذ تحقيقك. ويتطلب ذلك منك أن تكون يقظاً متابعاً لكل ما يجري من حولك في المجتمع من أحداث، وأن تكون متخصصاً في فرع بعينه، لأن التخصص يجعلك تعرف كل شيء عن تخصصك، لذا يمكن أن تبدع وتبتكر فيه وتلاحق كل تطور يحدث في مجالك .
وعليك قبل أن تطرح فكرة التحقيق، أن تدرس هذه الفكرة جيداً وتتأكد من جديتها، وأنها لم تعالج من قبل، لأنه إذا لم تفعل ذلك، وعرضت فكرة سبق معالجتها، دل على أنك غير مطلع وغير متابع لما ينشر في الصحف الأخرى
2- جمع المادة الأولية للتحقيق المادة الأولية للتحقيق هي التي تعتبر خليفة معلوماتية للتحقيق، وتساعدك كمحرر على بلورة فكرتك. ويمكنك الحصول على هذه المعلومات من جهتين .
أ-أرشيف المعلومات الصحفية .
ب-المكتبة .
3- تنفيذ التحقيق الصحفي هذه الخطوة هي التي تمنح التحقيق حياته، فالخطوة السابقة تقدم معلومات جامدة، أما الخطوات الحقيقية فهي بداية الحصول على المعلومات الحية من المصادر المختلفة والتي تتمثل في الشخصيات المرتبطة بموضوع التحقيق من قريب أو من بعيد، وللحصول على هذه المعلومات لابد من عمل لقاءات مع الشخصيات المختلفة الذين يمكنهم إعطاء معلومات هامة عن الموضوع، سواء من المسؤولين أو من الجمهور المرتبط بالقضية أو المشكلة .
وهذه الخطوة تتطلب منك كمحرر أن تكون عارفاً لقواعد وخطوات إجراء المقابلة أو الحديث الصحفي .
والمعلومات الحية لا تؤخذ فقط من الشخصيات، ولكن يمكنك الحصول عليها أيضاً من خلال الوثائق والبيانات والأرقام أو التقارير الجديدة حول الموضوع ، والتي لم يسبق نشرها . وبعد أن تحصل على المعلومات التي تمثل إجابة على الأسئلة أو الاستفسارات المتعلقة بالموضوع، تبدأ في ترتيبها وقراءتها جيداً، ثم تشرع في كتابة التحقيق من خلال مقدمة تبين أهمية الموضوع أو تبرز أهم ما فيه أو تلخص وقائعه، ثم جسم التحقيق ويشمل تفاصيله المختلفة، ثم الخاتمة التي تطرح الحل أو تلخص أهم الآراء الواردة في التحقيق .
وفي النهاية تضع العناوين المناسبة، سواء العنوان الرئيسي أو العناوين المساعدة أو العناوين الفرعية .


ثالثاً : كتابة التحقيق الصحفي

بعد أن أكملنا كل المراحل السابقة للكتابة بشكل جيد، تأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة كتابة التحقيق الصحفي وتوجد ثلاثة قوالب فنية :
ـ أنواعه:
التحقيق الموضوعي ، ويسمى تحقيق العرض : وفيه يحرر المحقق الموضوع بموضوعية تشعر القاريء بدفء الأهمية والمسؤولية الجادة ، والمقدمة فيه تثير الاهتمام وتركز على أحد جوانب الموضوع .
التحقيق القصصي :
وفيه يقوم المحرر بكتابة تحقيقه على شكل قصة حقيقية تجذب انتباه القاريء وتحاكي القصص الأدبية في بنائها الفني ، وتصلح عادة للموضوعات الإنسانية العاطفية وحوادث الجرائم والكوارث والحروب .
التحقيق الوصفي :
وفيه يتناول الكاتب الحدث أو الموضوع بالوصف والألفاظ الموحية وتدور موضوعاته عادة حول قضايا الزيارات والرحلات أو المنافسات كالمسابقات، أو الندوات والحفلات أو المهرجانات .
4 ـ التحقيق الساخر :
وفيه يتناول الكاتب موضوعه الصحفي بالنقد اللاذع ويناسب هذا النوع بعض الظواهر الاجتماعية السيئة المتوغلة في مجتمع معين .
التحقيق التساؤلي :
وفيه يعمد الكاتب إلى إثارة العديد من الأسئلة ثم يتناول حلولها في صلب التحقيق وهذا النوع شائع الاستخدام


ويتكون التحقيق الصحفي المتكامل من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي التالية: 1

 المقدمة.
2 الجسم (الصلب).
3الخاتمة.

وتتضمن مقدمة التحقيق الصحفي صياغة الفكرة من وراء التحقيق الصحفي المطروح، كما تساعد إلى حد كبير في تحديد طريقة صياغة بداية التحقيق الصحفي، وهذه المقدمات على أنواع كثيرة، وفنون متعددة، ومن أشهرها:
1 المقدمة المختصرة: وتقوم بإيجاز التحقيق الصحفي كله، وتفيد القارئ المتعجل، الذي يريد معرفة خلاصة التحقيق
منذ البداية.
2 المقدمة المتفجرة المثيرة: وتميل إلى إثارة انتباه القارئ بعرض فكرة غير عادية، أو غير متوقعة (مثيرة) لتهيئ ذهن القارئ منذ البداية للولوج في تفاصيل الموضوع.
3 المقدمة القصصية: وهي تبدأ بقصة لجذب انتباه القارئ، وهذه القصة لها علاقة كبيرة ووثيقة بموضوع التحقيق.
4 المقدمة التساؤلية: وتحاول هذه المقدمة إثارة العديد من الأسئلة، ليتم تناول حلولها في صلب التحقيق وهذا النوع شائع الاستخدام.
5 المقدمة الوصفية: وتعتمد على الوصف، وتستخدم فيها ألفاظ موحية بصور معينة لدى القارئ، مثل وصف الطائرة والإنسان والمكان.
6 المقدمة الساخرة: ولا تعني هذه المقدمة الاستهزاء أو التشمت، بل تعني النقد اللاذع البناء، ويناسب هذا النوع من المقدمات بعض الظواهر الاجتماعية السيئة المتفشية في مجتمع معين.
7 المقدمة المقارنة: تستعمل لجذب انتباه القارئ، ويعقد فيها مقارنة أو مفارقة سريعة بين الشيء وضده، أو بين فكرة وأخرى.
8 مقدمة الحوار: ويعرض فيها حوار بين شيئين لهما علاقة بموضوع التحقيق المطروح، وهذا النوع ليس شائعاً، لكنه جيد ومؤثر.
9 مقدمة الاقتباس: حيث يتم فيها اقتباس قول أو رأى أو حكمة أو غيرها، تكون ذات علاقة بموضوع التحقيق، ونقطة انطلاقة جيدة للبدء فيه.

وهنا أمر مهم لابد من التنبيه إليه وهو وجود أنواع أخرى من المقدمات غير السابقة الذكر، والآنفة الطرح، والصحفي الموهوب المبدع هو الذي يستفيد من تلك المقدمات في تحريره لتحقيقه، وإخضاعها لخدمته، كما يتاح له فرصة أخرى في استخدامه أكثر من نوع كمقدمة لتحقيقه ضمن أنواع المقدمات الفنية الآنفة الذكر.

ولعنوان التحقيق الصحفي أهمية كبيرة في جذب وشد انتباه القارئ، وتختلف طرائق الصحفيين في نسج عنوان التحقيق، فمنهم من يضعه أولاً قبل صياغة التحقيق في صورته النهائية، ومنهم من يرجئ صياغة العنوان إلى حين الانتهاء من تحرير التحقيق كتابياً وهذه الطريقة هي نفس طريقة المؤلفين والباحثين في نسج عناوين مؤلفاتهم، وعنوان التحقيق يحتاج إلى مهارة وذوق وفن، ويلعب العنوان دوراً هاماً وبارزاً في نجاح وزيادة فعالية التحقيق، وله شروط أساسية حتى يتم التمكن من صياغته وحبكه ومنها:
وضع العنوان الملائم لطبيعة الموضوع والذي يعطي فكرة عن الموضوع.
وضع العنوان الملائم لنوعية وشخصية ومستوى الصحيفة.
وضع العنوان المرتبط بالهدف من التحقيق.
صياغة العنوان بشكل واضح ومختصر وجذاب.
وعلى ما سبق يمكن الإشارة وتحديد أهم أنواع العناوين المستخدمة في التحقيقات الصحفية وهي:
العنوان الدال: وهو عنوان ذو طابع إخباري، ويدل على مضمون التحقيق.
ومثاله: (الجفاف يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحبوب).
العنوان الانتقائي:
وهو يقوم على أساس اختيار وانتقاء جانب معين يتميز بالجاذبية والأهمية ومثاله: (القرار الذي أنقذ المؤسسة من الانهيار).
العنوان الإيضاحي: وهو عنوان صريح، يغطي معظم جوانب التحقيق بشكل عام ومختصر وواضح ومثاله: (الافتقار إلى السائق الجيد).
العنوان الوصفي : وهو العنوان الذي يحاول إعطاء صورة لتجسيد الفكرة والحدث ومثاله: (مصنع يسبح في بحر من الفوضى الإدارية).
العنوان الاقتباسي: وهو العنوان الذي يكون عبارة عن اقتباس جملة أو عبارة هامة ومعبرة، جاءت في تصريح أو مقابلة مع أحد المشتركين في التحقيق ومثاله: (الأزمة الاقتصادية العالمية هي السبب الرئيسي لزيادة الأسعار).
العنوان الاستفهامي: وهو الذي يصاغ على شكل سؤال يجذب القارئ ويثير اهتمامه، وفي الوقت ذاته يطرح المشكلة ويشرك القارئ في حلها ومثاله: (لماذا تستهلك أكثر مما تنتج؟)، (كيف نحول شعار( المجتمع الأفضل) إلى واقع؟)
العنوان الذي يتوجه إلى القارئ، ويخاطبه بشكل مباشر:
ومثاله: (أنت مطالب بزيادة إنتاجك)..


00000000000000


أمثلة تطبيقية

1 – حبوب الوش
2 – الوشم
3 – الصندوق الأسود


– إتاحة المجال للأسئلة حول المحاضرة خاصة والإعلام بشكل عام .

 

– وظائف التحقيق الصحفي

 

– تمهيد