… فتلك السموم تهدد وتلوث محيطنا الحيوي وتلحق الضرر بصحتنا وبيئتنا وكافة أشكال الحياة فيها .. مقالة للدكتور مجد جرعتلي

التخلص من النفايات السامة بأساليب " صديقة للبيئة "

الدكتور مجد جرعتلي

يعتبر التخلص من كافة أشكال النفايات السامة من الأمور في غاية الأهمية فتلك السموم تهدد وتلوث محيطنا الحيوي وتلحق الضرر بصحتنا وبيئتنا وكافة أشكال الحياة فيها , وتعتبر الطرق الصديقة للبيئة من أهم وأحدث الطرق التي ليس لها أي من الأثار الجانبية الضارة على الإنسان والبيئة وذلك من خلال زراعة النباتات والأشجار أوإستخدام الفلزات العضوية و المعدنية الطبيعية .

فلقد إستطاع فريق من الباحثين فى جامعة "جورجيا " إجراء أول إختبار حقلي من نوعه باستخدام النباتات و الأشجار المعدلة وراثيا وذلك في التخلص من النفايات السامة .
ولقد أدت نتائج تلك الاختبارات الى ايضاح أهمية تقنية "Phytoremediation " وهى تقنية إستخدام الأشجار والأعشاب وغير ذلك من النباتات لإزالة المواد الضارة من التربة . وأعلن " ريتشارد ميجهر Richard Meagher " أستاذ علم الجينات فى جامعة جورجيا " قائلا:

"نحن نأمل فى أن نجد فرق جوهري بالنسبة لإنخفاض مستويات عنصر الزئبق فى التربة خلال 18 شهرا ، وقد يكون هذا الإنخفاض مضاعفا " .

وقد أجرى فريق الباحثين مع " ميجهر" أول تجربة حقلية باستخدام إحدى أصناف نبات التبغ المعدل وراثيا لازالة عنصر الزئبق الشديد السمية على الإنسان والبيئة وذلك بزراعته فى أحد حقول التجارب بمدينة " نيوجيرسى " كما استخدم في تجاربه نوع خاص من الأشجار المعدلة وراثيا والتى تتميز بجذور أكبر ودورة حياة أطول مما يؤهلها لأن تكون افضل على المدى الطويل لتنظيف التربة الملوثة .

ويعتبر الدكتور "ميجهر" رائدا على مدى عقد كامل فى هذا المجال، كما أنه أول من أوضح أن هناك جين يسمى ( مير أ MER A ) يمكن إدخاله فى النباتات بواسطة مخابر التقانة الحيوية لإستخدامها فى إزالة سمية الزئبق وغيره من المواد الملوثة من البيئة .


كما توجد هنالك طريقة أخرى للتخلص من " المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية وبقايا النفط " التي تلوث التربة بإستخدام الفلزات المعدنية والعضوية الطبيعية والتي تعتبر من أهم الطرق والأساليب الصديقة للبيئة وذلك من خلال فلزات خاصة مثل ( الألغنيت واليونارديت ) وغيرهما من الفلزات الطبيعية التي تخلط مع التربة الملوثة وتتميز بتفكيكها أو ربطها للعناصر المعدنية الثقيلة والمواد الكيميائية الملوثة.

وتهدف كافة الطرق السابقة في التخلص من النفايات الخطرة إلى الجمع بين حماية صحة الإنسان وحماية البيئة معا وكافة أشكال الحياة فيها.