التطبيقات البرمجية للهواتف الذكية المرتبطة بالأتمتة المنزلية

المؤلف: نورهان باليان

منذ زمن بعيد، و الإنسان يحلم أن يكون لديه وقت فراغ أكبر لكي يقوم بما يحبه و يسعده على الصعيد الشخصي، و ذلك من خلال تسيير أمور حياته و أدائها بسهولة و سلاسة أكبر، و إتاحة فرصة أكبر بالتحكم بتفاصيل حياته التقنية عن بُعد، طبعاً و بسبب إنتشار السريع للتكنولوجيا منذ بدايات هذا القرن، أصبح هذا الشيء ممكناً و بشكل أكبر، فكانت البدايات بظهور “جهاز التحكم بالتلفزيون ((Remote Control، و الذي أعطى القدرة للمستهلكين لإنتقاء القناة التي يفضّلونها و الإحجام عن متابعة الإعلانات التي لا يرونها مهمة أو ممتعة بالنسبة لهم، و هذا أدى لنتيجة حتمية أن المستهلك أصبح له القرار النهائي في تبنّي أو نبذ أي منتج معروض بالسوق، و بعدها جائت أجهزة أكثر تطوراً مثل أنظمة الحماية المركزية للبيوت، و التي تقوم بالإتصال مباشرة، بهاتف صاحب البيت في حال حدث أي خرق في خصوصية البيت، و مع تطور صناعة الدارات و صغر حجمها، أصبح بالإمكان تصغير حجم هذه الأنظمة و جعلها متنقلة في جيوب المستهلكين، و ما نقوم بتلميحه هنا، هو الهواتف الذكية، Smart Phones ، و التي أعطت القدرة لمطوّري البرامج Developers بتصميم برامج Apps. تأخذ محل الأنظمة القديمة، مثل المقابس الكهربائية و أنظمة التحكم بالحرارة التقليدية، و التي سوف يتم التكلم عنها لاحقاً، و لكن هذه الأنظمة لازالت على قيد النشوء و لم تنضج بعد لكي تأخذ محل التقنيات القديمة، مع أنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، و السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي فائدة هذه الأنظمة التكنولوجية للسوق و الاقتصاد بشكل عام؟، و الجواب هو أنّ هذه الأنظمة و البرامج التطبيقية التابعة لها، فتحت المجال لتحقيق نسب نمو كبيرة جداً في عالم التطبيقات و الملحقات الخاصّة بها، حيث استطاعت هذه التطبيقات إنعاش عدة قطاعات سوقية خاملة و بشكل غير متوقع، و نذكر منها قطاع الأضواء المتحكمة و قطاع أجهزة تدفئة البيوت، و قطاع الأمان و الحماية المنزلية و المؤسساتية، و حالياً يتوفر في أسواق الهواتف الذكية، برامج تطبيقية مجانية يمكن تحميلها من قبل أي مستخدم، و لكن الموضوع ليس هنا مجانية التطبيق، و إنما مدى "إستفادة" المستخدم من هذه البرامج من دون أن يقوم بشراء البرامج الملحقة مع هذا البرانامج و الذي يمتد فائدته فقط للتعارف على هذه الأنظمة، و من الشركات التي تعمل الآن على هذا الأسلوب، هي شركة Creston الأمريكية، التي و التي قامت بطرح برنامجين تطبيقيين، الأول متوفر و بشكل مجاني على سوق Google Market، و ذلك لتعريف المنتج للمستخدم المستكشف للتقنية الحديثة، و الثاني مدفوع و موجّه للمستخدم الإحترافي و الذي أخذ أسمه من وظيفته ،

(Creston Mobile Pro.) و الذي يستهدف من خلاله شريحة رجال الأعمال و أصحاب الشركات الجادين في إدخال هذه التقنية إلى حياتهم اليومية حيث يترواح سعر البرنامج بحوالي 100 دولار، و من الأسماء الكبير التي أحسّت بأهمية هذه التقنية و منذ زمن مبكر، هي شركة Philips الهولندية، حيث قامت بطرح منتج
Philips Hue ) ( و الذي هو عبارة عن لمبة ضوئية يمكن التحّكم بها من خلال برنامج تمّ تنصيبه على الهاتف الذكي، و قامت شركة Samsung بطرح منتج مشابه منذ عهد قريب على نفس المنوال، و من الشركات الأقل حجماً و لكن أكثر سرعة و كفائة في تبني فكرة الأتمتة المنزلية و تطبيقها بشكل فعال و حقيقي، هي شركة Nest الأمريكية و ذلك بمنتجها Nest1 و Nest2 و الذي هو عبارة عن جهاز تنظيم للحرارة (Thermostat) منزلي قابل للتواصل مع و أخذ أوامر من الهاتف الذكي و قابل للتعلم التلقائي و قد لاقى هذا المنتج، قبولاَ كبيراً في الأسواق الأمريكية و البريطانية، و بسبب سعره المناسب و تبنيه و تجربته من قبل عدد كبير من المستخدمين، و يتراوح سعر هذا المنتج حوالي 210دولار ، و هذه سبب من الأسباب التي دفعت Google للإستحواز على هذه الشركة الصغيرة مقابل 3,2 بليون دولار في حدث صحفي شهير. و أخيراً من الشركات التي بقوة لهذا القطاع الواعد، هي شركة
Belkin و التي قامت بطرح منتجها الثوري Wemo Light ، و الذي يتراوح سعره ب50 دولاراً فقط، و هو عبارة عن مقبس كهربائي Switch، يتم وصله بالمأخذ الكهربائي و الwifi مباشرة و في نفس الوقت، و يتيح للمستخدم التحكم الوظيفي الكامل بالأجهزة الكهربائية المربوطة به، مثال: السخان الكهربائي.

و نكون بهذا الشكل قد أنهينا العرض لكم عن آخر تطورات "سوق برامج الأتمتة المنزلية" و أوضحنا مدى أهمية هذا السوق لما يمثلّه من فرصة كبيرة ليس فقط للبرامج و إنما للأجهزة الكهربائية التي تعمل معه،و التي لم يتم إستثمارها بعد إلا من قبل حفنة قليلة من الشركات الصغيرة منها و الكبيرة، و بطريقة لم تعطي الإهتمام الكامل لإمكانات هذا السوق و بشكل كامل.