أقامت مديرية الثقافة في حلب وبالتعاون مع مجلس مدينة حلب والجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بتاريخ 8/1/2012 محاضرة تحت عنوان “الحوار ثقافة وأخلاق”، حيث كانت المحاضرة بحضور الدكتور محمود عكّام مفتي حلب والقس إبراهيم نصير وبالدكتور حسام الدين خلاصي.

 

 

 

  
أقامت مديرية الثقافة في حلب وبالتعاون مع مجلس مدينة حلب والجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بتاريخ 8/1/2012 محاضرة تحت عنوان "الحوار ثقافة وأخلاق"، حيث كانت المحاضرة بحضور الدكتور محمود عكّام مفتي حلب والقس إبراهيم نصير وبالدكتور حسام الدين خلاصي.

وفي البداية كانت كلمة الأستاذ عبد القادر بدّور:

• في البدء كانت الكلمة , تعالوا لنتكلم , تعالوا لنتحاور , ولكن كيف ومتى وبأي أسسٍ ومعايير .
• أيها السيداتُ والسادة أسعدَ الله أوقاتَكم بِكلِّ خيرٍ ومحبّةٍ , باسمِ الجمعيّةِ العربيّةِ المتّحدةِ للآدابِ والفنونِ وباسم مجلس مدينة حلب وباسمِ مديريةِ الثقافةِ بحلب , أرحبُ بكم أجملَ ترحيب في هذه الندوةِ الفكريةِ التثقيفية " الحوار ثقافة وأخلاق " ضمنَ فعالياتِ البرنامجِ الثقافي للجمعيّةِ العربيّةِ المتّحدة , الذي يُقَامُ بالتعاونِ مع مديريةِ الثقافةِ بحلب .
ما هو الحوار , وهل له أنواع , ومن هم الأطرافُ المتحاورة ؟ هل الحوارُ دخيلٌ على ثقافتنا حديثاً ؟كيف نقيّم نظرةَ المجتمعِ السوري للحوار وهل تختلفُ النظرةُ للحوار في المجتمعات الأخرى ؟ ما هي متطلباتُ حالةِ الحوارِ وهل يرتبطُ بأخلاقٍ عالية ؟ هل يمكنُ أن نضعَ الحوارَ السياسي في الأولويات ؟ ما دورُ الأسرةٍ والدولةِ في تنشيطِ الحوار ؟ وما علاقةُ الأديانِ به ؟
• أسئلةٌ وأفكارٌ كثيرةٌ نطرحُها في هذه الأمسية , وللوقوفِ على تلك النقاطِ وتسليطِ الأضواءِ عليها , اسمحوا لي أن أدعو السيدين المشاركين في هذه الندوة .
1. حاصلٌ على شهادةِ الدكتوراه في الفكرِ الإسلامي السياسي من السوربون – أستاذٌ محاضرٌ في كُليتي الحقوق والتربية بجامعة حلب – صدرَ له ما يزيدُ على خمسةٍ وثلاثين كتاباً في الفكرِ والفقه الإسلامي مفتي محافظة حلب – عضو اتحادِ الكتاب العرب- عضو لجنةِ الفتوى في شبكة islamonline- له مشاركاتٌ عديدة في البرنامج الثقافي للجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون – وهو عضو شرف في الجمعية العربية المتحدة , رحبّوا معي بالدكتور محمود عكام . 2. حاصلٌ على بكالوريوس في علمِ اللاهوت من كليةِ اللاهوت للشرق الأدنى في بيروت , خدم كراعي مشاركٍ في كنيسةِ السريان الإنجيلية بحلب بين عامي 1997 – 2008, عضو مؤسس في ملتقى المواطنة والانتماء , وهو الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية العربية بحلب , رحبوا معي بالقس نصير إبراهيم عبد الكريم نصير . 3. حاصلٌ على دكتوراه بالعلوم الزراعية من بولونيا , أستاذٌ في كلية الهندسة الزراعية بجامعة حلب , شاعرٌ ينشر أعماله في الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية والمنتديات , له مشاركاتٌ عديدة في البرنامج الثقافي للجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون معداً ومحاوراً ومديراً للندوات – وهو عضو في مجلس إدارة الجمعية العربية المتحدة مسؤول الثقافة , رحبوا معي بالدكتور حسام الدين خلاصي.   أيها السيداتُ والسادة : أذكّرُ بالفعالياتِ القادمةِ ضمنَ البرنامجِ الثقافي للجمعيةِ العربيةِ المتحدة بالتعاونِ مع مديريةِ الثقافةِ بحلب :
الأحد/22/1 عرض مسرحي شبابي " صور " فرقة تراكم المسرحية

الاثنين /23/1 راحلون باقون في الذاكرة
"الأديب:عبد الله يوركي حلاق" الأدباء: رياض حلاق – جورج مرياتي – ديمتري حاتم – تقديم: أ.عبد القادر بدور
الثلاثاء/24/1 ندوة:"الأزياء السورية بين الفلكلور والمعاصرة" السيدة:سهى شويحنة-يديرالندوة:أ.عبدالقادربدور
الأحد/29/1 أمسية غنائية طربية مطربو الجمعية وفرقتها الموسيقية

عبد القادر بدّور
رئيس الجمعيّة العربيّة المتّحدة للآداب والفنون

وقد تناولت المحاضرة جوانب مهمة من الحوار وصفاته بالإضافة إلى دواعي الحوار والشروط الواجب توافرها في المتحاورين، يقول الدكتور محمود عكام:

صراحة إنّ من أشكل المشكلات هو توضيح الواضحات، فنحن نريد الحوار ونبتغيه ولكن يا ترى هل نحن الآن نتطلّع للحوار تطلّع الضعيف ليتمكن أم تطلّع القوي من أجل أن يستعلي أكثر؟، وأعتقد أنه من حقنا أن نتساءل هكذا لأن الحوار اليوم أصبح مرشحاً على أن يكون علماً، والحوار بطبيعته يتصف بثلاث صفات أول هذه الصفات هي "النظافة" أي لا فحش فيها ولا سب ولا شتم إذ ليس المؤمن بالطعان واللعان ولا البذيء، وثانيها "الحرية" أي لا تتصف إلا بالحق فكلمة الحوار ليست حزبية وعندما تتحاور فإنك يجب أن تخلع ثوب الحزبية لأنك إن حاورتني وأنت حزبي سواء كان حزبك حاكماً أو لم يكن فإنك وقتها ستكون منحازاً بطريقة أو بأخرى لذلك يجب أن تعلن انتماءك للخصم فقط دون غيره، أما الصفة الثالثة للحوار فهي أن تكون "بناءة" ويكون له هدف.

أما عن تعريف الحوار وكونه ثقافة دخيلة على مجتمعنا أم موجودة فيه منذ الأزل، قال القس إبراهيم نصير:

 الحوار اصطلاحاً هو مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين، وقد عرّف الحوار بأنه تداول في الكلام بطريقة متكافئة لا يستأثر أحدهما على الآخر بل يغلب عليه الهدوء ويكون بعيداً عن الخصومة والخلاف، وأظن أننا نحن من صدّر الحوار إلى الأمم لسبب بسيط جداً هو أنّ الأديان السماوية والإبراهيمية قد نشأت في هذه البلاد وعندما خلقنا الله قال الله في نفسه "لنخلق الإنسان على صورتنا" أي على مثالنا، وفي الخلق الله حاور الإنسان وأعطاه مكانة، فقال: "آدم..آدم أين أنت" وبهذا الحديث مع آدم فإن الله قد خلق الحوار، وباعتبار أننا أرض الأديان السماوية فإن الحوار نشأ من عندنا، ومن هنا يمكننا القول أن الحوار ليس ثقافة مستوردة وليس حالة دخيلة على مجتمعنا، في الحقيقة الحوار هو جزأ أساسي من صفات خلقنا وكينونتنا، وثانياً فإن الإنسان خلق كائناً اجتماعياً ولم يخلق ليعيش وحيداً وبما أنه كائن اجتماعي فمطلوب منه أن يتحاور ويعايش الكائن الآخر في هذه الخليقة، والحوار هو إحدى وسائل التواصل مع الذين يحيطون بنا، لذلك أقول أننا لا نستطيع أن نكون بشراً إن لم نتحاور ونتواصل.

أما الدكتور حسام الدين خلاصي فقال:

نحن مجتمع صراحة قد فقد سلوكيات الحوار بالمطلق، وأحياناً يتهيأ لنا في بعض الجلسات الرسمية والاجتماعات والصالونات الأدبية بأننا نقوم بالحوار ولكن في الحقيقة هذا ليس بحوار وإنما هي حالة مصطنعة تماماً.

ونحن في سورية أعتقد أنه من الأولويات هو الحوار الديني قبل الحوار السياسي، فنحن بحاجة إلى إطلاق في الفكر الديني قبل الإصلاح في الفكر السياسي، فإن تحاورنا دينياً نستطيع أن نصل إلى كافة أنواع الحوارات الأخرى، فوقتها سيتم إلغاء كافة الإطارات المخيفة وستكون كافة المداخل مفتوحة لباقي الحوارات،

من جانبه أوضح الدكتور حسام الدين أن الحوار منظومة سلوكية يجب أن تشمل مختلف نواحي الحياة ومفاصلها مهما كانت بسيطة, لذا لابد من هدم جميع الفوارق والحواجز بين البشر بمختلف أطيافهم، مشيراً إلى أنّ مفاهيمه موجودة في المجتمع السوري منذ الأزل إلا أن الحاجة إليها برزت حالياً أكثر من أي وقت سابق، لافتاً إلى وعي الشعب السوري وقدرته على امتلاك ناصية الحوار بمختلف جوانبه واتجاهاته.

  أغيد شيخو_ عالم نوح