الدراما السورية رمضان 2014
- يوليو 20, 2014
- 0
زكريا محمود ـ عالم نوح
حلب
رغم الأحداث الأخيرة التي ألمت في البلاد منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات، لم تتوقف الدراما السورية عن ضخ دمائها في عروق الدراما العربية.
زكريا محمود ـ عالم نوح
حلب
رغم الأحداث الأخيرة التي ألمت في البلاد منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات، لم تتوقف الدراما السورية عن ضخ دمائها في عروق الدراما العربية. لا بل كانت حاضرة كمنتج قوي في سوق الفن التلفزيوني ووجبة دسمة في الموائد الرمضانية. وعلاوة على تاريخها المنير لم تتراجع عن استكمال صناعة مستقبلها في ظل هذا الحين المريب.
إذ أينعت هذا العام بثلاثين مسلسل تلفزيوني حائر بين الماضي والحاضر. منها ما تناول البيئة الشامية في أوائل القرن الماضي القائم آن ذاك على الصراع مع الفرنسي المحتل متضمنة حبكات درامية وإنما بمزيد من الاقتتال طمعاً في الجذب والمتابعة.
ومنها من عاصر الواقع شبه المعاش على مستويات عديدة بين الواقع والوقائع الملمّة بمختلف الطبقات الاجتماعية. ومنها أيضاً من انطلق باتجاه القصصية في سرد وسبر أحداث لم تكن. إنما يراد بها الوصول بالمشاهد نحو الاستمتاع والفائدة وما هما إلا الأمران المرجيان حصولهما من هذه الذائقة.
وقد تبّدى هذا العام بشكل واضح، العمل العربي المشترك الممتزج بين الإنتاج والتمثيل وتبادل العناصر الفنية. فسابقاً عن سابقاتها سجل الممثل السوري حضوراً لافتاً وملفتاً في أغلب المسلسلات الرمضانية.
وفي هذا السباق الفني المنفلت الأبعاد على مساحات واسعة وبجميع الاتجاهات، كان من الملاحظ تواجد عدد من المسلسلات اتسمت بجرأتها الدرامية ومشاهدها الحمراء وحواراتها الساخنة متجاوزة خطوطا كانت محرمة أو بعيدة عن شاشاتنا العائلية الرمضانية في السنوات الماضية. وكأن حديث البلد بات متمحوراً حول أمرين فقط أولهما حب وثانيهما حرب.
غياب الكوميديا أو حالة (الكسوف والخسوف) التي تقمصتها تجلت أيضاً هذا الموسم في انحسار إلا قاب قوسين أو أدنى. لتصير لنا بحد ذاتها تراجيديا مضافة إلى رمضاننا الفضيل.
ومن التميّز البادي هذا الموسم أيضاً اتخاذ بعض المخرجين منحى جديد في الرؤيا الإخراجية وذهابهم بعيداً في إضافة لسمات من الملامح الصورية السينمائية وقربهم جداً من التصوير السينمائي ما أدى إلى انغماسهم المطلق في الإبداع لخلق مشاهد أكثر تأثيراً عبر حداثة الفكرة والأداة في محاولة للحاق بالدراما المصرية التي قطعت أشواطاً طويلة في هذا المجال.
وفي سياق متصل باتت هذه الجولة الرمضانية متنفساً وحيداً لإيجاد سلم سلس الصعود للمواهب الجديدة إلى الساحة الفنية وطريق معبدة نحو النجومية بكل أدواتها الفنية والجمالية.
إلا أنه لابد من الاعتراف أن هذا الموسم اتسم عامة بصفة البحث عن الذات وضياع الشخصية الدرامية السورية نتيجة المفارقة الكبيرة بين الرسالة والمضمون في ظل التغييرات والتحولات الكبيرة التي أصابت وتصيب المجتمع السوري بشكل عام. الأمر الذي أسهم في انشاء تباعد كبير بين الشاشة والمشاهد ولكن من وجهة نظر ثانية نجد بأنها حصيلة عالية الجناح في وضع حد للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتجاوز للمحن والانطلاق نحو آفاق أخرى.