هي ناشطة في مجال حقوق المرأة ولها كثير من الاجتهادات التي غيرت بعض مواد قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة. تؤمن أن العمل ليس غاية أو هدف إنما هو جزء من شخصية المرأة.. أجرت اللقاء الأستاذة سمر وعر

دمشق ـ  سمر وعر

        

 

 

د.كندا الشماط : العمل حق للمرأة وضروري وأساسي لبناء شخصيتها وممارسة دورها بالمجتمع

هي أول محامية سورية؛ من ريف دمشق، تحصل على الدكتورا باختصاص القانون المدني، من مواليد 1973 حبها للقانون وتوعية الآخرين بما يحيط بهم وضرورة تعرفهم على حقوقهم لاسيما المرأة جعلها تبتعد عن ممارسة المحاماة والاتجاه للتدريس في جامعة دمشق (كلية الحقوق ) لتكون أختا وأما للشباب الذين هم أمل هذا الوطن.

هي ناشطة في مجال حقوق المرأة ولها كثير من الاجتهادات التي غيرت بعض مواد قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة. تؤمن أن العمل ليس غاية أو هدف إنما هو جزء من شخصية المرأة.
مثقفة متواضعة هاجسها في الحياة أن تحصل المرأة على مكانها الطبيعي في المجتمع وأن تثبت بجدارة أنها قادرة على النجاح والتميز..

إنها الدكتورة كندا شماط واحدة من النساء السوريات اللاتي أثبتن وعبر التاريخ حضور المرأة السورية وتفوقها التقيناها وكان حوارنا التالي.


بداية حبذا لو نتعرف إليك ؟

نشأت ضمن أسرة مكونة من أم وأب حقوقي وخمسة بنات أنا أكبرهم وشابان وجميعهم جامعيين والبعض منهم تابع الدراسات العليا في اختصاصات متعددة

كان حلمي أن أتابع دراستي في اختصاص الطب والهندسة ولكن مجموع العلامات التي حصلت عليها في الثانوية العامة لم تؤهلني لذلك, والدي رحمه الله شجعني على دراسة الحقوق مع أنني لم أكن أتخيل نفسي ذات يوم أنني سأدرس هذا الفرع مع العلم أن والدي حقوقي وأذكر أنه أول مرة قرأت بها كتاب بالحقوق كان عمري ثلاث سنوات ونصف والدي حفزني على الدراسة لقناعته أن الشخص القانوني يستطيع معرفة كل شيء ومجال الحقوق هو مجال رحب وكان له الفضل خلال سنوات الدراسة الأربعة حيث كان يقوم بشرح الكثير من البحوث لي وأنا بصراحة أقول أنني أدين بالفضل لأي شيء حققته خلال مراحل حياتي لوالدي ونحن دائما نقول ونؤمن بحقيقة ضمن الأسرة وهو عكس ما بأن أفضل من يربي البنت ويوجهها وينمي شخصيتها هو والدها وليست والدتها.


لماذا لم تمارسي المحاماة كمهنة بل عملت في مجال التدريس بجامعة دمشق ؟

في الحقيقة وبعد حصولي على الشهادة الجامعية طرحت أمامي خيارات كثيرة للعمل في وزارة الخارجية أو المحاماة أو القضاء ولكن والدي شجعني على متابعة الدراسة والحصول على الدكتورا وأود القول صحيح أن المحاماة والقضاء يوفرون للإنسان التعامل مع الغير وأنا أحب هذا الموضوع ولكن فكرة أن تربي جيلاً وليس أن تعلمه فقط هي أهم لاسيما أن فئة الشباب هي فئة مهمة وصحيح أن هؤلاء الشباب يمكنهم الحصول على المعلومات من أي كتاب لكن ما يمكن أن أقدمه لهم كأخت كبرى أو أم فهذا أهم بكثير من عملي كمدرسة لذلك أحببت التدريس.

 
لماذا اخترتي اختصاص القانون المدني ؟

صحيح أن هذا الاختصاص هو صعب لكني وجدته أفضل كتحدي لي كسيدة، وكم هو رائع هذا التحدي وأعود لأقول أن الفضل كله يعود لوالدي حيث كنت أتناقش بكل شيء وكان يقول لي يمكنك أن تمارسي المحاماة لكن عليك أن تهتمي بشيء يحقق لك الطموح الذي تحبينه وتحملينه بداخلك وحقيقة وجدت فيما بعد أن لدي القدرة للعمل في المحاماة مع متابعة الدكتورا ولكني وجدت نفسي في العمل مع المرأة وتقديم المساعدة لها وهو أهم عندي من عملي بالمحاماة كمهنة للرزق أو لتحقيق نجاح فيها وحقيقة هذا ما فعلته بعد أن حصلت على الدكتورا.

 
كيف تنظرين لوضع المرأة السورية ؟

بصراحة يمكننا القول أن المرأة السورية وصلت للقمة من الناحية السياسية سواء من نواحي صنع القرار، تمثيلها بالوزارات، و لايهم العدد المهم أن السيدة السورية بدأت من عام 1970 الظهور في المواقع السياسية وكان حقها في الترشيح والانتخاب موفر حيث دخلت مجلس الشعب وغيره من المناصب السياسية ولكن مع الأسف بقيت مشكلة المرأة من الناحية الإجتماعية فبعض مواد قانون العقوبات بقانون الأحوال الشخصية مازالت متأخرة حيث لايمكننا مقارنة درجة التمكين السياسي للمرأة بدرجة التمكين الاجتماعي و القانوني فنحن نجد فجوة كبيرة وواسعة بين هذين الأمرين وهذا أمر مستغرب، ما نعرفه أن النظام السياسي بسورية يدعم المرأة لأقصى الحدود والدليل على ذلك أن الدستور السوري الذي صدر عام 1973 وهو مطبق وحتى ضمن الخطة الخمسية العاشرة وحاليا الخطة الخمسية الحادية عشر والتي تتوجه لإدخال مفهوم الجندر ببنودها وبالتالي عندنا ستين مشروع موجهين للمرأة والرجل .

أما من الناحية الإجتماعية مازالت المرأة السورية تعاني الكثير ربما هي على أرض الواقع استطاعت أن تحقق خطوات للأمام لكن تبقى العادات والتقاليد ترجع بها إلى الخلف وفي أي لحظة حتى ولو كانت أستاذة جامعية أو طبيبة أو قاضية فالنظرة إليها ماتزال على أنها إمرأة لديها بعض الإشكاليات في شخصيتها تعيدها في عملها للخلف ولاتجعلها تتقدم للأمام.

برأيك هل استطاعت المرأة ورغم حصولها على المناصب والمهام المتعددة أن تثبت حضورا ندا للرجل في المجالات التي وصلت إليها ؟

استطاعت السيدة السورية أن تثبت نفسها بجدارة كمنافسة للرجل في كل المهام والمسؤوليات التي أوكلت إليها بالمقابل نجد أن بعض السيدات لم تستطع وبالرغم من أنها وصلت لدرجة أكاديمية أو علمية لأباس بها أن تحقق وجودها بهذ العمل كإمرأة وهذا يرجع إلى البيئة التي أتت منها كما ويرجع ذلك للمكان الذي تعمل فيه ومع الأسف نجد أن هذه المنافسة لاتزال موجودة وإن كنت في بعض الأحيان أقول وأنا آسفة (أن المرأة عدو المرأة ). لكن هذا ما تعاني منه السيدة إجمالا فأنا عندما أسمع أن امرأة وصلت لموقع سياسي أو موقع صنع قرار أكون مسرورة لأنها تمثل المرأة السورية لكن البعض من السيدات ومع الأسف يجدن في ذلك منافسة لهن وأنا أقول أن المجال مفتوح للجميع وكلنا نستطيع أن نصل .
ماهي أهم النقاط التي عملت عليها من أجل المرأة؟

عملت على مجموعة من مشاريع القوانين مع الإتحاد النسائي في سورية منها مشروع (صندوق النفقة )الذي أعيد إحياءه اليوم وسيتم إصداره عما قريب برعاية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد كما طرحت مجموعة من التعديلات على المحاكم الشرعية لتحسين آلية عملها وقد تقترب من مفهوم محاكم الأسرة الموجودة في مصر أو تونس إضافة للعديد من ورشات العمل والدورات التدريبية على اتفاقية (سيداو) البعض منها مع مجلس كنائس الشرق والآخر مع الإتحاد النسائي والهيئة السورية إضافة لبعض الدراسات التي هي قيد الإنجاز عن واقع جرائم الشرف في سورية بين الإتحاد النسائي ومنظمة اليونفيل كما يوجد مشروع الخدمات الإجتماعية وهو مشروع هام يقوم على إحلال العمالة الوطنية للمربيات السوريات محل المربيات الأجنبيات وقد بدأت الدورات في محافظات القطر السوري لذلك لتعريف كوادر النساء بأهمية هذا المشروع واعتقد بأننا نعمل بجد ربما للنهوض بالمرأة ولتغيير الواقع الاجتماعي لها رغم أنه يتطلب فترة طويلة .

أما ما يتعلق بالطفل والعنف الأسري لدينا مجموعة من الإشكاليات أولا التشريعات المتعلقة بالطفل كالتشريعات المتعلقة بالمرأة موجودة بقانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات وإن لم تكن في كثير من الأحيان تتجه بشكل مباشر إلى ما يسمى بتشريع الطفل فهناك عقوبات على كل الجرائم الجنسية المرتكبة على الطفل وتشديد العقوبة أيضا لجرائم الطفل ولكنها ليست مخصصة للعنف الأسري.

 هل أنت مع عمل المرأة وبرأيك هل يؤثر عملها على دورها كأم ؟

طبعا عمل المرأة ليس غاية أو هدف وإنما هو جزء من شخصيتها فتخيلي أنها تدرس وتحصل على الشهادات العليا ومن ثم نقول لها اجلسي في البيت البعض يعتقد أنه عندما نقول للمرأة أنه يجب عليها أن تخرج للعمل أن القصد من ذلك هو أن تعمل لمجرد العمل ولكن العمل حق من حقوقها وما زلنا ضمن نطاق تكافئ الفرص فإذا كانت كفوءة لهذا العمل فلتمارسه.

ما رأيك بمشروع سيدات الأعمال في سورية، وهل استطاعت المرأة أن تترك بصمتها كما رجال الأعمال؟

عندما دخلت السيدة السورية هذا المجال الصناعي والتجاري حيث أن المنافسة بين الرجال في هذا المجال تكاد تقضي على البعض فكيف إذا كانت سيدة , ما أراه حقيقة أن السيدة السورية في مجال الأعمال استطاعت قطع أشواط ولكن لاننسى نظرة المجتمع لهذه السيدة إذا كانت بمنشأة وكلها رجال وربما أبسط موظف يرفض أن يأخذ أوامره من امرأة فهي استطاعت أن تتحدا المجتمع وأن تتحدا المنافسة التي تأتيها ضمن النطاق الذي تعمل فيه وأن تثبت نتائجها إذا هي قامت بثلاثة أدوار وهذه الأدوار ليست سهلة.

 كلمة تودين قولها للمرأة بشكل عام والمرأة السورية بشكل خاص ؟

حقيقة أتمنى للمرأة أن لايبقى مجال أمامها إلا وأن تدخله وللمرأة السورية أقول:  حققتي الكثير، اعملي أكثر ربما نصل لتغيير وتعديل هام لقانون الأحوال الشخصية لأنه هاجسنا الأول والأخير