الصحفي شادي نصير عن الروائي الدكتور الكسندر بخعازيي: روائي متميز له خصوصيته في الكتابة، حيث يبحث في تفاصيل الواقع ويغوص في أدقها ناقلاً إياها على صفحاته البيضاء وراسماً عالماً أخاذاً مليء بالحياة والتناقضات اليومية لأي إنسان،

الدكتور الكسندر بخعازي ومأزق الآلهة


لقاء مع شادي نصير ـ عالم نوح


أصدر الدكتور الكسندر بخعازي خمس روايات على التوالي: "مأزق الآلهة"، "الخروج من النفق"، "المهاجرة"،"المرسى الضائع"، "وشوشة بين قايين والشيطان" وهذا الكم من الإصدار المتميز للرواية السورية يضعنا أمام روائي متميز له خصوصيته في الكتابة، حيث يبحث في تفاصيل الواقع ويغوص في أدقها ناقلاً إياها على صفحاته البيضاء وراسماً عالماً أخاذاً مليء بالحياة والتناقضات اليومية لأي إنسان، وقد كان لموقع عالم نوح هذه الوقفة مع الأديب الكبير الدكتور الكسندر بخعازي.


*أين كان الأديب بخعازي قبل رواية "مأزق الآلهة"؟

الرواية ليست وقت مستقطع، بل هي الوقت كله، وعندما وجدت أن مخزون ذاكرتي أصبح مليء بتفاصيل المجتمع والناس، والبيئات، وحتى الروح التي تخص كل شخصية أريد أن أكتب عنها، قررت أن أتقاعد من مهنة طب الأسنان، وبدأت بترتيب أوراق ذاكرتي ونسجها كما ينسج النوال المتمكن من أدواته، وترجمتها على الورق عبارات شكلت رواياتي التي تعكس صورتي ونظرتي عن الواقع، وتختلف عما يرسمه الروائيين العرب.

*أغلب الروايات السورية تدخل في تفاصيل تضعها ضمن الرواية الشعبية، هل ترى أنها اليوم بدأت تخرج من فلك الرواية الشعبية؟

أضف إلى أن الرواية السورية هي لا تزال رواية شعبية، هي رواية بكائية، حيث لا يوجد رواية سورية استطاعت التملص من "الحدوتة" الشعبية، ولا يزال الكاتب يكتب البكاء ويعيش على الأطلال، فهو يبكي نفسه قبل أن يبكي أبطاله، وهذا ما يجعل الرواية السورية لا تستطيع التقدم ولا تستطيع المنافسة في الحياة الأدبية العالمية.

*هل تعكس الرواية الواقع الشخصي للكاتب؟

إن ما تجيش به نفس الكاتب ولا يستطيع أن يعبر عنه، يُضمنه لأبطال الرواية لذلك فهي تعكس الواقع الشخصي له وللمواطن العربي الذي ينتمي إليه، من حيث بؤسه أو خروجه عن المألوف في علاقاته الاجتماعية، ومع تشعب الشخصيات، ولكنها في الحقيقة نفسية شخص واحد هو الراوي "الكاتب" وها يختلف عما تجيش به نفسية الكاتب الغربي الذي تخلص من عقد ودور الرجل الشرقي الذي لا يزال يرى أم المرأة دائماً تحته في السلم الاجتماعي، ولهذا السبب لا تزال الرواية السورية والعربية تعكس صورة الكاتب نفسه وليس مجتمعه.

*هل تفاصيل الرواية العربية مرتبطة بشكل وثيق بواقع الناس؟

للأسف ما يكتب ضمن الرواية السورية والعربية ليس له علاقة بالواقع الحياتي للمواطن في أي مكان من الوطن العربي، هناك كثير من الأدباء لا يزالون يكتبون عن القرى كما كانت في منتصف القرن الماضي، وهذا كلام غير مقبول اليوم لأن الواقع اختلف كثيراً، والمشاركة في التفاصيل الدقيقة لأي مجتمع، هو من ينقل حقيقة وواقعية المجتمع إلى أوراق الرواية.

*تكتب في رواياتك ضمن مواضيع جدلية، حدثنا حول ذلك؟

في الرواية العربية لم يكتب حول طريقة النقد وخصوصاً فيما يتعلق ببعض الأشخاص المهمين في الفن أو الأدب وهذا ما قمت به من خلال المدح والنقد الخاص بالمدح مع أن المواضيع الجدلية كثيرة، لكنها غير مدروسة ولا تناقش من الجوانب التي تخصنا كشعوب، ففي غالب السياق الذي أراه بين الروائيين الحديثين، هناك عرضاً يتخلله أفكار قليلة أو معدومة، والمكون الأساسي هو السرد الغير مهم، والذي لا يعطي قفزة نحو الأمام.

*هنا استشف من حديثك أن الرواية السورية والعربية تفتقر إلى هدفها كرواية؟

لا تزال الرواية بعيدة عن الهدف الروائي من الكتابة، فإذا لم يستطع الروائي إن يقدم أي شيء للقارئ .. يجب إن يتوقف عن الكتابة. الأدب يخُسر الكاتب لهذا يجب عدم التلاعب به أو الإساءة له.

*هل أنت مع مصطلح الأدب النسائي؟

هذا السؤال يطرح نفسه دائماً في عقل كل المجتمع المثقف، من أوجده، كيف نظم وطرح كمصطلح، لماذا يكون هناك رواية نسائية ورواية رجالية في التقسيم العام؟

بالنسبة لي، أرفض هذا المصطلح، فهذا يحط من قدر المرأة ككاتبة، وكمبدعة وهناك روايات كتبتها نساء هي أكمل وأنضج من حيث الطرح والشخصيات والموضوع، وللأسف كل هذا يتأثر بالعقلية الذكورية التي لا تزال تتحكم بمصائرنا في مختلف جوانب الحياة، حتى في أبسطها وأقلها أهمية.

لقاء وتحرير شادي نصير ـ موقع عالم نوح