الدكتور محمد علي حورية
- أبريل 21, 2011
- 0
لكلِّ مجتهدٍ نصيب , ومن جَدَّ وصَل , ففي 28 آب 1979 عُيِّنَ رئيساً لجامعةِ حلب ليتابعَ نشاطَه العلميَّ والمهنيَّ والإداريَّ بكلَّ ثِقَةٍ وثبات , كان يعَمَلُ جاهداً على إرساءِ الأرضيةِ المتينةِ لتطويرِ الجامعةِ في كلِّ المعايير , فعَمِلَ على تَشييدِ المباني الجامعيةِ مِن كُلياتٍ وسَكنٍ جامعي للطلابِ فكانت الحاجةُ الماسةُ لافتتاحِ كلياتٍ ومباني جديدةٍ ومختبراتٍ حديثةٍ للعملِ على التطويرِ العلمي
الجمعيّة العربيّة المتحدة
للآداب والفنون
حلب
تأسست عام 1959
عبد القادر علي بدّور
رئيس الجمعيّة العربيّة المتّحدة للآداب والفنون
البرنامج الثقافي للجمعيّة العربيّة المتّحدة للآداب والفنون – جامعة حلب 2010/2011
وقد قدّم الأستاذ عبد القادر بدور شخصية هذا الشهر كالآتي؛ علما أنه اختصر وكما نوّه بذلك نظراً لضيق الوقت:
شخصية خاصة
الدكتور محمد علي حورية
الأربعاء 20/4/2011
وشخصيّتُنا الخاصةُ : الأستاذ الدكتور محمد علي حوريّة .
إنه ذلك الرجلُ الوطنيُّ المثقّفُ المفكِّرُ , المهنيُّ الاجتماعيُّ السياسي .
• هو محمد علي حورية بن عبد القادر , ولِدَ في اللاذقية في 19/7/1934في التاسعِ عشر مِن شهرِ تموز مِن عامِ أربعةٍ وثلاثينَ وتسعِمئةٍ وألف .
• عام 1952 نالَ الشهادةَ الثانويةَ , وأضطرَّ للعملِ أعمالاً بسيطةً مختلفةً خلالَ دراستِه لمساعدةِ أهلِه , فوالدُه ضابطٌ متقاعدٌ , فكانَ يُعِيلُ نفسَه بنفسِه , مما اكسَبَه خُبراتٍ جديدةً ومُتنوعةً في حَياتِه العمَليةِ .
• عام 1957 حَصَلَ على إجازةٍ في العلومِ الكيميائيةِ وفي عام 1959حَصَلَ على دبلوم في التأهيلِ التربوي من جامعةِ دمشق.
• استفادَ مِنْ مِنحةٍ دراسيةٍ للتخصّصِ في الكيمياءِ العضويةِ الصناعيةِ في الأكاديميةِ الملكيةِ البريطانيةِ للعلومِ والتكنولوجيا بجامعةِ لندن وهي ثالثُ جامعةٍ ضِمنَ التصنيفِ العالمي للجامعاتِ في العالمِ فحَصَلَ على درجةِ الدكتوراه في الكيمياءِ العضويةِ الصناعيةِ من تلك الكليةِ عام 1961,كما تخصَّصَ في تحطيمِ الجزيئاتِ بالإشعاعِ.
• عام 1961 تزوَّجَ من السيدةِ ميلاء الجابري ورُزِقَ ولدان : مجد وسوزان وكانَ و زوجتُه مدرسةً لهما في حُبِّ العلمِ والمجتمع .
• 1966عادَ مِن الإيفادِ إلى جامعةِ حلب وعُيِّنَ مُدرِّساً في كليةِ الهندسةِ المدنيةِ حتى عام 1967 وكان مكتبُه مفتوحاً للطلابِِ وكان قريباً منهم وقد أزَالَ الحاجزَ بينَ الطالبِ والمدرِّسِ , كان محمد علي حورية شاباً مندفعاً عائداً بجِدٍ وحَيَويةٍ واندفاع .
• 1968 تسَلَّمَ مَهامَ عميدِ كُليةِ الهندسةِ الزراعيةِ حتى عام 1975, عَمِلَ خلالَها على تطويرِ الكليةِ من حيثُ المبنى والمختبراتِ والتجهيزاتِ والمكتبةِ , إيماناً منه بأنَّ تطويرَ الأدواتِ أساسُ التطويرِ العلمي وأساسُ تطويرِ الأشخاصِ , وأنَّ التطويرَ في المجتمعِ واجبٌ على كلِّ الشرفاءِ في الوطنِ وخاصةً إذا كانوا في مواقعِ صناعةِ القرار , وهنا بدأتْ شخصيةُ محمد علي حورية بالتبلورِ وفِكرُهُ البناءِ بالنضجِ ودرجةُ الحِسِّ الوطنيِّ تَعلو وإحساسُه بالمسؤوليةِ ينمو أكثرَ فأكثر .
• عضو عامل في حزبِ البعثِ العربي الاشتراكي منذ عام 1975 , وعضو في المؤتمرِ القطري العاشرِ للحزب.
• 1975 عُيِّنَ وكيلاً لجامعةِ حلب للشؤونِ الإداريةِ والطلابيةِ , ثم تمَّ تعديلٌ بتسميتِه نائبَ رئيسِ الجامعةِ وقد كانَ الدكتور أحمد يوسف الحسن رئيساً لجامعةِ حلب آنذاك , فتابعَ الدكتور حورية عزمَه كما بدأ, بكلِّ جِدٍّ وإخلاصٍ ومحبةٍ , فالقِيَمُ والمبادئُ التي نَشَأ عليها الدكتور حورية تجعَلُ منه رجلاً لكلِّ زمان في أيِّ مكان .
• لكلِّ مجتهدٍ نصيب , ومن جَدَّ وصَل , ففي 28 آب 1979 عُيِّنَ رئيساً لجامعةِ حلب ليتابعَ نشاطَه العلميَّ والمهنيَّ والإداريَّ بكلَّ ثِقَةٍ وثبات , كان يعَمَلُ جاهداً على إرساءِ الأرضيةِ المتينةِ لتطويرِ الجامعةِ في كلِّ المعايير , فعَمِلَ على تَشييدِ المباني الجامعيةِ مِن كُلياتٍ وسَكنٍ جامعي للطلابِ فكانت الحاجةُ الماسةُ لافتتاحِ كلياتٍ ومباني جديدةٍ ومختبراتٍ حديثةٍ للعملِ على التطويرِ العلمي , وتماشياً مع عددِ الطلابِ المتزايد , كما كانَ يُصِرُّ على إحداثِ المزيدِ من التخصصاتِ , وإيفادِ العديدِ من المعيدينَ للبعثاتِ العلميةِ للتخصصِ خارجَ القُطرِ, كانتِ الأحلامُ كبيرةً والطموحُ أكبرَ, وكانَ يتحقَّقُ بعضٌ منها بتسريعِ الإيفادِ حيثُ كانَ هناك العديدُ من العقباتِ الماليةِ والإدارية لذلك ,كارتفاعِ تكاليفِ الدراسةِ خارجَ القُطرِ وحَظرِ بَعضِ التخصُّصاتِ علينا من الخارج .
• ربَطَ الدكتور حورية جامعةَ حلب بالعديدِ من الجامعاتِ العالميةِ فكان على اتصالٍ وثيقٍ ودائمٍ مع مراكزِ الأبحاثِ العلميةِ العالميةِ والدورياتِ والنشراتِ العلميةِ التي تصدرُ عنها على الرغم من بُعدِ المسافاتِ , وصعوبةِ وسائِلِ الاتصالِ والتواصل , وكان يزورُ ويستقبلُ كبارَ العلماءِ والمتخصصينَ ورؤساءَ الجامعاتِ مما أسهَمَ في كسرِ عزلةِ جامعةِ حلب عن العالمِ , وبدأتْ جامعةُ حلب تظهرُ كمركزٍ علميٍّ… واجتماعيٍّ … وحضاريٍّ هامٍّ على مستوى القطرِ والعالم , فالإدارةُ فنٌّ وعِلمٌ لا يُتقنْهُما إلاَّ المبدعونَ الموهوبونَ والعارفونَ وقد كان الدكتور حورية أحدَهم , لقد أسهَمَ في افتتاحِ معاهدِ اللغاتِ الأجنبيةِ الانكليزيةِ والفرنسيةِ والألمانيةِ واليابانيةِ والروسيةِ والاسبانيةِ والتركيةِ , وعمِلَ على تشجيعِ القدراتِ والطاقاتِ الثقافيةِ والفنيةِ في الجامعةِ مِن خلالِ إقامةِ المعارضِ المختلفةِ وتعزيزِ المشاركاتِ الفرديةِ والجماعيةِ , وإقامةِ المحاضراتِ والندواتِ العلميةِ والأدبيةِ والتثقيفيةِ في جامعةِ حلب والمحافظةِ ومختَلَفِ المحافظاتِ ضمنَ سياسةِ ربطِ الجامعةِ بالمجتمع , ويُذكَرُ أن جامعةَ حلب فتَحَت أبوابَها للجمعيّةِ العربيّةِ المتّحدةِ للآداب والفنون أكثرَ من مرةٍ في عهدِه لإقامةِ حفلاتٍ فنيةٍ ووطنيةٍ وأعمالٍ مسرحيةٍ اشتهرتْ بها الجمعيةُ , كما تعاونتْ الجامعةُ مع مديريةِ الثقافةِ بحلب والهيئةِ العامةِ للإذاعةِ والتلفزيون , إيماناً من الدكتور حورية بأن على الجامعةِ دوراً هاماً في المجتمعِ يجِبُ أن تؤديه بكلِّ محبَّةٍ وأمانةٍ .
• كَرَّمَ د.حورية في جامعةِ حلب كلَّ من وجدَ فيه مقوماتِ التكريمِ, تكريساً لأعمالِه ومكافأةً له, وتشجيعاً للآخرينَ ليسيروا على دربه, فالتكريمُ مٍن وجهةِ نظرِه أحدُ دعائمِ التطويرِ ومن مرتكزاتِ الاستمرار .
• يتمتَّعُ د.حورية بمخزونٍ علميّ وثقافيّ وَفيرَين , يجعلانَه خطيباً ارتجالياً حاضراً , ومتحدثاً عالِماً مُتمكناً , وسياسياً محاوراً ناجحاً , شِهدتْ له المنابرُ والاجتماعاتُ واللقاءاتُ في الجامعةِ والمجتمعِ , وقد حظيَ بلقاءاتٍ هامةٍ سياسيةٍ وعلميةٍ واجتماعيةٍ نظَراً لمكانتِه العلميةِ , كلقائِه بسيادةِ الرئيسِ حافظ الأسد ولأكثرَ مِن مرةٍ وكانَ اللقاءُ حَولَ آليةِ عَمَلِ جامعةِ حلب ومتطلباتِ التطويرِ فيها , وجلالةِ الملكِ عبد الله الذي طَلَبَ مِن الدكتور حورية قبولَ تعيينِه مستشاراً للبحثِ العلمي في المملكةِ , فكانَ للدكتور حورية أن اعتذرَ مُعَللاً بالتزامِه بوطنِه التزاماً كاملاً لا يقبَلُ له شريك .
• عُيِّنَ مستشاراً لوزيرِ الدفاعِ في القطرِ لشؤونِ العلمِ والبحثِ العلمي وتمَّ اعتبارُ خطابِ الرئيسِ حافظِ الأسد عام 1994 برنامجَ عملٍ لتعميقِ البحثِ العلمي في الجامعاتِ السوريةِ والقطر.
• أما عن نشاطِ واجتهادِ الدكتور حورية العلمي والفكري خلالَ حياتِه , فالدكتور حورية :
• عضو في الجمعيةِ الأمريكيةِ للكيميائيينَ في واشنطن منذُ عام 1968 وحتى الآن .
• عضو المعهدِ الأمريكي للمهندسينَ الكيميائيينَ منذُ عام 1979 ولمدةِ ستةٍ وعشرينَ عاماً , كما أنه عضو الجمعيةِ الأمريكيةِ النوويةِ منذُ عام 1979, وعضو أكاديميةِ العلومِ الأمريكيةِ , دَرَّسَ في جامعةِ واشنطن وجامعاتٍ أخرى , وأبحاثُه كلُُّها على مستوى دولي .
• عام 1983 تمَّ ترشيحُه لعضويةِ لجنةِ التحكيمِ لجائزةِ نوبل التي تضمُّ فقط الحائزينَ على تلكَ الجائزةِ , فكانَ الترشيحُ بمثابةِ عضويةٍ فَخريةٍ لجائزةِ نوبل في الكيمياء للدكتور حورية .
• عام 1998حَصَلَ على جائزةِ ألبرت أينشتاين الأمريكيةِ , وهي جائزةٌ تقديريةٌ تُنمَحُ لمن لديه بحوثٌ إبتكاريةٌ متميزةٌ .
• حَصَلَ على العديدِ من الزمالاتِ والمُنَحِ الدراسيةِ مثل :
– معهدِ illionos إليونوس للتكنولوجيا في شيكاغو 1961 .
– منحةِ الزمالةِ والتدريسِ في جامعةِ واشنطن عام 1978 .
– منحةِ الزمالةِ والتدريسِ في جامعةِ هيوستن في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية عام 1978 .
– منحةِ الزمالةِ والتدريسِ في جامعةِ نبراسكا لنكولن في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ عام 1978.
• تحدثتْ عنه العديدُ مِنْ الصحفِ والمجلاتِ المحليةِ والعربيةِ والأجنبيةِ , تناولتْ الدكتور محمد علي حورية رجلاً عالِماً وإدارياً مبدعاً وسياسياً ناجحاً , مثل: جريدةُ الجماهير والثورة والبعث وتشرين ومجلةُ بحوثِ جامعةِ حلب والضاد و نيورك تايمز وغيرُها , كما والتلفزيون العربي السوري , والقَطَري , والفرنسي , والياباني .
• كُرِّمَ د.حورية من قِبَلِ عدةِ جهاتٍ مثل :تكريمِ رئيسِ الوزراء التركي , تكريمِِ جامعةِ ليفربول البريطانية , تكريمِِ الكليةِ الإمبراطوريةِ للعلومِ والتكنولوجيا , وغيرِهم لا مجالَ لذكرِهم جميعِهم .
• تقاعدَ في 31-12-2000 , ليتفرغَ للمطالعة والبحثِ العلمي .
• مِن أفكارِه ومقترحاتِه : التركيزُ على المعاهدِ الفنيةِ التي تُنتجُ أيادي ماهرةً وخبيرةً تُسهِمُ في التطوِّرِ الصناعي والتكنولوجي في الوطن , كما يجِبُ التأكيدُ على القوميةِ والوطنيةِ والوجدانيةِ لتكريسِ حبِّ الوطنِ والرغبةِ في العلمِ لأجلِ العلمِ والابتعادِ عن الفساد , وأن على العربِ إحداثَ أقسامٍ للفلكِ بجامعاتِهم , ومتاحِفَ العلمِ والتطورِ التكنولوجي قديماً وحديثاً ليكونَ مرآةً للجيلِ القادم .
• يَقرأُ الدكتور حورية مذكراتِ القادةِ للاستفادةِ مِن تجارُبِهم في تَكرِسِ الصَحيحِ وتجنُّبِ الخاطئ .
• إن د.علي حورية الأمس هو د.علي حورية اليوم ,…….., الرجلُ النشيطُ … التوّاقُ للعملِ … الْمُحبُّ للحياةِ , الحياةِ المليئةِ بالجِدِّ والعَملِ الخلّاق , هو زَرعُ الأمسِ…في جيلِ الأمسِ…..لجيلِ اليومِ ,….., لجيلٍ يريدُ أن يزرعَ اليومَ نُبْلاً … وحُبّاً …وصِدقاً ,…………, ليكونَ محصولُه كذلك في الغدِ .
• إنه قُدوةُ اليومِ لجيلِ الحاضرِ والمستقبلِ , إنه قُدوةُ اليومِ لجيلٍ يريدُ أن يعرِفَ ويتعلمَ الحياةَ أكثر , ليصنعَ نفسَه كما صنَعَها غيرُه مِن المتفوقين ,…., ليصنعَ لنفسِه اليومَ موطأ قدمٍ ينطلقُ منه إلى المستقبلِ … غداً .
• وفي النهايةِ أقولُ … أنَّ الإدارةَ … مهنةٌ وموهبةٌ لمزاوَلَتِها عمرٌ محدّدٌ وسِنٌّ معروفْ , وحبُّ العلمِ والمعرفَةِ مَوهبَةٌ تولدُ مع المرءِ ليسَ لها عُمرٌ أو حَدّ , وتَعيشُ ما دامَ القلبُ ينبُضُ , وتبقى أبدَ الدهرِ .
• أيها السيداتُ والسادة : شــكراً لمتابعتكم , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .