الدورة 13 لمهرجان فن المديح والسماع بفاس جـ1
- أكتوبر 27, 2010
- 0
أقيمت بفاس (من 23 الى 25 شتنبر 2010 ) فعاليات الدورة 13 من المهرجان الوطني لفن المديح والسماع.. دراسة للكاتب سعيد العفاسي. ج 1
أصدقاءنا، يسعدنا تقديم هذه المقالة الدراسة بقلم الصحفي العزيز
سعيد العفاسي التي أرسلها إلينا، ويسعدنا أن ننشرها على ثلاث
أجزاء لما لها من أهمية لمتذوقي هذا الفن أو للذين يودون التعرف
عليه من بلاد أخرى. وسوف نرفق في الجزء الأخير بعضاً
من نماذج المديح والإنشاد التي تم ذكرها في هذه المقالة.
فكونوا معنا.
متابعة نوح حمامي
الدورة 13 لمهرجان فن المديح والسماع بفاس
بصمات حضارية وفاءا وتكريما
*سعيد العفاسي
أقيمت بفاس (من 23 الى 25 شتنبر 2010) فعاليات الدورة 13 من المهرجان الوطني لفن المديح والسماع، المنظمة تحت إشراف ولاية جهة فاس بولمان وبتعاون جهة فاس بولمان ومجلس العمالة، من طرف المجلس البلدي لمدينة فاس،تحت شعار: " بصمات حضارية" دورة الوفاء والتكريم، الوفاء لعهد شيخ المادحين والمسمعين عبد اللطيف بنمنصور.
المهرجان الوطني لفن المديح والسماع وهو مناسبة سانحة لإبراز الموروث الفني في مجال السماع والمديح من خلال الجلسات الروحية التي تعيد للنفس بهاءها وتجلو عنها صدأ اليومي والمعيش الضنك، لقد استطاع المهرجان الوطني للمديح والسماع أن يواكب الازدهار الذي عرفه فن المديح والسماع بفاس خاصة وبالمغرب عامة،وأن يربط من جديد الماضي التليد لفاس بحاضرها الذي لم تزده مغريات الحداثة والعولمة والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة ووسائط الاتصال سوى تشبثا بالأصيل والمقنع، بحث أصبح مناسبة سنوية يتنافس فيها المادحون من شيوخ وشباب وأطفال وجمهور، كل حسب قدرته وكفاءاته في إبراز الحب العفيف والعذري لهذا الفن الأصيل الذي ارتبط بخير البرية سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم تسليما، وسعت الدورة التي انمازت ببرنامج غني ينهل من أصالة فن المديح والسماع إلى إعادة الاعتبار لهذا التراث الفني وترسيخه في نفوس الأجيال الصاعدة. وتنشط فعاليات الدورة فرق ذائعة الصيت من مختلف المدن المغربية، عرض مجموعة مؤسسة الذاكرين وعرض مجموعة مادحي فاس، وعرض مجموعة مادحي الدار البيضاء،وعرض مجموعة مادحي العدوتين "الرباط وسلا"، توزعت على مدى ثلاثة ايام بالقاعة الكبرى لفاس المدينة، وهي فرق أصيلة تتوفر على خيرة المادحين من ربوع المملكة، والتي انضمت إلى فرق الحاضرة الادريسية لإحياء أمسيات السماع والمديح عبر عدد من الزوايا المعروفة بدورها في نشر الثقافة الصوفية. وهكذا احتضنت زوايا وأضرحة مولاي إدريس الأزهر ومولاي أحمد الصقلي وسيدي أحمد التيجاني وسيدي علي جمال، على مدى ثلاثة أيام، حفلات دينية بالطريقة التقليدية العتيقة،والتي عرفت استقطابا كبيرا لأفواج العاشقين والمادحين من جمهور مدينة فاس وضيوفها ومن السياح الأجانب الذين انجذبوا للموسيقى والابتهالات، والذين حجوا إلى هذه البقاع المقدسة من أجل تغذية الروح والتملي بخير الكلام الذي أنشد وقيل في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما. وجاء اختيار هذه الزوايا، حسب المجلس البلدي لمدينة فاس الجهة المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة الروحية بامتياز، بدافع إعادة تجديد الصلة وتثمين الدور الروحي والتاريخي لهذه الفضاءات التي يتلى فيها القرآن الكريم والذكر والمديح والسماع، وقد سبق للمجلس البلدي لمدينة فاس أن بادر إلى إحياء هذه الجلسات الدينية في أحضان الزوايا، مما كان قبل سنتين وراء نشر كتاب يستعيد تاريخ أشهر الزوايا والأدوار التي اضطلعت بها، على مدى أكثر من 12 قرنا.
وتمشيا مع تشجيع المواهب والمبدعين احتفل المهرجان بطريقته الخاصة بعرض مصور لانجاز الشاب نور الدين أمين والذي فاز في مسابقة الشارقة بالأمارات العربية المتحدة بالجائزة الأولى، والتي خلفت ارتياحا عميقا لدى المنشدين والجمهور ومجلس مدينة فاس، لتكد فاس مرة أخرى أنها قادرة على خلق المزيد من المبدعين الشباب في مجالات مختلفة ومتنوعة وعلى رأسها فن المديح والسماع، ومن محاسن هذه الدور أنها احتفت بالمرحوم شيخ المادحين عبد اللطيف بن منصور قيد حياته، وهو من الأعلام البارزة في مجال التراث الفني المغربي الأصيل حفظا وتدوينا وإنتاجا وإنشادا، من مواليد مدينة الرباط سنة 1926 انتسب إلى الزاوية الحرّاقية وتأثر بجده الفقيه عبد السلام اكديرة، سجل منذ 1962 للإذاعة الوطنية مع جوق الموسيقى الأندلسية عددا من الأعمال الرائدة والتي ما تزال ليوم هذا مرجعا ودرسا في الإنشاد، اصدر سنة 1977 كتاب: " مجموعة الشعار والبراويل والأزجال المستعملة في الموسيقى الأندلسية" وهو إعادة لترتيب كناش الحائك، مع تطعيمه بذخائر الزاوية شارك ضمن اللجنة المكلفة من قبل وزارة الشؤون الثقافية بالإشراف على تسجيل أنطولوجية الموسيقى الأندلسية، أنجز لوزارة الثقافة تسجيلات لقصائد البردة والفياشية والمنفرجة وغيرها في إطار إعداد أنطولوجية فن المديح والسماع،ساهم في 11 دورة من المهرجان الوطني لفن المديح بفاس بمجموعة من البرامج الفنية في منتهى الدقة والروعة والإتقان صدر له ديوان شعري: " نفحات العرف والدوق في مدح طه سيد الخلق" وافته المنية بالرباط يوم الثلاثاء 6 أبريل 2010، وقد ارتأى معدو برنامج المهرجان تسمية الحصة الثانية بـ: "نفحات العرف والذوق في مدح خير الخلق" تيمنا وتبركا بآخر ديوان شعري اصدره الر احل والذي قدمت منه شذرات مختارة من أشعاره وموشحاته، وقد سبق لمجلس مدينة فاس أن نظما حفلا تأبينيا تكريميا لروحه الطاهرة بفاس، اعترافا وامتنانا لما قدمه الرجل قيد حياته من خدمات جمة.
وبالإضافة إلى الجانب الفني، تضمنت الدورة 13 من المهرجان الوطني لفن المديح والسماع، أنشطة بيداغوجية وحوارات حول فن المديح والسماع بمشاركة نخبة من الخبراء في هذا المجال. بحث عقدت ندوة فكرية وعلمية لهذا الغرض من أجل مناقشة قضايا فن المديح والسماع وقد ضيفت الندوة لهذا الغرض نخبة من الباحثين والغيورين والمجددين في هذا الفن، ويتعلق الأمر بالدكتور الباحث عبد الالاه بن عرفة والدكتور إدريس الفاسي الفهري والأستاذ محمد السوسي والأستاذ محمد الملوكي، نشط الندوة وأدار حوارها الثر الدكتور رشيد بناني، وقد تناول الكلمة الدكتور بنعرفة مبرزا تعلقه بهذا الفن الأصيل والمشرق بفاس، باحثا ومنقبا وجددا من خلال بحثه في أمهات الكتب، حيث خص الحديث عن كتاب العارف بالله والصوفي المتميز وحيد زمانه وعلامة عصره العلامة محيي الدين بن عربي من خلال كتابه:" المعارف الإلهية "أو " اللطائف الربانية" وهو مخطوط يوجد بباريس ويقع في 173 ورقة، لم يتمكن الباحثون من إبراز هذا الموروث الشعري في مجال المديح والسماع، وقد جمع فيه محيي الدين بن عربي ما تفرق في غيره، ويتضمن على مقدمة عجيبة وفريدة في ماهية الشعر والتي لا نظير لها، ينزع فيها نزعة نقدية استشرافية لأفق الشعر،ودرجة استقبال الشعر تذوقه، وأضاف بن عرفة أن قصائد الكتاب تنماز بالجدة و وتملك كل قصيدة روحا وخاطرا وسماعا صوفيا قل في وجودها في غيرها من القصائد، وقد اعتبر بن عربي في كتابه أن الشعر مفتاحا قويا للدخول إلى بحر الحقائق عبر الخيال وترجمان الأشواق. وبدوره تناول الأستاذ محمد السوسي في موضوعه: "قضايا العالم من خلال شعر علال الفاسي" واستحضر قوة وشكيمة الرجل الوطني المخلص الذي جرب السياسة والحزبية والثقافة المنفتحة، واستطاع أن يدون بشعره ما انفلت منه سياسيا، وجاءت أشعاره طافحة فياضة تسفر عن سعة أفق الشاعر الذي عرف كيف يقود قصائده الشعرية نحو امتلاك ناصية الشعر والبحث في ماهيته، وقد ركز المحاضر في كلامه على شعر علال الفاسي الذي خصه للمديح النبوي وأعطى لذلك أمثلة حية من ديوانه الشعري القيم، والذي ما يزال مرجعا لدوي الاختصاص.الدكتور ادريس الفاسي الفهري تناول بأسلوبه القوي والمرح والعلمي: " الرمز الخمري في الأدب الصوفي" من خلال كتاب قريب اله السماني الطيبي السوداني الأصل: " رشفات المدام" واعتبر أن الخمريات الصوفية من أغنى مباحث الشعر الصوفي، نظرا لوجود الشبه بين الخمريات والروح المستعمل بغرض الإخفاء والتجلي، وقد أبرز المتدخل الرمز عند قريب الله الطيبي، وقسم اللفظة على مجموعات ألفاظ إلى: الخمر المادي / لي سكرتان،/ لي شربتان، كما أضاف أن التحليل المعجمي يبرز السكر ضد الصحو، والسكر هو غليان القلب عند ذكر المحبوب، والسكر هو أن يغيب عن تمييز الأشياء دون أن يغيب عن الأشياء، ثم تناول الرمز الغزلي الذي سبق الرمز الخمري عند الصوفية، سكر بحبي فلا يفيق إلا بلقائي، وسكرت بحبها فلا أفيق حتى أراها . ثم تناول الكلمة الأستاذ محمد الملوكي في موضوع: " محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بين المديح والواقع" حيث أعطى نماذج من الواقع المعيش وأبرز فضل محبة الرسول الكريم، وابتعاد ناشئتنا عن المحبة التي تقود على خير لقاء، وانغماسها في ملذات الدنيا الهالكة. ويعد مهرجان فن المديح والسماع إلى جانب مهرجانات الموسيقى الأندلسية والثقافة الصوفية والملحون والثقافة الأمازيغية أحد أبرز التظاهرات الثقافية المنظمة في المدينة للحفاظ على التراث الثقافي والفني المحلي والوطني.
إذا كان المهرجان الوطني الثالث عشر لفن المديح والسماع قد احتفى بـ شيخ المادحين عبد اللطيف بنمنصور قيد حياته، اعترافا وامتنان واستحضار لأياديه البيض على المهرجان وعلى التراث المغربي الأصيل، فغنه كرم الأستاذ شيخ منظمي المهرجان الوطني لفن المديح والسماع، الأستاذ عبد المجيد الكوهن، الذي كان له الفضل في انطلاقة هذا المهرجان بالحاضرة العلمية وتأسيس هذه السنة الحميدة بفاس والتي وصلت إلى سنها 13 وأصبح المهرجان يافعا يعرف كيف يسدي الفضل لأهل ويكرم مؤسسه، ويعتبر الأستاذ عبر المجيد من خيرة المناضلين الاستقلاليين الذين تقلدوا مناصب رئاسة المجلس البلدي لفاس المدينة، والذي عرف كيف يسد حاجيات المدينة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا بحب واقتداره إدارته وحنكته المعروفة وغيرته على المدينة القديمة،وهو من مواليد حومة العيون بفاس سنة 1949 ، قائد كشفي وتربوي ومعلم محنك، تدرج في العمل السياسي من منخرط عبر معظم تنظيماته وهيئاته وتقلد شرفيا دائرة الحزب بحومة الكزيرة والقطانين، ثم مكتب فرع الحزب، ثم كاتبا عاما للشبيبة الاستقلالية ، فعضوا الإتحاد العام لطلبة المغرب،ثم مفتشا لحز الاستقلال بفاس المدينة، شارك في العديد من الوقائع والأحداث النضالية وتعرض بسببها إلى مضايقات أدت به إلى الاعتقال العديد من المرات، اهتم بالإعلام الحزبي على مستوى مدينة فاس، كان مراسلا صحفيا لجديرة العلم لأزيد من 20 سنة ، ساهم في تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وثم انتخابه أول كاتب عام لها في أول مؤتمرها بفاس،عبد المجيد الكوهن لم يكن رئيسا للجماعة الحضرية لفاس المدينة فقط، بل كان مثقفا فاعلا وحاضرا في جل الأنشطة التي كانت تقام بتراب الدائرة موجها ومنتقدا ومصححا،ولا زالت الذاكرة الفاسية تحتفظ بالأيام الجميلة التي احتضنها درب الكباص من خلال الأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية التي كانت تقام بهذه الدار، والذي بادر الأستاذ عبد المجيد الكوهن أيام كان رئيسا للجماعة الحضرية لفاس المدينة،إلى اعلانها دار فكر وإبداع وابتكار، جمعت من كل فن طرف، فما أحوجنا إلى تلك الأيام التي كانت في فاس المدينة قبلة للثقافة والفن والفكر والتراث والسياحة،وخلال حفل التكريم الذي حضره العديد من الوجوه السياسية والفنية والثقافية والاجتماعية أشاد المتدخلون وعلى رأسهم عبد الحميد شباط رئيس المجلس البلدي لفاس ومفتش حزب الاستقلال محمد السوسي والمستشارة الجماعية فاطمة طارق، بأخلاق الرجل وتواضعه وتفانيه في خدمة الحزب وفاس والمغرب وتعلقه بالتسامح والنضال المستمر في سبيل غد يكون أفضل، وباسم مجلس مدينة فاس قدم السيد عبد الحميد شباط هدية رمزية للمحتفى به، كما قدم السيد محمد السوسي شعار الحزب من الذهب الخالصة هدية وفاء لرئيس الجماعة الحضرية لفاس المدينة سابقا، وقدمة السيدة فاطمة طارق تذكرة العمرة للسيد المحتفى به، وقدم السيد محمد الملوكي لوحة تخلد لمناسبة التكريم من انجاز الفنان التشكيلي فؤاد الفيلالي.
وفاة شيخ المادحين المغاربة عبد اللطيف بنمنصور الحراقي
وافت المنية، مساء يوم الثلاثاء 6 أبريل الجاري، بأحد مستشفيات الرباط، شيخ المادحين والمسمعين المغاربة الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور، عن سن تناهز 84 عاما، بعد معاناة مع المرض
الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور
وجرت، بعد صلاتي العصر والجنازة بالمسجد الأعظم يوم الأربعاء، بالرباط، مراسيم تشييع جنازة الراحل، حيث نقل جثمانه إلى مثواه الأخير بالزاوية الحراقية بالمدينة العتيقة للرباط، حيث ووري الثرى.
وبعث أمير المومنين الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة الفقيد، عبر جلالته فيها لأسرة الفنان والمنشد الكبير، الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور، ومن خلالها لكافة أهلها وذويها، وللأسرة الفنية الوطنية عموما، ولعشاق الطرب الأندلسي والسماع الصوفي والمديح النبوي، على وجه الخصوص، عن أحر تعازي جلالته، وأصدق مواساته، في فقدان المغرب لأحد أعلام تراثه العريق في فن الآلة الأندلسية، وفنون الإنشاد الروحية.
ويُعد الراحل أحد أبرز أعلام فني المديح والسماع في المغرب، ومن المجددين في هذه الفنون التراثية المغربية
بوابة أقطاب
ومن كتبه التي ألفها خلال عطاءه الكبير
جلالة الملك يبعث برقية تعزية إلى أفراد أسرة الفنان الراحل عبد اللطيف بنمنصور
الرباط – بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة الفنان عبد اللطيف بنمنصور الذي وافته المنية ، مساء أمس الثلاثاء ، بأحد مستشفيات الرباط، عن سن 84 عاما بعد معاناة مع المرض.
وعبر جلالة الملك ، في هذه البرقية، لأسرة الفنان والمنشد الكبير، الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور، ومن خلالها لكافة أهلها وذويها، وللأسرة الفنية الوطنية عموما، ولعشاق الطرب الأندلسي والسماع الصوفي والمديح النبوي، على وجه الخصوص، عن أحر تعازي جلالته، وأصدق مواساته، في فقدان المغرب لأحد أعلام تراثه العريق في فن الآلة الأندلسية، وفنون الإنشاد الروحية.
وقال جلالة الملك إن الفقيد "كان له الفضل الكبير في الحفاظ على هذا التراث الفني والحضاري المغربي الأصيل، الذي يمتزج فيه الطابع الروحي والديني بالثقافة الموسيقية وموروثها الغني بالطبوع والميازين، كما كان له، رحمه الله، دور بارز في جمع التراث وتجديده وتسجيله وتخليده في مؤلفات قيمة، والتعريف به وطنيا ودوليا، على مدى عقود من السنين".