الرسام هاكوب دولمه جيان يتحدث عن رسوماته لسمير طحان
- مايو 2, 2010
- 0
إني أعمل مع سمير طحان منذ أكثر من أربع سنوات و قد بدأت المشوار معه بكتاب (الجنك ), مقالة للفنان هاكوب دولمه جيان يتلكم فيها رسوماته في كتب سمير طحان
إن أهم مرحلة من مراحل الإبداع الفني هي مرحلة الشرارة , أي الشرارة التي تقدح الفكرة , و التي بدورها تقدح المراحل الأخرى مثل التكوين و التشكيل و التنفيذ .
و كلمات سمير طحان هي بمثابة الشرارة التي تقدح مخيلة الفنان و تجعلها تحلق في أجواء مفعمة بالأحاسيس و الصور .
إني أعمل مع سمير طحان منذ أكثر من أربع سنوات و قد بدأت المشوار معه بكتاب (الجنك ), حيث شاركت ُ فيه ببعض الرسوم الداخلية .
و الجنك هو أداة عزف ٍ تشبه القيثارة , فجعلت ُ هذه القيثارة بين ذراعي سمير طحان و هو يعزف عليها أعذب الألحان , و هو على هيئة رفيق يسامر الآلهة الاغريقية القديمة و يطربهم بقيثارته و في جعبته كم ٌلا ينضب من الأشعار و الألحان .
في كتاب( الحكواتي السوري) ينقلنا سمير طحان إلى الأجواء الحلبية القديمة , و التي نحس ُّ جميعا ً بالحنين إليها , و لا أخفي أن هذا الكتاب نقلني إلى أيام طفولتي , حيث كنا نتحلق حول الموقد لكي نستمع إلى حكايا جدتي و نغزل خيوطا ً من الخيال و نبني صروحا ً من الصور .ومن ثم َّ كنا نخلد ُ إلى النوم في أحضان تلك الحكايات .
لذا كان من الواجب الحفاظ على تلك الأجواء عن طريق الخط كما حافظ عليها سمير طحان بالكلمات فحاولت ُ أن أنقل َ المشاهد معي إلى تلك الأجواء الحالمة لنشم َّ من خلالها عبق التاريخ .
في (رزنامة حلب) طلب مني سمير طحان تصميم الغلاف , ففكرت ُ مليا ً قبل اتخاذ القرار حتى راودتني فكرة البحث عن حلم كل فنان. أليس حلم كل فنان الحصول يوما ً ما على متحف ٍ يضم أعماله و يخلد اسمه , لكي يبقى على تواصل مع معجبيه إلى نهاية الدهر ؟
و هكذا ولدت ِ الفكرة , حيث أردت ُ أن أهدي له ُ و لو بشكل ٍ افتراضي متحفا ً خاصا ً به .مع أملي الصادق أن تتحول هذه الفكرة إلى حقيقة يوما ً ما .
و زينت ُ هذا المتحف بأعمال بعض الرسامين السوريين الذين رسموا سمير طحان خلال مسيرته الفنية , و أهديت ُ لهذا المتحف الافتراضي لوحة ً فنية تمثل سمير طحان كملك جالس على العرش , فاقد العينين و اليدين , و أمامه حشد ٌ من الزوار يأتون إليه بالهدايا , أولهم يحمل يدا ًليعوِّض يده المبتورة في سبيل الدفاع عن عزة الوطن و أخرى تحمل عينا ً لتعوِّض عن العيون التي فـُقِدَت ْ و هي تلقي النظرة الأخيرة على أرض الجولان الحبيبة و الثالث فنان يأتي إليه ِ حاملا ً أوراقه ُ و أقلامه ُ, و اضعا ً إياها في خدمته .
أما كتاب (أحبك )فله ُ قصة ٌ أخرى , فسمير طحان يعالج الحب في هذا الكتاب في جميع الظروف المكانية و الزمانية , حيث فيه إفصاح عن الحب في جميع مراحل الحياة اليومية , من الصباح حتى المساء ومن الفطور حتى العشاء , في المنزل و الطريق , في المسرح و السينما . و لكي أظل وفيا ً لروح هذا الكتاب , كان لا بد َّ من اختيار الطريقة المناسبة للرسم , و قد وجدت ُ الحل َّ بالخطوط الانسيابية المتموجة المتراقصة , و تجنبت الخطوط المنكسرة خوفا ً من أن أكسر رقة الحب و عذوبة انسيابه . و قد ضمنت الرسوم بالرموزالسريالية التي تجعل الصورة مفعمة بالأسرار تبوح بما تبوح , و تضمر ما تضمر .
و تجربتي مع سمير طحان مستمرة , و أتمنى من الله عز و جل أن يمد َّ بعمر هذا الفنان العظيم لكي يقدم ما في جعبته من أفكار و أحاسيس إلى القارئ المتلقي .