في الـ 13 من شهر أبريل كان افتتاح مقهى سنغريا كافيه الثقافي، وقد أرسل الشاعر حمد عبود قصيدتين قرأهما الشاعر والفنان معتز دغيم.
الساعات المفقودة لحمد عبود: الساعات التالية لم تقع في الحقيقة , أنا الذي وقعتْ

 

 

في الـ 13 من شهر أبريل كان افتتاح مقهى سنغريا كافيه الثقافي، وقد أرسل الشاعر حمد عبود قصيدتين قرأهما الشاعر والفنان معتز دغيم.

وهذه قصدية:


 الساعات المفقودة

حمد عبود
———————
الساعات التالية لم تقع في الحقيقة , أنا الذي وقعتْ

الساعة الخامسة مستغربا:
ليس شعرا ما أنفضه عن الطاولة
هو حنين تركه البارحة منثورا
الحنين الذي يباغت الصباح الملتحف
بوشاح النثر
و كل الذي خبأناه في صندوق الرسائل
تذاكر إلى جحيم آخر
جحيم لا يأتي
و لا يكترث المارة لموعده
كل ما في الأمر أن الغول فقد احمرار عينيه
و خربشنا فوق أظافره آياتٍ من الطفولة

و لأن الوالدة الكبيرة تعبتْ
أصبحنا نقوم على صراخ الديكة العقيمة
لا لشيء
هي مراعاة الشيخوخة فينا
نحن شيوخ مهذبون أيضا
لكننا لم نستلم زمام النسيان بعد
و لم نرتب مواعيدنا
لفقدان السيطرة على دموعنا
الديكة العقيمة حركت فينا كل الأبوة المتأخرة

ليس شعرا ما وقع عن طاولتنا
ذئب كان سيأكلنا
نسي طقم أسنانه فعضَّ على شفتيه
و قصة فتحتْ ذراعيها لبطل انتهز براءتها
الأبطال الانتهازيون في حبنا

كل ما في الأمر أن شيئا
يشبه الشعر وقع من على الطاولة
أحد الصعاليك مرَّ و تلقفه

الساعة السادسة مستغربا:
——————————-
و الوقت خرافة صادقة
كلما صدقنا تكتكة العقارب
ازداد اعتناقنا للمعضلة
-الله الذي لم يصدق الوقت بقي أبيض-
وقعنا من كل الطاولات
نحن اللحن الذي لم يجد
بيت شعر ليراقصه

الشاب الذي نسي عمره فجأة
و أحب أن يلعب بالمسدسات
أضاع كل شيء علينا
نحن المريضون بزهايمر الحب

الشاب نفسه الذي كتب على رمل شاطئ
"أعطني وطنا لأحبه"
تفقد علبة الرسائل
ليجد تذاكره إلى الجحيم جاهزة
كان أن يختار الوقت فقط

و لأن الساعة قاربت على السابعة
قرر التنحي عن القصيدة و طمس ملامح الكلام

الساعة السابعة مستغربا
—————————-

و لأن المنفى لم يكشف أوراقه كلها
قضينا نأكل أظافرنا
و ننسل من بكرة الصدفة خيوطا:

في آخر الخيط امرأة تشتاق لنا
في آخر الخيط جحيم يتربص بنا
في آخر الخيط خبر عاجل لقذيفة
و نصيحة ملغومة في بسكويت الحظ
أجدر بكم أن تقايضوا أظافركم بطقم أسنان
ربما لذئب جائع يعوي

الشيوخ الذين اعتادوا اصطياد الحكمة
وقعوا في فخها
و الذئب الذي كان سيأكلكم
كان سيأكلكم
لأن الرواية تحتم وليمة في النهاية

الساعة الثامنة مستغربا:
—————————-
و الشاعر الذي نسي شجاعته معلقة
دخل قلوب الناس و يده على خده

كل ما في الشعر متعة لا تشفُّ عن حزن صاحبها
كل ما في الشعر خطيئة

كذا رأيت في الحلم
هوميروس على برونز القصيدة
يتألم لأن الحبكة كانت مفاجئة
وكذلك لأنها..

وقفت اشحذ خبزي و دمي
قبل انتصاف الليل و انتصاب المكيدة

الساعة التي رأيت الله فيها:
——————————
لم تكترث الملائكة
مرتْ
ثم انتحتْ جانبا كأنها في إجازة
إلا من ربط الرسائل بأرجل الحمام
كذا الملائكة الدؤوبة

يمر "النوّاب" أيضا كأنه في أجازة
إلا من رجولة الكون
يلقي علي تميمة لأنجو
أنا الذي- سهوا- أوقعت مفاتيح الكلام
أسرع إلى الله:

حاسبني يا إله الساعة
كأن الديمومة كلها
عتاب خفيف لا بد منه
يضحك النواب و هو يشرب ما تبقى
من الموقف البارد:
قلبٌ بريء لم ير الدم إلا في الرواية
يريد أن تكون الأشياء هواجس

أبكي لأن الوطن الذي احتفظت ُ به في الحقيقة
فقدته و أنا أحلق على حصان التخيلات

يسقط ظلي
يتلقفني لنعود إلى الله
الله الذي لا يتعب أبدا

يدفع بي نحو الحياة كطفل يخطو للمرة الأولى
و أنا كطفل أقع في جحيمي
كأني لم أعتد المشي بعد