السخرية في القرآن بقلم ربيع الإدريسي
- يوليو 19, 2012
- 0
السخرية في القرآن، بقلم ربيع الإدريسي*، السخرية بصفتها فن يندرج ضمن النقد ؛ ويمكن أن نحدد أكثر فنسميه النقد الفكاهي، هذا النوع من الفن ظلم كثيرا لأنه يستعمل بمعنى قدحي
السخرية في القرآن
بقلم ربيع الإدريسي*
السخرية بصفتها فن يندرج ضمن النقد ؛
ويمكن أن نحدد أكثر فنسميه النقد الفكاهي، هذا النوع من الفن ظلم كثيرا لأنه يستعمل بمعنى قدحي ، فمن توجه إليه صفة ساخر فالمقصود إهانته عند العامة, فالسخرية ظلمت كما ظلم الشعر ، فالشعرا ء يتبعهم الغاوون ويتناسى كثير من الناس حرف الإستثناء { إلا الذين آمنوا } والسخرية معروفة ب (( لا يسخر قوم من قوم )) وهذه الإلتباسات في فهم الدين كانت من الأسباب التي أعاقت الإبداع مدة ليست باليسيرة من الزمن حتى طلّق الفن من الدين , فحكم على المصلين بالويل لأن القارئ لم يكمل الآية ليقرأ التحديد الويل لمن ؟ للمصلين أم للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ؟
كما أن السخرية حوصرت بما يشتبه أنها ثقافة في زاوية الفن { الشعر ، المسرح ــ الفكاهة ــ التلفزة …} لأن الفن وما أدراك ما الفن ، حوصر هو كذلك في خندق ضيق ؛ زمانا ومكانا .
لكن آن الأوان أن نفتح أعين الناس على هذه العلوم على زمان أوسع من زمانهم و مكان أكبر من مكانهم ، باختصار شديد .
الفن عموما والنقد الذي هو فرع منه و السخرية التي هي نوع من أنواع الفن إذا قرنت به ، وهي كذلك فن قائم بذاته إذا عزلت عنه ، وهي ، أي السخرية أسلوب لرؤية الحياة عامة على حقيقتها وفضحها أما أعين الناس .
الفنون لها علاقة بالإنسان وكل ما هو ضروري لبقاء الإنسان ,
عندما نقدم قصة افتراضية لم تقع كأنها وقعت ، سواء كانت القصة صوتا أو صورة حروفا أو صورا متحركة مرسومة أو منسوخة على شاشة ، فإن تلك القصة تؤثر في من يشْهدُها بإحدى حواسه أو كلها ــ العبرة من تلك القصة ــ هي ما نريد أن يفهمه المرسل إليه .
لماذا ؟
لكي لا يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه أحد الشخصيات الافتراضية في القصة .
ولقد أطلقت على هذا الفن اسم ((( الفن الوقائي )) أي أن هذا النوع يقوم بتوجيهات استبقاية لم يمكن أن يهدد حياة الإنسان في المستقبل ،
وهذا النوع موجود في السينما العالمية إلا أن رسائله في الغالب تناقض رسالة المسلمين التي فيها وصفة السعادة للحياة القصيرة و الحياة والأبدية لجميع البشر .
بعد هذه التوطئة ستجد نفسك قادر على استيعاب السخرية في القرآن ،
السخرية في القرآن ، ممتعة ، خيرة ، مفيدة ، ناقدة و منقذة لمن يتعظ ويعتبر بها قبل فوات الأوان .
* ربيع الإدريسي : مؤلف و سيناريست و مخرج مسرحي