الشاعر باسم فرات و شادي نصير
- أكتوبر 27, 2010
- 0
ويعبر الشاعر “باسم فرات” من خلال قصائده الهم الشخصي والهم العام خارج حدود وطنه وحول ذلك يقول: ولقاء مع شادي نصير لعالم نوح
باسم فرات خمسة ملايين كتاب هو تاريخنا
للشعراء رؤى خاصة تميزهم عن باقي الناس فهم ينسجون أشعارهم بشفافية ورقة وكأنها نسمات الهواء ويمزجون الحاضر الذي يعيشونه مع آلام الناس ومعاناتهم وها هو الشاعر العراقي باسم فرات الذي حط في اللاذقية ليزرع على دروبها نغماً من قصائده التي لا تخلو من الحزن والقلق وقد التقاه عالم نوح.
حيث تحدث الشاعر "باسم فرات" حول رؤيته الخاصة في الشعر والشعراء:
لا بد من الخطوة الأولى التي يخطوها الشاعر والتي تقوم على أيجاد صوته الخاص، فالشاعر الذي لم يجد صوته يكتب الشعر، وهو ليس بشاعر ومن ثم تأتي الخطوة الأهم والتي هي كيفية تطوير هذه اللغة وهذا الأسلوب وتعميقه وصقله أي بمعنى آخر أن يعمل عليه كما يعمل صائغ الذهب أو النحات، لكن ليس لدرجة أن تفقد تلقائية النص، وتلقائية الجملة الشعرية وعفويتها وحميميتها.
ويصف الشاعر "فرات" التحول الهائل والفورة الغزيرة في توجه الشباب إلى كتابة الشعر:
لذلك أسباب من أهمها الفورة التعليمية والفورة في الاتصالات والفهم الخاطئ لكتابة نص غير موزون، وغير مقفى، وهنالك الآلاف ممن يكتبون الخواطر، ويطلقون عليها مسمى شعر، وعندما تتحدث إليهم يقولون لك هذه قصيدة نثر وهذا شعر حديث أو هذه قصيدة حرة ولكن للشعر شروطه الصعبة، وبالإضافة إلى الوزن والقافية هناك الموهبة الثقافية الموسوعية لقراءة الشعر, وهي قراءة الشعر المكتوب بلغتك, منذ بداياته قبل قرون عديدة إلى اليوم.
ويعبر الشاعر "باسم" من خلال قصائده الهم الشخصي والهم العام خارج حدود وطنه وحول ذلك يقول:
في مجامعي الأولى كان الهم الفردي والذاتي والهم العراقي هو الطاغي على نصوصي، ويتضح هذا في "خريف المآذن" و"أشد الهديل" و"أنا ثانية" لكن نتيجة اندماجي بالمجتمعات التي عشتها في نيوزلندا وهيروشيما بدا لدي شعور ينمو بالتنوع الثقافي وأنا دائماً ما أعرف اسمي باسم "باسم فرات" ناطق عراقي وناطق بالعربية واعني بها بالذات "إني خليط من جميع الأقوام والشعوب والثقافات التي تمتد من الصين إلى جنوب فرنسا" وهذا فهمي أو تعريفي لنفسي.
وحول نجومية الشعراء فقال:
الشاعر النجم انتهى, وكان هناك شعراء خلفهم أحزاب أو حركات أو منظمات وكان المدير اليساري في العالم هو الطاغية لذلك ظهر لدينا (بابلو نيرودا) وظهرت لدينا أسماء أخرى دعمتهم أحزاب أو حكوماتهم ولكن الآن بعد سقوط الأيديولوجيات لم يعد الشاعر مدعوماً من أحزاب وعليه أن يحفر الصخر وحده فهو الحزب والبيت والوطن والحكومة إذا توخينا الدقة لم تنجب اللغة العربية بعد الحرب العالمية الثانية أو بعد عقد الأربعينيات شاعراً كبيراً ومهما ومدهشاً، ولكن أنجبت عشرات الشعراء الجيدين وهناك فرق بين شاعر جيد وشاعر مهم وكبير ومدهش ولكننا تعودنا
وحول قراءاته للشعر واهتمامه بالشعر الانغلوسكسوني يقول:
في الحقيقة أنا أقرأ باللغة الانكليزية إضافة إلى اللغة العربية وأقرأ كثيراً الشعر المترجم وحتى الشعر المترجم من لغات أخرى إلى الانكليزية كالسويدي والنرويجي، وأنا مطلع على الشعر الأنغلوسكسوني والميزة التي تميزه عن الشعر الفرنسي أو الشعر المنسوخ بلغة اصح أن الأول يعتمد على الحياة وتفاصيل اليوميات أما الشعر المكتوب باللغة الفرنسية عادة يعتمد على اللغة فلهذا أنت تنبهر أمام الشعر الفرنسي في البداية ولكن المحترف يستطيع أن يعرف أنها لعبة فقط فالشعر المكتوب باللغة الانكليزية يحتاج إلى تجربة حياتية وعندما تتفق اللعبة وأنا أتكلم عن تكنيك الجملة الشعرية في حياتي اليومية والأسرية فالقصيدة تعيش معك دوما وهو ما جعلني أميل وأحب الشعر المكتوب بالانكليزي.
أما عما يكتبه العرب من الشعر فيرى:
هناك من يكتب وان كانوا قلة قليلة ما يسمى قصيدة نثر أما الباقين من الشعراء العرب فهم يكتبون قصيدة التفعيلة و القصيدة الحرة وهو ما اكتبه أنا ولكن الخطأ المشاع أحدثته محلية الشعر الذي تعمم.
وحول اعتراضه على إدخال بعض المفردات الغريبة عن اللغة يقول:
لا توجد لدينا ثقة بالنفس فالشاعر لدينا يطري كلامه بلغات أخرى فإذا كان الشاعر لا يعتز باللغة التي يكتب بها كيف سيؤسس تيار مهم في العالمية ولذلك أتساءل دائما كيف لي أن أكون مهما ومؤثرا بلغة لا اعتز به؟
وأنا أتحدث عن الاعتزاز الذي يخالف التعصب ولذلك هو من أهم الأسس والأسباب التي تمنع من تأسيس تيار مهم في الشعرية العالية مثل تأسيس ثقافة عربية مؤثرة في الثقافة العالمية نحن فعلا وأقولها بألم استهلاكيين نحن نستهلك الأكثر ولشديد الأسف نستهلك في الشعر في الأدب في الفنون في كل شيء.
أما عن تاريخية الشعر وما نمتلكه من مقومات في الشعر يتحدث
نمتلك تاريخاً نادراً ما نجد لغة أخرى تملكه وخصوصاً إذا علمنا أن التراث العربي أو التراث المكتوب بالعربية أغني بين كل الحضارات، نحن فقط نملك ما يقارب خمسة ملايين كتاب بينما الإغريق لديهم عشرين ألف كتاب والصين والسريانية لا يمتلكون تراثاً يُوازي التراث المكتوب بالعربية ومع ذلك لا نعتز بهذا التراث وهذا ما يؤثر برأيي في الشعر والشعراء العرب.
لقاء وصور شادي نصير
السيرة الذاتية للشاعر باسم فرات
القصائد من موقع أدب، فشكراً
رحيل
الأصدقاء يرحلون
تتبعهم أحلامهم
تضئُ لهم دروبهم
ألفتهم موحشةٌ
طرقاتهم ذابلةٌ
يتساقطُ بأسهم دون جدوى
أمانيهم تغافلهم وتنتحرُ ..
الاصدقاء من يرسمون الربيعَ علامةً لهمُ
وما يرجعون
الا ليجدوا الخريفَ يمضغ خريطة البلاد
استنجدوا بنهرين ،
لكن الخرابَ يهرولُ في مساحةٍ تدعى الوطن
الأصدقاء يرحلون
البحرُ يبتلعُ أقمارهم
المطارات تؤرشفهم في سلة النسيان
الحدود إشارات تعجّبٍ في حيواتهم
وذكرياتهم لمّا تزل في باحة الدار
تهدهدُ طفولتهم
الاصدقاء اليرحلون
الاصدقاء
ر
ح
ل
و
ا
يندلق الخرابُ … فأتكئ عليه
قل ما بدا لك
ودعني أقل ما بدا لي
الجهات تتوارى خلف هذياناتها
والمنافي تغلق أبوابها بوجه الفرات
قل ما بدا لك
ودعني أقل ما بدا لي
أيامي تلعق أيامي
والذي يمضي بعيدا
دون خضرتهِ
هو الآس
أنت توقد أوهامك
بالجنون
تسعل
أخطاءً
ومحبةً
فيطرق الندم بابكَ
لماذا تفتحه اذن؟
ألكيْ يباركك اليقين
أوَما علمتَ ان الشكّ
حبرٌ اندلقَ على عمركَ
عَبَثاً صراخكَ
في فجرٍ شائخة مصابيحه
والذي في يمينكَ
في يمينكَ فقط
قل ما بدا لك
ودعني أقل ما بدا لي
أنا قلقٌ ظامئٌ
توسّده الحنينُ
تلوذ بي الكوابيس
يلوذ الخرابُ
تبهتُ طُرُقي
وصباحي مهدد بالزوال
تنمو الطحالب على ضفتيه
والغربة تنمو أيضاً.
…
أُقايضُ الحرب بالمنفى
وبابل لا تواسيني
تحاصرني البحار
ودجلة غارق في العطش
أغمس الفوانيس في راحتيّ
لأمنح النجوم هذا الألق
أشير للرياح
أن تطوف ببابي
وَجَعي بالهمهمات أطرّزه
أرتق هزائمي بالمسرات
فتشمئز المسرات هاربة
عويلها يلطخ الجدران والأسرة
أحيي مواسم آلامي
وآذن لحماقاتي
أن تشعل أسرجة التيه
تدخل البحار صومعتي
أشيّعها مع نوافذي
أقود هياكل وحشة أدمنتني
وأسئلة ترملتْ
الخريف يتوسد ذاكرتي
النواقيس تغدق المراثي علينا
أندبك يا أيامي
وأزخرف شاهدتك بالعويل
أبل رنين التوهج في الذهب
أفرك الحنين
عن فضة الأنتظار
ليس على النافذة من أحد
فسبح بحمد منفاك
وقل: أفي الزبرجد كل هذا الخجل
أندبك يا أيامي
وأضئ شاهدتك
بالبخور والآس
أرتّل في جوقة المنسيين
ذكراك الى الأبد
أقرأ تنهدات العقيق
في رنينه
والفيروز
على مشارف الخسارات
يشعل بالسؤال وحدته
تندلق الحسرات
من أصابعي
يندلق الخرابُ
فأتكئ عليه .