أعزاءنا في عالم نوح، يسعدنا اليوم أن نقدم لكم الشاعر عبد الرحمن كنجو، طالب بكلية الهندسة الالكترونية سنة رابعة، ويقول : الشعر يعني أن تبحث عن موسيقا مناسبة لتصرخ بك القصيدة .. وآمل أن يصالحني مع ذاتي بعد أن خاصمني مع الحب..

أعزاءنا في عالم نوح، يسعدنا اليوم أن نقدم لكم الشاعر عبد الرحمن كنجو، تولد حلب 1989، طالب بكلية الهندسة الالكترونية سنة رابعة.

يقول عبد الرحمن: الشعر يعني أن تبحث عن موسيقا مناسبة لتصرخ بك القصيدة .. وآمل أن يصالحني مع ذاتي بعد ان خاصمني مع الحب..

الشاعر الشاب عبد الرحمن كنجو

 

البكاء ينتظر خارجا

أن ترمي ضوءاً
في عُتمتكَ
ولايراك.
أن تخترع ظِلاً ..
ويتبعُ غيرَك.
أن تحتشد ..
وحولك يصفّقُ لا أحد
أن ترعى في رأسكَ فكرةً ..
أن تتكاثرَ كالقطيع
وتستدرجَ الذئابُ
لتُرهبك.
أن يصرخ وترٌ بكل حُزنك ..
أن يعودَ الصدى مُشبكاً
ويحزُمك.
أن ترسمَ في قلبكَ
شارعاً للمّارة
أن تفرُشه بالعيون
تلوّحُ لكَ أنثى بنظره
ترسم لك مقعداً لتستريحَ ..
وأن تجلسَ مكانك.

قالت : كُنْ بخير.


وأطبقت الحُلم عليه
بمسافةٍ يتسربُ منها
مايُشبهُ رمَقهُ
وإيقاعُ ضوءٍ
جاثيٌ على رُكبتيه .
تركتهُ مُوارِباً
كـَ بابٍ مخلوع
يُطّلُ على وحشَتهِ
بعينٍ مفقُوعه
وذراعٍ قصيرة
تصافحُ جمهورَ الراحلين ..!


وظلوا متعَبين


قطعوا المسافة حفاةً
لبسوا في قلوبهم أحذيتهم
وعبروا ذاكَ الصوتَ المتقطّعَ
داخلهم
الذين سقطوا لما مرّ الصمتُ
وضيّع صداهم
ولم يبحث عنه أحد
سنابلُ الضوءِ
يافطاتُ تطّلُ على غبارٍ
عالقٍ في نعولهم
على غبار التعب
مشوا عليه يوماً
وسحبوهُ معهم إلى البعيد ..
وكان لرفاتِ شيخٍ
قد أوصى أن يدفن
هنا في التراب
كان دمعةُ طفلٍ جفّت
يبحثُ عنها
ليعيدها
يريدُ أن يبكي الآن
على أبواهُ
الراحلين
كان قطرة مطرٍ
تبحثُ عنها الشمس
لترسمَ بها
قوس قزح
كان نسيماً
يلّفُ عاشقين
تعانقا في الحديقة
وافترقوا ..
ليكونَ ذاكرتهم
لو صاروا
غريبيَن
كان ظِلاً مركوناً على حجرٍ
كان مقعداً
أخذوهُ معهم
وظلوا متعَبين ..


————————————–
حلب ..
ماتبقّى من المدينة ..
نحنُ الواقفونَ على أعتابِ الموت ..
نُكدّسُ الأكفان المهداةَ لنا
في خزانةِ العمر
المحشوةِ بأشلائنا النازفه ..
نحيكُ أكمامها الواسعه
بحجمِ أيادي البطشِ
المواظبه على صفعِ أرواحنا
التي تضيقُ
لتتسعَ في جيبِ الفجيعه ..!
وبعينين مملؤتين بالعصافير
نتلقّى رسائل الحبِ ..
على أنها ربطةُ عنقٍ
لـِ بيجاما الموتِ الأنيقه ..!

ألم أقل لكِ . .


وأنت تجمعينَ أعوادَ الأملِ حولنا. .
كـَ نجومٍ مشتعله.
واحدة فقط تكفي. . لـِ تُضيىءَ الحكايه. .
كم عُمراً خبأتِ لنا ياترى. .
حتى احترقنا ..!

"غريب " ..


خلف كلٍ نافذةٍ ..
شاعرٌبقصيدةٍ أرملة ..
مدت رأسها من النافذةِ لتبكي ..
وفتاة بعمرِ البنسفج
استحمّت لتوّها بقصيدة
وفرشت عطرها على البياضٍ لتنام ..!!
خلف كلِ نافذةٍ ..
غريبُ يطاردُ رغبته ..
لتطردهُ ..
ومرآةٌ تقول له ..
من أنت ؟
من هذا الميتُ في حدائقنا .!؟
خلف كل نافذةٍ .
أنا ..
أرصفُ الغرفة .. لتبدو " كوطن "
وأحلم بمنتصفِ الطريق ..
كسكيرٍ خانته حانته المزدحمة
واستعار الوطنُ عكازه .!
أحلمُ
بعربةٍ تتسع لغريب ..
وامرأةٍ ألهثٌ بحضنا
كالطفل الشقي .
لتدوسني عرباتُ المّارة
ويأكُلني الطريق الطويل .!
——————————————
عبد الرحمن كنجو
حلب ـ 11-1-2013