
الصفحة الثانية من أربعاء أيوب
- أبريل 10, 2010
- 0
يعرفنا الكاتب شادي نصير على أربعاء أيوب :
انه يوم من أيام القداسة في العالم المسيحية، إنه اليوم الذي يذكر الله شعبه بمحبته الكبيرة وبصبر من يحبون الخير ويرضون مايختاره الله في كل الأوقات….
ونضيف العديد من الصور. تحياتنا للجميع
(تحميل الصور هذا المساء ان شاء الله)
أربعة أيوب
شادي نصير:
انه يوم من أيام القداسة في العالم المسيحية، إنه اليوم الذي يذكر الله شعبه بمحبته الكبيرة وبصبر من يحبون الخير ويرضون مايختاره الله في كل الأوقات.
إنه يوم الأربعاء الذي يسبق الجمعة العظيمة يوم دفن السيد المسيح، يختار فيه المسيحيون في اللاذقية وأثينا هاتان المدينتان الوحيدتان في العالم طقساً متميزاً وفريداً يتجهون فيه إلى شاطىء البحر ليتمنوا امنية كالتي تمناها النبي أيوب في عرض البحر ويقذفون بعملهم النقدية من الفئات كافة إلى بطن البحر الكبير لتستقر في قاع يصبح بريقه ملفتاً وممتزجاً بشروق الشمس في أول شعاع براق ترسله الشمس في الصباح الباكر.
اعتاد أهل اللاذقية على مدى القرون الطويلة أن يتجهوا باكراً الى شاطى اللاذقية ليقيموا هناك منتظرين أول شعاع خجول للشمس ومن ثم يرمون نقودهم متنميين أماني تختص بحاجاتهم الخاصة ويرافقها الدعاء بالسلام والصبر الذي ميز به الله أيوب الصابر.
في هذا اليوم وعلى مد البصر تتلاحم الأكتاف وتعقد حلقات الدبكة ويلتقي المحبون ويتسامرون حتى الصباح وكأنه يوم خرج م نأيام الجنة يوم فيه الكثير من الحب والحنان والمحبة يوم تتلاحق فيه الليل بالنهار فلا نوم بل الانتظار والمراقبة على شاطىء البحر وكأن الكل ينتظر أن يفاجئه النبي أيوب هكذا خارجاًُ من عرض البحر.
في هذا اليوم يفضي الشباب لبعضهم بأسرار الحياة يتشاركون مع بعضهم في حل ما يقض مضجعهم ويجعلهم في حالة من الضياع، يتشاركون على شاطىء البحر ويرمون فيه آمالهم وأحلامهم وأحزانهم، ليبدأوا حياة جديدة تترجم بعد هذا اليوم بيوم القيامة فالأربعاء هو بداية الفرح واستمراريته تتكلل يوم الأحد وهكذا عاماً بعد عام لايزال أهل اللاذقية متفردين في هذه الفرحة ومتميزين في رمي قطع النقود والتي يضمها البحر ويخبئها ليوم من أيام الزمن الجميل ولعل كل من رمى فيه أي قطعة يعود ويلتقي فيها عندما يلفظها البحر على شاطئه الواسع والممتد إلى اللانهاية.