لقاء مع الشاعر محمد فؤاد

أثناء زيارتنا للطبيب الشاعر محمد فؤاد في عيادته التي تتزاحم فيها معدات الجراحة مع كتب الأدب والفلسفة لتحاول صناعة ممر يؤدي إلى غرفة العمليات هناك بالمشاعر والدم قصيدة وهناك مكان اخر لليود الجليل وأربطة الشاش وانقسامات الروح هناك سعال يتدحرج كالأحجار وممررات تحتمل الموت وتفاصيل السل.
لايمكن لمحمد فؤاد ان يكتب القصيدة على جسد ملقى للجراحة في غرفة العمليات لأنه يملك أداة الفصل بين الخيال والواقع والمشاعر
الجسد حيزا كبير للتعبير..
فالجمجمة تصلح بيتا للغراب وان وقعت على الأرض يهرب عنها البق..
والجمجمة تضحك لكن تأن لو رأبت منها الأسنان وعظم اللثة… محمد فؤاد:هناك مايذكرنا بالحياة والطبيب الجراح في حالة توتر دائم لأنه بشكل مستمر أمام اجساد يؤرقها المرض.
أحاول دائما أن احكي عن الأعضاء البشرية التي تتسلل داخل شعري لتتكلم عن نفسها.
إن لم يكن للشاعر مهنة فأنا أختار له مهنة الطب, الشاعر يحاول معرفة العالم الداخلي والطبيب لايتخيل العالم الداخلي فقط بل يراه بكل حالاته الشعرية منها والتشريحية.
وبلحظة ما الجراح الشاعر يستطيع أن يفصل الشعر والخيال بسبب امتلاكه مادة واقعية.
برأي من أسوء المهن في العالم هي مهنة الطب لأن الإنسان الذي يمارسها يعيش الحالات ككل بالمرض والضعف.
يجب الفصل بين الواقع والخيال ولكن اعتبرالفصل وهمي لأن الإنسان في حالة معينة يصل إلى نقطة لايستطيع فيها تحقيق الفصل.
قصائدي تزامنت كتابتهم مع بداية دخولي إلى العالم الطبي فكنت أصور هذا العالم بشكل تفصيلي لأني في حالة دهشة دائمة من هذا العالم المليء بالاستفسارات والتساؤلات.
الآن أحاول أن انشر ديوانا شعريا يحكي عن عواطف الطب والألم, أحاول أن أحكي شعرا عن هذا الموضوع الذي لم يتطرق اليه احد قبلي من الشعراء فموضوع الطب والألم وتشريح الأعضاء هو حلقة مفقودة من حلقات الشعر في العالم بشكل عام.
محمد فؤاد: قصائدي الجديدة هربت إلى الرمزية ولكن بشكل نسبي وهذا نتاج للتجربة والقراءة المستمرة التي اعتبرها من أوسع أبواب المعرفة.

اعداد تحريرثائر مسلاتي وتصوير نوح حمامي

السيرة الذاتية للدكتور
محمد فؤاد