
الطرطيرات متعددة الاستخدام
- يوليو 17, 2010
- 0
… وفي نفس الوقت ينتابني الغرور والتعالي عندما لا أجد مدنا كبيرة مثل باريس ولندن ونيويورك، تملك هذه الوسيلة الحضارية … بقلم المهندس باسل قس نصر الله
الطرطيرات متعددة الاستخدام
بقلم المهندس باسل قس نصر الله
من الذي لم يسمع أغنية المطرب الراحل فهد بلان " لركب حدك يلموتور" ، لا شك أن الغالبية تعرف هذه الأغنية، وقد رددتها في مرة أو اكثر من المرات، ولكنني حتما لا اكتب مدحا فقط بالمطرب المرحوم فهد بلان، بل اكتب لأعبر عن مدى سروري بمشاهدة الدراجات النارية ذات الثلاثة عجلات، التي تساعد على إنجاز العمل في مديرياتنا، من أعمال نقل قمامة في الدرجة الأولى الى غيرها من الاعمال المستورة، وفي نفس الوقت ينتابني الغرور والتعالي عندما لا أجد مدنا كبيرة مثل باريس ولندن ونيويورك، تملك هذه الوسيلة الحضارية وتطنب آذانها بموسيقاها الجميلة وتكتشف خدماتها الجليلة في رفع القمامة (ورشرشتها على الطرقات) ونقل البضائع (والخضار من سوق الهال والأسواق الأخرى) وغيرها الكثير من الأعمال التي تبقى مستورة ولا نعلم بها، وغالبا ينتابني الخوف كلما سمعت بمحاولات قمع هذه الظاهرة الحضارية ، حتى أنني فكرت بالطلب إلى مديرية الآثار والمتاحف أن تضع ضمن خططها – السريعة جدا – برنامجا لكي يضم متحف حلب الوطني بعض الدراجات النارية من فئة الثلاث عجلات قبل انقراضها ، وهذا لا يمنع بالطبع ، على الاستعانة بشرطة المرور لتسليم المتحف بعضا من مقتنياته من هذه الدراجات .
قالوا أن المدينة تعاني من مصاعب دخول الآليات الى الأزقة الضيقة، ولكأن العالم بأجمعه لا توجد فيه أزقة ضيقة، ورضينا بهذه الوسيلة المتطورة لأجل النظافة، فزادت الدراجات والاوساخ، وبدأوا كعادتنا في كل ما لا ندرسه بشكل جيد، نقترح الحلول والمعطيات لالغاء هذه الوسيلة من قاموسنا اللغوي.
كيف يطاوعهم قلبهم على قمع مثل هذا التراث الذي يجب أن نضمه إلى التراث العالمي ، مثله مثل الكثير من المعالم المتناثرة في كل المدن الكبرى ، حتى أنه في بعض المرات قال لي أحد الأجانب مازحا ، أن مدينة حلب عليها أن تفتخر ليس بالقلعة فقط، مثل برج ايفل في باريس وساعة بيغ بن في لندن، بل بالدراجات النارية (الطرطيرات) المتناثرة في أحياء حلب وشوارعها .
وكيف نستطيع مزاولة الكثير من الأعمال من دون هذه الوسيلة الحضارية ، خاصة أن بعض الجهابذة اقترحوا تلوينها بلون واحد (أسوة بغيرها من الأشياء التي قمنا بتلوينها بلون واحد في مدينة حلب) ، وهكذا ستُسَر عينُ الناظر عندما يرى عند المحلق دراجاتنا الموحدة (طرطيراتنا) تنقل العائلات بكاملها محملة بالبساط وأدوات الطبخ وكل ما لذ وطاب، وعندها سنرى السواح يتوافدون علينا (من مبدأ أننا صرنا فرجة) ويحاولون اخذ صورة لهم –وبالألوان- ، بجانب طرطيراتنا ، وبسمة الخيلاء على وجوهنا .
و" لركب حدك يلموتور"
اللهم اشهد إني قد بلغت.