لا شك إن ما أنجزته الحضارة الغربية كان بتأثير من الحضارة العربية الإسلامية التي كانت سابقة عليها… دراسة من إنجاز واقتراح المهندس أسامة شريبا. جـ1/2


  

العمارة الاسلامية

المهندس أسامة شريبا


لا شك إن ما أنجزته الحضارة الغربية كان بتأثير من الحضارة العربية الإسلامية التي كانت سابقة عليها، ويعترف بهذا الفضل العديد من الباحثين الغربيين المنصفين.

ونتناول دور الحضارة العربية الإسلامية في النهضة الأوروبية كنموذج لحوار الحضارات الأخرى التي تعامل معها المسلمون مثل حضارة الهند وحضارة الفرس في الشرق وحضارة اليونان في الغرب، وقد كان فضل العلماء العرب عظيما على الحضارة الإنسانية، حيث كانوا لبنة أساسية من لبناتها، فقد نقلوا العلم اليوناني وهضموه وأضافوا إليه إبداعاتهم التي مازالت مؤثرة في العالم حتى اليوم، ونوافق المؤلف في انه لو لم يصل ما بقى من مؤلفات اليونان على يد العرب إلى أوروبا لتأخرت النهضة الأوربية. وأهم معابر الحضارة العربية الإسلامية إلى أوربا، وهي: الأندلس، صقلية، وجنوب إيطاليا، بلاد الشام، وحركة الترجمة ويشير المؤلف إلى انه في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري كانت قرطبة أعظم المدن الثقافية في أوربا، فقد حوت خزانة الخليفة ما يزيد على الأربعمائة ألف. وأقبل الأسبان على اللغة العربية والترجمة منها إلى اللاتينية، وكانت الأندلس المركز الرئيسي لحركة الترجمة. أما صقلية فقد حكمها المسلمون من القرن الثالث إلى القرن الخامس الهجري، فانتشرت فيها مظاهر الحضارة الإسلامية من مساجد وقصور وحمامات ومستشفيات وأسواق وقلاع.

العمارة وتاثيرات الحضارة الإسلامية

العمارة هي وعاء الحضارة، وتمثل الهُوية الثقافية والمستوى الإبداعي والجمالي للإنسان، كان لابد من التمسك بأصالتها، وحمايتها، و دراستها وإيضاح خصائصها و الوقوف على جوانب الإبداع و التميز للمخطط المسلم الذي استطاع أن يستوعب الحضارات السابقة من للأمم الأخرى وغيرها كإرث حضاري تم الاستفادة منه للتعبير عن القيم العربية الإسلامية والتي تجمع ما بين الاحتياجات الوظيفية والبعد الروحي العميق في نطاق فن المعمار نجد الأثر الإسلامي يظهر في أسبانيا أولاً ثم ينتقل منها إلى فرنسا ثم إلى سائر بلاد أوروبا. وبدأ هذا الأثر خصوصاً بعد أن استعاد الأسبان طليطلة سنة 1085 واستمر ينمو ويزداد كلما توغل الأسبان في عملية الاسترداد حتى أواخر القرن الخامس عشر.

وينقسم التأثير إلى قسمين:

الأول: قسم يكاد يكون عربياً خالصاً وهو الفن المدجن، أو المعمار الذي قام بتشييده المدجنون، وهم العرب المسلمون الذين بقوا في البلاد التي استعادها الأسبان، وكان منهم بناءون مهرة استعان بهم حكام المقاطعات الأسبانية في تشييد الأبواب الكبرى للمدائن وفي تشييد القصور والكنائس والأديرة والقناطر وسائر أنواع المعمار

والقسم الثاني: وهو الذي يعنينا خصوصاً هنا، التأثيرات الإسلامية في معمار ظل طابعه العام أوروبياً، وهو المعمار المعروف بالرومان. وينقسم التأثير بدوره إلى قسمين: تأثير في التصميم المعماري، وتأثير في التزويق أو الزخرفة المعمارية، وإلى القسم الأول يرجع ظهور الأقبية ذوات التنوءات والأبراج المستقلة ذوات القواعد المربعة أو على شكل مآذن، وإلى التأثير في الزخرفة يرجع استعمال الأقواس التي على شكل نعل الفرَس.