شادي نصير ـ المانيا:الفنانة التشكيلية فاليا أبو الفضل .. للألوان لغة تبوح بأسرارها، تتعلق بريشة مبدعة وتنسج قصصا لها فضاء مفتوح على خيارات عديدة

 وكما عوّدناكم أصدقاءنا في عالم نوح بتقديم كل ما هو و من هو مميّز، معنا اليوم : 
                                        الفنانة التشكيلية
             فاليا أبو الفضل

 

أجرى اللقاء الاعلامي شادي نصير ـ عالم نوح ـ ألمانيا

  للألوان لغة تبوح بأسرارها، تتعلق بريشة مبدعة وتنسج قصصا لها فضاء مفتوح على خيارات عديدة. في حوارنا مع الفنانة فاليا أبو الفضل التي ترسم الحياة قصصاً وتطير الألوان فراشات تلوّن الحياة تبوح لعالم نوح عما تجيش به ريشتها على الورق.

 

من يتابع التشكيل الذي تقدمه فاليا أبو الفضل يرصد رقص اللون واندفاعه، من أين يأتي هذا الزخم اللوني في لوحاتك؟

أرسم نفسي من العمق وما أكثر التعقيدات في نفس كل واحد منّا ..هي مزيج من لون الروح مع اللون الحقيقي على لوح ألواني فربما الحزن يختار اللون المشرق ولكن وضعه على اللوحة يكون قاسياً كصرخة أسمعها أنا أولاً ثم تنطق بها الألوان ..هناك حديث دائم بيني وبين الشخصية التي تتحدث عني في اللوحة ..تجبرني أحياناً هي على لون دون آخر أو ألزمها أنا به قسراً وهو شبه فوضى عارمة تحدث بيني وبين اللوحة وألواني ..أنصت أنا لها في أكثر المرات ..والغريب في الأمر انني عندما أفكر قليلاً بهذا اللون أو ذاك ،أرى نفسي خارج اللوحة ..فالتفكير يُحد من الإبداع ويسحبني من أعماقي الى الواقع فيتوقف الفيض اللٌوني ..فتستطيع القول هو سكب روح على اللوحة بجو من الفوضى الغامضة المطعمة بالصدق والبوح الكامل.

البورتريه المائي حكاية لها تفاصيلها ودائما تتجه الألوان نحو الشفافية في وجوه الشخصيات المرسومة، هل تعتمد الفنانة فاليا أن يكون اللون سرمدي شفاف ليحاكي الخيال ضمن البورتريه، وهل للبورتريه المائي رؤية يضفيها الفنان من ذاته؟

تفصيل جميل للغاية ،..نعم الشفافية هي ما تربطني بكل شخصية رسمتها ..أنا لم أرسم إلاّ من أحببتهم بعمق وبصدق ووصلت بشفافيتي إلى أعماقهم وعبَرت بالٌون الى أحاديث قلوبهم فأنا أسمع من أرسم ومن كلامه ألّون …فالأرواح تلتقي حتى لو لم تلتقي الشخوص ..كل من رسمتهم عرفتهم جيداً ولولا هذا لما استطعت ابداً أن أصل الى تلك الشفافية المائية فيهم ،فالألوان المائية لا تحتمل الكثافة أو الغموض وإلاّ فشلت في رسم الشخص وروحه ولكان من الصعب عليك الشعور بالشبه العميق.

 

تعملين في مجلات عديدة ورقية والكترونية كيف تلتقطين الإشارات للنص المقدم في حال وجد نصان يتكلمان عن نفس الفكرة، وهل ترين أن الموتيف هو لوحة كاملة أم هو سكيتش ممكن أن يتحول للوحة؟

من خلال عملي بالرسم الصحفي لمدة زمنية ليست بقصيرة كنت منذ البداية أقرأ النص جيداً وبعمق حتى انني أحياناً أقرأ ما بين السطور وأرسمه ويكون هذا شيئاً مفاجئاً للكاتب وأحياناً يصل الرسم الى حد الشبه الكبير مع الشخصية .. هذا كان شيئاً جميلاً فعلاً و كان يضفي على العمل لمسة إنسانية شفافة وطريفة أيضاً ..وكنت بصدقي هذا مع إحساسي ومع مشاعر الكاتب ،أخرج بلوحة ممكن أن يقال عنها لوحة كاملة ،تجسد المشاعر أولاً فتصل لكل قارئ بكل جمالها وعن سؤالك عن النصين المتشابهين بالفكرة فلابد من وجود اختلاف بشيء ما فهما بالقطع لكاتبين مختلفين ولكل منهم إحساسه المختلف والذي ألتقطه أنا وأعبر عنه لوناً وشكلاً ..ورغم أن العمل الصحفي يكون له صفة السرعة و الرسم يكون السكتش المرافق للنص ..إلا انني تعاملت مع كل مادة تصلني على انها موضوعي الذي سأعالجه بِاللّون وسكبت عليه من نفسي ما جعل كل منها لوحة فنية أحبها وتلمس كل جمال في نفس من يقرأ

لماذا البحث في عالم الألوان المائية الشفافة، وهل تبوح لك بسرها حتى تأسرك عن باقي الألوان؟

الألوان المائية تشبهني كثيراً ..والماء هو أقرب عنصر للإنسان من أي مادة أخرى كالزيت أو الشمع أو….غيرها .
الماء هو نفسه حياة ولكل لون حكاية مع الحياة وأنا أحاول أن أقرأ كل لون على حدى وأن أمزجه مع حياتي فيأخذ منها ويعطي الآخرين جمالاً ..
رسالتي هي (الحب فالجمال فالحب ) .ولا شئ أجمل من الماء (الحياة) لحمل هذه الرسالة .

من يتابع التشكيل السوري والعربي يرصد ابتعاد أغلب الفنانين عن هوية خاصة بهم إلام تعزين فقدان الهوية بعد جيل الرواد؟
الهوية :هي نحن وصدقنا مع أنفسنا وما نعكسه على الآخرين ..وللأسف بُعد الانسان عن انسانيته أولاً هو ما أبعد كل شئ عن الجمال الحقيقي ،وأصبح من يبحث عن الحقيقة الجمالية هو باحث عن شئ مفقود ..وللأسف يلجأ البعض لتوثيق البشاعة أحياناً وهذا يزيد من البعد عن الانسان ويوسع الفجوة بينه وبين الجمال المنشود …على الفنان أن يكون أداة جمال الروح والمؤثر الراقي والجميل.

 

ماهو مشروع الفنانة فاليا اليوم والى أي مدى تبحث عن حالة خلق جديد ضمن مشروعها الفني؟

سأبقى أزرع الحب لوناً وأسكب كل ألواني لأصل الى قلب كل من يقف أمام أعمالي ويقطف منها زهرة يأخذها معه وتبقى في كيانه كإنسان يبحث عن الجمال ويجده أمامه دائماً ..فمن تبحث عنه يبحث عنك ..ولا بد من أن يكون الحب ،الحب فقط هو طريقنا للجمال وللإنسانية وللسلام .