على المحبة نلتقي مجدداً مع عالم نوح وشادي نصير وضيفتنا لهذا الحوار النجمة المتألقة الفنانة ديمة الجندي والتي لها تطلعات خاصة بها ورؤية فنية متميزة في اختيارها للدور الذي تؤديه حيث كان معها هذا الحوار


الفنانة ديمة الجندي

على المحبة نلتقي مجدداً مع عالم نوح وشادي نصير وضيفتنا لهذا الحوار النجمة المتألقة الفنانة ديمة الجندي والتي لها تطلعات خاصة بها ورؤية فنية متميزة في اختيارها للدور الذي تؤديه حيث كان معها هذا الحوار:


*بداية ما هي المقومات التي يحتاجها أي ممثل ليصبح نجماً؟

** لا اعرف بالمعنى العام متى يصبح الممثل نجماً، فمقاييس النجم تختلف كثيراً بالنسبة لديمة عن مقاييس الآخرين، أو بالأحرى لا يوجد مقياس واحد للنجومية. وأرى أن أي ممثل ينجح في أي عمل ومن ثم يتم تكراره في باقي الأعمال يصبح نجماً، وليس من الضروري أن يكون اسمي في شارة المسلسل أول اسم حتى يطلق عليّ لقب نجمة، لأن النجومية هي أن ترى نفسك نجماً في عيون الناس، ومن خلال الآراء والتعليقات والجمهور لا ينتظر شارة المسلسل بالمطلق بل هي تعني الممثلين فقط أما أنا فلا تعنيني هذه المواضيع لأنني أرى نفسي نجمه.

*ما هي رؤيتك لسيطرة الدراما السورية على الشاشات العربية؟

** يخيل إليَّ بسبب اللغة أولاً لأن لهجة السوريين مفهومة، ومحبوبة والدليل أن المسلسلات التركية دبلجت باللهجة السورية، إضافة إلى سهولة وصولها إلى مسمع الجمهور، وثانياً لم تنحصر الدراما السورية في عملية التصوير في الإستديو، بل خرجت إلى الشارع والى المناظر الجميلة، وطريقة اختيار اللقطات في الكاميرا، مما أعطى عامل جذب لعين المشاهد على الرغم من أنه لا يعرف تقنيات الإخراج أو الإضاءة ولكنه كمتابع يلفت نظره الكوادر بشكل عام، ويحب أن يرى شيئاً مختلفاً وثالثاً والاهم إن القضايا التي نتكلم عنها هي قضايانا وتلامس شارعنا وإذا لم تلامس شارعنا فهي تلامس الهم العربي بشكل عام، وتستطيع أن تقوم بإسقاطات من مسلسل سوري يتحدث عن مشاكل المجتمع السوري على أي بلد عربي وبالتالي على مشاكل أي بلد عربي.

* هل ترى ديمة الجندي أن الدراما السورية تعاني أزمة حقيقية، وفي حال وجدت ما هي أسبابها؟

** من الصعب أن نقول إن الدراما لا تعاني من أزمة، أما عن أسبابها فلا أعرف، ربما بسبب المقاطعة لبعض الأعمال، أو لعدم وجود ضخ مالي كالسابق،
اليوم أغلب الأعمال السورية هي تُصور بأموال سورية بحتة، وبمخاطرة وبتحديات رغم كل الظروف، وتعتمد على رأس مال سوري صافي، ومن الممكن أن يسوق العمل أو أن لا يسوق، وهنا لا نستطيع أن ننكر الجهود الجبارة لشركات الإنتاج الخاصة والعامة التي تقوم اليوم بتشغيل أكثر من 70 بالمائة من الممثلين في سورية، وهذا لم يكن يحدث عندما كان هناك أعمال كثيرة ورؤوس أموال خارجية.


*هل تستطيع الدراما الخليجية مضاهاة الدراما السورية والمصرية؟

** لا أعرف إذا كانت قادرة أو لا، ولكن لا نستطيع أن ننكر أن الدراما الخليجية أصبحت دراما مهمة وتستطيع أن تنافس الدراما السورية، والمصرية لأنه بدأ لديها انفتاح، وخصوصاً في طرح القضايا التي لم نكن نعرف عنها شيء، ومن المستبعد في السابق أن نتصور أنها تحدث في دول الخليج العربي.

* شاركتي في بطولة مسلسل "توين فيلا" العماني في عام 2011 كيف تقيمين التجربة ولماذا لم يسلط الضوء عليها عربياً؟

** لم يسلط الضوء على مسلسل "توين فيلا" إلا في المحافل الخليجية والعمانية تحديداً، وهي تجربتي الأولى عربياً والمسلسل من إخراج المخرج محمد الوالي الذي قدمت معه مسلسل "ربيع بلا دموع" والذي هو من إنتاج سوري.
المسلسل يشبه مسلسل صبايا فهو يضم خمس فتيات ويشمل على مغامرات عديدة وهو من النوع الكوميدي حيث لعبت دور رولا المزينة السورية التي تعيش في عُمان، ويطرح المسلسل طريق حياة الفتيات ضمن الفيلا في المجتمع الخليجي.
ومع الأسف لم يسوق العمل بشكل جيد ولم يعرض إلا على القناة العمانية، على الرغم من أنه ضم كادر مهم من ممثلي الخليج من الإمارات ومن الكويت ومن سورية كنت الممثلة الوحيدة، وهو أول عمل بإنتاج ضخم لشركة خاصة عمانية.

*ما هي الأدوات التي استخدمتها أثناء تأديتك لدور زهرة في مسلسل باب الحارة لترسخ الشخصية في أذهان الناس؟

** كان أهم شيء هو تعاملي مع الشخصية بشكل جدي، فقبل البروفات بدأت البحث عن فتاة بكماء لم تدخل مدرسة للصم والبكم وعندها ساعدني الأستاذ سامر الطويل مدير الإنتاج وعرفني على شخصية فاطمة التي تشبه زهرة في تفاصيلها الدقيقة، فتابعت رؤيتها والتعلم منها حول الإشارات البسيطة وهي شخصية فريدة ولديها طبقة صوت منخفضة، أما في الجزء الثالث فكان لا بد من البحث مجدداً ومساعدة الأطباء الاختصاصيين لمعرفة كيفية عودة النطق، فقدمت لي المساعدة زوجة الفنان جهاد عبدو صديقتي فادية وقدمتني إلى مدرسة الصم والبكم في الزاهرة وتعرفت على شخصية زهرة التي عرفتموها في الجزء الثالث، وهي فتاة عاد لها النطق ولكنها تتكلم بحروف غير مفهومة ولم يكن من السهل أن تقدم على الشاشة بشكلها الحقيقي فاستعضنا عن الحروف الغير مفهومة بالتأتأة.

*كيف تنظرين إلى أعمال البيئة الشامية وألا ترين أنها بدأت تكرر نفسها؟

** أنا شخصيا أحبها ويرتبط شهر رمضان المبارك بها وبالأستاذ بسام الملا وهذا قبل دخولي إلى الوسط الفني، من مسلسل أيام شامية إلى الخوالي إلى .. وكلها لا تشبه بعضها البعض ولكن تشترك بمقوماتها العامة من نخوة ومحبة وأنا شخصياً بحاجة لهذه الأعمال لتذكرني بالحياة لجميلة، ولا أراه عملاً مسيئاً بل وإنني أرى أن ما تقوم به المرأة في هذه المسلسلات هي عبارة عن الدلال الذي تقدمه للرجل في ذلك الوقت، وقتها لم يكن هناك من الأشياء المتطورة التي تستطيع أن تقدمها وتعبر من خلالها عن دلالها له، ولا أراه مذلة وهذه قراءتي من منظور ايجابي.

*أ ين التركيز على باقي البيئات؟

** لا مجال للقول بأن البيئات الأخرى لا وجود لها، فهناك أعمال تصور في حلب واللاذقية ومثال ذلك مسلسل الحوت، ولكن على ما يبدوا أن اللفظ الشامي ونكته يلعب دور في رواج هذا النوع من المسلسلات.
ومن قال أن الشهامة والغيرة والكرم يرتبط فقط بمسلسل البيئة الشامية فالبيئة الشامية تتحدث عن كل المجتمع السوري والشام هي النبع، والمشاهدين يستسيغونها، من بين البيئات الأخرى.

* تشاركين للمرة الثانية بعد أسعد الوراق مع المخرجة رشا شربتجي في مسلسل يحمل اسم بنات العيلة حدثينا حول هذا الدور؟

** يعد دوري في مسلسل بنات العيلة من أهم الأدوار الرئيسية في العمل فألعب شخصية هبة والتي هي كاتبة مسلسلات وهي شخصية شفافة وحالمة ومتزوجة ولديها طفل تمر حياتها برتابة ثم تتعرض لموقف يغير حياتها والدور بطبيعته يتحدث عن نموذج لنساء يعشن في مجتمعنا العربي وهنا مختلفات ولن أزيد وساترك لكم متابعته قريباً.

* ما هو تصنيف العمل مع المخرجة رشا شربتجي؟

** تحب أن تقدم رشا شربتجي عمل حياتي، حقيقي ولها إحساس عالي تستطيع من خلاله أن تتواصل مع الممثل، فهي تعرف كل تصرف ومسبباته في تفاصيل الشخصية وتمسك مفاتيحها وخصوصاً التي تكون غائبة عن ذهن الممثل، إضافة إلى أنها شخص لطيف جداً ومسلسلاتها ناجحة ومميزة.

* تقدمين مع المخرج الكبير هشام شربتجي مسلسل "المفتاح" وهي تجربتك الاولى، لماذا هذا التأخير للتعاون بينكما؟

** لا أعرف سبب التأخير كان في السابق فرصة لأعمل مع المخرج الكبير هشام شربتجي ولكن لسبب أو لآخر لم تنجح الفرصة، وعملي مع الأستاذ أستطيع القول عنه انه من أمتع وأروع التجارب، فهو شخص أكثر من رائع وهو شفاف وهو مخرج يعمل بطريقة استثنائية.
وهذه الشفافية تنعكس على الممثل، ودوري هو دور يتقاطع ببعض الجوانب مع شخصيتي التي لعبتها مع رشا ولكن مع فارق في الشكل فشخصية ميساء التي ألعبها هي شخصية قوية وباطنية وعلى الرغم من أن مساحة الدور ليس بكبير إلا أنه سيري الناس جانب مختلف من شخصيتي لم يكتشفوه سابقاً.

*هل أنت مع تأطير الممثل في قالب واحد؟

**أنا ضد التأطير وهذه المشكلة التي عانيت منها في الخمس سنوات الماضية، أبحث اليوم عن طبيعة الأدوار المختلفة وهذا الاختلاف لم يأتني إلا مع زوجي المخرج فراس دهني في مسلسل الشبيهة وكان دوري سلبي وهو دور فتاة شريرة وقدمت الشخصية بحب وقوة وكنت مصرة على أن الفنان هو فنان شامل لا يجب أن يؤطر بدور صغير فالفنان المجتهد هو الذي يستطيع أن يقدم نفسه بادوار مختلفة.


*تعودين في الجزء الرابع من مسلسل صبايا، ما هي أسباب العودة بعد الغياب عنه في الجزء الثالث؟

** نعود إلى المسلسل لعدة أسباب من أهمها أن المنتج عماد ضحية يريد أن يكون الجزء الرابع من العمل مع الكاست الأول وهذا سبب مهم لتواجدي مجدداً وخصوصاً أن للعمل ذكريات ممتعة.
أما عن سبب عدم وجودنا في الجزء الثالث هو أننا لم نكن الكاست الأول، وكنا مصرين أنا وديمة بياعة أن نكون مع بعض كما في الجزأين الأول والثاني فكما بدأنا المشوار نكمله ولكن شركة الإنتاج كانت ترى أنه لا بد من التغيير وهذا حق لها لهذا لم أتواجد في الجزء الثالث.

* حدثينا عن ديو المشاهير الذي شاركتي به في قناة ال LBC؟

**هي من أجمل وأمتع ما شاركت به، كان هدفي المبلغ المالي الذي سأحصل عليه وأقدمه إلى الجمعية الأهلية التي هي بحاجة ماسة له وعلى الرغم من أن المبلغ الذي حققته كان بسيط إلا انه حقق للجمعية سعادة كبيرة.

*هل أحببتي تجربة الغناء؟

** أحببت التجربة رغم أنها تجربة مخيفة، وخصوصاً أنني أغني على الهواء مباشر ويتابعني عدد كبير من الناس في الوطن العربي، همي كان أن أصل إلى مراحل متقدمة والاهم أن اظهر بشكل يليق باسم بلدي ولا أن لا أغني بشكل نشاز، ولا اظهر بشكل مستفز واكتشفت أنني أغني بشكل صحيح ولكن هذا لا يعني أنني سأغني لأنني لن أقوم بالغناء مطلقاً.

* ما هو الاختلاف بين عدسة التقديم وعدسة الدراما بما أنك قدمتي البرنامج التلفزيوني"لاتفهمونا غلط"؟

* تجربتي في التقديم في برنامج "لاتفهمونا غلط" هي ضمن برنامج الكاميرا الخفية، فكنت المقدمة والمذيعة التي تستقبل الفنانين، وهي تجربة مهمة فقد تعرفت على قامات في الفن يخيَّل لي أنني لن أتعرف عليها وأحسست بأنها قدمتني بطريقة مختلفة.

وقدمت في البرنامج شخصيات وكاريكتيرات مختلفة ربما لن تتيح لي الفرصة أن أقدمها من خلال ادوار في التلفزيون، فكانت تجربة جميلة إضافة إلى أنها تنهي الحاجز بين الممثل وبين الجمهور، إضافة إلى مواقف طريفة تحدث معك.

* ماذا يقدم لك زوجك المخرج فراس دهني من دعم في مسيرتك الفنية؟

 

** داماً يقف إلى جانبي في اختياراتي إضافة إلى أنني أستشيره في الأدوار التي العبها، ومع ذلك يترك لي حرية الاختيار، ولفراس نظرة أبعد كونه مخرج وعنده خبرة كبيرة أكبر من خبرتي إضافة إلى انه يقدم لي الحلول للدور الذي العبه ويعطي رأيه في ادوار بصراحة وعندما يقول لدور لعبته برافو فمعناها برافو.


وأحب أعمالي معه لان لديه خصوصية في العمل الفني لأنه يحب شخصياته ويدافع عنها وحتى الأشخاص الشريرين يبحث لهم عن مبرر، وقد أضافت تجربتي معه الكثير لي.

شادي نصير ـ عالم نوح