الفنانة سوزان سلمان من الوجوه الشابة الساعية إلى طريق الإحترف بخطى ثابتة والمؤمنة تماماً بما تملكه من إمكانات تأهلها للخوض في عالم الفن لتثبت جدارتها على الرغم من المنافسة القوية الموجدة حالياً.

الفنانة سوزان سلمان..حلم فتي في واقع كهل

الفنانة سوزان سلمان من الوجوه الشابة الساعية على طريق الإحترف بخطى ثابتة ومؤمنة تماماً بما تملكه من إمكانات تأهلها للخوض في عالم الفن لتثبت جدارتها على الرغم من المنافسة القوية الموجدة حالياً.

شاركت في المسلسل الذي خلق جدلاً كبيراً في الوسط الفني "شيفون" للمخرج نجدة أنزور بالإضافة إلى مشاركتها في كريزي" للمخرج مصطفى البرقاوي، بالإضافة غلى مسلسل"العقاب" لرشاد كوكش ويوميات مدير عام لزهير قنوع، والعديد من المشاركات في مجال الدبلجة.

للحديث حول المشاكل التي يتعرض لها الخريجون الجدد من المعهد العالي للفنون المسرحية والعديد من المواضيع الأخرى، التقى بها عالم نوح فكان لنا هذا الحوار:

                               

كنت في معهد خاص"تياترو" قبل دخولك المعهد العالي للفنون المسرحية، برأيك إلى أي حد  تحمل هذه المعاهد إمكانات لصقل المواهب الشابة؟
أعتقد أن ذلك يختلف من شخص إلى آخر إذ أنها تتوقف على قدرة الشخص ومحبته في الاستفادة من هذا المكان، فالتعاطي مع المكان والمادة التي تدرّس والمعلومات تختلف من شخص إلى آخر وهي ليست منوطة بالمكان أبداً. 

هل المعهد العالي استطاع إعطاء كافة الأدوات اللازمة ليخلق من الموهوب ممثلاً؟

أختلف معك في هذا، فليس كل من دخل المعهد العالي للفنون المسرحية أصبح ممثلاً، وطبعاً ليس لهذا علاقة بالمعهد إطلاقاً لأن المعهد هو مكان لتختبر نفسك وتجرّب الأدوات التي لديك وترى مدى التطوّر الذي طرأ عليك خلال فترة المعهد وتصقلها، وهنا للأساتذة دور في تقييم مهاراتك إن كنت تتطوّر أم لا، وأنا أعتبر أن المدة التي أمضيتها في المعهد هي فترة تعليم مهمّة وخاصةً ورشات العمل التي قمنا بها، وليس بالضرورة بمجرد تخرج الطالب أن يصبح ممثلاً، وبالنسبة لأدوات الممثل فالمعهد يصقل هذه الأدوات ولا يخلقها لأنها تكون موجودة أصلاً قبل الدخول إلى المعهد، ولكن من المحتمل أنه لم يتم اكتشفها بعد، ولم تمارس عملياً.

قلتِ بأنكم كنتم الدفعة الوحيدة التي ظُلمت أثناء التخرج، ما السبب برأيك؟

أشعر بأن وضع المعهد في تلك الفترة كان مضطرباً إلى حد ما على كل الأصعدة سواء من ناحية الكادر التدريسي وطريقة التعاطي مع الطلاب أو من الناحية المادية.

هل طلاب المعهد العالي يعانون من مشكلة بين رغبتهم في دخول المعهد للوصول إلى التلفزيون ولكنهم يضطرون إلى دراسة المسرح طيلة فترة المعهد وبين رغبتهم في التخصص بالمسرح ولكن لا يوجد واقع مسرحي؟
هناك فرق كبير بين التلفزيون والمسرح، ولكن عندما يكون هناك شح في الأعمال المسرحية وتكاثر للأعمال التلفزيونية بالتالي سيجذب هذا العامل الممثل مع وجود إغراءات مادية ذات تباين واضح أيضاً، وهنالك فرق واسع بين التلفزيون والمسرح فمن خلال المسرح تستطيع استخدام كل الأدوات التي لديك من صوت وجسد أما في التلفزيون فالأمر مغاير لذلك إذ يتم تسليط الكاميرا على حركة من يدك أو على الوجه أو أي جزء آخر من جسدك دون الأجزاء الأخرى وبالتالي لا يتم استخدام كل الأدوات التي لديك كممثل.


                            


ذكرت سابقاً أنه في عرض التخرج الذي شاركت فيه لم يأتي أحد من المخرجين لرؤية هؤلاء الوجوه الشابة، إن لم ير المخرجون هذه الوجوه أثناء عرضهم الأخير في المعهد فأين من الممكن أن يكتشفوهم؟

صحيح، والمعهد يتحمل جزءً كبيراً من المسؤولية في ذلك بالإضافة إلى الوسط الفني الموجود لأن المعهد العالي ليس موجوداً بدون سبب أو أن الخرجين هم أناس عاديون والعكس تماماً فالذين يتخرجون من المعهد من المفترض أن يكونوا مؤهلين لدخول طريق الاحتراف، والمسؤولية هنا هو على عاتق شركات الإنتاج والمنتجين وحتى المخرجين الذين من المفترض أن يكونوا متابعين لهؤلاء الوجوه الجديدة والتي تحتاجها الدراما السورية لتبقى على تألقها وتقديم دم جديد على الدوام، فأحد الأسباب التي تم ذكرها لهذا التجاهل أنه كان هنالك الكثير من الأعمال في تلك الفترة ولم يكن هناك وقت لديهم للحضور، وبرأيي هنا يأتي دور المعهد في عدم الاكتفاء بهذا العرض فقط وإنما في أن يبقى مع الخريجين لفترة معيّنة كأن يعرضوا هذا العرض في مهرجان مسرحي أو حتى أن يعرضوا لمدّة معيّنة يكون فيها العرض خاصاً بالمنتجين والمخرجين وشركات الإنتاج لحضوره، عندها سيتمكن الجميع من الحضور وسيتثنى لهم رؤية هذه الوجوه الشابة، وللأسف لا توجد أكاديمية إنتاج في سوريا وبالتالي فهؤلاء الشباب سيضيعون ولن يعرفوا الطريقة المناسبة لدخول المجال الفني إن لم تكن لديهم علاقات وصلات مع المخرجين أو حتى المنتجين.

ماذا عن مشاركاتك المسرحية التي قدمتها؟

شاركت بعرض مسرحي راقص بعنوان (أنت عمري) من إخراج خالد عبد الرحيم، وأيضاً شاركت في عرض تخرج (برلمان النساء) من إخراج رمزي شقير وفي عرض التخرج ( ليالي الحصاد ) للمخرج تامر العربيد وفي عرض (طالب الوظيفة) لهارولد بنتر من إخراج سامر عمران، و(مهاجر بريسبان) للمخرج مانويل جيجي و(مسرحية العميان) للمخرج سامر عمران.

والمسرح بالنسبة لي هو الحبّ والحياة وهو المساحة التي من خلالها أعبّر عن نفسي بوضوح، إنه مكان لا يمكن أن تجد مثله فهو يمنحني الانطلاق والإبحار عبر مسافات لا يمكن أن تجدها حتى في الأحلام والمنامات.

على الرغم من حبّك الشديد للمسرح فإننا لم نراك منذ تخرجك 2010 إلى الآن في عرض مسرحي، ما السبب؟

السبب أنه لم تأتي عروض للعمل في المسرح، وأنا كممثلة لا أستطيع أن أقدم تجربة مسرحية تمثيلاً وإخراجاً لأنني في النهاية لست مخرجة  وحتى المخرجون المسرحيون قليلون حالياً وبالتالي هذا ينعكس على النتاج المقدّم الذي سيكون ضئيلاً حصراً، وأرى أن هذه القلة في العمل في المسرح تعود إلى عدم تمويل مديرية المسارح لهؤلاء الشباب مادياً الذين على الرغم من حبهم للمسرح إلا أن هنالك ظروف حياتية لا يمكن التغاضي عنها وهي مفروضة عليهم، لذلك يجب أن يتواجد أشخاص في مديرية المسارح يدعم محبي المسرح مادياً ليظلوا موجودين ومنتجين للجانب المسرحي في سورية.

هل يمكن القول أن دخولك إلى الدبلجة هو لعدم توفر فرص عمل في المسرح أو التلفزيون؟
بغض النظر عن الأسباب المادية يمكنني القول أني أحبب هذا النوع من الفن ولولا ذلك لما خضت فيه، فحتى في الدبلجة يكون الممثل على مران وتواصل مع أدواته حتى إن اقتصر ذلك على الصوت فحسب إذا تستطيع اختباره في حالات مختلفة بالإضافة إلى خوضك كممثل في هذه الحالات ولكن التعبير الأساسي والتركيز يكون على الصوت فقط، فمن خلال الصوت تستطيع رسم الشخصية التي تسمعها وتعطيها أبعاداً يمكن أ، تكون موجودة أو غير موجودة وأنا صراحةً أحببت ذلك وأردت الخوض فيه مهما يكن فهو لا ينفصل عن عملي كممثلة وعن استخدام أدواتي.

هل ترين أن المخرجين في سورية بالمجمل يعطون الفرص المناسبة للوجوه الشابة بالظهور؟
لا يمكن أن نشمل كل المخرجين ولكن هنالك البعض منهم من يهتم لأمر الوجوه الشابة ويريدون التعامل معهم ولكن هنالك أيضاً الجانب الإنتاجي الذي يساهم في الأمر إلى حد كبير، فأنت كوجه جديد لا تفكر بالمبلغ الذي من الممكن أن تأخذه بقدر ما تفكر بإثبات وجودك في الساحة بالشكل الصحيح، فالمخرج نجدة أنزور من خلال مسلسله "شيفون" أعطى مساحة جيدة للشباب بإظهار إمكاناتهم، وأيضاً الأستاذ مصطفى البرقاوي من خلال "كريزي" الذي استوعب في الصف الثاني شباباً كثيرين لم يسبق لهم الظهور فكانت فرصة جيدة لهم.

ولماذا لم يعرض كلا المسلسلين؟

بالنسبة لمسلسل "شيفون" أعتقد أن عدم عرضه توقف على القضايا الجريئة التي تعرض لها المخرج وأن الجو العام لرمضان لا يسمح بسماع هذه الأفكار وتواجدها ضمن العائلة في وقت رمضاني لذلك فضلوا عرض المسلسل لاحقاً، أما "كريزي" فقد عرض على محطة أرضية ولكن لكثافة المسلسلاات الرمضانية لم تتم متابعته بالشكل المطلوب، وبغض النظر عن ذلك فقد صرحوا بأن المسلسل سيعرض في الفترة القادمة على الفضائيات بشكل أوسع.

                     

هل كانت جرأة "شيفون" من حيث الفكرة أم الصورة؟

كان هنالك جرأة في الصورة، حيث أن الجمهور لم يتعود على مثلها في الأعمال السورية بالإضافة إلى جرأة الأفكار والوضوح والصراحة في الحديث عن المواضيع التي تحدث يومياً مع الفئة الشابة بشكل عام وهذه هي المرة الأولى التي يتم تسليط الضوء عليها بهذه الطريقة.

ماذا عن جديدك؟

أعمل حالياً مع المخرج زهير قنوع في ورشة الكتابة الدرامية التي أطلقها تحت اسم"مؤسسة مداد" إيماناً منه بالشباب ولخلق فرص جديدة للخرجين الجدد، وقد تم حتى الآن كتابة أربع مسلسلات ضمن نشاطات هذه الورشة وهي: مسلسل "ثلاثية العشق الدمشقي" الذي تدور فكرته العامة حول الحب ودمشق، إضافةً إلى مسلسل ( كيميا ) الذي يتحدث عن مؤسسة الزواج، ومسلسل ( سيت كاز ) الكوميدي، ومسلسل آخر بعنوان ( أوراق ) بمشاركة تفاعلية من الجمهور، ونحن كطلاب من دفعات 2010/2011مشاركون في كتابة هذه النصوص أي أن الممثل يساهم إلى حدّ بعيد في رسم الشخصية التي سيقدمها، وصراحةً هي محاولة جميلة  وجريئة من المخرج في أن يرى إبداعات الشباب في الكتابة على الرغم من كونهم ممثلين.

ونتيجة هذه الورشة سنباشر في تصوير مسلسل ( سيت كاز ) في شهر تشرين الثاني القادم.

كلمة أخيرة للشباب والموهوبين؟

أريد القول للشباب أن الدخول إلى المعهد العالي للفنون المسرحية لا يعني أبداً أننا وصلنا إلى ما نريده تماماً إذ أن هنالك أشياء وطموحات أبعد من ذلك بكثير، والممثل الحقيقي هوا لذي يبحث دائماً عن الأفضل والجديد في داخله، ولا توجد نقطة نهاية وإنما كل الذي نصل إليه هي مجرد نقطة بداية لما سيأتي لاحقاً، وأريد توجيه أنظار الشباب الخريجين الجدد إلى أن الممثل السوري هو حالة تفاعلية في أي مسلسل عربي يشارك فيه فلماذا لا تتوجه أنظارنا للمشاركة فيها حتى ولو لم تكن لدينا التجارب الكبيرة على صعيد النطاق المحلي.

 

وهذا الرابط يتحدث عن مؤسسة مداد والمخرج زهير قنوع…

المخرج زهير قنوع ومؤسسة مداد للكتابة الدرامية

أغيد شيخو_ عالم نوح