الفنان أحمد بقدلية لعالم نوح و شادي نصير: المخرج يلعب دوراً كبيراً في ما يقدمه الفنان من إبداع فهو يعرف كيف يخرج النقاط الايجابية في الشخصية ويضيء على جوانب ربما يغفلها الفنان

الفنان أحمد بقدلية

عالم نوح ـ شادي نصير:

 

يرسم اثناء الرقص دوره التمثيلي، فيأخذك إلى عالم مختلف، ومن خلال موهبته في الرقص والتمثيل استطاع أن يلفت حضوراً متميزاً فلقب بأصغر راقص واسندت اليه ادوار متميزة في التمثيل ونراه اليوم في فيلم "ويبقى الوطن" إنه الفنان احمد بقدلية والذي التقاه عالم نوح بالمحبة وكان الحوار التالي:

* كيف بدأت تكتشف طاقاتك وتدخل إلى عالم الرقص؟

**كان لآلة الإيقاع أثرها في توجيهي نحو عالم الفن حيث شاركت من خلال اتحاد شبيبة الثورة في العديد من المهرجانات وحصلت على المركز الأول كعازف على هذه الآلة، ولكن هذا النجاح لم ينسني حبي لعام الرقص والتمثيل وما يربطني بالرقص هو علاقته بالفلكلور الذي لم يكن قد عرف وقتها مدارس الرقص وحالاته وانفعالاته المختلفة، وحتى الرقص الحديث لم يكن قد عرف في سورية.

وقد شاركت في عيد الشبيبة في مدينة حلب ضمن فرقة الرقص وحصلت على أفضل راقص عام 1996.

بعدها أصبح هدفي محدد أن أكون راقص مهم في مجال الفن الاستعراضي لذلك كنت أتدرب في الصباحات الباكرة واقض مضجع من حولي بإيقاظهم على تدريباتي ومن ثم انتسبت إلى فرقة زنوبيا للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة ووقتها تعرفت على الفنان المرحوم لوند هاجو واستمريت راقص مع لفرقة من عام 1998 إلى عام 2003 عندما تم فصل فرقة زنوبيا عن وزارة الثقافة ودمجها مع فرقة أمية مع أن كلا الفرقتين بعيدتين كل البعد عن توجههم في الرقص.

ففرقة زنوبيا تهتم بتعليم الرقص الحديث على يد خبراء من روسيا بينما فرقة أمية تهتم بالفلكلور الرقص والدبكة وهنا حدث الخلل وتم فشل لموضوع الدمج وأصبحت خارج فرقة الرقص ومن ثم انتسبت إلى فرقة أورنينا مع الفنان ياسر إبراهيم ومن ثم عملت في فرقة الرحابنة ومن ثم إلى فرقة جلنار وبعدها أسست فرقة خاصة أسميتها أوغاريت وقدمت مع أعضاء فرقتي أوبريت "تسلم ترابك يا شام" وتوالت أعمال فرقتي فقدمت الرقصات المصاحبة لفيديو كليب أغنية الفنان علي الديك أغنية علوش وشاركت أيضاً في فيديو كليب كل من الفنانين ربيع الأسمر وحسين الديك.

وقد حصلت في عام 2000 على لقب اصغر راقص في مهرجان القرين الثقافي بالكويت.

*كيف دخلت إلى التمثيل؟

**لا ينفصل الإبداع الفني فمع الرقص التعبيري كنت أقوم بأدوار تمثيلية لأنهم مشتركان، فقد عملت بداية مع الفنان همام حوت في مسرحية "عربي وشويت كرامة" ومن ثم مسرحية "عفواً أمريكا" ومن ثم مع المرحوم عبد الرحمن عيد في مسرحية خبر عاجل وانفلونزا الضمير وهنا أيقنت أنني لا بد وأن استمر في عالم التمثيل فبدأت أكتب أفكاري وأمثلها وأخرجها على خشبة المسرح.

*كيف كانت بداياتك أمام الكاميرا؟

**كانت البداية عبارة عن مشاهد صغيرة جداً وفي هذه الأثناء تعرفت على الفنان عبد الرحمن خضر شقيقي الروحي وعملت معه في المسرح وقد عرفني على شقيقه المخرج الكبير سامر خضر الذي آمن بموهبتي وأسند لي أول أدواري الحقيقية في مسلسل "نساء بلا عنوان" ومن ثم مسلسل "أولاد الحارة" وهو مسلسل بيئة شامية مختلفة اختلافاً جرياً عن باب الحارة، وكان دوري هو دور كوميدي وحصلت فيه مع الفنان عبد الرحمن على لقب نجم الكوميديا.

بعدها انتقلت إلى مصر مع الأستاذ سامر خضر الذي كان يعمل الإعلامي الخاص بأكاديمية الزعيم عادل أمام وهو صاحب الفكرة، ومن ثم عملت في مسلسل أبواب الحقيقة وهي سلسلة بوليسية تتكلم عن جريمة في كل حلقة وهو مسلسل متصل منفصل وهو عبارة عن مسابقة درامية، ومن ثم قدمنا مسرحية بعنوان "عربي مع وقف التنفيذ" تأليف وإخراج عبد الرحمن خضر وهو عمل مسرحي ضمن فرقة الشام المسرحية.

*قدمت برنامج إذاعي وكنت مخرج حدثنا عنه؟

**قدمت برنامج همس الحيارى حيث كنت مخرج البرنامج والذي كان يتكلم عن قضايا مختلفة تتعلق بالمعاناة التي يعاني منها الشباب العربي وقضايا إنسانية مختلفة.

*من أين تأتي بأدواتك التي تتقمص بها الشخصيات التي تؤديها؟

**لدي ملكاتي الخاصة التي وهبني إياها الله وطورتها بالمراس والتمرين والقراءة الفنية ومتابعة الفنانين الكبار، أضف إلى أن المخرج يلعب دوراً كبيراً في ما يقدمه الفنان من إبداع فهو يعرف كيف يخرج النقاط الايجابية في الشخصية ويضيء على جوانب ربما يغفلها الفنان، إضافة إلى أن الطموح يساهم في بلورة أدوات الشخصية عن الفنان واعمل مع المخرج سامر خضر الذي يعرف مقدراتي الفنية ويعرف كيف يخرج مني ما هو بحاجة إليه في أي دور يسنده إليَّ؟

وكذلك أتمنى أن اعمل مع عدد من المخرجين المختلفين لأن لكل منهم مفاتيحه الخاصة التي يعمل بها ليكتشف الممثل الذي يقوم بأداء الشخصية.

*هل يتقاطع الرقص والتمثيل كفنون إبداعية عندك؟

**الممثل بطبيعته لا يمكنه أن يتحول إلى راقص أما الراقص فيستطيع أن يتحول إلى ممثل إذا ملك الإبداع والموهبة فالفن الإيحائي والتمثيل الصامت يعتمد على تعابير الوجه وحركة الجسد، وإذا كان المثل غير متمكن من لغة جسده وتحركه مع عضلاته بليونة وخفة فلن يستطيع أن يؤدي هكذا نوع من الأدوار فالرقص لا ينفصل بل يكمل الممثل البارع.

*هل ترى أن المسرح أصعب فنياً من التلفزيون؟

**يعتبر الفن المسرحي أبو الفنون والممثل إذا لم يكن لديه الموهبة الحقيقية فمن الصعبأن يقف على هذه الخشبة المقدسة وخصوصاً أن الممثل يتعامل مع الجمهور وهناك دائما حاجز لا بد من أن يراه الممثل ويكون بينه وبين الجمهور وهو الحاجز الرابع برايي حتى يستطيع الممثل ان يؤدي دوره دون الشعور بوجود الناس.

*كيف ترى الدراما السورية وهل هي في صعود؟

**الدراما السورية إذا حافظت على وجود الطاقات التمثيلية والكتابية واختيار الممثلين للادوار التي تناسبهم والروح الجماعية ستستمر ولن تقف في وجهها أي دراما أخرى فالدم الجديد يعطي الدراما روحاً جديدة.

 

 

وفي الختام لا بد أن نشكر الفنان أحمد بقدلية على وقته و حواره الجميل متمنين له المزيد من النجاح والتوفيق