الفنان التشكيلي الإسباني بيب مدريد Pepe Madrid

الفنان مدريد من مواليد 1960 في مدينة اوبيدا Úbedaمن محافظة خائن Jaenالأندلسية الواقعة في وسط اسبانيا. أنتقل الى مدينة برشلونة Barcelona.لمتابعة الدراسة وفي عام 1982 دخل في اكاديمية لوتجا Llotjaفي برشلونة, وهي الأكاديميية العليا لدراسة الفن التشكيلي وتخرج منها. هي نفس الأكاديمية التي درس فيها الفنان بيكاسو بعد وصوله من الأندلس. وهي نفس المدرسة التي تخرج منها الفنان العالمي فورتوني وعدد كبير من الفنانين الذين نالوا الشهرة العالمية.

بعد تخرجه من الأكاديمية وإضافة الى ذلك درس الفن التشكيلي خلال عشر سنوات على ايدي اساتذة معروفين في برشلونة, ايضأ هكذا فعل الفنان دالي. أقام الفنان مدريد معرضه الأول في صالة غالفانيGalvany في برشلونة وهذا المعرض سمح له ان يؤخذ من الخمسة الأوائل في الأكاديمية العليا لتكون منجزات هؤلاء ممثلين للفن الإسباني في الولايات المتحدة الأمريكية. تلك اللوحات أعطت الفنان شهرة المعرفة ونودي للمشاركة في معارض لوس انجلوس وكاليفورنيا.

من الواضح مشاهدة التأثير العالمي في لوحات الفنان, اولأ لان مهد التعليم هو مهد الفنون التشكيلية في اسبانيا. ومن ناحية أخرى تآلفه مع اساتذة الفن العالمي. ونرى ان الفنان مدريد يفتخر بهذا وانه متأثر في الفنان بيكاسو. تولوس وفي نوابغ الفن الفرنسي في قرن التاسع عشر, وكثير من هؤلاء اشتهروا في تجسيد الأشكال الفردية وخاصة الأشكال النسائية, ايضآ نجد ان الفنان بيب مدريد له لوحات كثيرة وجيدة في حقول المرأة, لوحات مختلفة في الأشكال لكن متآلفة في التعبير, لقطات عابرة بين سويعة واخرى. على سبيل المثال أقول منها. جراب الحرير, بنت أوريون, الإنتظار, الفراش الخشن, لعبة الورق.

لوحات لها جاذبية ومتعة بصرية. اما بيكاسو استخدم أشكاله النسائية لوضع وجه الفنان عوضا عن الشكل الحقيقي لتلك النساء, نجد هذا في كثير من أشكاله, فقط يكفينا ملاخة البعض منها كما هي لوحة بنات أفينيون. فإن لغينا أشكال المرأة في منجزات بيكاسو. كم سيبقى لنا؟ في المقابل نشاهد ان الفنان مدريد يأخذ من المرأة لقطات عابرة, نظرات عفوية في لحظة من الزمن. أي انه يستعمل نظرة المرأءة التي تقف في بيتها لوحدها في ساعة ما. وعامة نسائه لهم نظرة أمل, تأمل, مراقبة, طموح. نظرة التفكير. فإذا نظرنا الى لوحات لوتغيك, لرأينا انه كان شاعر الليل, رسام النساء الليلية, نساء الطاحونة الحمراء, نساء عرفت في باريس في يوم ما, اما بيكاسوا ففي اعماله تاثير كبير في فنانين آخرين, وأخذ مواضيع لزملائة وجسدها في اسلوبه الخاص, وهذه عظمة الفنان الماهر, ايضا هنا نجد مهارة الفنان مدريد. اشكاله تختلف ومواضيعه متنوعة, وله مراحل مختلفة, من الواقعية ,من الطبيعة, الى التعبيرية والوحشية في البعض منها, تتغير اشكاله والمواد التي يستخدمها دون أي عائق ودون ضعف ما.

منذ قرن التاسع عشر حتى يومنا هذا حدثت تغيرات واسعة في الحقول التشكيلية, وعاش الفنان التشكيلي في ضغط متواصل من الجماهير ومن الناقدين ايضا. تكاثرت المدارس التشكيلية, وتعددت الأساليب, وسمعنا اصوات المحافظين وصراخ المجددين, وكل فنان اصبح باحثا عن اسلوب ذاتي, وهذا ليس سهلا, يقول الذين لايعرفون عن الفن هذا سهلاآ ويعرف علماء الفن هذا صعبأ , وكل المدارس الفنية لم تأتي من فنان واحد بل من متابعة افراد عديدة ومن متابعة التجديد. لكن يجب ان أقول ايضا ان الفنان الماهر له قدوة اولى في اسلوبه الخاص وفي مدرسة ما, بل لايمكن ان يكون في مقدمة جميع المدارس, من هنا اقول إن اسلوب الفنان مدريد في تجسيد المراءة هو اسلوب فردي وهنا اجد الأهمية, ولو انه بوسعي ان اتحدث عن مهارته في المدارس العديدة التي سار عليها. لم يحطم الأستاذ مدريد الأسس المعروفة كي يكون له اسلوب فردي, بل وضع نظرته في اشياء لم يستخدمها فنان أخر. وإنه في كل عمل جديد, اجد فيه احساسيته الظاهرة ونظرته الصامته تؤلف اشياء جميلة. هكذا هو ككل فنان وصل الى القمة, مارس الطبيعة, والإنطباعية, وبعدها اخذ باقة من الأفكار من مختلف المدارس وجعل منها اسلوب انيق, هو فنان متجاوب مع الحداثة ومع التغيير الزمني والمكاني, أخذ من الجمال مذهب له, ومن الأناقة أغنيته المفضلة.
أسلوبه الفردي ناله من خلال أعماله المتواصلة, تعرفت على أعماله منذ الزمن البعيد وإلتقيت معه على أرض اللوفر في المعرض العالمي في باريس 2009 وبعدها شاركنا سوية في معارض مختلفة في المدن الهامة في أوربا, مدريد, برشلونة, باريس مرة أخرى, في بروكسل وفي ايطاليا وفي مدن عديدة, ومنذ لقائي الأول مع منجزات الفنان مدريد, عرفت انني اقف امام فنان ماهر,
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل