الفنان الشاب مضر جبر

• بدأ طريقه الفني باختيار نصوص فيها الكثير من العمل على الحالة الإبداعية، وهو من تمرس على متابعة عملاق من عمالقة الشاشة السورية والده الفنان الكبير ناجي جبر، استفاد من تجربته ومن متابعاته ومع أنه في بداية طريق الفني إلا أنه استطاع أن يحجز لنفسه مكانا بين جيل الشباب وقد التقاه عالم نوح وشادي نصير وكان معه الحوار التالي:

– في عالم الفن والتمثيل الذي يحكم اليوم بنصوص فيها الكثير من التراخي والابتذال، كيف يختار ممثلنا الشاب دوره الذي يقدمه بشكل صحيح وحقيقي للمشاهد؟

الشاب الممثل الجديد للأسف لا يختار دوره في النصوص التي تقدم له ومن سؤالك ذكرت إنها تعاني التراخي والابتذال فالممثل الجديد لا يختار بل يقدم ما اختير له وهو بدوره يقبل أو يرفض فمن يريد أن يمثل ويظهر على الشاشة فقط يقبل والذي يريد التميز وبناء اسم له يرفض.

– في الأدوار التي قدمتها كنت الشاب المميز في أداء الشخصية، من أين يستقي النجم مضر أدواته التي يلعب بها أداء الشخصية؟

في أي شخصية أقوم بها سواء كانت مساحتها صغيرة أو كبيرة في العمل فأنا أعتمد بالدرجة الأولى على دراسة خلفية الشخصية وحالتها النفسية وأبتعد عن التصنع و"شوفوني عم مثل" كما إن للموهبة دور مهم تجعلك تقدم ما تحتاجه الشخصية بكل جوانبها ويجب على الممثل في الحياة التي نعيشها إن يراقب الناس ليصبح لديه مخزون من الكركترات التي يستطيع توظيفها في الشخصيات التي تسند له ويخدم دوره بها وبالتالي العمل.

الفنان الشاب مضر ينحدر من عائلة فنية لها باعها الطويل في إغناء الفن السوري، هل تعتقد أن وجود والدك المرحوم الفنان الكبير ناجي جبر ساهم في صقل موهبتك وساعد على إرسائك على أرض صلبة تنقص الكثير من فنانيننا الشباب اليوم؟

نعم وجودي منذ طفولتي بجانب والدي كان له دور كبير لأشعر منذ عمر الخامسة بأنني أحب أن أكون كوالدي وطفولتي كانت مضحكة فغرفتي بقيت حتى دراستي الإعدادية مسرحا أقوم بعروض مسرح يحضره الأصدقاء والأقرباء وأحيانا بالزور ههههه، التمثيل يجري في عروقي ولا أرى بديلا عنه وقد سقاني حبي لوالدي ومهنته وشخصه الفني جرعا من الموهبة الفطرية ولكن حتى الآن للأسف لم يخدمني كل هذا ولا اسم والدي فلم يقوم بمحاولة اكتشاف ما أملكه إلا من القليلين ومنهم مدام رشا شربتجي التي عنت لي مغامرتها بي في مسلسل ولادة من الخاصرة الكثير الكثير وأنا احتاج مزيدا من الفرص وليس لأن والدي ناجي جبر ويجب ذلك بل لأني أجد ان لدي ما استطيع تقديمه والتميز فيه وأنا انتظر هذه الفرصة.

مرايا 2011

من موقعك كفنان شاب، هل ترى أن حجم الدور يساهم في بروز الفنان؟

لا أظن أن حجم الدور يساهم في بروز الفنان فالفنان يستطيع بمشاهده البسيطة فرضا أن يلفت انتباه المشاهد ويستحوذ على إعجابه ومحبته عندما يعطيه حقه ولاشك أن الممثل اغلب الأحيان في بداية مشواره يحتاج إلى مساحة كبيرة ليتعرف عليه المشاهد ويبقى في الذاكرة ولكنه ليس الأساس في بروز الممثل.

– هناك لغط قوي اليوم حول دخول مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب يفتقرون إلى الموهبة، هل ترى أن هذا الكم يساهم في سقوط الدراما السورية أم أن الفنان الغير جيد يفرز؟

أنا لست ضد دخول شباب جدد يجددون دماء الدراما السورية ولكن من السيئ تواجد هؤلاء الممثلين في غير مواقعهم واختيارهم بعيدا عن الموهبة وهناك أسباب كثيرة لهذه الحالة ولا أريد التعمق في أسبابها وبالتأكيد لا يقع اللوم عليهم ومهنة التمثيل ليست وعاء من الرز لتفصل الرز الصالح عن السيئ الغير صالح للآكل يجب أن نرفع الدراما التي تمثل بلدنا والتي هي سفيرتنا لبلاد الخارج والابتعاد عن المحسوبيات حتى إثناء توزيع الأدوار بناء على الموهبة والرؤية الصحيحة.

بداياتك في الظهور الحقيقي كانت مع ولادة من الخاصرة ومن ثم ساعات الجمر، هل تعتقد أن وجود مخرج مهم يساهم في إظهار طاقات الفنان الشاب وتقديمه بشكل صحيح ؟

بكل تأكيد المخرج له الدور الكبير والهم في نجاح الممثل وبالتالي نجاح العمل فالمخرج هو عصب العمل الفني وهو الذي يستطيع بأسلوبه ومهارته استفزاز الطاقة الكامنة داخل الممثل ليحررها من داخله وبالتأكيد نحن نتحدث عمن يملك الموهبة فالمخرج لا يستطيع صنع ممثل لا يملك شيئا.

– حدثنا عن تجربتك الفنية هذا العام وما هي الفرص التي تعتقد أنها قدمتك بشكل صحيح ؟

تجربتي السنة هي أني في قيد تصوير عمل (شهر زمان) من تأليف وإخراج الأستاذ زهير قنوع دوري فيه هو شخصية سهيل قاتل مأجور يهوى القتل والإجرام ومستعد لبيع نفسه لأجل القليل من المال، قد يكون الدور قليل الحوار فهو تمثيلي أكثر وهنا الصعوبة لهذا أحببته وهنا نعود إلى أن الكم ليس هو من يظهر الممثل، أنت تستطيع إظهار نفسك عندما تعطي الدور حقه.

-هل سنرى الفنان مضر نجما كوميديا وخصوصا أن المرحوم الأستاذ الكبير ناجي جبر كان يعتبر ركنا هاما من أركان الكوميدا العربية؟

أهوى الكوميديا ولكن الكوميديا تحتاج إلى نص يستطيع أن توظف به حسك الكوميدي حتى لا تصبح ممثلا مبتذلا وكما يقال تقيل دم بالعامية وأنا انتظر هذه الفرصة التي تظهر ما آمله في هذا الجانب بفارغ الصبر.

– ما الجديد الذي ستقدمه على الشاشة وهل من تواجد في السينما قريبا؟

هناك عدة مشاريع يحكى بها ولن أبوح بها إلا عندما تصبح في حيز التنفيذ وأنا أهوى السينما بكل تأكيد ونحتاج إلى الاعتناء بالسينما بشكل أفضل فنحن لا ينقصنا شيء عن باقي البلدان العربية فنيا وممثلين نجوم لننهض بها من جديد.

الجدير بالذكر أن الفنان مضر جبر مواليد 1986 حاصل على شهادة إدارة أعمال من جامعة القلمون وعلى شهادة edexel البريطانية دبلوم إدارة أعمال ومن هواياته كتابة الشعر ولعبة كمال الأجسام والملاكمة ومن الأعمال التي قدمته كممثل شاب متميز " ولادة من الخاصرة" – "ساعات الجمر"- "الزعيم" -"شيفون"-"مرايا٢٠١١".