بالمحبة نلتقي؛ عالم نوح و شادي نصير، مع رامز اسود الفنان المبدع والمخرج المتألق الذي يرسم حيثيات الشخصية التي يلعبها ويضيف إليها نوراً جديدا من روحه لتكون حدثاً مختلفاً حتى عن الورق الذي كتبت عليه….

 

 

 







الفنان رامز اسود

 

 

 

عالم نوح ـ شادي نصير

بالمحبة نلتقي مع رامز أسود الفنان المبدع والمخرج المتألق الذي يرسم حيثيات الشخصية التي يلعبها ويضيف إليها نوراً جديدا من روحه لتكون حدثاً مختلفاً حتى عن الورق الذي كتبت عليه….

وهو الذي شارك ممثلاً في العديد من عروض فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وفي أول عمل أوبرالي في سورية 1995 وفي عروض المسرح القومي بدمشق وعروض المسرح العسكري بدمشق وهو مؤسس ومدير إداري وفني وممثل في فرقة مسرح الخريف المستقلة التي أسسها في دمشق2006 وشارك في تأليف وأخرج العرض المسرحي المنفردة، لفرقة مسرح الخريف وممثلاً وضيفاً على مهرجان أمستردام المسرحي الـثاني عشر، ومهرجان طريق الحرير في ألمانيا ومهرجان المسرح للجامعات الأميركية بيروت، ومهرجان أيام عمان المسرحية2006 ومهرجان ميدلاند الدولي للمسرح في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية 2006 حيث حاز على جائزة الامتياز في التمثيل لدوره في مسرحية حلم ليلة عيد، وفي مهرجان اسبلورا الدولي للمسرح المعاصر في مدينة بريشا، ايطاليا، ومهرجان ابوستروف الدولي للمسرح، براغ، مهرجان جيرونا الدولي للمسرح، اسبانيا، ومهرجان مونت لوريير الدولي للمسرح، كيبك، كندا.

 

حاز على جائزة الامتياز في التمثيل في مهرجان ميدلاند الدولي للمسرح، الولايات المتحدة الأمريكية،  2006 وترشح لجائزة أفضل ممثل في مهرجان مونت لوريير الدولي للمسرح، كيبك، كندا، 2007 وحاز على جائزة أفضل ممثل بدور رئيسي في مهرجان ياكومو الدولي للمسرح، اليابان، 2007 و حاز كمخرج على جائزة أفضل عرض دولي، مهرجان ليفربوول الدولي للمسرح، نوفاسكوشا، كندا، ايار2008وشارك منذ العام 1998 في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية السورية والعربية وهو أستاذاً مساعداً لمادة الليونة والحركة المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق 1999-2000 ودرَّس الدراما للأطفال في مدرسة الجالية الأميركية في دمشق وعضو نقابة الفنانين السوريين.

من أعماله بيت جدي 1ـ2 ومسك عنبر وأسد الجزيرة ومسلسل رسائل الحب والحرب ومسلسل خالد بن الوليد ومسلسل باب الحارة الجزء الأول ومسلسل انتقام الوردة  ومسلسل نزار قباني وكان معه الحوار التالي:

*فلنتحدث بداية عن علاقتك بالفنان نوار بلبل، اللقاء ومن ثم التأسيس لفرقة حققت جوائز عالمية كبيرة؟

** شاءت الظروف بعد تخرجنا من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1998 أن نؤدي الخدمة الإلزامية معاً، وهذه التجربة المشتركة جعلتنا نتعرف على الحيثيات والجوانب المختلفة لكل منا وهكذا بدأنا وأقلعنا في مشروع مسرحية اسمها "حلم ليلة عيد" في عام 2006، وقتها لم  يكن هناك بلورة لشراكة أو لفرقة ولكن كان هناك رغبة من أجل أن نقوم بالعرض سوياً.

من خلال مسرحية "حلم ليلة عيد" بدأنا نتلمس ونُحس بشيء من الممكن أن نخلقه مع بعضنا البعض، وتكرس هذا الإحساس من خلال العرض الذي قُدم، ونجاح العرض ساهم في تأسيس الفرقة ودليل هذا النجاح استمرار العرض لمدة عامان ومشاركته في مهرجانات عربية وعالمية وقد ساهمت وعززت النقاشات والرؤى في هذه الفترة لخلق الأسس الحقيقية لتكوين الفرقة، ووضع خطة ما نريد والى أين نحن نسير.

رامز ونوار لا يشبهان بعضهما فنياً، وهذا عنصر إيجابي في تركيبتنا، نحن نتكامل ولا نتطابق. نحن شخصيتان مختلفتان ولو أي منا بنى مشروعه الخاص مع شخص آخر لكان حقق نتيجة مختلفة عما حققناه مع بعضنا، فلا بد من إعطاء الوقت الكافي للفرقة، لإخراج النص بشكل نوعي وتلا المسرحية الأولى في بداية عام 2008عرض مسرحية المنفردة، وليس من المهم أن نقدم في العام عرض أو أكثر بل إن الموضوع مرتبط بسوية الأعمال التي نقدمها وبالدرجة الثانية مرتبط بكوننا ممثلان ولدينا التزامات بكم هائل من الأعمال وهدفنا الحقيقي هو النوع وليس الكم فنشارك في عروض خارج إطار الفرقة كعروض فرقة إنانا كضيوف شرف ضمن سورية وخارجها.

*يقال إنكما كثنائي أعدتما إلى الأذهان الثنائي دريد ونهاد "حسني البورظان و غوار الطوشة" ما هي رؤيتك حول الموضوع؟

** كون علاقتنا على المستوى الاجتماعي واحدة وكوننا في أسفارنا وفي مشاريعنا منذ المعهد مروراً بالخدمة الإلزامية وفي المسرح هي مشتركة وكون أثناء تقديمنا لعرض مسرحية حلم ليلة عيد عرض علينا مسلسل بيت جدي، فعملنا مشتركين على تقديم شخصيتين مختلفتين وهما زكو وسلمو ساهم في تكريس الثنائية.

لا يوجد شيء مقصود، على الرغم من أننا حاولنا التركيز على أننا فنانين منفصلين مختلفين ومستقلين، فالممثل هو ممثل بحد ذاته كيان مستقل، ومن الممكن أن أقدم أعمالا لا يتواجد فيها نوار والعكس صحيح ومن الممكن أن نتواجد بحكم أننا ممثلين في عمل واحد، فلكل منا مشاريعه وضمن الصداقة وضمن العمل التلفزيوني فدائرتنا واحدة.

أما ما يتعلق بمسالة دريد ونهاد فهذا شرف أن نشبه بهما واعتقد بأنه لا يوجد شبه بيننا ولكن التشابه الوحيد هو بالتقاطع الثنائي.

*نتابع اليوم بروز ظاهرة مسرح الغرفة، هل ترى أن هذا النوع من المسارح هو ظاهرة جيدة وظهوره نتيجة افتقارنا للمسرح؟

** أي ظاهرة بالمطلق هي جيدة، ولكن إذا أردنا الحل فهي لن تكون الحل، فالحل هو وجود مؤسسات، وللأسف فالمسرح ضمن الظروف الحالية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعنا يقف في مكان وموضوع الكماليات المرافقة للمسرح بوجود الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة من الصعب تأمينها.

المسرح بحاجة إلى مؤسسات وللأسف الجهة المنتجة هي المؤسسة العامة للمسارح والموسيقى وهي ضمن إمكانيات وعقليات أصبحت قديمة وشحيحة وبالية والمشكلة ليست في الأفراد بل تكمن في العقلية المؤسساتية الكاملة فاليوم نحن بحاجة لجمعيات خاصة لدعم المسرح وبحاجة إلى مفهوم السبونسرات الموجود في العالم ونحن بحاجة إلى خطوات لنصل إلى هذه المرحلة فالتاجر أو صاحب المصنع ليس معني ولا يعرف أي شيء عن المسرح وهو يساهم في تمويل مشروع يفيده على المستوى التسويقي فقط، مع اعترافنا بمحاولات بعض المؤسسات لكنها ليست كافية لأننا في النهاية بحاجة إلى دعم الدولة، فالمسرح في العالم ليس ربحي، فهو حالة اجتماعية تنويرية بحاجة لدعم حكومات الدول، وهذا الكلام غير مفعّل في سورية ويبدوا ضمن ظروف البلد أنه ليس من الأولويات.

المسرح ليس حالة شعبية ولا ترتاده كل الناس، وهذا له أسباب كثيرة، أهمها أن المسرح وليد في بلادنا فمائة عام ليس بشيء يقاس بالنسبة للمسارح في العالم، والظروف الاجتماعية والاقتصادية لا تسمح للناس بالبحث عن ظروف للترفيه، ولا يوجد وقت ولا قدرة مالية باستثناء العروض المجانية التي انتشرت في سورية منذ ثلاثين عاماً تقريباً وأدت بالفن إلى التردي إلى مستويات سيئة فمع عدم وجود المال ترك الممثلين مشاريعهم المسرحية واتجهوا نحو المشاريع الرابحة وأصبح فن المسرح فن مهمل فالفن المجاني "ببلاش" لا ينجز، فمن يدفع ثمن تذكرته يحترم مكان جلوسه وما يتابعه، أما من يدخل العرض المجاني فهناك ظروف كثيرة تدفعه لدخوله وربما من الجميل أنه تورط ودخل لحضور المسرح ولكن هذا أدى إلى عدم وجود دخل حقيقي في سورية.

*كيف يتم تلافي النقص في النصوص المسرحية؟

** اخترنا نص"حلم ليلة عيد" لعبد الحكيم المرزوقي وأقمنا حوله ورشة عمل والتي اقتصرت في وقت من الأوقات عليَّ مع نوار. أعدنا صياغة النص وكتابته فألغينا شخصيات رئيسية ولكن بقيت فكرة النص موجودة وهكذا حصلنا على نص مختلف وجديد وقدمناه على خشبة المسرح.

من المفيد أن يوجد نصوص بين أيدينا لأننا لسنا كتاب، والهدف من إنشاء الفرقة المسرحية هو التمثيل لأننا ممثلين، وأرى بما أن الغالب على عروض فرقتنا التجريب في الأداء فلا بد من البحث لإيجاد نصوص تقدم بعروض تفيد الشكل الأدائي المسرحي قبل أن ندخل بالتجربة الإخراجية أو بالسينوغرافيا وبما أنه من الصعب أن نجد ما نبحث عنه بسهولة وبسبب ندرة النصوص كتبنا أنا ونوار نص مسرحية المنفردة. والعرضين عبارة عن حتوتة لها بدايتها وذروة ونهاية وكان الشكل البنائي للنص شكل كلاسيكي وهكذا بالورشات والمشاورات ورؤيتنا نخرج النص الذي يقدم.

*بماذا تختلف الرؤية المسرحية للنص والعرض بين الدول الأوربية التي شاركتم في مهرجاناتها وبين سورية؟

** تختلف باختلاف أي شيء اجتماعي وكأي اختلاف بين مدينة وأخرى، والملفت للنظر أن كل المهرجانات التي شاركنا بها وهي مهرجانات تطرق لأول مرة من قبل عرب أو سوريين فكان تواجدنا مثير غريب بشكل كبير وكان هناك أشخاص يأتون لأول مرة ليحضروا عرضنا ويكتشفوا العرض السوري أو الشرق أوسطي لأن أمامهم حالة ثقافية مختلفة.

بالنسبة لهم الشرق يحتوى سحر غريب ويريدون أن يكتشفوا كيف هو المسرح السوري وللحقيقة لا يوجد في المهرجانات عرضان يتقاطعان بالشكل المسرحي لاختلاف وتنوع الأشكال المسرحية.

أستطيع أن أقول بعد خمس سنوات، أن هناك إقبال مهم، وعرضنا حقق حضورا على مستوى الحضور الغربي، وقدم وأثار جدل وكان هناك إعجاب، واستنتجنا لحد ما أن هذا الإعجاب لان الفنون هي تعبير عن بلدانها فكل مجتمع له ميزته الخاصة.

فكرياً لدينا مخزون كبير ولدينا خصوصية بتركيبتنا ومخزون حضاري واجتماعي ولدينا مشاكلنا وطبيعة المسرح الذي قدمناه هو لصيق بالمجتمع ومشاكل إنساننا وطريقة المعالجة ومحاولتنا قدر الإمكان وضع الروح الخاصة بنا بالشكل الأدائي هم يفتقدونه والحرارة العالية التي تبنيناها ضمن عروضنا كانت بالنسبة لهم صاعقة والشكل الأدائي الذي نجرب عليه هو شكل مسرحي جديد ومختلف كثيراً.

*هل هو بداية لشكل مسرحي جديد بالنسبة لأوربا؟

** لا أعرف في حقيقة الأم،ر ما يشكل لهم مسرحنا وعلى سبيل المثال مدير مهرجان أبوستروف في باخ استضافنا في "حلم ليلة عيد" ومن ثم في المنفردة وطلب بشكل شخصي أن يترجم المنفردة إلى التشيكي وأن يخرجه وهكذا يكون هو النص السوري الأول الذي يترجم إلى اللغة التشيكية ومن المتعة أن ترى أشخاص من ثقافات مختلفة ولغات مختلفة ومزاج مختلف يقدمان عرضك وأن ترى إلى أين يأخذانه برؤيتهم المسرحية.

* لمِّ لم يتطور المسرح العربي كما هو الحال المسرح الأوربي؟ وهل هو كما يقال حالة اجتماعية حديثة الولادة عربياً؟

** المسرح ليس من تراثنا وهو وليد في الشرق لأنه شكل أوربي وليس تقليد أصيل عند الناس، ولدينا كشرقيين أشكال تقليدية تعرفها الناس كالحكواتي في المقاهي الشعبية وكراكوز وعيواظ الشهيران ولكن عندما أدخل أبو خليل القباني المسرح إلى سورية كان هناك جدلاً واسعاً واضطر للهرب من سوريا إلى مصر خوفاً من ملاحقة الاحتلال العثماني له فالشكل المسرحي الذي قدم هو شكل أوربي وهو موجود في أوربا منذ القرون الوسطى وعصر النهضة.

ونحن بفخر الفرقة المسرحية الوحيدة عبر تاريخ سورية المختلفة والتي شاركت بمهرجانات عديدة خارج الوطن العربي، وحصلنا على جوائز مهمة وضمن مجموعة عروض أوربية وأمريكية مهمة. 

*على أي أساس يكتب نوار ورامز وهل نستطيع القول إنكما كاتبان؟

** لسنا بكاتبين، ونكتب النص على أساس أن نترجم بعض المفاهيم والرؤى التي تخصنا على خشبة المسرح، فإذا أردنا طرح المنفردة كنص للقراءة هو بحاجة إلى كتابة تفاصيل نقدمها على خشبة المسرح دون وجودها على الأوراق التي كتبتها مع نوار.

نحن بحاجة لكاتب لترجمة ما كتبناه، فمثلاً عندما نقول "ويحدث الإعصار بين الممثلان" نرى الأداء المسرحي بأعيننا ولكننا بحاجة لترجمته على الورق ترجمة أدبية. نحن لا نقدم شكلاً جديداً للكتابة المسرحية لكننا نكتب فكرة وليدة، وكوننا أكاديميين وأصحاب فكرة، نكتب على الورق ما نشعر به ونريده أن يصل للناس فحتى الآن لا يوجد نص حقيقي للمنفردة وأثناء محاولتنا ترجمته على ورق أخذ وقت كبير وهو يختلف أثناء العرض عن النص الذي كتب، فهناك دائماً شيء ارتجالي من عرض لآخر ولكن ضمن الحدود المتاحة للنص.

*هل تختلف أدواتك على خشبة المسرح عنها وراء شاشة الكاميرا؟

 

** حتماً أدوات الممثل هي واحدة، والاختلاف يكمن في طريقة استخدامها وشكله، فالمسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة هي أشكال درامية مختلفة، وحتى الدوبلاج شكل درامي، ونحن كممثلين نتحكم بالأدوات بخصوصية كل شكل من هذه الأشكال، فلكل منها وسائله المختلفة للتعبير ففي المسرح نتكلم عن ذهنية بحث وطريقة تعاطي مختلفة، أما في التلفزيون فهناك حرفية وتأطير مختلف إضافة إلى علاقة الممثل بالكاميرا وبحجم اللقطة كذلك السينما شيء آخر، وبالإذاعة الصوت هو الأساس وكيفية قدرتك على الأداء.

*ما هي برأيك أسباب بروز ظاهرة الدراما السورية وانتشارها؟

** لأن الدراما السورية لم تخرج من العدم فهناك مبدعين من ممثلين وفنيين وكتاب ومخرجين مهمين يعملون في المسرح والتلفزيون والسينما وعندما تواجدت الفرصة لهم من إنتاج ضخم أعطوا كل طاقاتهم وأنتجوا الدراما السورية المتألقة.

*هل ترى أن نجاح الدراما التركية عربياً هو بسبب الدوبلاج السوري؟

**ربما من أسباب نجاحها أنها دراما اقرب إلينا كعرب وشرق أوسطيين فهم لهم عادات تشبه عاداتنا وتقاليدنا ولأن اللهجة السورية أصبحت مألوفة و محبوبة عربياً أدى إلى انتشارها بهذا الشكل.

بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المحطات بحاجة إلى ساعات طويلة من البث، وبما أن الدراما التركية متابعة وهي طويلة في عدد حلقاتها وتغطي ساعات طويلة من البث وهي أرخص لأن إنتاجها في الأساس هو إنتاج لتركيا ولكن الفرصة أتت عندما بدأ مشروع بيع المسلسلات التركية إلى الوطن العربي وبأسعار منافسة وأرخص من العمل السوري الذي ينتج في الأساس للمحطات العربية، وبالعموم فالمحطات هي مشروع تجاري ونادراً ما ترى محطة لها رؤية ثقافية.

 

 وفي الختام، لا بد أن نشكر الفنان الرائع رامز أسود على هذا اللقاء الجميل ووقته الذي خصصه لعالم نوح آملين له الاستمرار في النجاح و المزيد من التوفيق ونشكر الزميل الصحفي شادي نصير الذي قدم لنا جولة في عوالم الفنان رامز أسود. نوح حمامي ـ عالم نوح.