الفنان فيصل لعيبي بقلم زياد بقوري
- نوفمبر 22, 2014
- 0
الفنان فيصل لعيبي بقلم زياد بقوري
فنان عراقي من مواليد البصرة عام 1947م تخرج من معهد الفنون الجملية في بغداد في أواخر الستينات، ثم أكمل دراسته في مدرسة خريجي الفنون الجميلة في باريس وجامعة السوربون مقيم حالياً في بريطانيا.
فيصل لـــعيبي
الفنان العراقي المغترب . الباشا فيصل العيبي
قواعد وترسيخ شــجن الحكايات البغدادية
تقديم الفنان العراقي : زيـــاد بقوري
عالم نوح ـ متابعة نوح حمامي
فنان عراقي من مواليد البصرة عام 1947م تخرج من معهد الفنون الجملية في بغداد في أواخر الستينات، ثم أكمل دراسته في مدرسة خريجي الفنون الجميلة في باريس وجامعة السوربون مقيم حالياً في بريطانيا.
أدرك الفنان فيصل لـــعيبي منذ وقت مبكر أهمية توثيق الموروثات الشعبية العراقية بشكل عام وسلس لأن لها أهمية عظيمة في استدامة الروح الوجدانية والعادات والتقاليد العراقية والشرقية ولذلك تناولها بشكل مركز, ومن هنا سنبدأ بتحليل ونشر البوم الفنان الكبير : فيصل لعيبي، ونقلاً عنه كما قال في اذاعة العراق الحر حيث قال الفنان فيصل لعيبي … إن العراقيين يشكلون ثقلا معرفيا وثقافيا في أي مكان يتواجدون فيه, والجالية العراقية في أوربا تعتبر من أنشط الجاليات على صعيد إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية. ونحن نؤكد كلامه الدقيق هذا لأننا أحفاد السومرين مبدعين وصناع للحياة ونبضها النشيط والبكر.
لذلك تجربته جديرة بالاحترام والاهتمام وتسليط الضوء عليها ثقافياً وبصرياً لأنها تمتلك من تحقيق المعايير الفنية والجمالية والتوثيقية الكثير الذي يضيف للعراق والشرق لمسات ساحرة تشجي المتلقي بصريا ووجدانياً وتجد فيها الحنين الصادق للمهن والحكاوي الشعبية الذي فتن فيها الغرب, علاوةً على أنها نفذت بحرفية وتقنية عالية جداً مما أضفى على مشهدنا البصري الحلاوة والجمال وتاكدت لنا رواية: إن المبدعون هم من يصنعون الحياة والحضارة.
وقد استطاع الفنان فيصيل لعيبي أن يسجّل بأعماله كلاسيكية عراقية من طراز خاص لأنه طرح من خلالها مدرسته الخاصة في أعماله الحكايات والمهن العراقية بأمتياز. فنجد فيها خصوبة أعمال الفنان فيصل بمفرداتها ونصوصها ولا تكتشف إلا بصدق مضامينها و أصالتها، ولذلك يجب أن لا نتوجّه للحداثه أو غرسها بنفوس مجتمعنا وشبابنا المتّجهون لدراسة الفن مالم يتعرفوا على أساليب مدرستنا الواقعية باختلاف أوجهها لأنها الاتجاه الوحيد لتنمية حرياتهم وتطوير قدراتهم الإبداعية، وأن الإبداع الصادق والأصيل هو الطريق الوحيد بهدف السير بركب الحضارة الحقيقية والصعود إلى مناص مرتفعة أو شاملة في الدعوة والحرية الفكرية والأبداعية.
ويستحيل أن يتوقف الإبداع والفن للعناصر الفنية في توثيق المشاهد البصرية للفن الشعبي عموماً عند فترة زمنية محددة أو مكان لكنها استمرت بسرد مشاهدها البصرية المتداولة بين الناس واستغلها الفنان في الحركة والشكل واللون والتعبير الفن باستخدام التقنيات المختلفة في تنفيذ وتناولها بحرية وصدق واستخدم كل رموزها وعناصرها الأساسية والتاريخية على مر العصور بفكرها الوجداني والعقائدي والذي جاءت لتمنح رغبات وتطلعات قادمة وحديثة للكثير من الناس وما يرغبونه بفترة زمنية ماضية لأنه سيكون بمثابة الحنين والوفاء إلى الماضي القريب بعينه.
الفنان فيصل لم يتوقف بفنه الشعبي لهذه الحكايات والأفراد الشعبية وعندما يتناول قصص أو شخصيات من التراث العراقي يُغنيها بوجدانيته الأصيلة, كان عليه أن يدرك هذا التراث الخاص بالمحيط والملابسات الخاصه بها, كي تكون مصدراً حقيقياً للإبداع و تشخيص عنصر الحداثة المستنبطة بأعماله الفنية حسب هويته المعروف بها عالمياً فلأنه من المؤكد والمهم أن يدرك المتلقي القواعد والأسس المعرفيه والاجتماعية المختبئة خلف تلك الشخوص والاحداث المتناولة في لوحات الفنان فيصل ومشهده البصري المطروح علينا بمعرض ألبومه الخاص.
فقد كان مشهده في الإبداع الفني البصري الشعبي المتوارث عبر الزمن, وهو أستلهم رموز وشخصيات وأماكن وقصص بإبداعاته الغنية الذي عاشها وأبدع فيها بما أتيح له أن يحقق لنا منجزات فنية نحو الحداثة في نشر الوعي بحضارة وادي الرافدين وتأكيد وجدانيتها في الأنتماء الحقيقي للارض والوطن والأصالة بقدرات مستقبلية وحديثة. فالفن الحديث في هذا السياق يتطلب معايير والتزام يجب مراعاتها في الشكل والمضمون والتنفيذ كي يحقق التوازن البصري والعلمي في الثقافة البصرية الذي حققها بامتياز الفنان فيصل في جل أعماله المرفقة المرفقة ضمن المقالة.
وايظاً قد حقق الفنان في تشكيل مكوّنات وعناصر أعماله الفنية للتراث الشعبي العراقي الذي كانت تنمو وتتغير مع الزمن وهو مهم وطبيعي الذي كان يخدم الهدف من أجل النشاط البشري والفكري المتقدّم والتزم في الأصول والمدرسة الواقعية التعبيرية في المد الحي والمتطور وألقي الفنان فيصل على عاتقه الإدراك والوقوف عليها بشكل مبتكر ووعي تام ومتفتح لركائزه شكلا ومضمونا مع العناية بعناصره المتجددة ومضمونها الأصيل المتطور بالمشهد العراقي الشعبي.
وقد كان هو الآخر.. عندما اقترب الزمن أو بعُد عنده فقد كان يستلهم رسم الحياة البغدادية بهدف إحياء الماضي الذي يتميز بالحيوية و النشاط الفكري والثقافي والفني وعمل الكثير لإحياء التراث العراقي بشكل عام والبغدادي بشكل خاص وقد تناول أيضاً القصص التاريخية والوطنية وقد سجّل نواحٍ كثيرة من الحياة اليومية وهي في قمة الانسانية والوفاء من الفنان لأرضه وبلده وناسه.
لذلك نؤكد على أن الفنان وغيره من المبدعين العراقيين قد أرسو لنا قواعد وأسس رصينة للإهتمام وجمع التراث العراقي بشكل علمي ممنهج ولكي نكوّن له مدرسة خاصة كسائر الدول الذي امتلكت الكثير من الموروثات الشعبية والتراثية لأنها تشكل عاموداً اساسياً في إعادة حضارتنا التي نفخر بها.
استطاع الفنان فيصل العيبي أن يمثل قدرة الفنان العالمي الذي وظّف الشكل والموروثات الشعبية في التعبير الغني والذي ازداد فيه التراث ألقاً وكانت واضحة في توظيف أفكاره ورموزه بشكل متناسق وحي في الخطوط والألوان والبِناء الفني المتكامل الذي جاء متناسقاً بشكل تلقائي وشاعري في الوصف لأنه كان قد أبدع بأسلوبه المُحكم واللغة الفنية الشعبية الهادفة والبنّائة.
وأما ألوان الفنان فيصل.. فلكل فنان أسلوبه وهو تعبير عن هويته الفنية التي تشكّل خاصيته وهو يرسم المشهد كما يراه متميّزا بصفاء وجمال ورونق اللون الذي شكل حيزاً كبيراً من هويته ونتيجة لخبراته المتراكمة بهذا النوع من الفن الشعبي.
أما عن مقاسات أعمال الفنان العراقي هي تختلف من عمل لآخر وحسب ما يطرحه من مواضيعه الذي يتناولها, فمثلاً هو يستخدم القياسات الكبيرة الجدارية لموضوع قصة إنشائية تدور في حي سكني أو قصة مجموعة من البشر أو حرف شعبية وهكذا وأما القياسات الصغيرة هو يستخدمها لرسم الشخصيات الذي أثرت بالمجتمع العراقي أو أنها كانت فعالة وكذلك للمهن البسيطة فهو لا يلتزم بقياس محدد وإنما القضية تحدد بنوع الموضوع .
الفنان الرائد والكبير ناظم رمزي في زيارة لمرسم فيصل لعيبي في لندن وتقديم نصائحه وإرشاداته له
ختاماً نتمنى للفنان فيصل لعيبي التوفيق بحياته ومسيرته الفنية ونحن نرتقب عن كثب منجزاته الجديدة