الفنجان لرياض جرمق
- نوفمبر 10, 2012
- 0
أعزائنا في عالم نوح معنا اليوم المهندس رياض جرمق في قصيدة رقيقة عن فنجان القهوة:
رائحة القهوة تفوح مِن كلّ مكان
لكنّ الكلمات لا تبوح …
توقّفَتْ على رأس اللسان
تنتظر حكمة الفِنجان …
أعزائنا في عالم نوح معنا اليوم المهندس رياض جرمق في قصيدة رقيقة عن فنجان القهوة
المهندس رياض جرمق
الفِنْجان
جلستُ أشربُ فِنجان قهوَتي
أترقّبُ خير هذا الصباح …
أقلِبُ فِنجاني … وأُقلِّبهُ
وأنظر إلى مَن حولي …
أُبْصر … وأُبَصِّر في الفِنجان
لعلّي أجدُ رسالةً …
كتبها لي بأحرفٍ بيض
سواد ذاك الفِنجان …
كلمةً أو صورةً أو حرفاً …
يدلّني على خيرِ هذا النهار !؟
رائحة القهوة تفوح مِن كلّ مكان
لكنّ الكلمات لا تبوح …
توقّفَتْ على رأس اللسان
تنتظر حكمة الفِنجان …
لتحكي قصّتها على كلّ لسان
وبدأت القصّة مِن حَبٍّ
طحنه هذا الفِنجان …
ومِن حُبٍّ طحنته الأيّام
واختلط الحَبّ بالحُبّ …
ليكتب قصّتَه
في قعر ذاك الفِنجان …
أأقرأ السواد … أم
أقرأ ما في البياض ؟
حرتُ أنا ومعي الفِنجان …
وبدأت الإشارات مِن حولي
تُنبىء وتَتَنبّأ ببدء النهار,
والجالسون مِن حولي …
كلٌّ يحمل قصّتَه في فِنجان
يُفرِغه في بطن الزمان
دفعة واحدة … أو على رشَفات
كلٌّ يشربه بطريقته …
هذا صديقي يحرقُ شفتيه
وذاك صديقي الآخَر يرشفه ببطء …
يحرق الفِنجان مِن برودتهِ
وآخَر يرشفه رشفةً واحدة
وبلا كثرة كلام ..!
وهذا يفضّله حلواً …
لعلّه يعدِّل مِن مرارة الأزمان
وهذا يفضّله متوسّط الحلاوة …
فالزمن معَه: يوم حلوٌ ويوم مُرٌّ
وذاك يفضّله مُرّاً …
حتّى لا ينسى علقم الأيّام !
وينتصب الجميع ليذهبوا, كلٌّ لعمله
ويبدأ اليوم "يُبَصِّرُ" نفسَه بنفسِه …
يرتّب الأحداث الواحد تلو الآخَر
وما خطّه سوادُ الليل …
يمحوه نهار الفِنجان
وما رسمَه بياضُ الليل …
يغطّيه سواد الفِنجان
ترتجفُ اليدان … يسقط الفِنجان
ينكسر أشلاءً … يتطاير
أهو خيرٌ أم شرّ …
اندلقتِ القهوة … خيراً ..!
وانكسر الفِنجان … ومعه الشرّ انكسر
كلّه خيرٌ فكلُّ ما يأتي مِن الله خيرٌ …
أهي تعزية … أم إيمان ؟!
معتقدات … أم أديان ؟!
مَن يعرف … سرَّ الأكوان ؟!
فالفِنجان يَحلّ عقدة اللسان
معه نتكلّم على الأحوال …
على قصص الحارة والجيران
معه نعقد الصفقاتِ الكبار
معه تبدأ المشكلات …
ومعه كلُّ المشكلات تُحَلّ …
معه تُقطع وعود الخطبة
وتُبرم عقود الزواج …
معه نبارك بقدوم المولود …
معه نَحضُرُ المآتم ونشهد الأحزان
وكأنّه شريكُ كلّّ إنسان …
مُذ خُلق … إلى أن مات !
هذه هي قصّة الفِنجان … !؟
رائحةٌ تفوح … اسمها ارتبطَ بالزمان .
آذار 2007
رياض جرمق