الفن التشكيلي العربي المعاصر بين الإعداد والتوثيق
- مارس 1, 2011
- 0
وكتب الفنان محمود مكي: يعتبر تاريخ الفن التشكيلي المعاصر من أكثر الثقافات اختلاطاً وغموضاً في حياتنا الثقافية, ويعود سبب ذلك إلى قصور المفاهيم الفنية النقدية, وإلى اعتماد الدارسين للفن على المفاهيم النقدية الغربية التي هي اقصر ما تكون عن فهم واقعنا الثقافي والاجتماعي, كما يعود السبب إلى عدم وجود الاختصاصيين ومعرفة أصحابها بالمناهج العلمية والنظريات الفلسفية, وبمعنى آخر
وكتب الفنان محمود مكي: يعتبر تاريخ الفن التشكيلي المعاصر من أكثر الثقافات اختلاطاً وغموضاً في حياتنا الثقافية, ويعود سبب ذلك إلى قصور المفاهيم الفنية النقدية, وإلى اعتماد الدارسين للفن على المفاهيم النقدية الغربية التي هي اقصر ما تكون عن فهم واقعنا الثقافي والاجتماعي, كما يعود السبب إلى عدم وجود الاختصاصيين ومعرفة أصحابها بالمناهج العلمية والنظريات الفلسفية, وبمعنى آخر, إن النقد الفني العربي حتى اليوم لم يكن ضمن المعقول, أو مادة معرفية لها مناهجها العلمية والفلسفية والفنية التي تقدم الحقائق الفنية لتاريخ الفن التشكيلي العربي المعاصر. وهنا لابد لي أن أذكر بوجود بعض البقع الضوئية المتناثرة في تلك الصحف المتنوعة والتي تحتاج إلى عملية فرز جادة رغم الصعوبة بسبب تناثرها في فترات متباعدة فيما بينها, من أجل استخراج الثمين منها, ولا يمكن التخلي عن بعضها باعتبارها وثائق تاريخية لها أهميتها في إعداد تاريخ الفن التشكيلي العربي المعاصر. وهنا في هذه المقامات اللامعة والمتناثرة التي تتكلم عن الفن العربي المعاصر بوضوح الرؤية النقدية يصعب على الباحث الحقيقي أن يستخرج منها الثمين من الغث, مما يجعل المهمة صعبة, وبالتالي يجعل الباحث أو يدفعه إلى التخلي عن المهمة بمجمله, وهنا نشعر بمدى فراغ المكتبة العربية الفنية التوثيقية في تاريخ الفن العربي المعاصر … إن أهم إشكالية في إعداد ووثيق تاريخ الفن العربي المعاصر تكمن في البحث العبثي عن نقطة بداية أو الولادة الموهومة مستسلمين في سعينا إلى أن بداية الفن التشكيلي العربي المعاصر انطلقت من الصفر, أو من الخواء, أو من العدم المطلق للفن التشكيلي المحلي, وكأننا بعيدون حضارياً عن العالم في كل اتجاهاته الثقافية والعلمية والفنية …
الفن التشكيلي العربي المعاصر بين الإعداد والتوثيق
بقلم الفنان محمود مكي
يعتبر تاريخ الفن التشكيلي المعاصر من أكثر الثقافات اختلاطاً وغموضاً في حياتنا الثقافية, ويعود سبب ذلك إلى قصور المفاهيم الفنية النقدية, وإلى اعتماد الدارسين للفن على المفاهيم النقدية الغربية التي هي اقصر ما تكون عن فهم واقعنا الثقافي والاجتماعي, كما يعود السبب إلى عدم وجود الاختصاصيين ومعرفة أصحابها بالمناهج العلمية والنظريات الفلسفية, وبمعنى آخر, إن النقد الفني العربي حتى اليوم لم يكن ضمن المعقول, أو مادة معرفية لها مناهجها العلمية والفلسفية والفنية التي تقدم الحقائق الفنية لتاريخ الفن التشكيلي العربي المعاصر.
وهنا لابد لي أن أذكر بوجود بعض البقع الضوئية المتناثرة في تلك الصحف المتنوعة والتي تحتاج إلى عملية فرز جادة رغم الصعوبة بسبب تناثرها في فترات متباعدة فيما بينها, من أجل استخراج الثمين منها, ولا يمكن التخلي عن بعضها باعتبارها وثائق تاريخية لها أهميتها في إعداد تاريخ الفن التشكيلي العربي المعاصر.
وهنا في هذه المقامات اللامعة والمتناثرة التي تتكلم عن الفن العربي المعاصر بوضوح الرؤية النقدية يصعب على الباحث الحقيقي أن يستخرج منها الثمين من الغث, مما يجعل المهمة صعبة, وبالتالي يجعل الباحث أو يدفعه إلى التخلي عن المهمة بمجمله, وهنا نشعر بمدى فراغ المكتبة العربية الفنية التوثيقية في تاريخ الفن العربي المعاصر …
إن أهم إشكالية في إعداد ووثيق تاريخ الفن العربي المعاصر تكمن في البحث العبثي عن نقطة بداية أو الولادة الموهومة مستسلمين في سعينا إلى أن بداية الفن التشكيلي العربي المعاصر انطلقت من الصفر, أو من الخواء, أو من العدم المطلق للفن التشكيلي المحلي, وكأننا بعيدون حضارياً عن العالم في كل اتجاهاته الثقافية والعلمية والفنية …
ومتناسين تلك الحضارة العربية العظيمة التي انطلقت بحيوية ونشاط تضئ العالم باللون والخط نحو الأفق الواسع, ورغم التقدم الكبير الذي تم في المحاور الثقافية المتنوعة كالعمارة والموسيقى والتشكيل الفني الصناعة الحرفية وسواها …
أي أن هذه البؤر الضوئية والمنابع الغزيرة هي التأسيس الحقيقي لبداية الفن العربي المعاصر الذي لا علاقة له بالتحرر الثقافي في هذا العصر كما يدّعي بعض كتاب النقد الفني … وهنا لا بد لي أن أذكر الفنان العربي الكبير (محمد راسم) الذي أعاد رسوم المنمنمات الإسلامية المعروفة في المخطوطات العباسية و الصوفية والعثمانية بأسلوبه الجديد المعاصر الذي تميز بالمفاهيم الفنية المعاصرة بحيث جاءت رسومه صورة واضحة لعصره وتتفق تماما مع مفاهيمه.
إن البحث في هذا الموضوع الكبير الشائك يضيق المجال به؛ في الوقت الحالي وفي هذه العجالة؛ ولكن الغاية من هذه الزاوية هو دق الناقوس في آذان الباحثين الجادين ذوي الاختصاص العلمي والفني لإجراء ما هو هام وجاد في إعداد توثيق التاريخ التشكيلي العربي المعاصر …