الفن التشكيلي و دور الشباب
- مايو 26, 2012
- 0
الفن التشكيلي ودور الشباب. بقلم الفنان والناقد التشكيلي عبد القادر الخليل: في الوطن العربي نلاحظ أن الأسماء هي التي تتحدث, والتي تصل الى الشاشة ، تصل في كثير من الأحيان لأسباب لاتخضع لفاعل الإبداع. ولو ننظر الى المعارض التي تقام لرحمنا دور الشباب الناشئين.
الفن التشكيلي ودور الشباب.
بقلم الفنان والناقد التشكيلي : عبد القادر الخليل
الفن التشكيلي ودور الشباب.
متى سننزلُ من فوق الغيوم؟
متى تكونُ الأعمال هي التي تتحدث وليست الأسماء؟
هل ستبقى طيورنا تحلق في ضباب الخدعة؟
متى ينال الفنان الشاب وثيقته انه فنان؟
الدراسة والتأهيل أليست هي التي تؤهله ؟.
إن لم يكن هذا؟ فما هي الأسباب ؟
أسئلة أرددها منذ الزمن , ماذا على الشباب إذاً؟
إن أتوا بجديد قلنا إنهم مغرورين, وإن جلسوا ، قلنا إنهم متقاعسين.
في الوطن العربي نلاحظ أن الأسماء هي التي تتحدث, والتي تصل الى الشاشة ، تصل في كثير من الأحيان لأسباب لاتخضع لفاعل الإبداع . ولو ننظر الى المعارض التي تقام لرحمنا دور الشباب الناشئين.
هل الفنان الشاب أضعفُ فكرة وقدرة إبداعية وتصميمية؟ هل الفنان المخضرم له الخيرة بان يأتي بكل ما يخطر له؟ إذا كان هذا فكلنا شباب امام الفن العالمي القديم, وعلينا ان لانغتاظ حين يقول أحد: الفن القديم افضل من الحديث. إذاً هناك نقص حين لايصل الفن العربي الى متاحف العالم؟
لقد حان الأوان بأن نعطي نظرة موضوعية, وأن نترك للعمل الفني لغة الحديث, دون ان ننظر لإسم مُنتجها وعمر الفنان. على الأقل حين يتم نخبة الفنانين في المشاركة في المعارض. ليس الشباب مسؤلين عن هذا التقصير, لقد فقدت شباب الماضي أعمارها في هذا الوطن ,دون ان تجد العناية بها, وكفانا تهمة للجيل الجديد بما يأتي في كل تجديد. اليس هم من يبحثون عن إرضاء المهتمين في الفن؟ , لكن في كثير من الأحيان تملأ عيونهم الدموع حين يسمعون, انك تحتاج لزمن طويل.
إن كنا تمسكنا بهذه الأراء , سيبقى الفن متحطماً من الناحية الإبداعية, ومن الناحية التقنية, وامام الجماهير. كل لوحة هي تنطق عن نفسها وعن الفنان الذي انتجها, ولكل إنسان له رغبته الخاصة.
سأبرهن لكم أخوتي القارئين والمهتمين ،انه ليس هناك صلاحية تخص العمر في نتائج الفنان , فقط سأشير الى أسماء هامة, هم من زعماء الفن العالمي, وجميعهم لم ينال من الدنيا سوى عمر الشباب, لكن منجزاتهم الفنية لا تتثمن في يومنا هذا, ومنجزاتهم هي تقيم في متحف اللوفر ومتاحف الغرب الهامة.
الفنان الهولنديVan Gogh فان جوج. زعيم الحركة التعبيرية, عاش من العمر 37 سنة لا غير. الفنان الفرنسيSeurat سيورات الذي عاش 32 سنة ونعرف انه زعيم المدرسة التنقيطية. والفنان الفرنسي Toulouse Lautrec تولوس لوتغيك. أمير إبن امير مدينة تولوس, فنان باريس وعاش 37 سن. وأيضاً الفنان Theodore Gericaultجيريكولت الذي عاش 33 سنة. ومذا عن الفنانRaphael رفائيل الذي هو زعيم النهضة الإيطالية ولم يعيش سوى 37 , وأيضاً ماذا نقول عن لوحات زعيم الواقعية الفنان Corvaggio غورفاجيو الذي لم يتجاوز من العمر 39 سسنة. وهكذا حال الفنانCorreggio كوريجيو الذي عاش 40 سنة والفنان الهولندي Vermeerفيرمير الذ وصل الى 43 سنة, و Hans Holbeinهانس هولبين 43 و Andrea del Salto أندريا ديل سالتوا 46 سنوة و Fiorentino فيورينتينو 43 هل لاتكفي هذه الأسماء وهذه الأمثال كي نُغير إعتقادنا بأن لاعلاقة في الإبداع من ناحية العمر, جميع هؤلاء هم من طلائع الفن العالمي ومنجزاتهم لها افضل صالات اللوفر.ما من هؤلاء يحتاج لأي دفاع عنهم, أنجزوا معجزات الفن وماتوا في سن الشباب.
على الوطن ان يترك الفن للفنانين. على الوطن ان يعطي دور الفنان الشاب في المعارض المشتركة وان تكون المعارض بين الكبير والصغير, بين المعروف وغير المعروف, بين الذي يأتي في الفن الحديث والذي يأتي في الواقعي والإنطباعي. وليس الشباب هم مشكلة للفن , بل شجاعتهم هي التي تأتي بكل تجديد. منها اشياء حسنة ومنها اشياء لا توافق مع آراء الجماهير , لكن الشعب له حرية الإختيار والتقدير. كثيراً ما تحدثت عن المعرض السنوي الذي يقام على ارض اللوفر , كفانا به مثلاً كي نتابع المسيرة التشكيلية في الوطن , في هذا المعرض الذي يقام في باريس منذ اكثر من 150 سنة . ثُلًة من الفنانين والناقدين والمهتمين في الفن, هم الذين يختارون المنجزات التشكيلية دون ان يعرفوا ام يتعرفوا على الفنانين, فقط تعرض اللوحة التي توافق شروط الفن التشكيلي. كثيراً ما أشرت ان هناك اسماء هامة رُفضت منجزاتهم ولم يستطيعوا المشاركة في بعض السنين . كلود مونيه. ادوارد مانيه, ديغاس. بيكاسو سيزان. فان كوخ. كوربيه. ماتيز وغيرهم, لم تعرض لهم الا الأعمال التي تليق في كل معرض, العمل الناجح هو الذي له المركز الأول ولو ان الصانع لم يُعرف عنه شيء. بينما نجد في المعارض السنوية, هناك مقاعد محجوزة لأسماء قبل ان يأتوا بأعمالهم, ويعرضوا أحياناً منجزات لاتليق لأي فنان كان. هذا هو الشيء الذي يُحطم أحلام الشباب, فمتى تنتهي هذه الطرقات؟ عندما نستطيع التغلب على أسلوب إختيار الأعمال, هناك سنرى شموع الفن تضييء بعيداً.
ليعرف الجميع انني تجاوزت الستين من عمري, قضيت عمري في المتاحف الغربية, وشاركت في المعارض الدولية, هكذا مارست دون اي عرقلة, لهذا أدافع عن الشباب ودفاعي عنهم ليس لمصلحتي الخاصة بل لمصلحة الفن التشكيلي .انا عشت في الغربة منذ بداية شبابي, فإن لم يستطيع الفنان ان يسافر, لأي سبب ما. فأقول انه لا حاجة للسفر إن أراد الفنان ان يشارك, على الفنان ان يعمل في سبيل الفن, والشهرة تأتي حين تأتي. انا واثق ان هناك زمرة كبيرة من الفنانين المحترفين وأحياناً هم الذين يدفعوا بعض الثمن. هناك فنانين جاؤوا في النهضة التشكيلية السورية في منتصف القرن الماضي, وساروا بكل جهد ونجاح. لكن غبار الآخرين هي التي تظلل منجزاتهم. وعاشوا السنين في الحاجة من أجل التشويه الذي جاء من الآخرين.
أقلاء نشاهدهم في قيادة الحركات التشكيلية. بينما أخرين شابت عليهم السنين وأنجزوا بصورة متواصلة لكن لم يُعرف عنهم الا القليل. الى متى؟ الى متى؟
الفنان والناقد التشكيلي : عبد القادر الخليل