الفن السابع .. نشأة وصناعة
- نوفمبر 7, 2013
- 0
يعتبر الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحد من أكثر أنواع الفن شعبية. ويسميه البعض الفن السابع مشيرين بذلك لفن استخدام الصوت والصورة
الفن السابع .. نشأة وصناعة
متابعة : زكريا محمود
يعتبر الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحد من أكثر أنواع الفن شعبية. ويسميه البعض الفن السابع مشيرين بذلك لفن استخدام الصوت والصورة سوية من أجل إعادة بناء الأحداث على شريط خلوي.
هناك أنواع عديدة من الفن السينمائي، فمنها ما هو أقرب للخيال، ومنها أحداث حدثت بالفعل في الماضي، يتم إعادتها عن طريق التقليد بأشخاص مختلفين وظروف مصطنعة.
وهناك الفن السينمائي الوثائقي، الذي يحاول إيصال الحقائق والوقائع كما حدثت بشكل يهدف إلى جذب المشاهدين، أو إيصال فكرة أو معلومة بشكل واضح وسلس أو ميثر للإعجاب.
بدأ تاريخ السينما في نهاية التسعينيات من القرن التاسع عشر بمختلف أنواعها الصور المتحركة أو أفلام . في البداية، تم عرض الصور المتجركة على أنها حدث وبدعة احتفالية غير مألوفة حيث تم تطويرها بعد ذلك لتكون واحدة من أهم أدوات الإعلام والترفيه.
وكان المسرح السينمائي أرخص وأبسط وسيلة ترفيه للجماهير. كما أصبحت الأفلام أكثر أشكال الفنون البصرية شعبية من أواخر العصر الفيكتوري. وكانت السينما أبسط تلك الوسائل لأن الشعب قبل السينما كان عليه السفر لمسافات طويلة لرؤية العروض. وتغير هذا مع ظهور السينما. وفي أثناء العقد الأول من وجود السينما. عمل المخترعون على تحسين آلات صنع الأفلان وعرضها.
ويرجح البعض أن بدايات السينما تعود إلى العالم الإيطالي ليوناردو دافنسي من خلال ملاحظات ذكرها جيوفاتي باتستادي لابورتا أن الإنسان إذا جلس في حجرة تامة الظلمة بينما يكون النور في الخارج، وكان في أحد جوانبها ثقب صغير جداً في الحجم. فإن الجالس يمكنه أن يرى على الحائط الذي في مواجهة الثقب ظلاظاً أو خيالات لما هو في الخارج.
أما البداية الحقيقة لميلاد صناعة السينما فتعود إلى حوالي 1885 م. نتيجة للجمع بين ثلاثة مخترعات سابقات هي اللعبة البصرية والفانوس السحري والتصوير الفوتوغرافي.
ويقسم الناقد والمؤرخ السينمائي الامريكي فيليب كونجليتون المراحل التي مر بها تطور الفلم السينمائي من منظور التأثر بنمو السوق إلى عدة عصور..
فهي أولاً عصر الريادة.. حيث بدأت صناعة الفيلم .. ولم تكن هناك أصوات على الإطلاق ومعظم الأفلام وثائقية خبرية وتسجيلات لبعض المسرحيات.. وأول دراما روائية كانت مدتها حوالي خمس دقائق.
ثم عصر الأفلام الصامتة..ولم تكن صامتة بالكامل فقد كانت هناك استخدامات لطرق ومؤثرات صوتية خاصة… بينما لم يكن هناك حواراً على الإطلاق ..وقد اتسمت بالشاعرية وذات طابع تاريخي، لكنها بهرت العديد من رواد السينما. ثم لجأت استوديوهات السينما لاستخدام ميزانيات صغيرة لإنتاج أفلام غير مكلفة لجذب الجماهير منها أفلام الاستخبارات والغابات والخيال العلمي .
وبدأ الفيلم ينضج بشكل حقيقي في مرحلة العصر الانتقالي، حيث ظهرت التجهيزات الفنية المتطورة من موسيقى وديكور..وبدأت الأفلام المختلفة تدخل إلى الولايات المتحدة من خلال حوائط هوليود واستبدلت الأفلام الجماهيرية بأفلام رخيصة وفقدان القوة في مجال التوزيع بظهور عدو جديد.. التلفزيون
أما العصر الفضي للسينما فقد مثلها فرانسيس كوبل وداستن هوفمان ومارلون براندو.. وأصبحت هوليود تعرف حقا كيف تصنع الأفلام.
بدأ العصر الحديث بإنتاج فيلم – حرب النجوم – وفيه أول إسهام للكومبيوتر والتقنية الحديثة في تصميم المؤثرات الخاصة. واعتمدت الميزانيات الضخمة بدلا من النص والتمثيل ..ولكنها احتفظت بالقدرة على إنتاج نوعية جيدة من أفلام التسلية والمتعة.
يرتكز تصنيع الفيلم السينمائي على مراحل أساسية هي :
السيناريو: وهو في الأصل الكتابة البصرية للفيلم، أي أن السيناريست يضع نصب اهتمامه متفرجا مشاهدا، إذ يختلف بذلك عن القصاص أو الروائي لأن هذين الأخيرين يكتبان لقارئ مفترض وليس لمشاهد، ومنه ينبغي لكاتب السيناريو أن يكون مُلِما بطبيعة الكتابة البصرية وبطرق اشتغال الصورة السينمائية، وبكامل تفصيلات العمل السينمائي حتى يتمكن من إنجاح الفيلم في مرحلته الأولى.
المخرج: دور الأساس هو نقل السيناريو من المكتوب إلى المشاهد، لكن هذه العملية تتطلب منه تدخل عناصر أخرى في النقل، وهو أساس نجاح الفيلم أو فشله وإليه نحتكم في الأخير.
المنتج: هو القائم بتموين العمل السينمائي وتمويله، قد يكون شركة خاصة للإنتاج أو مركزا سينمائيا تابعا للدولة.
التمثيل : هو تقمص الشخصيات الدرامية ومحاولة محاكتها على أرض الواقع وتجسيد ملامح وصفات تلك الشخصيات وأبعادها المتباينة. وعلى الرغم من الهدف الرئيسي لفن التمثيل ألا وهو الترفيه بالمقام الأول، إلا أن التمثيل له أهداف أخرى منها إعادة تمثيل التاريخ وتبسيطه للمشاهدين. كما أن التمثيل له دور هام في تعليم الناس وتبصيرهم في حياتهم بشكل يتقبلونه من خلال قصة من الحياة اليومية.
الحوار : هو النقاش الذي يدور بين ممثلي الفيلم ويؤدي إلى تنامي الحدث و تطور الصراع الدرامي، أي نمو اختلاف وجهات النظر بين الممثلين في قضايا محددة، ومنه تنمو قصة الفيلم حتى النهاية أي نهاية الصراع.
الحدث : هو الموضوع أو القصة التي يعالجها الفيلم السينمائي، وتتخللها بطبيعة الحال قيم اجتماعية وسياسية وغيرها يريد المخرج والكاتب إيصالها إلى المتفرج، وتختلف القصة بحسب نوع الفيلم، فالأفلام الدرامية والعاطفية تكون قصصها شبيهة بالأحداث اليومية إلا أنها تفضلها بكونها تؤدي إلى الصراع الدرامي، أما أفلام الحركة والخيال العلمي والرعب فتحكي قصصا ومغامرات ليست شبيهة بالأحداث اليومية المألوفة.
الموسيقى التصويرية : تضيف بعداً آخر للمشهد بإشراك الأذن وبالتالي تكوين اندماج. فهي تشكل الخلفية للمشهد وهي تصف المشاعر بطريقة حسية
المشهد واللقطة : تعتبر الصورة أصغر جزء لا يتجزأ من الفيلم، ومجموع الصور تركب لقطة، كما أن المشهد مجموعة من اللقطات المتتالية المترابطة فيما بينها شكلا وموضوعا، وما الفيلم أخيرا إلا مجموعة من المشاهد، وكل مشهد بنية مستقلة بذاتها تربطها علاقات متضافرة وطيدة مع جميع المشاهد المكونة للبنية العامة للفيلم، وما دامت الصورة أصغر جزء فهي ليست ذات دلالة إلا في علاقتها ببعضها البعض أو ما يُكَون اللقطة.
الديكور السينمائي : وهي من المواد الهامة والتخصصية جداً لما فيها من جوانب عديدة ومختلفة وعلى رأس هذه الأسس التي يختلف بها الديكور السينمائي عن غيره هو أن مفهوم السائد للديكور هو التنسيق وإبداع الأشكال الجميلة.ينمائي :من أجل جعل المنظر أو الديكور السينمائي قبيح أو غير مهندم مثل بناء غرفة فقيرة بدون دهان جديد أو بدون وحدات إضاءة جيدة. هنا يجب على المهندس أن يستخدم أدواته كما تتناسب مع السيناريو المكتوب. وتصميم الأزياء فكل شخصية لها أسلوب وطريقة في اختيار الأزياء. يشمل هذا القسم هندسة المناظر وشكلها، فمثلاً الشخص الكئيب المحبط لا يرتدي الألوان المبهجة وهكذا.
وجهة النظر: تتعلق بطبيعة الرؤية وكيف يحدد معالمها المخرج في التصوير، يكون فيها السارد أعلم بممثليه من أنفسهم، يطلع على مكنوناتهم ويستبق الأحداث المتعلقة بهم
فن التوليف السينمائي :
يعتبر التوليف الركيزة الأسياسية لأي مشروع إنتاج تلفزيون أو سينمائي وهو باختصار إعادة تركيب اللقطات التي تم تصوريها في وقت سابق. وإزالة المشاهد والزوائد الغير ضرورية وإضافة مؤثرات خاصة بواسطة اجهزة. ولكن حديثاً أصبح الأمر لا يتسدعي الحصول على تلك الأجهزة التي يرتفع سعرها. فأصبح هناك العديد من برامج الكومبيوتر التي تقوم بهذه العلمليات ويستخدمها أشهر الخبراء في وقتنا الحال.
ونميز فيه بين التوليف التعاقبي الذي يأخذ بعين الاعتبار التسلسل الزمني المنطقي للأحداث، والتوليف الدائري الذي يربط البداية بالنهاية، والتوليف الحلزوني الذي يخلخل من تراتب الأحداث باعتماد أسلوبي الاستباق والاسترجاع .
ونختم بما كتبت السيناريست المغربية كنزة بورقادي في صفحتها على الفيس بوك:
الصناعة السينمائية تبنى على عنصرين أساسيين لا يمكن الاستغناء عنهما السيناريو (مبني بطريقة فنية جيدة) و الإخراج (بتقنية عالية )
لأن السيناريو هو عبارة عن قصة حكائية مروية عن طريق الكاميرا أي أنه عبارة عن قصة مصورة في لقطات فيلمية ومشاهد و بكرات توصل الفكرة إلى المتفرج، و الإخراج هو تركيب الفيلم و تحويل السيناريو الى مشاهد مرئية حركية تقطيعيا و تصويرا و توليفا، اما دور المنتج فهو تنفيذ السيناريو و تمويله و تصوير الفيلم ، ثم الانتهاء بمرحلة التوليف و المونتاج.
و بالتالي يجب الاستثمار في المجال الفني للرقي به و اعتماد فصل المهن الفنية لتجويد الاعمال السينمائية و التلفزية، و القطع مع ظاهرة أنا أكتب أخرج أنتج و أمثل………..لان الفن رسالة و ابداع.
( الانتاج لشركة الانتاج و السيناريو للسيناريست و الإخراج للمخرج و التمثيل للممثل )