وعن مشروعها وما تريد أن تقول في نصها تحدثنا:
قبل كل شيء يجب أن يكون لدى الكاتب موقف محدد من الكثير من القضايا التي تدور حوله. إذ يجب أن يكون هناك موقف واضح في عقله من كل هذا.

كلاديس مطر


إنها من الأديبات اللواتي حققن مكانة خاصة على مستوى العالم وهي التي كرمت في بجوائز تكريمية إما بسبب المشاركة بمؤتمرات كندوة المتوسط في الجزائر وندوة العنف المشروع في تونس أو لقاء مجمل أعمالها كما في لوس أنجلس من قبل الجمعية الأردنية الأمريكية أو بسبب دعمها لمنظمات تعايش وحوار أديان أو مجلات أدبية وفنية.. وهذا اللقاء لعالم نوح مع شادي نصير و يزن كركوتي.

حيث تقول حول التكريم:

هذا النوع من الأنشطة إنما يأتي ضمن سياق حياة الكاتب الإبداعية، ويكمن دورها الأساسي في تحفيزه على المزيد من العطاء والإحساس بالمسؤولية.
هذه التكريمات أو الجوائز إنما تذكير على انه "حاضر" في مضماره وهي لا يجب أن تحمل أكثر من هذا على الإطلاق.

 وعن مشروعها وما تريد أن تقول في نصها تحدثنا:

قبل كل شيء يجب أن يكون لدى الكاتب موقف محدد من الكثير من القضايا التي تدور حوله. إذ يجب أن يكون هناك موقف واضح في عقله من كل هذا.
في البدايات تكون الأمور أكثر ضبابية في عقله، لكن لاحقاً وكلما تقدم في السن والنضج يتبلور مشروعه الثقافي، ويبدأ بطرح الرؤى والحلول وينخرط أكثر في قضايا يعتبرها الأهم. أما نصوصه فهي انعكاس لتجربته حتماً وانعكاس لهمه ومشروعه الثقافي.

وبالنسبة لي أكتب في موضوعين محددين سواء أكانت كتابات أدبية أم فنية، أولهما التعايش الطائفي أي التعايش بين أفراد الأمة الواحدة وثانيهما الوحدة الوطنية.

وتضيف الأديبة كلاديس:

النص الإبداعي الجيد لا يؤلف هو مثل الوحي يسكب على الورق ومن ثم يعاد قراءته من أجل صياغة أكثر انسجاماً وتوازناً. يجب أن يكون هناك مقص ذهبي في عقل الكاتب لكي يحافظ على النص نقياً كاملاً ومكتملاً وبعيداً عن كل الزوائد اللفظية التي لا لزوم لها وما إن تحضر الفكرة إلى ذهن الكاتب حتى تبدأ مرحلة القلق الإبداعي الذي يختلف بطبيعته عن مجرد الخوف. إنه نوع من التوتر الإبداعي الذي يرافق عملية السرد. انه ليس قلقاً اكتئابياً أو مرضياً وإنما وجداني بامتياز ذلك أن الكتابة ما هي إلا حمل فمخاض فولادة.

وتقول حول إذا استطاعت الكاتبة العربية أن تعكس واقعها الخاص من خلال الرواية:

من خلال قراءتي للرواية التي تكتبها المرأة في بلاد الشام أقول أنها في أغلبها روايات تحمل طابعاً مسترجلاً.

فالمرأة الكاتبة تتطلع إلى نفسها وتراقب حياتها كما يفعل الرجل. أي أنها تستنسخ موقفه من الحياة وردود فعله والطريقة التي يتعاطى بها مع أمور هذه الدنيا وخصوصاً موقفه الطبيعي كرجل من الجنس والعلاقات العاطفية. لهذا، أقول قبل الإقدام على كتابة رواية أو أي عمل أدبي من قبل المرأة، يجب عليها أن لا تنأى عن ذاتها وكينونتها الداخلية الحقيقية عندما تكتب. فإذا لم يكن حبر قلمها معبأ من عالمها الداخلي بكل ما فيه من خصوصية فإنه من الصعب إن تقدم رواية تحمل طابعها الأنثوي الكاشف. وحين أقول طابع أنثوي فأنا أعني أيضا الإنساني. والإنسان هو امرأة ورجل وليس فقط رجل. ولهذا على الرواية التي تكتبها المرأة أن تكشف وبقوة عن عوالم هذا الشق من النسيج الإنساني الذي يدعى امرأة.

وعن تخلخل الرواية العربية تقول:

في مجتمعنا الشرقي بشكل عام نؤمن بنظرية القضاء والقدر، بقدر يتجاوز الموصى به أحياناً وهذا يعني أن حياتنا مبرمجة وتسير وفق مخطط مرسوم لها. ومع احترامي لكل فكر وعقيدة أقول هذه العقلية الإتكالية الاستسلامية صارت جزء من تركيبتنا الروحية كعرب ولقد انتقلت بكل قوة إلى الأدب الذي نكتبه. واعتقد أن تأخر ظهور الرواية نسبياً في العربية يرجع إلى طبيعتها الخلاقة التي تسمح للراوي أن يمسك بيديه بزمام أمور ومصائر كل شخصياته. ومثل هذا الدور ليس منوطاً، بحسب فهمنا للأمور، بالإنسان حتى ولو كان رواية مختلقة الأحداث.

لربما ذهبت بفرضيتي إلى البعيد ولكني أرى فيها كما من المنطق وإلا ما المانع من كتابة الرواية إذا لم يكن سبباً داخلياً قاهراً يوحي للإنسان أن هذه المنطقة ليس عليه الاقتراب منها أو البت فيها أو البحث عن الحقيقة من خلالها، لأن الحقيقة هي في مكان آخر محفوظة وجاهزة وكل ما عليه هو أن يقبلها ويؤمن بها من دون المزيد من البحث والتنقيب والاجتهاد.

وعن اختلاف الرواية العربية باختلاف بيئات الوطن العربي ودوله تقول:

في محاضرة لي في جامعة كليرمونت ماكينا بولاية لوس انجلس بالولايات المتحدة الأمريكية، تحدثت عن 22 رواية عربية لأن لكل بلد عربي رواية خاصة به وبشكل عام أصبح هناك رؤى للرواية العربية في كل بلد وأصبح لكل منها عالمه ومكوناته الخاصة وأسلوب سرده المختلف. والرواية بنت بيئتها وعصرها وفترتها وهي تتأثر بكل ما يمكن أن يحدث ويجري في المجتمع من متغيرات، ولهذا فإنه من الطبيعي أن تتنوع الرواية العربية وأن كان ما يجمعها في النهاية هو خط لساني واحد.

أما عن مجموعتها "حب على قياس العالم" والتي هي ضمن منهاج التدريس في جمهورية لبنان للمرحلة الثانوية فتحدثنا:

اعتقد أن هذه الفكرة هي جزء من مشروع ثقافي أرادت دار نوفل للنشر أن تقوم به ضمن نشر سلسلة من الكتب الموجهة لطلاب المرحلتي الإعدادية والثانوية.

اقترحت الدار اختيار ثمان قصص من مجموعاتي الثلاثة، وقام الدكتور أنطوان طعمة اختصاصي التربية في الجامعة اللبنانية بإلحاق القصص بمجموعة من الأسئلة المضمونية والنحوية للطلاب.
وتم اختيار الكتاب لترميم الفجوة بين المناهج المدرسية التقليدية والإعلام المكتوب كي لا يكون هناك فصل بين ما يدرسه الطالب وما يقرأه في مختلف وسائل الإعلام والمصادر الأخرى.
هذا الكتاب شكل نوعاً من جسر ضمن سلسلة كبيرة من الكتب الأخرى تحدثت عن قضايا يستطيع الطالب بين 14 و18 أن يستفيد منها دون أن يخدش شعوره أو أن يكون هناك نقلة كبيرة وجدانية قوية عليه.

 لقاء نشر لأول مرة بتاريخ: