اللجاة … محمية طبيعية للإنسان
- مايو 16, 2010
- 0
اختارت منظمة “اليونسكو” من خلال لجنة مؤلفة من ( 11 ) خبيراً دولياً محمية (اللجاة) السورية إلى السجل العالمي للمحميات الطبيعية… مقالة بقلم الدكتور مجد جرعتلي
"اليونسكو" تضيف محمية (اللجاة) السورية إلى السجل العالمي للمحميات الطبيعية
"اللجاة" محمية طبيعية للإنسان والتنوع الحيوي "ملتقى الطبيعة والتاريخ"
صنفت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) في أواخر العام الماضي منطقة اللجاة في السويداء كأول محمية إنسان ومحيط حيوي في سورية وكواحدة من الشبكة العالمية لهذا النوع من المحميات.
ولقد اختارت المنظمة من خلال لجنة مؤلفة من ( 11 ) خبيراً دولياً من روسيا وكوستاريكا وغانا وبريطانيا واستراليا وسلوفاكيا والسودان وأمريكا وجامايكا ولبنان ومن خلال برنامجها الخاص بالإنسان والمحيط الحيوي التابعة للأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) محمية اللجاة السورية من بين عشرين محمية طبيعية لكي تضاف إلى السجل العالمي للمحميات الطبيعية لدى اليونسكو. وتوزعت المواقع الأخرى على دول المكسيك وإسبانيا والبرتغال وفنزويلا وكوريا الشمالية وأستراليا والهند وإندونيسيا وفيتنام ولبنان وألمانيا والاتحاد الروسي وجنوب افريقيا واوكرانيا واكسوريس وماليزيا
وكانت سورية قد رشحت "اللجاة" البالغة مساحتها 2000 هكتار لتكون أول محمية إنسان ومحيط حيوي في سورية من أصل /26/ محمية طبيعية تتميز بنظم بيئية متنوعة في سورية إلا أنها كانت تفتقر إلى مواصفات محمية اللجاة.
موقع وأهمية محمية" اللجاة" :
تقع محمية "اللجاة" في جنوب سوريا على مسافة نحو ثلاثين كيلومترا إلى الجنوب من دمشق العاصمة السورية، في محافظة السويداء المتاخمة للأردن، في تقاطع منطقتين، إحداهما معتدلة المناخ، والأخرى شبه صحراوية. وتظهر بمثابة "ملتقى بيوجغرافي" على خريطة الشبكة العالمية لمحميّات المحيط الحيوي التي انضمت إليها في الأيام الأخيرة وتشتهر بالمناظر الطبيعية الأكثر جمالا في المنطقة وتتيح فرصا مهمة لتطوير نشاطات إنسانية وبيئية مستدامة من خلال ترميم وتطوير أوضاعها الطبيعية والأثرية، كما تتيح محمية اللجاة فرصا لإظهار أهمية الحيوانات والنباتات في الحياة والاقتصاد المحليين بالإضافة إلى الاعتماد المتبادل بين التنوع الثقافي والحيوي. وتتميز محمية اللجاة أيضا بدرجة عالية من التنوع والثراء الحيوي من النباتات البرية والتي تعتبر كنزا من الزخائر الوراثية النباتية بالإضافة إلى إحتوائها على أجمل المناظر الطبيعية في المنطقة ومن شأنها أن تتيح فرصا لتنمية الأنشطة البشرية المستدامة بيئيا من خلال نظم الرعي وعمليات الترميم والتنقيب على صفحة الأرض وإحياء الأطلال الأثرية.
تاريخ محمية اللجاة:
هضبة اللجاة آهلة بالسكان منذ آلاف السنين، و تضم اليوم زهاء 500 16 نسمة موزَّعين في 13 قرية، ولا يزال أهلها يعيشون على منوال أجدادهم، من الزراعة وتربية الماشية بصورة أساسية. ويشهد على نمط معيشتهم زراعة المدرَّجات، والمراعي العديدة المحاطة بكيلومترات من الأسيجة الحجرية التي تتخذها الزواحف والطيور موطنا لها.
لكن مفاتن اللجاة لا تقتصر على غناها بالموارد الطبيعية، فهي مزروعة هنا وهناك بأطلال قرى، يرقى أقدمها إلى القرن الثالث الميلادي. وعلى الرغم من الأضرار التي أنزلها بهذه القرى زلزال وقع عام 749 للميلاد، لا تزال ماثلة للعيان بقايا مزارع كبيرة محصَّنة، ومنازل لها أماكن مخصصة للسكن وأخرى مكرَّسة للأنشطة الزراعية، شُيِّدت بمادة بناء وحيدة هي الحجر البازلتي.
وبين عامي 2003 و 2007م، أحصى فريق خبراء فرنسيين ما لا يقل عن 700 موقع تاريخي وقديم في هذه المنطقة. وجرت في نحو ثلاثين موقعا أعمال تنقيب كشفت على وجه الخصوص عن وجود حواضر إغريقية رومانية، في جوار قرية شهبا، وكذلك عن وجود أديرة ومنازل من العصر البيزنطي.
إن الإمكانات السياحية في اللجاة كبيرة و واعدة. إذ من شأن مناظرها الفسيحة المدى، ونباتاتها وحيواناتها البرية، وتقاليدها الرعوية، أن تجتذب هواة السياحة البيئية و الاقتصادية، ولكن يجد أيضا المولعون بالتاريخ والأثار ما يرضي فضولهم.
الدكتور مجد جرعتلي