يحاول الممثل السوري بكل طاقته وإمكاناته ومخزونه الثقافي أن يصقّل أدواته خلق حالة واقعية تحاكي الحياة الاجتماعية قدر الإمكان، من هذه الأدوات التي يسعى الممثل إن تنميتها ” اللهجة ” فنلاحظ في الدراما

يحاول الممثل السوري بكل طاقته وإمكاناته ومخزونه الثقافي أن يصقّل أدواته لخلق حالة واقعية تحاكي الحياة الاجتماعية قدر الإمكان، من هذه الأدوات التي يسعى الممثل تنميتها " اللهجة ".. فنلاحظ في الدراما لهذه السنة (رمضان2011) كثافة في عدد المسلسلات كما عودنا رمضاننا في كل سنة وهذا يتطلّب الإلمام بمختلف البيئات واللهجات الموجودة في سوريا ومحاولة التخطي نحو الوطن العربي.. ونلاحظ ذلك من خلال مسلسل (وادي السايح) الذي يحاكي البيئة الحمصية ومسلسل (الخربة) الذي يحاول تقديم اللهجة في منطقة السويداء بالإضافة إلى مسلسل (في حضرة الغياب) الذي ينقل " كما يرون " اللهجة الفلسطينية، ولكن مع الأسف فإن طاقة الممثل السوري يبدو أنها وقفت عند حد معين ولم يستطع بالتالي الخروج من نطاق اللهجة الشامية التي تعوّد عليها وتملّكته بحكم الأعمال السابقة.

في مسلسل وادي السايح لا تكاد تفرّق بين اللهجة البيضاء واللهجة الفلسطينية حيث تقدم من خلال عائلة فلسطينية حديثها فيه مزيج غريب من اللهجة الشامية والحمصية وأحياناً الفلسطينية، ومسلسل الخربة الذي ضاعت لهجتهُ في كثيرٍ من الإغراق والمبالغة حتّى أضحت مبتذلة في طريقة التقديم وطريقة عرض الأفكار.

وإن لم نتوقف عند هذه النقاط بحكم حديثنا فإن اللهجة وأهل المنطقة أدرى فقد بالغ الممثلون في تقديمها محاولين بذلك خلق جوٍ من الكوميديا ولكن يبدو أنّ كوميدياهم من كثرة الشد والتبهير أصبحت للمتلقي زكاماً مستفحلاً تعرض له في سنوات سابقة من خلال أنماط مشابهة إلى حد التطابق، كل هذا يمكن للمرء إغفاله بطريقة أو بأخرى إذ يكفي شرب كأس ماءٍ بعد طعام عسير.. ولكن أن يصل الأمر إلى عدم الاكتراث بسيرة شاعر عربي كرّس حياته لقضية هي هم الأمّة العربية أجمع عاش ومات لأجلها و قُدمت لهجته بهذه الطريقة المبتذلة .. !!!؟، فهذا صراحةً كانت إحدى المفاجآت التي أصابتني بالذهول، أولاً من حيث تجسيد الشخصية وثانياً اللهجة التي كما قلت سابقاً لم تخرج عن نطاق دمشق وأحيائها أو باب الحارة وتحضّره.

وبرأيي أنه بدل من أن تكون الدراما هي المؤثر على المجتمع وما يحتويه من أفكار أصبح الأمر معاكس إلى درجة أن المجتمع هو الذي أثر في الدراما.

وأستفسر فقط…هل يمكن للدراما السورية أن تبلغ نصف ما بلغته خلال العشر سنوات الأخير.. في العقد القادم ؟

وكما أقول دائماً…لكلّ منّا رأي….

أغيد شيخو_ عالم نوح