مطرانية حلب المارونية، تحت رعاية سيادة المطران يوسف أنيس أبي عادالمؤتمر الماروني وذلك يومي الجمعة 24 والسبت 25 أيلون 2010

 

 

 

افتتح مساء اليوم، الجمعة 24-9-2010 ، المؤتمر الماروني الذي تقيمه مطرانية حلب المارونية بمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لرقاد مار مارون وذلك على مدرج مديرية الثقافة بحلب.

وعرض السيد رازق سرياني؛ عريف الحفل وسكرتير العلاقات المسكونية في مطرانية السريان الأرثوذكس بحلب لسيرة حياة القديس مارون الذي عاش في القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي في منطقة قورش الجبلية قرب حلب وانتقلت روحانيته الى جبال لبنان.

وقال سرياني إن مار مارون الذي يعتبر شفيع الكنيسة المارونية وملهم روحانيتها عاش متنسكا في طبيعة شمال سورية الجبلية ناشرا في صفاء أجوائها وجه الله الكريم وكرّس كامل حياته للصلاة والتنسك والتأمل على قمة عالية وبطريقة فريدة من نوعها انبهرت بها جموع الناس وفتح للراغبين في التقشف باب النسك في الطبيعة وعالج أمراض الناس الجسدية والنفسية بعلاج واحد هو الصلاة.

وأضاف: إذا كانت حلب تفتخر بقلعتها الشماء الرابضة شاهدا على انجاز دنيوي عبر التاريخ فانه يحق لها أن تفتخر أيضا بهذه القامة الروحية السامقة التي نهضت على روابيها وانطلقت منها شاهدا على إنجاز روحي الذي نحتفل بذكراه اليوم مشير الى أن سورية هي مهد الحضارات والديانات السماوية.

من جانبه بين المطران يوسف أنيس أبي عاد رئيس أساقفة حلب للموارنة أن هذا المؤتمر يعتبر مساهمة للتعريف بمار مارون قديس الكنيسة الجامعة وبالكنيسة المارونية وروحانيتها ورسالتها وبدور أبرشية حلب عبر التاريخ وحتى يومنا هذا لافتاً إلى أن أبرشية حلب تود اليوم ان تشارك في مسيرة نهضة الكنيسة المارونية وتألقها انطلاقا من إبراز الاماكن التي عاش ودفن فيها مار مارون.

وقال أبي عاد إن بلدة براد اختيرت من بين الأمكنة الخمسة المقدسة لسنة اليوبيل التذكارية وما يليها وعرض اسمها على الحجاج أجمعين لتضاف الى دلالات هذا الموقع و ما يمثل من رموز روحية للديار وللطائفة المارونية بحلب.

وأعرب المطران أبي عاد عن امله في اكتشاف الدير الكبير الذي بني على اسم مار مارون والأديرة والصوامع التي جاورته على نهر العاصي في حماة لكي تسهم هذه الاعمال كلها في اظهار البعد الحضاري والتراث الديني الذي تحويه سورية وما تمثله من عيش مشترك بين المسلمين والمسيحيين وتعزيزا للحج الروحي الذي أصبح الآن رائجا في العالم كله ومحط انظار الكثير من الزوار والسياح لا سيما أن سورية تشكل مهدا للحضارات ومنطلقا رائدا للثقافات الانسانية المتعددة ومرتع جذور للديانات السماوية.

بدوره قدم المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت للموارنة عرضا عن ملامح الكنيسة المارونية التي هي شركة ورسالة مبينا ان الموارنة السائلين عن هويتهم أجمعوا على انهم ليسوا قبيلة خاصة ولا عرقا مميزا بل هم بالعمق والأصل كنيسة وجماعة ايمان لها طريقتها وقال: إن الموارنة وإن تكلموا السريانية أصلا على غرار أهل الشرق الذي استعمل هذه اللغة قبل السيد المسيح وبعده على مئات السنين قد تبنوا اللغة العربية سريعا فصارت لغتهم وأعلوا شأنها مع المعلين.

واعتبر أن العلاقة بيننا وبين مسيحيي الغرب هي علاقة شراكة في الإيمان لكن علاقتنا مع أهلنا العرب والمسلمين في بلداننا هي علاقة الدم والأخوة في الوطن والوطنية وهي لا تفسخ ولا تحل أبدا.

وقال المطران مطر إن باجتماعنا على أرض سورية الخيرة نجد انفسنا بين اهلنا واشقائنا الاعزاء مكبرين فيهم الوحدة الوطنية الصلبة التي تتجلى في طيب العلاقة بين المسلمين والمسيحيين والتي تضفي على هذا اللقاء قيمة خاصة مشيرا الى الدور الهام الذي كان لمدينة حلب في نهضة الكنيسة المارونية.

وثمن في ختام كلمته كل ما قدمته سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد من دعم خير للكنيسة المارونية وإهداءها أرضاً في براد لبناء دير جديد لمار مارون ليكون شركة مضاعفة بين لبنان وسورية الشقيقين ورسالة قومية وحضارية واحدة تجمع الشعبين على الدوام.

بدوره قال غالب البرهودي مدير ثقافة حلب ان احتضان سورية لرفات القديس مارون يشير الى ان سورية ومنذ آلاف السنين كانت وما زالت موئلا لقيم المحبة والتسامح والسلام مؤكدا ان الوحدة الوطنية في سورية هي حالة فريدة نعتز بها على مستوى العالم لأنها اصبحت نظاما سياسيا واقتصاديا تعدديا واجتماعيا متكاملا يحترم المقدسات والمعتقدات الدينية وهي السلاح الأهم في مواجهة التحديات. 

وأشار المطران ماريو زيناري السفير الباباوي بدمشق الى أهمية هذا المؤتمر الذي يشارك فيه باحثون ومختصون ورجال دين مسيحيون حول الذكرى المئوية السادسة عشرة لرقاد مار مارون وحياته النسكية إضافة الى تسليط  الضوء على الكنيسة المارونية مشيداً بالعيش المشترك والتسامح الديني الذي تعيشه سورية مهد الحضارات والديانات.

وتلى افتتاح المؤتمر جلسة العمل الأولى التي ترأسها المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم مترو بولست حلب للسريان الأرثوذكس وتناولت الحياة النسكية لمار مارون. ثم قدم المحاضرة الأولى "الحياة النسكيّة في الكنيسة الأنطاكيّة" الأباتي الياس خليفة الرئيس العام السابق للرهبانية اللبناينية المارونية. (الأباتي الياس على يسار الصورة). ثم قدم المحاضرة الثانية الأب عبدو بدوي (طبعا على يمين الصورة) الراهب اللبناني الماروني، عميد معهد الفن المقدس في جامعة الروح القدس ـ الكسليك وكان موضوع المحاضرة "مار مارون والموارنة، المسيرة التاريخية من قورش إلى جبال لبنان"

                   

ثم كانت كلمة الجلسة الثانية: الكنيسة المارونية "ثوابت وآفاق" ألقاها رئيس الجلسة سيادة المطران يوحنا جنبرت متروبوليت حلب وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك. ثم المحاضرة الأولى من الجلسة الثانية: الهوية المارونية "سريانية أنطاكية" ألقاها الأب بولس روحانا، الراهب اللبناني الماروني، عميد كليّة اللاهوت الحبريّة في جامعة الروح القدس ـ الكسليك.ثم المحاضرة الثانية : الآثار والمواقع المارونية، تاريخيا وواقعا وآفاقا، ألقاها الأستاذ عبد الله حجار.          

 الأب بولس روحانا، سيادة المطران يوحنا جنبرت، الأستاذ عبد الله حجار خلف الورود.

حضر افتتاح المؤتمر الرؤساء العامين للرهبانات المارونية اللبنانية والمطران مسعود يوسف مسعود مطران طرطوس واللاذقية وحمص للموارنة ومطارنة حلب للطوائف المسيحية ومدير السياحة بحلب وعدد من رجال الدين الإسلامي والقناصل المعتمدين بحلب.

ويستمر المؤتمر لمدة يومين ويعقد 4 جلسات حول الكنيسة المارونية يتخللها عرض فيلم عن أماكن مار مارون ومحاضرات حول الهوية المارونية والحياة النسكية والكنيسة المارونية والثقافة العربية والعلاقة المسيحية الإسلامية وغيرها.

 

 

 

                                                                

لا بد أن نشكر شابات وشباب جماعة أبناء الكنيسة المارونية وأخوية الرسالة في كنيسة الحميدية، لما استقبلوا به جميع الحاضرين من ابتسامة ولطف 

كما لا بد أن ننوه هنا بمراسل سانا (الذي لم أتعرف عليه) والذي فوجئت به قد قدم الفعالية بكل سرعة وحرفية. شكرا

المصادر: سانا ـ  المكتب الصحفي للمؤتمر ـ  عالم نوح

هذه الصفحة ستكون موضع إضافة صور ونصوص طوال الأسبوع، فعودا إليها.