الماء بعد الهواء ضرورة حياتية وعلاقة تشاركية

مقالة بقلم الدكتور محمد خواتمي
Mohamad Khawatmi‎‏

هل أدخل فقدان الماء الى علاقاتنا المجتمعية سلوكية ايجابية ام تحولت الى سلبيات متعددة, انه مادة مثل الهواء جميع الكائنات الحية تتشارك لتستمر في الحياة معا.
هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه اليوم؟؟
انت احد الافراد الذين لمسو اهمية الماء بالنسبة للحياة اليومية. وتعلم ان هناك ممن يحتاج قطرة الماء التي تهدر الماء في غير مكانها الصحيح. وليست الشطارة والمهارة والسعادة ان تبعثر الماء وتتمتع بهدرها وانت تشعر بنشوة الاستئثار بها ووفرتها في بيتك, لتقوم بأعمال غسيل السيارة والدرج والبلاكين والارصفة والجدران والشبابيك او تقدم على تفريغ خزانك ومحتوياتك من الماء بقصد تجديده بماء جديدة, وتترك السنتر فيش يدفع الماء هدرا لساعات طويلة, لتحرم جارك من فرصة الوصل الى قدر بسيط من الماء, هل من المعقول الى ما انت وصلت اليه, من هدر للماء والاستئثار به, ها انت تشاهد جيرانك وقد حملوا اوعيتهم من (بيدونات وسطولة وقناني) يبحثون عن الماء من اجل الشرب. هل تستمتع بتلك الصورة. هل تريد تحقيق عبارة (اله هم نفسي وما بعدي الطوفان), هل تقفل باب دارك دون ان تسأل جارك ان كان بحاجة للماء, اين معاير الشهامة والمساعدة والتعاون والمحبة والالفة, اعتقد انه في شعورك الداخلي شيئا ما يبعث فيك مكامن اخلاقية ايجابية. قد يدفعك الى الاحساس بوجود الاخرين من جيران وأصدقاء لك لديهم اطفال او عجائز في منازلهم بحاجة للماء وانت تهدرها بشكل جائر وباستمرار حتى لم تعد الماء كافية لتصل الى جارك الذي ينتظر قطرة شرب الماء.

ارجو ان اكون قد قدمت ما يبث الشعور الانساني بالمشاركة مع الاخرين, اننا جميعا نعيش في محيط واحد نتشارك الهواء والماء, في مدينتنا او حينا حتى ضمن البناية الواحدة والأسرة اصغر المجتمعات, لابد من ادخال مقولة الى عقول الآخرين في وقتنا الحاضر, انه هناك آخرين في محيطك يحتاجون ما أنت اسرفته واضعته من (ماء- خبز- وطعام), خذ حاجتك واترك للأخرين ان يأخذوا بقدر ما انت اخذت (ان كان جارك بخير فأنت بخير) وشكرا…
تقديم الدكتور محمد خواتمي
e-mall:dr.khawatmi@hotmall.com