المايسترو شيرو منان في حوار خاص
- يونيو 21, 2012
- 0
شيرو منان الذي اشتهر بلقب “المايسترو” واستحق بجدارة هذا اللقلب من خلال العديد من الحفلات التي أقامها مع كبار الفنانين الأكراد ومن خلال التآلف الجميل للفسيفساء السورية في ألحانه، استطاع بذلك الوصول إلى قلوب الكثيرين الذي أصبحوا يعرفون تماماً صدى أنامله مهما شتتتهم الألحان
المايسترو شيرو منان
شيرو منان الذي اشتهر بلقب "المايسترو" واستحق بجدارة هذا اللقلب من خلال العديد من الحفلات التي أقامها مع كبار الفنانين الأكراد ومن خلال التآلف الجميل للفسيفساء السورية في ألحانه، استطاع بذلك الوصول إلى قلوب الكثيرين الذي أصبحوا يعرفون تماماً صدى أنامله مهما شتتتهم الألحان، وللتعرف عليه عن قرب وعلى جديده أجرى معه عالم نوح هذا الحوار:
البعض قال أن مستوى الأغنية الكردية تراجع في الفترة الأخير بحكم التطور والتكنولوجيا والبعض الآخر كان له رأي مغاير، كيف يرى شيرو منان الموضوع؟
اجمالاً فإن أي شخص محترف باستطاعته أن يستفيد من التكنولوجيا ليطور الأغنية بغض النظر عن نمطها إن كانت كردية أم عربية أو حتى يونانية وفارسية، ولكن الموضوع هنا هو مدى براعة الموزع والملحن في الاستفادة من ميزات التكنولوجيا، فأنا دائماً أشبّه الملحن والموزع الموسيقي بالرسام الذي باستطاعته أن يجمل اللوحة ويجعلها مثالية وأيضاً باستطاعته أن يشوهها، ولكن بالمجل فليس بإستطاعت أي ملحن كان ان يستفيد من التكنولوجيا بالطريقة المثالية.
أما من ناحية الأغنية التراثية فأعتقد أنه لا بدّ من الحزر أثناء التعامل معها وخاصة في الأغنية الكردية التي ارتبطت بالتراث الكردي إلى حدي كبير، وإن أردنا تعديل شيء عليها فيجب أن تكون التعديلات مدروسة تماماً ولا تسيء إلى الهيكل العام للأغنية.
يقولون أن الموزع الموسيقي هو ملحّن بإمتياز، كيف ترى الموضوع؟
مع الأسف أقول أن منطقة الشرق الأوسط لم تصلهم صفة أو مهمة الموزع الموسيقي بالشكل الصحيح، فمهمة الموزع الموسيقي برأيي هي أخطر من عمل الكاتب وحتى عمل الملحّن، فالشخص إن أراد رسم لمحة معينة ومن ثمّ طلب من شخص ما أن يلوّنها، فانه من الممكن أن يجمل اللوحة ومن الممكن أن يشوهها، وكذلك هي مهمة الموزع الموسيقي، إذ تأتيه الجملة الموسيقية مجرّدة من أي شيء، ولا يملك الموزع غير جملة موسيقية بالإضافة إلى صوت المطرب، والموزع بدوره يضيف عليها جملاً موسيقية جديدة وإيقاعات بالإضافة إلى إدخال آلات موسيقية أخرى كالكمانجات أو الغيتار أو أي آلة أخرى، لأن اللحن الأساسي الذي يأتينا يكون عبارة عن عود فقط أو عن بزق، وبالتالي فإن الموزع يقوم بتلحين اللحن الذي أتاه، ولكن على الرغم من ذلك فإن هنالك ملحنين بامتياز بحيث يأتي اللحن منهم موزعاً إلى حد كبير كالفنان نهاد نجار مثلاً.
إن كان للموزع الموسيقي هذه الأهمية، فلماذا برأيك تقتصر شهرته في الوسط الفني فقط دون الدخول إلى المجتمع؟
بصراحة هذه الحالة موجودة في المجتمع الشرقي فقط، ففي تركيا مثلاً فبمجرد أن يأخذ شخص ما الألبوم فإنه يركز على الموزع الموسيقي وعلى الملحن وحتى على مصمم الغلاف، إذ أنهم يركزون على كل شيء في الألبوم تقريباً، ومن الأشياء التي أعتبرها خطأ فادحة في وسطنا أنه في حال تصوير أي فيديو كليب فإنهم يركزون على الكلمات والألحان أكثر من أي أسماء أخرى على الرغم من أن باقي فريق العمل لا يمكن الاستهانة بجهدهم في الأغنية ومنهم الموزع الموسيقي، فأغنية "حبيبي ولا على بالو" لعمرو دياب قد لاقت رواجاً كبيراً بسبب التوزيع الموسيقي لها أكثر من أي شيء آخر، إذ أنها تحوي الكثير من التأثيرات هي من عمل الموزع وليست من عمل الملحن، لذلك أقول أن للموزع أهمية كبيرة ولكن مع الأسف فإن لدينا فقراً في طريقة الترويج والتعريف بشخصية ومهمة الموزع الموسيقي.
هل ترى أن شيرو منان استطاع كسر قاعدة الشهرة ضمن الوسط الفني فقط وأنه استطاع الخروج إلى المجتمع؟
في الفترة الأخيرة أستطيع القول أنّ الجمهور أصبح يعرفني إلى حد ما بحكم الأعمال الكثيرة التي قدمتها سواءً في الأغنية الكردية أو حتى في باقي الأغاني كأعمال الأستاذ سامر كبرو، وصراحة قد تفاجأت برد فعل الجمهور في عمان حول أغنية تراثية كنت قد عملت عليها وهي مقتبسة من التراث الكردي واسمها"ميرم" وتم تعديل الاسم إلى العربي ليكون "البنات" وقد تفاجأت برد فعل الناس حول هذه الأغنية وطريقة تعاملهم معي، ومن هنا أستطيع القول أن الناس أصبحوا يعرفون أن الموزع الموسيقي هو الذي يوصل الأغنية بطريقة صحيحة إلى الجمهور وليس الملحن، طبعاً مع احترامي الشديد لجميع الملحنين.
نراك تعمل على العديد من اللغات سواء كملحن أو موزع موسيقي، إلى أي حد ترى أن هذا التنوع يزيد من مساحة الإبداع لديك؟
أنا استمتع كثيراً بهذا التنوع ولكنه متعب صراحة إلى حد ما، فأنا أعمل على الأغنية الكردية، الأرمنية، الشركسية، اليونانية والتركية، وجميع هذه اللغات تصب في بوتقة واحدة ولكنها في الوقت ذاته تختلف عن بعضها البعض، فالأغنية السريانية أستطيع القول أنها دمجٌ بين الكردي والعربي والتركي ولكنه يختلف من حيث مخارج الحروف والحالة العامة للأغنية، ولهذا الأمر ناحية أخرى إيجابية جداً بالنسبة لي إذ أني بذلك أستطيع الدخول في حالة أي أغنية كانت حتى قبل أن أعرف اللغة التي يغنون بها، ولكن المهم في هذا الأمر هو ألا تخلط بينها وتحافظ على كل منها على حدى.
لكل إنسان هوية لا يتخلى عنها، فإلى أي حد تؤثر هويتك ككردي في الأغاني التي تقوم بتلحينها أو توزيعها للغات أخرى؟
دائماً يجب أن يكون للإنسان هوية، فالكثير من الأشخاص قالوا بأننا عندما نسمع شيئاً لشيرو منان فإننا نميزه من بين آلاف الألحان، طبعاً هذا يعنيني كثيراً وهنا أكون قد حددت هوية لي، ولكن في الوقت ذاته إن أردت عدم إظهار هويتي في الأغنية فإنني بالتأكيد أستطيع ذلك ولكن الموضوع ليس كذلك وإنما هو أن الأغنية تفرض نفسها علي في كثير من الأحيان، فحين تكون الأغنية سعيدة وفرحة فإنها تفرض سعادتها علي ويجب أن أتماشى معها.
من المعرف أن معظم الأغاني الكردية تحوي على "البزق والزورنا (المزمار)" وفي الفترة الحالية لاحظنا في لبنان العديد من الأغاني التي حوت هاتين الآلتين ولكنها مع ذلك لم تصبح أغانٍ كردية وإنما الأغنية هي التي تطلبت استخدامهما أم لا أو أن الموزع الموسيقي شعر بضرورة ادخالها، فأنا أحياناً اضطر إلى ادخال آلات قد تكون فارسية وهذا لا يعني بدوره أن الأغنية أصبحت فارسية بتاتاً وإنما كما قلت فإننا نتماشى مع الأغنية وما تحتاجه.
من برأيك يمثل الأغنية الكردية في سورية في الوقت الحالي؟
هنالك العديد من الفنانين المهمين صراحة على الساحة الكردية وخاصة في منطقة عفرين ومنطقة الجزيرة وكوباني أمثال ينال طاهر، وصراحة لا أريد التركيز على اسم واحد فقط لأنه في سلسلة الأغاني التي أطلقها "تيريج عفرين" فقط يغني /33/ فنان، فمنهم /17/ فنان ظاهر ومنهم من هو من الجيل الوسط والباقي من جيل الشباب، فمن الفنانين الظاهرين أذكر "خبات تيفور، عبدو محمد، شورش بكر، عبد الرحمن أحمد، عكاش دلدار وخليل ابراهيم" أما من جيل الشباب فهنالك "وليد آلو، جوان موسى، سيبان وكاوا" بالإضافة إلى العديد من الأسماء الأخرى التي لا أستطيع الإحاطة بهم جميعاً.
وصراحة أنا لا أسمع الأغاني كثيراً وإنما أسمع الموسيقى فقط وأحب كثيراً معزوفات الفنان العالمي"ياني" الذي قد يعتبرني البعض متأثراً به ولكني أؤكد عكس ذلك.
قدمت العديد من الحفلات لعدد من النجوم الأكراد منهم"شفان بروار، خليل خمكين ودلوفان"، فهل ترى أنك ظهرت بالمستوى الذي يجب أن تكون فيه من خلال هذه الحفلات؟
صراحةً أعتقد أن ظهوري ليس بقدر الفن الذي أقدمه، وأقول لك أنني لم آخذ حقي الطبيعي على الرغم من أنني ظهرت مع العديد من نجوم الفن الكردي، ولكن في النهاية فإن مملكتي هي حلب وعفرين والأستوديو الذي أقضي فيه وقتي، وهذا الموضوع متوقف على المجتمع إلى حد كبير لأن المطرب هو الشخص الظاهر في الأغنية أكثر من أي شخص آخر، ولكن بالنتيجة لا يصح إلا الصحيح، وأنا واثق تماماً بأن الجيل الشاب في الفترة القادمة سيعيد توزيع الأعمال التي قدمناها بطرق وأساليب جديدة وذلك لأني واثق من الأعمال التي أقدمها، ففي حفلة نوروز 2010 كنا عبارة عن خمس آلات فقط وكان هنالك تآلف جميل بيننا وأحب الجمهور كثيراً ما قدمناه حتى أنهم تبادلوا الحفلة على الإنترنت واليوتيوب، ولكن الموضوع أيضاً متوقف على الناحية المادية، فأنا أعشق ياني لأنه قيادي بإمتياز وصاحب رؤية، ولو تم إعطائي ولو جزءً من الإمكانيات التي تعطى لياني لكان الأمر مختلفاً تماماً.
ماذا تحدثنا عن البرنامج الإذاعي الذي بدأت به على قناة حلب tv؟
طبعاً شكري إلى جميع الأشخاص الذين ساعدوني في هذا البرنامج منه الأستاذ نور الدين جابو ومدير قناة حلبtv الأستاذ مازن البني بالإضافة إلى أصدقائي ومنهم جيكر ددو ونوري كورنعسان وبريشان وعبد الرحمن حاج عثمان.
البرنامج تحت اسم "نفحات كردية" وهو بذلك ليس رسالة إلى الشعب الكردي فحسب وإنما هو رسالة عامة لجميع الناس لأعرفهم أكثر بالأكراد، وهو ليس خاصاً بالموسيقى بل هو حديث عن كل ما يمس الأكراد من معالم أثرية وحضارة وعادات، إذ هنالك العديد من الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة ولكنهم لا يعرفون تاريخها أبداً أو من مر بها من القياديين أو الثوار أو حتى الفنانين الكبار أمثال جميل هورو و علي تجو، وهنا أعتقد أنه لا بدّ لنا من تقديم شيء لهؤلاء ليتعرفوا على الأقل على المنطقة التي يعيشون فيها.
ماذا عن جديدك؟
هنالك العديد من المشاريع التي أقوم بالتحضير لها منها مع الفنان سامر كبرو الذي سيغني باللغة العربية لحن من ألبوم "نجوم عفرين 2012" اللتي كانت من كلمات وألحان و إنتاج السيد زكريا رشو الذي أوجه له شكري الجزيل على دعمه لنجوع عفرين 2012، هذا بالإضافة إلى تحضيرنا للألبوم الجديد للفنان سامر كابرو، وأحضر أيضاً "تيريج عفرين" في جزئه الرابع بالإضافة إلى أغنية للأستاذ صفوان العابد "علواي" والتي هي من تلحينه وكلمات الأستاذ صفوح شغالة، ولدي أغنية للفنان سامي شمسي وهي من ألحان الفنان نهاد نجار وكلمات أشرف الريس، وهنالك أغنية للفنانة ناديا منفوخ وعدد من القطع للفنان غازي خطاب.
وبهذا انتهى لقاؤنا مع الفنان الجميل شيرو منان متمنين له المزيد من التألق والنجاح في مسيرته الفنية والمزيد من العطاء الجميل كما عودنا دائماً….
أغيد شيخو_ عالم نوح
تصوير: نوح حمامي