المخرج حسام حمود .. لقاء من القلب 18-10-2011
- نوفمبر 3, 2011
- 0
يعود عالم نوح إلى لقاء المخرج الكبير حسام حمود ويتحاور معه حول نشاطات السينما والمسرح وغيرها من القضايا الخاصة التي تهم المسرحيين السوريين وحيث حاوره الفنان نوح حمامي وكان هذا اللقاء
يعود عالم نوح إلى لقاء المخرج الكبير حسام حمود ويتحاور معه حول نشاطات السينما والمسرح وغيرها من القضايا الخاصة التي تهم المسرحيين السوريين وحيث حاوره الفنان نوح حمامي وكان هذا اللقاء:
ـ سنبدأ معك؛ أستاذ حسام، من حيث انتهينا في لقاءنا السابق، قبل عام ولنتحدث عن المسرحية التي كنت تقوم بالتحضير لها؟
ـ ـ تم تغيير اسم المسرحية وأطلق عليها اسم "الحرب الموسيقية الثالثة"، وبدأنا بالعمل على التفاصيل الخاصة واستمر العمل حتى بداية الشهر الرابع، وقت العرض، ولكن بسبب الظروف الإنتاجية .. تم تأجيل العرض حتى موسم الدراسة الجديد، وسنعود لتأدية البروفات في شهر تشرين الأول وتشرين الثاني لنقدم عرضنا في شهر كانون الأول أو مع بداية العطلة الانتصافية، وهذا العرض هو ضمن مشروع مسرحة المناهج التربوية التي بدأنا العمل بها هذا منذ عام 2007 وقدمنا عدة مسرحيات حققت النجاح والجوائز على مستوى القطر، بأكثر من مجال، وقد شاركنا باسم الوزارة "وزارة التربية" بأكثر من عرض بأكثر من صيغة وبأكثر من مكان . ولا أريد أن أنسى عملنا الذي سبقه، والذي حمل عنوان "اختفاء سيبويه" وحقق النجاح الكبير والذي عرض في أسبوع تمكين اللغة العربية في حلب وفي مكتبة الأسد بدمشق و في مهرجان المسرحي المدرسي المركزي أيضا في دمشق . ونحاول أن نقدم عرض ( الحرب الموسيقية الثالثة )، في صالة مسرح معاوية لمدة عشرة أيام، وسيكون العرض مجاناً، كما عودنا الجمهور وعرضنا سيكون للجمهور العادي، والجمهور التربوي "طلاب المدارس"، ونقوم بعمل إعلانات في المدارس والشوارع، من أجل استقطاب الناس لمشاهدة المسرحية.
ـ هل نعتبر وجودك مقسم إلى دورين، الأول تربوي والثاني فني، وكيف تستطيع أن تحمل الشباب هذه الثقافة؟
ـ ـ هذا يتحدد بنشاط الشباب اليافع ومعظم من دربتهم وكبروا وأصبحوا يعتمدون على أنفسهم لأنهم تدربوا ضمن إطار أكاديمي بحت، وبمعنى أن ما يأخذه طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية لا يختلف عما يأخذه الطالب الذي يعمل معي، وهذا نلاحظه من تفوق بعض الشباب في البرامج التي شاركوا بها كمضر رمضان الذي تقدم إلى برنامج "ذا اكتر" وحقق نتائج طيبة، وهو الآن طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية والثاني أحمد ميرعي وهو اليوم يدرس في المعهد العالي للمسرح في جمهورية مصر العربية. أضف.. إلى وجود شباب لا يزالون مستمرين معنا في حلب، بعضهم يفكر في موضوع الإخراج المسرحي.. حيث هناك أحد الشباب قدم لــ "مشروع المسرح الدائم" مشروعه كمخرج وهذا بمعنى أنني أحب أن أطور الشباب وان أراهم أيضاً يعملون ويطوّرون أنفسهم.
وهنا أثير الحديث حول متابعة النشاط المسرحي، والعطاء المستقبلي بشكل عام فأجاب:
بالنسبة للشباب بشكل عام هناك فهم خاطئ للمسرح، بمعنى أن أحدهم يُخرج عملاً مرة أو اثنتين فيقول عن بأنه مخرج.. وهذا خطأ في فهم معنى كلمة .. إخراج .. وعدم فهم للمسرح. هدفنا هو أن نشجع الموهوب ونقف قربه، ولكن لا بدّ له أن يمتلك الخبرة في قيادة الفريق المسرحي حتى يكون مخرجاً.. وإلا لن يكون الإخراج إخراجاً. فالإخراج الحقيقي هو قيادة فريق مسرحي وفنيين، وتأتي في النهاية الناحية الفنية "الرؤية الإخراجية" التي ينطلق منها المخرج من خلال هذا النص، ولكن مغامرات الشباب وسوء فهمهم واستسهالهم بالطرح يؤدي إلى وجود أعمال خالية من الإطار الفني، وأصر على أنه ولو كان المخرج هاوٍ لا بد من أن يكون لديه أرضية وأن يكون قد اتبع دورات خاصة بالإخراج المسرحي كونه ليس عندنا هنا في سورية معهد عالي أكاديمي يختص با لإخراج المسرحي و عمل مساعد مخرج لعدد من الأعمال، وتعلم من خلاله قيادة الفريق ويبدأ بالعمل الحقيقي عندما يتمكن من أدواته ولا بد أن يعمل بإشراف أستاذ في حال لم يدرس المسرح أكاديمياً.
ـ و أسأله: هل تابعت مسرح الهواة؟ وما رأيك بالتجربة القديمة الحديثة وذلك بسبب إيقافه عدة سنوات؟
بدأ مسرح الهواة كمهرجان محلي لأول مرة في بداية على مستوى وزارة الثقافة، ثم توقف في نهاية السبعينات و قامت منظمة الشبيبة بمتابعته و سمي بمهرجان المسرحي الشبيبي . ولكن لم يكن هناك فكرة نواة مسرح الهواة الدائم إلا بعد أن أطلقها الأستاذ "عمر حجو" وهي فكرة مهمة على مستوى .. أن يكون لدينا مسرح دائم للهواة، من حيث أنه يفرز طاقات كثيرة جداً وشباب من الممكن أن يقدموا نتاجا مهما، ولكن هذه الأعمال تدعم مالياً لمرة واحدة وإعلاناتها فقيرة، والشباب الذين يعملون يقدمون عرضهم مرة واحدة ويذهبون وربما لا يعودون أبداً بالرغم من أن نوعية الأعمال الجيدة التي قدمت كانت من الممكن أن تدعمه لأنها مراقبة من أسماء كبيرة "كوليد إخلاصي" و"غسان مكانسي"، وهو مشروع ناجح ومن الممكن أن يبشر بولادة فرق محترفة ـ فكر قليلاً ثم تابع، .. ومع هذا لا أستطيع أن أجزم.
ـ فكان إذن هذا السؤال: لماذا يختفي الممثلون الشباب بعد عرض أو دور واحد؟
ـ ـ في البداية لا بد من البناء المؤسساتي.. وبالنسبة للمسرح الدائم نعتمد على أشخاص دائمين، فإن كنت هاو وحصلت على الموافقات وتعاونت مع ممثلين هواة ونجحت التجربة، لا يكون هناك متابعة لهذا النجاح، ولا بد من تطوير للذين شاركوا بأي عمل كان .. وهنا يكمن السؤال.. هل العمل المؤسساتي يطور هؤلاء الشباب لمرحلة لاحقة.. مهمةٌ تُوصلهم لمرحلة المحترفين واعتقد أن هذا يعود لكل شخص يعتمد على نفسه، فبعضهم يسافر إلى دمشق أو إلى أي مكان آخر ليحصلوا على تجربة جيّدة.. ما أريد أن أصله أن المتابعة المؤسساتية غير موجودة في المسرح.. ومع أن مسرح الهواة هو خطوة مهمة جداً ولكن لا يوجد متابعة إلا بجهود شخصية وعندما أريد أن أحافظ على فرقتي فهو لأنني أنا أريد المحافظة عليها كحسام وليس كمؤسسة فالمؤسسة تعنى بالمهرجان وبعده لا تعود إلى الاهتمام بشيء…. وحسب التحضيرات للمهرجان نستطيع القول انه ناجح أو متوسط أو فاشل وهذا ما شاهدناه في مهرجان الشبيبة المسرحي الذي تألق في بداياته ولكن الآن وعلى مدار الأربع سنوات الماضية تراجع بشكل ملحوظ ويبدوا أن ظهور المسرح الدائم للهواة هو متنفس للهواة ولكن غير محسوب النتائج، وأريد أن أقدم الشكر لمديرية الثقافة التي تعمل بجهد حقيقي من خلال إقامة دورات لإعداد الممثل وبمبلغ زهيد، ولكن كل ذلك يبقى ناقصاً
ـ هل التجربة بحاجة إلى وقت لتتبلور؟
ـ ـ ربما بحاجة إلى وقت لتتبلور الفكرة ويكون هناك دعم أكبر حقيقي، ويُشكر الأستاذ عمر حجو لأنه يجاهد ويناضل لتأمين مبلغ لدعم الهواة، ولكن هذا لا يكفي .. متابعة شخص ما بمفرده .. لابد من وجود مؤسسة خاصة من الدولة تعنى بهؤلاء الشباب، تؤمن لهم دورات مستمرة على مدار السنة وعروض دائمة لعدة فرق وأشخاص أكاديميين، وكل هذا مكلف، وعندما يوجد متابعة واهتمام بالشباب تتشكل أرضية حقيقية وتحقق مقولة المسرح الدائم
ـ هل في ذلك الوقت يرفدون مسرح المحترفين؟
ـ ـ من الصعب أن يفرّغ شاب هاوٍ إلا ساعات قليلة للعمل المسرحي، لأنه لا بد له أن يعمل في ما تبقى من ساعات اليوم ليعيش، وبالتالي لن يتفرغ ولن يتحول إلى محترف باستثاء إذا كانت ظروفه مناسبة سواء في المنزل أو العمل، ومن هنا لا نستطيع القول .. مسرح هواة أو محترفين.. فالممثل الهاوي تكون مكافئته هو العرض على خشبة المسرح، لكن هذا لا يكفي ولن يتحول إلى محترف أو منافس من خلال عرض واحد أو ساعات قليلة من العمل، وهذا ما نلاحظه إذا نظرت إلى المعهد العالي للمسرح نرى أن من يدخلونه من حلب أعدادهم قليلة ربما واحد أو لا يوجد احد وذلك بسبب عدم وجود التأسيس الصحيح للشباب ومتابعتهم.
ـ وهنا كان لا بد من أن أسأله: ما هو رأيك بمشروع مسار وهل يرفد المسرح بطاقات مهمة؟
ـ ـ مشروع مسار مشروع قائم بحد ذاته، يهتم بالشباب واليافعين، وللأسف هناك منظمات لا تقوم بدورها الهام، كما يقوم مشروع مسار، وعندما نسأل يقال لا يوجد ميزانية ولكن عندما تتوافر في هذه المنظمات هيئة تشبه هيئة مسار تعنى بهذه المشاريع وتعنى بالشباب وتنظمهم وتحديداً في المسرح يكون هناك تبادل خبرات وتبادل عروض مسرحية وجولات على مستوى القطر وتعرض الفرق في كل المحافظات عندها لا يكون عندنا مسرح دائم بل مسرح للأبد.. الشباب يمتلكون طاقات لا يستهان بها من حيث الكتابة والإخراج والتمثيل ولا بد من الاهتمام بها لظهور فن مهم.
ـ هل يستوعب المسرح الكم الكبير من الممثلين الشباب؟
ـ ـ المسرح يستوعب الكثير من الطاقات ويستوعب أكثر من التلفزيون، فمدينة حلب تستوعب عشرين فرقة وبحد وسطي إذا كان في كل فرقة عشرة أشخاص من مخرج وباقي الكادر فعندنا إذن مائتي شخص تقريباً يعملون في المسرح ما عدا المحترفين والممثلين الكبار، وإذا تواجدت المادة الصحيحة والإعلام والإعلان الصحيح والتبني الصحيح للإنتاج .. سنرى عودة الجمهور نحو المسرح، ومن خلال تجربتي منذ 2007 في وزارة التربية والتي قدمت فيها مشروعاً مهماً هو "مسرحة المناهج" وأيضاً أذكر أنه عندما قدمت عرض "مغامرات حاسوبية" وكان هناك إعلان صحيح وسبونسر تبنّا العمل إعلامياً وقدم إعلاناً ودخل الإعلان إلى المدارس .. النتيجة أنه كان يشاهد العرض يومياً؛ وعلى مدار عشرة أيام، مابين 700 و 800 شخص، وأعدنا عرضها في صالة معاوية بدمشق وشاركنا في مهرجان ربيع الطفل و أعدنا عرضها في حلب بالتعاون مع المسرح القومي .. عرضناها بدون إعلانات .. والمفاجئة أن الناس كانت تتواجد قبل وقت العرض بوقت طويل، مما حدا بنا أن نغلق الأبواب قبل الثالثة والنصف .. والسبب؟.. هو وجود مادة مهمة، ومشروع جديد وإعلان صحيح . ولكن عندما أسال نفسي عن سبب توجه الناس نحو المسرح التجاري هل لأنهم يريدون ذلك؟ والجواب طبعاً لا، بل لأنه الموجود فقط، والممثلون الهواة يتحولون إلى نجوم لالتقاط الصور .. هذا غير موجود في أي عمل جدّي، لوجود مادة جيدة وممثلين جيدين وتقنيات إلى حد ما جيدة وتقنيات إضاءة وغيرها ويشاهد المشاهد مادة جيدة مكتملة العناصر على المسرح وبهذه الحالة أصبح هناك حافز أكثر للمتابعة وهنا بنينا قاعدة جماهيرية وهذا ما عملنا عليه في المسرح المدرسي حيث بنينا القاعدة على مر السنين، ومنذ عام 2007 وحتى 2010 يأتينا كل عام جمهور أهم من الذي يسبقه، لمجرد سماعه بان فرقتنا تعرض فهو يتجه ليحضر العرض وصحيح أنه مجاناً ولكن الناس غير ملزمة بالحضور إلا إذا كان العرض جيد وتعود مرة ثانية وهذا ما استطيع أن أقوله حول المسرح المدرسي . ولا أنكر انه يوجد جمهور يختص بالمسرح التجاري، وذلك بسبب الإعلانات ولوجود الإمكانيات التي توضع ومع هذا أعترض على ما يقوله المسرحيون عن عدم وجود الجمهور .. هناك جمهور مهم وهذا ما نراه من متابعة الناس للمسرح القومي بدمشق (ولا يتابعه في حلب) والسبب هو الإعلان الجيد الطرقي وعندما عرضنا "البحث عن الوردة" في عام 2008 وكان العمل نخبوياً، واحترافياً عرضنا عشرة أيام بصالة دار الكتب الوطنية لوجود الإعلان والمادة الجيدة.
ـ ونصل إلى التلفزيون: لنتكلم عن التلفزيون، هل كل من يعمل فيه مؤهل ومهم؟
ـ ـ هناك أشخاص يعملون في التلفزيون غير مؤهلين للعمل لأن همّهم أن يصلوا بأي طريقة إلى مخرج أو منتج ليس بهدف الشهرة بل بهدف الحصول على المال، ومن أجل أن يعيشوا لأنهم امتهنوا هذا العمل.
ـ سأنتقل إلى المسلسلات، عملت في مسلسل معارف وحكاية كمخرج تلفزيوني درامي في عام 2009 ـ 2010 حدثنا حول ذلك وعن مشاريعك الحالية؟
ـ ـ المسلسل من إخراجي وهو من تأليف الفنان بشار إسماعيل وإنتاج التربوية السورية، بطولة بشار إسماعيل ورندة مرعشلي ووضاح حلوم وعبير شمس الدين وأسامة السيد يوسف وشادي مقرش ومروان غريواتي ومحمد خاوندي وآخرون ورشح لذهبية جوردن اوورد وعرض على التربية السورية وعرض في رمضان الماضي وسوّق إلى عدة محطات.
وبالنسبة للمشاريع أنهيت فيلم يدخل ضمن الدراما الغرائبية "الخيال العلمي" اسمه ( الموت حباً ) وهو ضمن نطاق قصصي للدكتور طالب عمران سيناريو رانيا درويش وتحت إشراف الدكتور طالب عمران وقد انهينا أول فيلم في دمشق . وسنصور الباقي بين دمشق وريف اللاذقية وريف حماه وريف طرطوس واستطلعنا الأماكن الحقيقية للحقائق الموجودة والتي لا يصدقها العقل البشري، وتدخل ضمن مفارقة الموت والحياة، والتخاطر عن بعد .إضافة إلى مواضيع أخرى كفيلم "صناديق الأعضاء البديلة"، ويستعرض تجارة الأعضاء البديلة، إضافة إلى فيلم "الموت حباً" والذي هو من بطولة النجمة سوزان نجم الدين والنجمة صباح الجزائري والنجم حسام تحسين بك والنجم عامر علي و النجمة فاتن شاهين والنجم مروان غريواتي والنجوم لينا دياب و مرام علي وفاتح سليمان وعدة نجوم آخرون وعملنا في هذا الفيلم بحرفية عالية، وكان مدير التصوير وليد كمال الدين وأسامة برو مدير الإضاءة، ومخرج منفذ معتصم مارديني ومدير إدارة الإنتاج فراس الجاجة ومدير الإنتاج ناصر الجندي و مساعد المخرج أحمد خليل ومهندس الديكور وسام محمد والمونتاج وتصحيح الألوان لشركة الحافظ ممثلة بالأستاذ جلال حافظ.
ـ هل هذه السلسلة متصلة منفصلة؟
ـ ـ كل فيلم هو مستقل بنفسه ولكن ضمن سلسلة، فهناك أفلام مدتها الزمنية ساعتين وأفلام مدتها الزمنية ساعة واحدة.
ـ هل هنا الدراما تطرح الحلول أو التفيسر؟
ـ ـ الدراما لا تطرح الحل بل المشكلة، هناك طرح رؤية ما، والحالة التي تتعاطف معها كمشاهد وهي تشدك .. تقدم لك بعض تفسيرات من الممكن أن تكون قد سمعت عنها .. وكلمة .. ممكن .. تعطي الحراك وكل فيلم يقدّم عدة طروحات وعدة نماذج اجتماعية وتربوية وإنسانية
ـ وعند اقترابنا من آخر الحوار كان سؤالنا: ماذا تحدثنا عن السينما والطموح إليها؟
ـ ـ كل مخرج في هذا البلد يطمح لان يعمل في مجال السينما، فالأفلام التلفزيونية التي أصورها أقدمها بروح سينمائية ولكن بمعدات ووقت تلفزيوني، وفي بلدنا أناس مهمّين يعملون في السينما ولكن.. لا يوجد مادة جيّدة ومهمة تجعل من صناعة السينما تتقدم وتطفو على السطح .. سؤال هل هناك دور عرض تعنى في العرض السينمائي، والجواب هو لا.. بالرغم من أن الآن هناك محاولات سينمائية جادة .. والسينما لا تُعنى بالمؤسسة العامة للسينما فقط .. بل بالمنتجين، فهناك المنتج (الخائف) ودور العرض ومن ثم المشاهد، فعدما يوجد فيلم واحد كل عام أو في مناسبة ما ولا يوجد دور للعرض ولا يوجد جمهور لا يحقق وجوده .. بالإضافة إلى حقوق الملكية الغائبة، فالفيلم العربي أو الأجنبي يصل إلى الأسواق عبر الـ "سي دي" فلا يذهب المشاهد إلى السينما لأن الـ "سي دي" أقرب له و كما أن إنتاج الدراما له قطاعه الخاص لا بد للسينما من ذلك وهناك مشاكل في طرح موضوع السينما في سورية، مع العلم أنه لدينا نجوم شباك ومخرجين وعلى مستوى الوطن العربي وإذا عدنا إلى سبعينيات وثمانينات القرن الماضي نرى أنه كان العصر الذهبي للسينما في سورية، ومع أنه لم يكن عندنا إنتاج لكن كان عندنا الحضور والمكان ولكن اليوم وصلنا إلى مستوى متدني إضافة إلى أن السينما مكلفة مادياً فالخطأ بعدم وجود صالات عرض تحقق نجومية ممثلي شباك التذاكر.
ـ السؤال الذي يطرح نفسه: هل ترى أن شركات الإنتاج الخليجية لديها شروطها الخاصة؟
ـ ـ بعضها لها بعض الشروط على مستوى النص والإخراج ولا أعتبر أن هذه الشروط مشكلة فهذا يعود للاتفاق بين الشركة المنتجة والمخرج والحقيقة تقال أن سقف الرقابة في سورية ارتفع، وهذا مهم وهناك مسلسلات تطرح قضايا لم نكن نناقشها في السابق فأصبح المشاهد لديه الرؤية والنظرة الخاصة به.
ـ كيف ترى مهرجان السينما في سوريا؟
ـ ـ كثير من الفنانين ضد مهرجان دمشق السينمائي، لأنهم لا يرون وجود سينما في سورية وكيف يوجد مهرجان عالمي بدون سينما للدولة التي تنظمه، ولكن أنا مع وجود مهرجان سينمائي في سورية بسبب أن الجمهور لابد له أن يطّلع على السينما العالمية وكمخرج أن يكون عندي اطلاع على تجارب المخرجين الآخرين لتزداد خبرتي.
ـ مَن الممثلين الشباب الذين بدأت معالم خطواتهم تظهر لفت انتباهك؟
ـ ـ هناك ممثلين مهمين وهناك بعض الممثلين المغمورين ولكن الفرصة لم تصلهم لسبب أو لآخر وهم غير معنيين بالسبب وهناك ممثلين الغير جيّدين ولكنهم حققوا نجومية، ولا يعني نجومية الممثل أنه مهم، هناك ممثلين جيدين شباب لهم مستقبل مثل محمود نصر ومجد فضة وشادي مقرش لم يأخذوا فرصتهم ، ومن المشاكل التي يعاني منها الممثلين الشباب، أن يكون ممثل مهم عمل في مسلسل سيء فيضرب جماهيرياً وتلعب مسألة الأدوار أيضاً في هذا.
و السؤال الأخير الذي نطرحه دائما هنا في حلب: هناك مقولة أنه لكي تنجح لابد أن تذهب إلى العاصمة؟
برأيي أن هذه المقولة صحيحة ونسبية .. فعلى سبيل المثال مهما نجحت في مدينتي هذا لا يعني أن انجح مركزياً وبالتالي لا بد من الاستقرار في العاصمة دمشق وأن أجاهد وأناضل في سبيل أن أحصل على الفرصة المناسبة التي تؤهلني للنجاح فيما بعد، وهذا ما نراه عند ممثلين حلبيين مهمين استقروا في دمشق وأبدعوا كبسام كوسا ورضوان عقيلي وفاديا خطاب ومن غير محافظات أيضاً، فالنجوم السوريين أغلبيتهم مغتربين عن مدينتهم ومثال المخرج ريمون بطرس الحموي والذي سكن دمشق، فالعاصمة هي عاصمة كل شيء وإذا قارنا بين حلب ودمشق فبرأيي أن عاصمة الفن السوري هي حلب ولكن في حلب غياب المنتج هذا ما يسبب قلة العمل على كل المستويات، ولا بد من وجود تعادل في هذه القصة ليصبح إنتاج في أكثر من مدينة وهذا ما قامت به الهيئة العامة للتلفزيون بان تفرز مثلا 25 % من إنتاجها بحلب ولكن هذا لا يكفي فهناك ممثلين مهمين في حلب ولظروف ما لا يستطيعون الاستقرار في دمشق ويقتصر عملهم على بعض التجارب التي يصورها ويصبح عمله مقيد وقليل فالعاصمة في كل بلدان العالم العاصمة لكل شيء.
وقد كان لدينا العديد من الأسئلة الأخرى ولكن و لأن اللقاء استغرق أكثر من ساعة ونصف… كان لا بد لنا أن ننهي هذا الحوار و ختامه لا بد أن نشكر الفنان المخرج حسام حمود على إجاباته الصريحة ووقته الذي خصصه لنا؛ موقع عالم نوح، آملين أن نلتقي به قريباً في أعماله و نجاحاته القادمة.
لقاء نوح حمامي ـ تحرير الصحفي شادي نصير
18-10-2011