المخرج زهير قنوع ومؤسسة مداد للكتابة الدرامية
- أكتوبر 13, 2011
- 0
زهير قنوع من المخرجين الذين يحاولون في كل عملٍ له تقديم الجديد والمختلف سواء أكان ذلك في الإخراج أم التأليف، فقد قدّم في الكتابة أربعة أعمال هي”طوق الياسمين، أهل الغرام” بالإضافة إلى فيلمي “ميك آب وباب الحديد”، أما في الإخراج فقد قدّم” طيارة ورق، وشاء الهوى، الهاربة ومرايا 2003″….
المخرج زهير قنوع ومؤسسة مداد للكتابة الدرامية
زهير قنوع من المخرجين الذين يحاولون في كل عملٍ له تقديم الجديد والمختلف سواء أكان ذلك في الإخراج أم التأليف، فقد قدّم في الكتابة أربعة أعمال هي"طوق الياسمين، أهل الغرام" بالإضافة إلى فيلمي "ميك آب وباب الحديد"، أما في الإخراج فقد قدّم" طيارة ورق،وشاء الهوى، أبو جانتي، يوميات مدير عام2011، الهاربة، مرايا 2003"، ويبدو أن ميله للإخراج والتأليف والتمثيل قد جعله يحاول أن يجمع كافة الأطراف في مشروع واحد سمّاه "مؤسسة مداد" لكتابة الدراما، عن فكرة المؤسسة وانطلاقتها تحدث المخرج السوري"زهير قنوع" إلى عالم نوح قائلاً:
انطلقت فكرة مشروع "مداد"عام 2007 بعد أن كتبت "أهل الغرام"، إذ شعرت أنّ هنالك حاجة إلى أكثر من كاتب في كتابة النص الدرامي، لذلك كتبت نصين بعد "أهل الغرام" بمشاركة مجموعة من الكّتاب هما "طرنيب وطوق الياسمين" وكانت القصة والأحداث والوقائع من تأليفي، وبعد الكتابة كنت أتحاور مع مجموعة الكتاب المشاركين لمحاولة تجويد وتحسين هذه القصص ومن ثمّ تحويلها إلى سيناريو، إذ تشعر بأن وجود وجهات نظر مختلفة تغني النص إلى حد كبير، وفي هذه السنة توسعت بمشروع مداد وتم ضم أكثر من عشرين ممثلاً وممثلة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للمشاركة في كتابة النصوص، وهي دعوة منّي إلى كل المخرجين والكّتاب للمشاركة في صناعة النصوص إيماناً منّي بأن النص إن تم كتابته بوجود مخرج ومؤلف وممثل سيكون نصاً شاملاً كون هؤلاء الثلاثة هم عواميد العملية الدرامية.
يتابع "قنوع" في الحديث عن "مداد": وهي مؤسسة محترفة في الكتابة الدرامية، بمعنى أن المشاركين فيها يقومون بتنفيذ النصوص ضمن برنامج محدد لصناعة نصوص سينمائية وتلفزيونية فقط، وهي من فكرة وتأسيس "زهير قنوع" والتي تضم حالياً عدداً من الكتاب المحترفين أمثال "زيد الظريف وعثمان جحى" بالإضافة إلى ترحيبنا لكل من يرغب بالانضمام إلى هذه المؤسسة، أما الممثلون الأكاديميون المشاركون معنا فهم:" مؤيد الخراط، جوان الخضر، أريج خضور، علي الإبراهيم، وسام تلحوق، أيمن عبد السلام، سوزان سلمان، مصطفى المصطفى، حلا رجب، يزن خليل، مجد مشرف، بتول محمد، جيرار آغا، يحيى هاشم، مصطفى سعد الدين، عيد عزيز، صلاح حنون ،أروى عمرين وكرستين شحود"، ومن النجوم المشاركين "نضال سيجري، أدهم مرشد وأيمن رضا".
أمّا عن المشاريع التي قدمتها مداد خلال هذه الفترة، يقول "قنوع":
قدمنا خلال هذا الموسم ثلاثة مشاريع الأول تحت اسم "ثلاثية العشق الدمشقي" الذي يعتبر من أعمال البيئة الشامية المعاصرة حيث نتحدث من خلاله عن حالات حب مرتبطة بمدينة دمشق، وهي عبارة عن عشرة قصص وكل قصّة مؤلفة من ثلاثة حلقات وفيه محاولة للبحث عن شكل جديد للمسلسل السوري.
المشروع الثاني هو "كيميا" الذي يعتبر مسلسلاً اجتماعياً معاصراً يبحث في صلب مؤسسة الزواج ومعنى هذه المؤسسة وكينونتها بالإضافة إلى نظرة الشباب السوري إلى الزواج وذلك من خلال دخولنا إلى قلب هذه المؤسسة باستعراض أربع أزواج وزوجات وكيف يرى المتزوجون الزواج، وهذا برأيي يمسّ شريحة كبيرة من المجتمع لأن العمل منفتح على كل الأجيال وكل الشرائح، والعمل من فكرتي وبمشاركة مجموعة من الكاتبات بالإضافة إلى "زيد الظريف".
أما العمل الثالث فهو"سيت كاز" وليس "زيت كاز" كما فهمه البعض من الصحافة الذي هو من فكرة الأستاذ أيمن رضا منذ أكثر من سنتين ومن تأليفي وإخراجي بالتعاون مع مجموعة من الكتاب في مؤسسة مداد.
ويقول المخرج "زهير قنوع" في حديثه عن أهدف هذه المؤسسة:
منذ فترة وأنا أبحث عن شكل جديد للمسلسل التلفزيوني سواء من حيث الشكل البصري واللغة البصرية التي أستخدمها في أعمالي أو من حيث الأفكار، فعندما كتبت "أهل الغرام" وهي قصص منفصلة متصلة في الوقت نفسه، فإنها حققت نجاحاً استثنائياً من قبل الجمهور وقد تم استنساخ هذه التجربة في عدد من المسلسلات، أيضاً عندما كتبت"طرنيب" حاولت تقديمه بطريقة مختلفة وجديدة، والآن عندما بدأنا بثلاثيات العشق الدمشقي فإننا من الممكن أن نقدمها بعشرة ثلاثيات أو بفيلم أو حتى من الممكن عرضها كمسلسل من ثلاثين حلقة، أيضاً في "كيميا" فالمسلسل عبارة يوم واحد هو رأس السنة حيث يجتمع الأصدقاء بحيث يكون الشباب لوحدهم والصبايا كذلك ويبدأ هنا الحديث عن مؤسسة الزواج ومشاكلها إلى أن تنتهي الحلقة الثلاثين بنهاية رأس السنة وذلك لمحاولة إيجاد شكل جديد، فقد لاحظنا أن الأفكار تكررت وأصبحت الخطابات منحازة إلى فكرة معينة فغرقنا في الأعمال الشامية والعشوائيات ولم يعد هنالك ابتكار للدراما وتجديد لها، وهذا الأفكار تم البحث عنها بعناية شديدة إلى أن وصلنا إلى أفكار قد تكون جديدة نتمنى أن تلقى النجاح وتكون هنالك مؤسسات أخرى مشابهة لمداد والتي ستساعد على إيجاد حل لأزمة النص في الأعمال السورية.
أما عن كون الأعمال ستعرض على شكل أفلام أو مسلسلات فقال:
من المبكّر الحديث عن تفاصيل هذا المشروع الآن، فالمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني أبدت إعجابها بالفكرة وتم إرسال الحلقات التسع الأولى بناء على طلب مدير المؤسسة الأستاذ "فراس" وتم طرح فكرة أن يخرج العمل مخرجون متعددون وقد وافقت فوراً لأن العمل منذ بدايته عمل جماعي وبالتالي ليس لدي أي مانع من تعدد المخرجين في المشروع، وقد تم الاتفاق على ذلك شفهياً وأدبياً ولم يتم بعد توقيع العقود لأننا بانتظار برمجة المؤسسة للأعمال التي ستقدمها لهذه السنة.
وحول سؤالنا عن الوجوه الجديدة والتي من الممكن أن تخلق مشكلة في التوزيع والإنتاج قال المخرج "زهير قنوع":
صراحةً نحن تجاوزنا هذه المرحلة مع المنتج من خلال أن الأعمال مشغولة بطريقة تكون فيها البطولة مشتركة بين الوجوه الشابة والنجوم، أي أنه في كل قصّة يجب أن يكون أحد الشباب الذين ساهموا في كتابة القصة بطلاً في العمل لكن مع نجم آخر ليضم المنتج انتشار المسلسل ورواجه، فأساساً فكرة الكتابة هو عن كيفية كتابة النص التلفزيوني السوري دون المواصفات الإنتاجية السورية، وحتى المنتج يتشجّع هنا عندما يجد نصاً بمواصفات جيدة وذو تكلفة إنتاجية أقل مما يخلق حراكاً في الوسط الفني.
وقد تم التعاقد بنصين من هذه النصوص مع شركات الإنتاج وهما نص "سيت كاز" لشركة سورية الدولية ونص "ثلاثيات العشق الدمشقي" الذي حصلنا على موافقة مبدئية عليه من المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، أمّا "كيميا" فمازال في البدايات الأولى من الكتابة ومن المبكّر الحديث عنه حالياً.
وعن أهمية هذه المشاريع في رفد الطاقات الفنية الشابة ومساعدتها على إيجاد فرص عمل قال مخرج "أبو جانتي":
بالتأكيد هي تساهم إلى حد كبير لأن فرصة الوجوه الشابة اليوم أصعب بكثير بسبب تميّز جيل الشباب السابق أمثال"باسل خياط، تيم الحسن، قصي خولي، قيس الشيخ نجيب ووائل شرف" والأمر مماثل بالنسبة للممثلات أيضاً لذلك فجيل الشباب والذي هو في واجهة الدراما السورية هم أشخاص متميزون وبالتالي ففرص ظهور الوجوه الجديدة صعبة جداً لذلك يجب دعمها من أجل استمرار تميّز جيل الشباب لأنني أرى أن الدراما السورية في قمّة شبابها وبالتالي فالشباب هم الأساس لذلك يجب أن نساهم في صناعة نص مبني على بطولة الشباب والنجوم.
وأخيراً أتمنى من الوسط الفني من منتجين وممثلين وممثلات وصحفيين ونقاد أن يقفوا مع هذه التجربة فبوجود مؤسستين أو ثلاث كمداد من الممكن أن ندعّم مشروع الدراما السورية أكثر.
أما بالنسبة للهجوم الإعلامي الذي توجّه إلى آخر عملين له "أبو جانتي والجزء الثاني من يوميات مدير عام" فقال:
أشكر كل شخص كتب كلمةً نقد فيها عملي منذ أن بدأت وطوال مسيرتي القادمة سواء أكان نقدهم سلباً أم إيجاباً لأنني حقيقةً أتابع ما يكتب عن أعمالي وأستفيد منه حتى أنّي أتصل بالصحفيين وأبعث لهم برسائل رسمية عبر الصحافة، فالصحافة تساهم بجزء كبير في صناعة الدراما من خلال ما يكتبونه، ولأنني فعلاً أهتم بالصحافة والصحفيين فإني لا أتضايق من أي شيء يذكره الصحفي لسببين: أولاً ثقتي بنفسي وبأنني ابن هذه المهنة وعلى دراية بما أريده تماماً وثانياً كون الأعمال التي أقدمها تلقى استحسان الجمهور بشكل أو بآخر.
أغيد شيخو_ عالم نوح