هي خريجة كلية الهندسة المعلوماتية ومع أنها متميزة في مجالها إلا أنها اختارت أن تكون حاملة لرسالة البشارة، فهي تشبه الملائكة والقديسات بصفاء ذهنها ومحبتها لله، وقد وهبها الله متعة اكتشاف اللون والعمل الفني فسخرته نحو رسم وترميم الأيقونة. كان لموقع عالم نوح الحوار التالي:

المرممة المهندسة هلا ميخائيل نصار


هي خريجة علوم معلوماتية، ومع أنها متميزة في مجالها إلا أنها اختارت أن تكون حاملة لرسالة البشارة، فهي تشبه الملائكة والقديسات بصفاء ذهنها ومحبتها لله، وقد وهبها الله متعة اكتشاف اللون والعمل الفني فسخرته نحو رسم وترميم الأيقونة. كان لموقع عالم نوح و شادي نصيرالحوار التالي:


لماذا اخترت أن تكوني رسامة للأيقونة وليس فنانة تشكيلية؟

في البداية كان لدي حب كبير للرسم ، كانت الأيقونة تستهويني ولكن دائما كان يوجد عندي خوف من التجريب في رسم الأيقونة، ربما لأنها كانت تحمل الطابع الديني، حيث أنه من غير الممكن أن تكون مشوّهة أو بعيدة عن قواعد معينة للرسم وقد شاء الرب أن ألتقي الأب اسبيريدون أثناء تواجدي في الجوقة. في إحدى الجلسات الحوارية سألنا عن هواياتنا فقلت أنني أحب الرسم فطلب أن أريه ما أرسم والأيقونات التي أقوم برسمها، وكان السؤال لماذا لا أجرب الرسم في وجوه الأيقونات مع أنني رسمت وجوهاً متعددة ويبدوا أن الخوف من أن أشوه أي وجه مقدس في الأيقونة كان عائقي، سواء كان للرب يسوع أو العذراء فقدم الأب عرضاً بتعليمنا كل أسبوع وإعطائنا ملاحظات بشكل فردي ففي ذلك الوقت لم تكن المدرسة موجودة أصلاً . كنا سعداء لتعلمنا ما نرغب وكان هذا محفز للعودة نحو الرسم الكنسي.

هكذا بدأت أكتشف القواعد الضابطة للعمل الكنسي. عام 2000 تخرجت من جامعة تشرين قسم الهندسة المعلوماتية . وكنت أرى أن الهواية هي تنفسي رغم محبتي لدراستي .إلا أنهما مع تناقضهما كانا متوازنان ، وما تابعت به وهو الذكاء الصنعي فيه نوع المحاكاة للعقل كما هي الأيقونة فيها محاكاة لأحاديث وقصص دينية.


أنت مدرّسة في معهد القديس لوقا حدثينا عن كيفية تعاملك مع الراغبين بالعلم ومع الفروق العمرية بينكم؟

أعتقد أن من وجد في معهد القديس لوقا أتى من محبته لتعلم الرسم الخاص بالأيقونة، وهناك أيضاً طريقة التدريس فيجب ألا تحبط المتعلم . كان هناك امر طريف أنني عندما كنت أعطي الملاحظات، أقول دائما جميل جدا رائع لكن… وبعد ال –لكن- كانوا يعرفون أنني سأقوم بإعطاء ملاحظات فكان هناك نوع من الدعابة والطرفة، كانوا يطلبون أن اخبرهم .. وكانت هذه الكلمة هي الحد الفاصل، فلا بد من أن ننتبه إلى إمكانيات كل شخص فلا تستطيع أن تطلب من شخص طاعن في السن كما تطلب من شاب صغير وخاصة أن الموهبة أساساً للفن، والفن يختلف عن العلم، فالعلم تستطيع أن تضيفه إلى حياتك ولكن من الصعب أن تخلق الفن بشخصٍ ما، فأنت تنمي الموهبة ومن الممكن أن يوجد طلاب لا يملكون الموهبة لكن لا بد من تشجيعهم، وهكذا تقيم الأمور.

اليوم لديك ِأيقونة خاصة بك?

من أشهر الأشياء التي تميزت بها عندما كنت طالبة أنه لم يكن لدي أي أيقونة كاملة، فدائماً أتركها دون أن أتمم رسمها… وفي فترات العمل في المعهد كنت أعمل بشكل منفرد..  ولكنني كنت استمتع في الرسم المشترك مع الأب اسبيريدون، على الرغم من أنه كان لدي أيقونات خاصة بي لكن معظم ما كنت أحبه هو الأعمال المشتركة.

علاقتك بالترميم هل تختلف عن علاقتك بالرسم؟

بالعمق أحب الرسم لأنني اشعر بأنني أشارك وأعطي شي من نفسي وبالأيقونة كنت أرى شيء يشبه المطر يظهر شيء جميل له قدسية أما في الترميم فهناك إحساس يشبه المطر فأمامي منظر غائب وليس واضح والممتع أن تكتشف ما وراء اللون الأسود وكأنك المطر الذي ينظف كل شيء وراءه، وأما ما أحبه أكثر فهو كل شيء له منعة فمن اللون الأبيض يخرج عمل لأيقونة فهو متعة ومتعة أخرى عندما ترمم أيقونة وتعيد لها قيمتها التاريخية والكنسية هو أمر مميز جدا ومراقبتي لعمل الأب اسبيريدون أصبحت اعرف ما هو المطلوب وما هي الأمور المستوجبة.