المساحات الصغيرة
- نوفمبر 18, 2010
- 0
فيما يتكوم الناس في المدن الكبيرة في شقق بمساحات صغيرة أحياناً
تبدو الحاجة ملحة أكثر لفضاءات معيشة أرحب… من اقتراح المهندس أسامة شريبا
ويقترح علينا المهندس أسامة شريبا هذا الموضوع المفيد خاصة في أيامنا هذه
المساحات الصغيرة
فيما يتكوم الناس في المدن الكبيرة في شقق بمساحات صغيرة أحياناً
تبدو الحاجة ملحة أكثر لفضاءات معيشة أرحب، تنتظم داخلها حياتهم
براحة ورفاهية. مع العلم أنه ليس من المؤكد أن تكون المساحات الصغيرة أقلّ جاذبية من المساحات الكبيرة. فالضيق والاتساع مفهومان يخضعان في الأساس
لعملية ا لتنظيم و ا لتنسيق، و ليس بالضرورة التفكير في أن المساحات
الصغيرة غير قابلة لذلك. فتنسيق المساحة صغيرة كانت أم كبيرة يتطلب
تفكيراً وتخطيطاً مكانياً لإعطائها بعداً جميلاً وتأثيراً حميماً.
من الممكن توسيع فضاء ما بإحداث بعض التغييرات الجذرية في المساحة
الداخلية وذلك بهدم بعض الجدران الفاصلة للسماح للنور بالدخول الى المكان
مع استخدام المواد والألوان والأثاث المناسبة من أجل توفير تأثير بصري
يكتسب أهمية أكبر في المساحات الصغيرة
ربما يرى البعض في ذلك الكثير من الصعوبة وتبدو له الحلول بعيدة المنال، ولكن الزخرفة الداخلية أوجدت العديد منها، عبر معالجة المساحة بأساليب مختلفة من التنسيق للإستفادة والى أبعد حدود من كل سنتيمتر، محولة في بعض الأحيان العيوب الهندسية الموجودة الى ميزة خاصة وربما حلّ لبعض المشاكل الجمالية
والمهم أنها حلول غير مكلفة، لإيجاد شعور بإتساع المكان أو الحدّ من إنفلات بعض أركانه، بأسلوب منطقي جميل وعملي.
فمن الممكن توسيع فضاء ما بإحداث بعض التغييرات الجذرية في المساحة الداخلية، وذلك بهدم بعض الجدران الفاصلة للسماح للنور بالدخول الى المكان مع استخدام المواد والألوان والأثاث المناسبة، من أجل توفير تأثير بصري يكتسب أهمية أكبر في المساحات الصغيرة. غير أن المسألة الأساسية تبقى في تحقيق أقصى درجات لراحة والعملية، وأيضاً لا بد من الأخذ بالحسبان مسألة التكاليف التي قد تبدو واحدة من العقبات التي تواجه
إجراء تغييرات جذرية، وتتعقد المسألة أكثر حين تبرز بعض العقبات القانونية أيضاً.
لذا لا بد من البحث عن الحلول المنشودة في إطار التقديمات التي تطرحها عناصر الزخرفة الداخلية
وفي مقدمتها تأتي الحواجز المتحركة. فهذه تقدم من ناحية خيارات عديدة، من حيث الأشكال والألوان
والمواد وأيضاً الأسعار. ومن ناحية ثانية توفر الكثير من الوقت وتؤمن النتائج المرجوة.
ومثل هذه الحواجز، يمكن أن تؤمن تنظيماً جديداً للمساحة، وتحقق التوازن المطلوب بين الفضاء
الهندسي وقطع الأثاث المرغوبة.وهي بالإضافة الى دورها الوظيفي، تلعب دوراً جمالياً لا يمكن إهماله.
من الميزات التي توفرها هذه الحواجز، أنها تبقي التأثير البصري باتساع المساحة، حيث أنها في الغالب تكون متوسطة الارتفاع، مما يسمح للضوء بالدخول دون أي عوائق. وهي بالتأكيد تشكل حدوداً فاصلة بين مساحة وأخرى أو ركن وركن آخر، ولكنها ليست مثل الجدران على أية حال. ومن المميزات الأخرى لهذه الحواجز، أنها متحركة، وهي من هذا المنظور طيعة، تسمح أولاً بإعادة ترتيب المساحة وبشكل شبه دوري، وخاصة للذين يحبون التغيير الدائم، ومن جهة ثانية تمكن من إستثمار باقي المساحات في حال الضرورات الموقتة مثل مناسبات الاستقبال أو الأعياد. وفي بداية ظهورها. كانت هذه الحواجز تنحصر في شكل برفانات يقتصر حضورها على غرف النوم.
ثم توسع استخدامها لتدخل الصالونات. ولكنها في جميع مراحلها السابقة كانت تعتبر كقطعة زخرفية الهدف الأول منها إضافة لمسات جمالية إلى المكان، من دون التعامل معها كقطعة لها وظائف وأدوار. ومع تنوع أساليب الديكور وطرزه، وتغير أنماط الحياة، ودخول عناصر جديدة وكثيرة على مفهوم الزخرفة الداخلية، وأيضاً متطلبات الحياة المعاصرة، إنضمت هذه البرافانات الى قافلة المبتكرات الحديثة للحواجز المتحركة وأصبحت تشكّل حلولاً جمالية ووظيفية لمشاكل المساحة وقيود الأمكنة… ولعلّ التعامل معها على هذا الأساس، أتاح لمخيلة المصصمين إبتكار نماذج رائعة تلبّي كل الأذواق، وتستجيب لكل المتطلبات والرغبات، وتجعل من المكان الواحد قابلاً لصيغ متعدّدة من دون أن تفقده خصائصه الأصلية.
والنجاح في كل ذلك يكمن في التوفيق بين الأحجام وتحقيق التوازن بين كتل الفراغ والكتل الممتلئة، الأحجام الثقيلة والخفيفة، بين لعبة التماثل أو عدمه، وهذا فن أساسي. وعندها يمكن ترك تلك الحواجز المتحركة تلعب دورها الزخرفي بأناقة وفاعلية.