المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية بكفر قرع بفلسطين
- نوفمبر 29, 2013
- 0
المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية بكفر قرع بفلسطين، السبت 16 نوفمبر / تشرين الأول 2013،
سعيد العفاسي:
المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية بكفر قرع بفلسطين
" الفن والمجتمع "
* الفن وطن كبير للإنسانية.
* الفن هو الوعي بتطور الحواس الإنسانية.
* الخبرة مقياس دقيق لمعرفة أصالة الأثر الفني عند المجتمع.
* ليست الصدفة هي التي جمعت الناس من مختلف الأعمار والمشارب المجتمعية معا في الفن، بل اجتمع الناس لأن بعضهم يرغب في أن يشاركه الفنانون تجاربهم.
* المجتمع يتطلع لإبداعات الفنان لكي يستشرف منها مستقبله .
* الفنان ينقل نبض المجتمع ويضيء طريق الغد بإبتكاراته.
************************************
سعيد العفاسي / فنان وناقد تشكيلي.
بفيض من الحب والرغبة في التواصل بالفن ومن خلال الفن، لإنعاش ما تذوبه الحياة اليومية بفعل القلق والمناكفة، نسج لنا مطعم ومنتدى حكاية وعين الغربال، يوم السبت 16 نوفمبر / تشرين الأول 2013، المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية بكفر قرع، وازدانت رحاب المعرض بورشات فنية وتقنية لفائدة الأطفال وحلقات فكرية، وجلسات هنا وهناك، تنوعت فيها المقاصد والمآخذ، وكانت لغة الفن هي الوسيلة الأصلح التي عبدت الطريق لمرور مواكب الملكات والأفكار الإبداعية، بنسيج موضون من الشرائح المجتمع التي جاءت لكي تنير المكان، وتنعش الذاكرة بإنتاجات فكرية وفنية للنخبة الفنية العارضة، وحيث كانت ساعات من الفرح الممزوج بالغبطة والبحث عن مضامين الفن بين اللوحات المعروضة، وهي تنبش في معارفنا ماهية الفن، وماهية المجتمع، في محاولة جادة لنشر معارف جديدة ولغات قمينة بتجديد الثقة في الفن والفنان.
كان لقاؤنا بحكاية، وقد جئناها عبر عين الغربال، نضيء ونستضيء، ننخل وننتخل، لنتذوق الفن بأقصى درجات الصفر في الكتابة التي تحدث عنها " رولان بارت"، حيث إلتأم شملنا بين لوحات 33 فنانا تشكيليا : ضياء الحموي و لبنى ياسين / سورية، محمد الحاج ومحمد نصر الله / غزة، ساهر كعبي / رام الله ، جلال عريقات / الأردن، سعيد العفاسي / المغرب، جمال حسن / جولس، أحمد كنعان وخليل ريان / طمرة ، رانية عقل و حنان مصالحة / كفر قرع، بثينة ملحم و هدى جمال / عرعرة، ختام يونس / عارة، أحلام الفقيه / القدس، نهاد ضبيط / الرملة ، سلمان ملا / يركا ، حكمت خريس و حسن طوافرة / المغار، مارون إلياس / الجش ، كريم ابو شقرا وفيروز محاميد / أم الفحم ، فارس حمدان و رضوان منصور/ عسفيا ، ختام هيبة / ابوسنان، كمال ملحم وأسامة ملحم / كفر ياسيف، سمر بدران / البعنة ، لندا طه / جلجولية ، ديانا صالح / مجدل شمس، وديع العوضي / جت، ناطور ناطور / دالية الكرمل. كل واحد منهم يحمل قضية فكرية أو تقنية أو فنية أو لونية، هدفه الاساس هو التنبيه إلى ضرورة العودة لعالم الفن، وامتزج الرسم بالتشكيل والتركيب والنحت والتصوير الضوئي، وبحضور ثلة فكرية وفنية وثقافية وسياسية، أثثت فضاءات حكاية، بنقاشاتها حول وبين الأعمال، التي تمد نوافذها طلبا للقراءة والتزود بفنها المتدفق فكرا.
وقد انتظمت ندوة فكرية، في الساعة الرابعة عشية، اختير لها عنوانا دالا وشفيفا " الفن والمجتمع" وساهم في مناقشة الموضوع كل من الدكتور محمود ابو فنة والشاعر ابراهيم ابو مالك والكاتب اسامة ملحم، وترأسها الفنان والناقد التشكيلي سعيد العفاسي، حيث ناقشت جملة من القضايا المرتبطة بموضوع الندوة كل حسب زاوية نظره، ودربته في الحياة الفنية ومشربه الفكري، مستحضرين كل التجارب الفنية من الإشراقات الأولى للكون، مرورا بعصر أفلاطون والعصر الجاهلي والعصر الإسلامي وعصر النهضة والتنوير، والعصر الحالي مع إعطاء بعض الامثلة عن فنانين ساقوا مجتمعاتهم نحو التميز والرقي، ويمكن أن نلخص محاور الندوة بتوسع بقولنا : إن الفن الذي ينبع من المجتمع، يجب تصويره عن طريق الخبرات الحياتية المجربة، لعرض الظواهر المجتمعية والقضايا والحالات الاجتماعية، قصد السمو بتلك الاشكاليات إلى إبداعات فنية جمالية، يصور تلك اللحظات و الأحداث النادرة ليستنبط جوهرها الذي خفي عن الجمهور، ان حضور الفنان في المجتمع يكون مقرونا بمقدار إنتاجه و مدى تأثره و مشاركته و فعاليته و تأثيره، فالفن عند الفيلسوف الألماني “بومجارتن ” محاكاة للطبيعة، حيث نجده قد وحد علم الجمال و علم المنطق في مصطلح واحد هو علم المعرفة، وهذا الكل يتوحد عن طريق الفنان من خلال موضوع متماسك هو ثورة العرض الفني في تجميع الوحدات العاطفية و الصورية و القيمة الجمالية للعمل الفني التي تتناسب مع الحيوية الحدسية للصفة المنصهرة للتجربة التي تبعثها، والمشاركة الوجدانية لا تجعلنا نشعر بالآخرين فحسب بل تجعلنا نهتم بالمحاكاة، لأنها طبيعية بالنسبة لنا وهذا قائم في أساس فن التصوير الضوئي و النحت و الشعر والرسم والتشكيل، أضف إلى ذلك ان الغموض هو خاصية الأعمال الفنية و جهلنا بالأشياء هو الذي يسبب إعجابنا و يثير انفعالاتنا بحثا عن المعرفة.
في المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية بكفر قرع، تصارعت الآراء والتقنيات والمضامين الفنية والرسائل المشفرة والاساليب المختلفة، فأرخت حبل بصماتها في المضامين و الأساليب الفكرية للمتلقي، الذي جاء بحثا عن جواب شاف لأسئلة بصرية وفكرية معرفية، وكان وراء كل صراع خواطر إنسانية مشرقة، تسمو بالإنسان إلى مدارك الفهم والإفهام، تسميات شتى تآلفت في عالم الفن التشكيلي ابتدعها النقاد و مؤرخو الفن و الأدباء و الصحفيون فكان منها الساخر و كان منه الجاد، فإذا بها تصبح عناوين لمذاهب فنية مختلفة احتلت مراحل طويلة من تاريخ الفن و بعض تلك التسميات العرضية، أخذت لها مكانا في تأريخ الفن و رصيدا عند النقاد، و أما التسميات الجادة و المدروسة، فإنها ظلت بعيدة عن الدقة و الموضوعية ، ولكنها تآلفت بمنطقها الخاص الخارج عن ظروف الزمان و المكان فأصبحت رموزا غامضة، ثم ان تاريخ الفن في حيرة من أمر تلك التسميات فكثير ما ينتقل بالفنان من مذهب إلى مذهب دون مبرر، كل هذا الصراع المقصود أو غير المقصود أنعش عن قصد أو بقصد مدروس ونية محسوبة في تنمية الوعي لدى المجتمع، الوعي الكفيل برصد نواقص المجتمع، وتجميعها بطريقة فنية، لتحفيز همم الناس وتطوير ملكاتهم العقلية لفهم سبل الفن وطرائقه الناجعة أبدا.
ليست الصدفة هي التي جمعت الناس من مختلف الأعمار والمشارب المجتمعية معا في الفن، بل اجتمع الناس لأن بعضهم يرغب في أن يشاركه الفنانون تجاربهم، و البعض يجد من المستحيل أن يقف مكانه، ولهذا يرغب في التقدم لتطوير طبيعته، فطاقاتهم الداخلية تتطور و تواصل نموها و تبحث عن أساليب جديدة تعبر من خلالها عن ذاتها في أعمال إبداعية، و الأسلوب هو الطريقة المميزة للتعبير، بحيث يتميز الفنان بطابع خاص في انتقاء الرسم و اللون و طريقة البناء و نحت الصور الجديدة بحيث يكون الإنسان هو الأسلوب، ويكون المجتمع هو الفن بكل أبعاده، وبجانب هذا يكون لكل عصر أسلوب خاص في الفنون، و تنقسم الأساليب و تصنف حسب العصر، كأن يكون " ميتافيزيقيا " أو "اوغسطنيا" أو حسب المؤلفين الأفراد كالأسلوب "الشوسري" او " الملتوني"، أو حسب الأسلوب المنخفض أو البسيط أو حسب اللغة مثل الأسلوب العلمي أو التوضيحي أو الشاعري أو الانفعالي أو الصحفي ، و يعتمد الأسلوب على انتقاء بعض الملامح . و الأسلوبية علم تحليلي يهدف الى أن يغطي بالدراسة كل جوانب اللغة ، و علم السيمائية الذي يهدف الى إرساء علم الأسلوب وهو يهدف أيضا الى الإبحار في النص الأدبي من خلال اللغة لسبر أغواره، و الأسلوبية تدرس الأنموذج الخاص الذي تصاغ فيه اللغة، اللغة التي تتوحد فيها المجتمعات، في انتظار التلاحم والانصهار تحت راية الإنسانية النقية في أسلوبها وبهاء روحها المتطلعة بالفن إلى سماوات الرقي .
ولكن كيف نتمكن من أن نلاحظ هذا كله في كل لحظات حياتنا ؟ وكيف نستطيع أن نقنع المجتمع الذواق بضرورة الفن ؟ فالذوق رغم أنه فردي و يتم في لمحة الحدس إلا أن فلاسفة الجمال يحاول اغلبهم التوصل إلى ما ينطوي عليه من حكم جمالي له طابع كلي، حيث يرى الفيلسوف "هردر" ان الذوق الفني يكشف معنى التاريخ ويرى " دوفرين" انه يتجاوز الذاتية و أنه حركة نحو النمو بالعمل الفني و الانفتاح عليه ، و يجعل " شيلر" مصدر التضامن الاجتماعي ، فهو وحده الذي يحدث التناغم و نعني بالتناغم تآلف عناصر العمل الفني و ترابطه في كل موحد على أساس الوحدة العضوية، ويؤكد " امبيدوكليس" أن هناك قوتين تعملان في عناصر الماء و التراب و النار و الهواء هما الحب و الكراهية.
الحب مبدأ التناغم و الكراهية مبدأ التفكك ، و الكون بالحب أشبه بفنان ينتقي العناصر و يمزجها معا . وقال "هيرقليطس" ان التناغم قائم على التوتر مثل القوس و السهم و هو نوعان ظاهري و خفي و العقل يساهم في إحداث يقظة الإنسان فيزداد تناغما على عكس النائم الذي يؤمن باللاعقل ويعتمد على الإحساس فيفكك الناس ، ويعد” ارسطو” أن التناغم غريزة الإنسان وهو عين نسيج النفس الإنسانية و اعتبر في القرون الوسطى ذروة الفيض الإنساني، وفي حالة انسجام هذا التناغم القويم بين الفن والمجتمع تكون قد مهدت لفكرة التوحد والإصلاح والجمال بكل مقاصده .
فالمجتمع يؤسس التناغم في الفرد بالفن ، و الجمال يصنع من الفرد إنسانا كليا و تواصل الجمال يوحد المجتمع و هو الذي يسدل الستار على الفجاجة الفيزيائية .ويرجعه " سولزر" إلى ملكة مختلفة عن العقل و الأخلاق و ان كانت مرتبطة بهما من خلال القيمة الخلقية للجمال، ونجد أن " ألان" يرى بأنه محاولة تسمو بالمتأمل إلى المستوى الجمالي الذي يدرك العنصر الكلي فيما هو بشري، ويؤكد " أفلاطون " أنه يتم بالإلهام، و هناك حلقة متصلة من التذوق ، ويجمل " روسو " أن الذوق هو ذوق أكبر عدد من الناس و هو يقتضي تجميع العوامل الفيزيائية و النفسية و الخلقية و هو مستحيل بدون حكم ناجح، أما " كانط " فيرى أن الذوق عنده ليس حكم وجدان ولكنه وجدان حكم، و هو الملكة التي نحكم بها على موضوع ما، أو أسلوب ما عن طريق الشعور بالارتياح أو عدمه دون أن يكون للمصلحة أي دخل في هذا الحكم فهو ملكة الحكم على كل ما من شأنه أن يجعل شعورنا الخالص قابلا للمشاركة من جانب الآخرين بصورة كلية عامة دون تدخل أي مفهوم من المفاهيم العقلية ، و وظيفته عملية اجتماعية لأنه يسمح لنا بأن ننقل إلى الآخرين عواطفنا الخاصة.
كما انفتح المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية، على عالم الطفل، الذي هو عماد المستقبل، وتم تخصيص خمس ورشات فنية وتقنية، يتعلق الأمر بورشة فن الشعر من تأطير الشاعر ابراهيم مالك و مسلم محاميد و أحمد فوزي، ورشة فن الخط من تأطير الفنان حسن خضر ، ورشة فن الرسم من تأطير الفنانتان فيروز محاميد و بثينة ملحم ، ورشة فن التركيب من تأطير الفنان نهاد ضبيط ، ورشة فن التشكيل من تأطير الفنانتان انتصار ابو زيد وديانا صالح، حيث عمل كل مؤطر على احتضان الأطفال المشاركين في هذه الورشات من أجل تلقينهم مبادئ العمل الفني وتقديم بعض الشروحات اللازمة لإنضاج فكرة العمل الفني عند الطفل، وتنبيههم إلى بعض اسس التي هم في حاجة ماسة إليها من أجل التربية على قيم الفن الذي يهذب النفس وقوم الفكر ويقود عقل الطفل نحو تقدم في مساره الدراسي والحياتي، وبهذا نكون قد ربحنا بالفن مستقبلا مشتركا نتعايش في المشترك وندبر الاختلاف بالفن داخل المجتمع، والبحث عن المبدأ الجمالي والمسافة الجمالية المعرفية التي تحدث عنها " كانط" في كتابه "نقد ملكة الحكم" والمتربطة بالانطباعات الذوقية التلقائية ، فالذوق يرهف مع السنين لدى الفنانين، و يزداد سرورنا بالأثار الفنية التي بلغت الى نقاوة الصورة، فيصبح الفنان أقل رضى بما يعمل، و يصبح المشاهد أقسى حكما على ما يتذوق ، ولكنه إذا اعجب بعمل فني كان إعجابه عميقا و كانت حماسته عظيمة ، الخبرة الفنية هي المعرفة التي يحصل الفنان عليها نتيجة تجاربه في حقل الفن و احتكاكه المباشر بالمجتمع العام و بمجتمع الفنانين الخاص و دراسته لروائع الفن و بحوثه لمراحل الفنون.
إن الخبرة مقياس دقيق لمعرفة أصالة الأثر الفني عند المجتمع، فهو يتيح لنا التفريق بين الروائع الفنية وبين الآثار الفنية المقلدة و المزورة و تعطي التمييز بين نتاج الفنانين الأصلي ونتاج مقلد له ، في عصر خلفت أزمانه المادية مزورين بارعين ، فأسلوب الفنان المبدع هو مسحة فنية لا يمحى أثرها حتى لو حاول الفنان التخلص منها و مهما طرق الفنان مواضيع متباينة فان الملامح تبقى نابضة يدركها المتذوق الخبير من نظرة عابرة و يلتمسها المجتمع الواعي خاصة إذا كان على دراية بين التقنيات وبين الأسلوب ، فالتقنيات مهارة أدائية إبداعية، بينما الأسلوب مهارة أدائية ، والفن هو التعبير عن المستحيل الممكن ، لا الممكن المستحيل ، و المستحيل المقنع أفضل من الممكن الذي لا يقنع، فرغم وجود أيدولوجيات لنزعات فنية مثل "الفن الضد " نوع من الفن يهاجم كل الأشكال التقليدية في الفنون بل و حتى مفهوم الفن نفسه ، و "الفن للفن " التي تؤمن بأن العمل الفني قيمة ذاتية دون هدف أخلاقي أو تعليمي ، و الفن يخفي الفن أتى هذا التعبير في اللغة اللاتينية أي أن خير الفنون هو الذي يبدو تلقائيا رغم أنه نتاج جهد شاق من جانب الفنان و يسير مع هذا أن الكتابة الشاقة تفضي إلى القراءة السهلة و على هذا تكون الفكرة ذائبة في العمل الفني ، إن الواقعية هي الرؤية المتقدمة في كل عصر داخل الفن، أن الفن يربي الحواس من خلال الواقع محولا المجهول إلى معلوم و زيادة الوعي و الفن هو شكل متخصص من العمل الإبداعي و تاريخ الفنون هو سجل للمراحل المتعاقبة وبه يستكشف الناس العالم الخارجي و اكتشاف صفاتهم و قدراتهم كبشر، و الفن يحاول أن يكشف العالم الداخلي على نحو متطابق مع العالم الخارجي، و الجمال هو الوعي بتطور الحواس الإنسانية التي تطورت استجابة لتقدم اكتشاف غنى العالم الخارجي ، و الانفعال الجمالي و إدراك الجمال هما الوعي الفرح بالقفزة الشديدة للقوة الإنسانية . ولما كان شأن الفنان بصنع الصور، فينبغي عليه بالضرورة أن يتخذ دائما إحدى طرق المحاكاة الثلاثة فهو يصور الأشياء كما كانت او كما هي ، او كما يصفها الناس و تبدو عليه او كما يجب أن تكون، حتى يقدم للمجتمع خلاصة خبراته الفنية والتقنية من خلال فنه، حتى يتلمس فيها المجتمع طريقه نحو التغيير والتجديد في الحياة، لأن مجتمع بلا فن هو مجتمع أكتع، وفنان بدون مجتمع ليس فنانا.
إن الفعاليات الثقافية والفنية والمجتمعية التي حجت إلى منتدى حكاية، لمواكبة اشغال المعرض وبرنامجه الفني، والذي اختير بعناية فائقة لكي ينسجم وفق كل التطلعات، وحتى يكون فيه إفادة لكل المشارب المجتمعية كل حسب ذوقه وهوايته، ومبتغاه، جاءت لكي تبرهن عن تشبثها بالفنانين وبمساعيهم التي تبغي الكشف عن اساليب وطموحات منبثقة من نبض المجتمع نفسه، ومن معيشه اليومي، لكي تتعمق هذه العلاقة الجدلية، الفن / المجتمع، وتصبح ضرورة ملحة وضامنة لوحدة المجتمع مهما تفرقت السبل، وتعددت المسالك، صحيح أن المجتمعات اصبحت منسوبة لحدود وبقعة وجهة معينة، لكن الفن يبقى دائما وطنا كبيرا للإنسانية، لا حدود له، ولا راية له.