الملاكمة نموذجا للتنمية البشرية بقلم ربيع الإدريسي
- يوليو 25, 2012
- 0
ربيع الإدريسي: هناك سوء فهم كبير في الّدول العربية للتنمية البشرية لأن العرب عموما يهتمّون بالمظاهر و ينسون الأساس
أعزاءنا رواد عالم نوح، ونحن نقترب من افتتاح اولمباد لندن 27-7-2012، تأتي هذه المقالة الشيقة من صديقنا الفنان والرياضي ربيع الإدريسي داقة ناقوس الخطر على مستقبل الرياضية العربية مشرقاً مغرباً بلا استثناء ولعلها تكون دليلا لمسؤولينا الرياضيين من أجل مستقبل أفضل للرياضة والرياضيين في عالمنا العربي هذا. وكان قد قدم هذه الدراسة مساهمة منه في ترشيد رياضة الملاكمة في المغرب.
بحث للجامعة الملكية المغربية للملاكمة
ربيع الإدريسي
حكماً عالمياً و ممارس سابق لرياضة الملاكمة ومهتم بمجال التنمية البشرية.
الرياضة و التنمية البشرية
الملاكمة نموذجا
ربيع الادريسي
الموضوع : مشروع تنموي لصالح أسرة الملاكمة
الهدف : رفع الراية ( المغربية ) في المحافل الدولية بشكل مستمر ومتزايد .
1) لماذا ينبغي أن نوظف علم التنمية البشرية في الملاكمة ؟
2) كيف يمكن أن تستفيد أسرة الملاكمة من علم التنمية البشرية ؟
تعريف رياضة الملاكمة في إطار التنمية البشرية :
من خلال تأمّلي للّقاءات الدّولية من مختلف جوانبها استنتجت أنّ الملاكمة هي استعراض قدرات الدّولة الثقافية و الأخلاقية و الاقتصادية والسياسية و الإستراتيجية ؛ … في شخص ملاكم .تعليل التّعريف :
الدّول المتقدّمة تحقّق نتائج متقدّمة في الملتقيات الدّولية ؛ بحيث تحصد ميداليات ذهبية أكثر من الدّول النامية و الدّول النامية تكون نتائجها أفضل من الدّول السائرة في طريق النّمو وهذه الأخيرة تكون نتائجها أفضل من المتخلّفة .
ملاحظة : هناك استثناءات قليلة جدا جدا يحدث فيها العكس، لكن هناك تفسير منطقي لهذا الاستثناء بحيث يؤكّد القاعدة التي استنتجت من قبل وهي أنّ
ـ الدّول المتقدّمة تكون نتائجها أفضل من نتائج الدّول المتخلّفة
تذكير : أين يكمن الفرق بين الدّول المتقدّمة وغير ذلك ؟
مستوى التعليم ؛ الدّخل الفردي ؛ الإنتاج ، الوضع السياسي ..
مستوى التعليم : يكون عالي بالنّسبة لغالبية سكّان الدّول المتقدّمة ويقلّ تدريجيا إلى أن ينعدم التّعليم عند غالبية السّكان بالنّسبة للدّول المتخلفة .
الدّخل الفردي : يكون مرتفع بحيث يمكن للدّخل الفردي بالدّول المتقدّمة أن يضاعف الدّخل الفردي بالنسبة للدّول المتخلفة من عشر مرات إلى أكثر من مئة مرة .
الإنتاج : عندما يرتفع الدّخل الفردي يكون رواج تجاري كبير والرواج التّجاري يعني انتعاش القطاع الفلاحي و الصناعي وقطاع التّعليم ( فرص شغل كبيرة ) ؛
الوضع السياسي : مستقر لأن الحكم يتداول بشكل سلمي عن طريق الانتخابات الدّيمقراطية .
مثال : الدّول التي تعاني من الحروب الأهلية غالبا ما تنعدم مشاركتها أو تقل في الملتقيات الدّولية و نتائجها تكون منعدمة إلى ضعيفة .
استنتاج أولي : الوضع العام للدّولة يتمظهر في شعوبها .
هذا التحليل الذي سبق هو عام أي يخص الدّولة في شموليتها وبالانتقال من العام إلى الخاص فإننا سنجد كل قطاع ( التّعليم؛ الصّناعة؛ الفلاحة؛ الصحّة؛ التّجارة؛ …) في الدّول المتقدّمة أفضل من القطاع المماثل له في الدّول المتخلّفة .
وهذا هو الذي يفسّر تفوّق دولة على أخرى في الملتقيات الدّولية ، لأن الرياضة منتوج ثقافي مرتبط بالتّعليم و الصّحة و الاقتصاد والوضعية السياسية ..
من خلال ما سبق فإن الريّاضة عموما قطاع يتفاعل مع القّطاعات الأخرى فيكون التأثير متبادلا .
أن تنتقل الدّولة المغربية من دولة سائرة في طريق النّمو إلى دولة متقدّمة يتطلّب وقتا وجهدا طويلين وتخطيطا دقيقا. وهذا إذا انخرطت جميع القطاعات في تحريك عجلة النمو التي بدأها المغرب .
ولكن هل توجد وسيلة أو خطة يمكن أن تجعل وضع الملاكمة في المغرب هو الأفضل، و أن تحقق الملاكمة تواجدا قويا منافسا للدّول المتقدمة ؟؟
هذا المشروع هو خطة استراتيجية لجعل الملاكمة المغربية تحقق تواجدا قويا في الملتقيات الدّولية .سأقدّم المشروع بالقرائن تفسيرا و استأناسا :
مستوى التعليم في الدول المتقدّمة: مستوى التعليم بالدّول المتقدّمة يكون عاليا فمن البديهي أن يكون مستوى التّعليم بالنّسبة لأسرة الملاكمة عال .
التعليم في الجامعة الملكية المغربية للملاكمة :
معلومة مهمّة: ما بين ( 50% ) إلى (70%) من المغاربة أمّيين، إضافة إلى أنّ هناك هدر مدرسي بحيث يغادر عدد كبير مواقعهم في المدرسة قبل مستوى الإعدادي والثانوي .
الجاهل عدو نفسه عدواني مع غيره لأنّه دائم الشعور بالغرابة .
وعليه يجب الاهتمام بالمستوى الدّراسي لكل فرد من أفراد أسرة الملاكمة في المغرب وذلك بوضع مشروع لتنمية القدرات المعرفية .
ابتداءً من القضاء على الأمية مرورا بتشجيع من هم دون الثانوي إلى الحصول على شهادة الباكالوريا وصولا إلى إدماج الحاصلين على الباكالوريا في الجامعات و تشجيعهم على التخصّص في علوم تستفيد منها الجامعة في الحاضر والمستقبل مثل :
اللغات الحية : من أجل ترجمة أهم و أحدث الكتب والأخبار المتعلّقة بالملاكمة و التواصل ،..
التاريخ : من أجل أن يكون كل فرد من أسرة الملاكمة قادر على التعريف ببلده خلال التواصل مع أفراد الدّول الأخرى .
الاقتصاد : من أجل أن يكون للجامعة أفراد لهم قدرة استثمارية للموارد المالية سواء فرادى أو جماعات .
ملاحظة : كل علم له فائدة يمكن أن يستفيد منها أفراد أسرة الملاكمة . وسيتم التفصيل في هذا الشأن لاحقا .
الدخل الفردي في الدّول المتقدّمة : الدّخل الفردي يكون مرتفعا جدا مما يجعل القدرة الإستهلاكية مرتفعة .
هذا يعني أفراد أسرة الملاكمة في الدّول المتقدّمة يستطيعون تحقيق أهدافهم بسهولة و بسرعة كبيرين .
الدّخل الفردي في الجامعة الملكية المغربية للملاكمة :
معلومة مهمّة : حوالي ( 90%) من المغاربة فقراء، والفقر أكبر عدو للبشر و حيثما انتشر الفقر انتشر الكفر ( الكفر بالله وبالوطن و بالملك) لأنّ الفقير أعمى القلب مغلّف العقل، و يكون الفقر أخطر إذا اتّحد مع الجهل .
والمعروف أنّ الملاكمة لا تستهوي أبناء أغنياء المغاربة .
وعليه فعلى الجامعة أن تجعل من أولوياتها رفع الدّخل الفردي لطاقمها .
وفي هذا الصدد أجد أنّ الجامعة قطعت أشواطا مشرّفة بهذا الخصوص بحث تعددت الموارد المادّية و ارتفع رأسمالها إلى مستوى لم تصله من قبل، وهذا عاد بالنّفع على عدد مهم من أفراد أسرة الملاكمة، كما أنّ إدماج عدد من الملاكمين في سوق الشغل حسّن من وضعيتهم المادية وهذا بالضبط ما أقصد به تنمية الدّخل الفردي لأفراد أسرة الملاكمة .
إلا أنّه لا ينبغي أن يقتصر على الملاكمين فقط بل ينبغي أن يشمل مدربيهم الذين أنفقوا وقتا وجهدا كبيرين ، ثمّ يتّسع تدريجيا من أجل تنمية الدّخل الفردي لكل أفراد أسرة الملاكمة على أن تعطى الأولوية للأقل دخلا و الأكثر عطاءا و الأقدم انضماما إلى أسرة الملاكمة .
الإنتاج في الدول المتقدّمة : القدرة الاستهلاكية للفرد في الدّول المتقدّمة ممّا يخلق رواج تجاري كبير يحرك الصناعة و الفلاحة والملاحة و المواصالات،..و يقضي على البطالة فالفقر . وهذا يعني أنّ الفرد النّامي يحقّق أحلامه بسهولة و في وقت قياسي .
الإنتاج و الجامعة الملكية المغربية للملاكمة :
معلومة مهمة : المواطن المغربي يصنّف ضمن الشّعوب الأقل إنتاجا في العالم و السّبب ( الفقر و الجهل ) وهذا يعني قلة في المنتوج الاقتصادي بسبب الفقر و قلّة في المنتوج العلمي بسبب الجهل .
وعليه فإنّ الجامعة الملكية المغربية للملاكمة إذا استطاعت تنمية المستوى المعرفي و كذا الدّخل الفردي لأفراد الأسرة بشكل منافس للدّول المتقدّمة أي أننا سنصنع فردا منتجا .فما هو المنتوج الذي سيحقّقه أفراد أسرة الملاكمة ؟؟
الملاكمين : الفوز بميداليات ذهبية و فضية في الملتقيات العالمية .
المدرّبين : صناعة ملاكمين أقوياء وأذكياء قادرين على الفوز بالميداليات الذهبية .
الحكّام : حماية الملاكمين و تطبيق القانون الدولي للملاكمة بصرامة مطلقة من أجل تدريب الملاكمين على الفوز في النّزالات العالمية .
الأطبّاء : الاجتهاد أكثر في تشخيص الملاكمين و إعداد وصفات لوجبات ذكية بانية للجسم مفيدة للعقل و كذا وضع برامج رجيم صحية لأن عدد كبير يحافظ على وزنه على حساب لياقته البدنية،..
الإداريين : وضع مخطّطات استراتيجية بعيدة المدى من 20 سنة إلى 50 سنة فما فوق .ملاحظة : يمكن التفصيل لاحقا في كل تخصّص على حدى فيما يمكن أن يحقّقه للجامعة في ضل التنمية البشرية .
تحليل عام :هناك سوء فهم كبير في الّدول العربية للتنمية البشرية لأن العرب عموما يهتمّون بالمظاهر و ينسون الأساس فمثلا دول الخليج رغم توفّرهم على قوّة مالية كبيرة ورغم تشييدهم لبنايات ضخمة شبيهة بالتي في الدّول المتقّدمة فإنها لا تصنّف ضمن الدول المتقدّمة و السبب هو الأمية أي أنّ العقول الخليجية ليست هي التي شيّدت تلك المباني و إنّما العقول الغربية و هذا ما أسمّيه بالتنمية الحجرية لأنّه أعطيت الأولويات للحجر وأهمل البشر: ونحن كذلك في المغرب ـ ربّما بشكل أخف ـ لم نسلم من التنمية الحجرية و السبب راجع إلى سوء فهم شريحة كبيرة من المسؤولين من المجتمع المغربي لمفهوم التنمية البشرية كما طرحه صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيّده ؛ فحرص جلالته على الوقوف على إتمام المشارع الكبرى و حتّى الصّغرى ومتابعة كل مراحل إنجازها راجع إلى لسبب واحد هو أنّ عدد كبير جدا من المشاريع أطلقت من زمن كبير لكن لم تتحقّق بسبب جشع المسؤولين آن ذاك و غياب المحاسبة .
اليوم المغرب ينطلق بفضل الإرادة السامية و دعم جلالته لجميع المبادرات وعلينا جميعا أن ننطلق؛ ولكن كيف ..؟
مثلا بالنّسبة للجامعة الملكية المغربية للملاكمة أصبحت تتوفر على معدّات لوجيستيكية وقاعات ريّاضيّة مجّهّزة نسبيا ووسائل تقنية متطوّرة لكن كلّ ما ذكرناه ما هو إلا وسائل للتّنميّة البشريّة وليس تنميّة بشريّة؛ لأنّ التّنميّة البشريّة من معانيها أنّنا ننمّي البشر معرفيا و اقتصاديا ، ..أي أنّنا نصنع إنسانا منتجا و ليس عالة على الدّولة .
ملاحظة : الفقر و الجهل يجرّ الهزائم و القضاء عليهما يعني الإنضمام للدّول المتقدّمة .
و النّجاح في القضاء على الفقر والجهل في الجامعة يعني النّجاح في رفع راية المغرب عاليا في المحافل الدولية .
هذا النجاح من شأنه أن يعزّز حظوظ المغرب في تنظيم ملتقيات دولية تجلب السّيّاحة و العملة الصعبة وتخلق فرصا للشغل تعود بالنّفع العام على جميع المغاربة وذلك من بتنمية الدّخل الفردي لجميع المغاربة .خطوات عملية لتنزيل المشروع :الهدف الوسيلة أو الشركاء وحدة القياس
التنمية المعرفية مدارس القطاع العام و الخاص والجامعات /
تشجيع البحث العلمي /
دور النّشر والطّباعة / إصدار كتب و أبحاث علمية من طرف أفراد أسرة الجامعة في مختلف لجان الجامعة /
عقد ندوات / إصدار
أشرطة وثائقية
التنمية الاقتصادية الزيادة في الجهات الدّاعمة للجامعة / جعل الملاكمة رياضة شعبية / صناعة نجوم الملاكمة / مضاعفة قيمة الجوائز الماديّة للفائزين / فتح مشاريع لصالح أفراد أسرة الملاكمة ازدياد عدد الأندية / ارتفاع عدد الملاكمين / كثرة التظاهرات الرياضية / تحسّن مستوى التنظيم / حضور جماهيري مكثّف / بيع تذاكر للجمهور
الإنتاج خلق مدارس خاصة بالملاكمة /
تكوين أساتذة موسوعيين تابعين للجامعة / إصدار كتب و برامج / تصدير مدرّبين و تقنيّين إلى الدّول الإفريقيّة و العربيّة / المساهمة في تطوير الملاكمة
تربّع الملاكمة المغربية على عرش الملاكمة العربيّة والإفريقيّة / رئاسة الجامعة العالمية للملاكمة / حضور أكبر عدد من المغاربة في اللجان العالمية للملاكمة / اعتماد مقتراحات المغاربة في التّغييرات المحتملة في القانون الدّولي للملاكمة
في الصورة البطل السوري محمد مليس