المهرجان الشعري الثالث في يومه الثاني
- مايو 4, 2011
- 0
حينما تسمع الشعر فتطرب وتحس بأنك منجذب إليه بكليتك، فاعلم بأنك أمام إنسان شاعر فذّ يستحق منك كل الشكر والتقدير لأنه أحرق نفسه من أجلك كي يرسم لك فكرة أو ينسج لك حكمة أو يظهر لك حبه.
حينما تسمع الشعر فتطرب وتحس بأنك منجذب إليه بكليتك،فاعلم بأنك أمام إنسان شاعر فذّ يستحق منك كل الشكر والتقدير لأنه أحرق نفسه من أجلك كي يرسم لك فكرة أو ينسج لك حكمة أو يظهر لك حبه.
بهذه العبارات الرقيقة من الأستاذ الشاعر محمد داية أقامت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون وبالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب المهرجان الشعري الثالث في يومه الثاني والذي كان مؤلفاً من مدير المهرجان الدكتور حسام الدين خلاصي والأستاذ الشاعر والناقد فوّاز حجو، وبحضور كثيف من قبل أهالي المشاركين والمحبين للأدب والشعر.
وسنعرض لكم النتاج الذي قدمه الشعراء في أمسيتهم ، علماً أن نتائج المهرجانين الثاني والثالث سيتم إعلانهما ضمن حفل فني بتاريخ الرابع من تموز .
مخاض لوحة
بخور مغدق…وبروق لحن
تخترق اللحظات…
كل الطقوس استوت…إلا اللوح
مازال يعتمر رزم الفراغ
ها هو رابض خلف ركام غربته
موعوداً بثقب غيمته الحبلى
ينتظر وينتظر…
طفقت قفاره وهو يستسقي رئة الأفق..
يفيض وينبض
يمور ويهمد
يغزل ويرفو
تضيق رئتاه من ذان الصخب المستتر
إلى أن تشرع ريشته
بمداعبة رجف السلاميات..
ربما..حان ميعاد قطاف الذاكرة
يدق المواجع في لحم النعاس
معرقاً رتق البياض بفوضى هواجسه
منتهكاً حرمة أسرار..لا تباح
تصهل الحواس..تبتزّ نهمه
تسيل من أصابعه مدن
تشاطره الرغبة والألم
أولها تجلّ..وآخرها شهقة..!
رقعة ألوان لم تختمر بعد..
جالساً يسرح نظره في حناياها
يدخن عمره في ريشة..
يعاقر لوناً مع كل نبض
ثم يبوء إليها بختم يليق..
مسرجاً حواف روحه إطاراً
لتمتطي جسد الجدار
نهباً للبصر..تغدو
ومرايا لحس العابرين..
سامية رحماني
دعيني
مولاي ..رب العالمين
أنبئني، طمئنني بخبر يقين
أيحشر مع بعضهم المحبون ؟
أم للأسف يحشرون متفرقين
مولاي..رب العالمين
لكنها لا تثمر زيتوناَ ولا تين
بل تثمر ورداً وأزهاراً في بساتين
بساتين الأحياء والعاشقين
ليس بحب شياطين
بل حب أفلاطوني
حيث لا حقد ولا كره ولا ضيغنة
أنصتوا يا من لندائي سامعين
معظمكم على طريق الخطأ، ماأنتم بمبصرين
التفوا إليّ، انضموا لصفي ولو إلى حين
كي لا أشعر أني بين المغتربين
الذين خسروا الأصدقاء والأهلين
الذين ضحّوا ليحيا من حولهم سعيدين
الذين أملوا، خابوا، أصبحوا مخذولين
هؤلاء ترنو إليهم العيون
هؤلاء بتعذيبهم لستم مكتفين
لم؟ لم تبدون مثل الأرملين ؟
ألفراقي وغيابي تحزنون ؟
أم لم تجدوا لعبةً بها تتسلون؟
أناديك..أنت هناك..هل تسمعين ؟
إن متّ، أعلم أنك لا تأسفين
على عاشق قتله البكاء والأنين
أتذكرين؟ أم لا تتذكرين ؟
كنت أياماً بي تهزئين
وعلى عاطفتي تدوسين وقلبي تمزّقين
أتشعرين بمتعة إن كنت روحي تزهقين ؟
مللت، ضجرتأفلا تجاوبين !!؟
ذات العينين الساحرتين إلى من تؤوبين ؟
هو مولع، ينتظرك بفارغ الصبر والحنين
ولسوء حظ هذا المسكين
خدر ونام فهل خدره تنهين
أرجو ذلك..فصديق له أمين
قال له أنك إياه تنتظرين
و الليلة اعتقدت أنك به تحلمين
واكتشفت أنك به لا تبالين
أتمنى…أتمنى لو تموتين
لا لا لا لا لا
أُذبح ولا تتأذين
ذات العينين الساحرتين
تظهر عيناك حقداً بل ألماً دفين
يظهر عندما تضحكين أو تبكين
روح يا ملاكي خانت العهد، حنثت باليمين
فهل تسامحينه؟ وله تغفرين ؟
أرجوك افعلي..فهو حزين
يغفل لحظة أو لحظتين
ثم في أخرى إياه توقظين
توقظينه على واقع بائس حزين
يهدّد باليأس في سنين
يا سنين قادمة أو تذهبين
أرجو..أطلب..أيستحلفك بربك تتوقفين
علّ آمالي تنعشين
وبعدها، امرك بيدك كما تشائين
تمشين أو لا تمشين
أعلم أنك ستمشين وتمشين
ولكن…
دعينا في سلام…أحباء… سعيدين
أحمد الشعبان
أميرتي
عن وصفك تعجز مولاتي
تعجز مملكة الكلمات
شعري لجمالك لا يرقى
بالشعر الأشقر مأساتي
بخيوط حرير ذهبية
تنساب بلطف النسمات
وتعانق وجهك في شغف
تزدان كتاج أميرات
بخيوط حرير ذهبية
صرت أسيراً في لحظات
وبعينيك الخضراوين
حطّمت جميع خياراتي
جعلتني تلك العينان
أهواك وأنسى آهاتي
وأنا محتاج لامرأة
تنسيني كل عذاباتي
تهواني من دون حدود
تجعلني أشتاق لذاتي
أهواها من دون حدود
تستوطن كل كتاباتي
سيدتي قولي أهواك
كي أبدأ أعظم ثوراتي
كي أجعل نهدك عنواني
عنوان جميع فتوحاتي
وأغير على الثغر سنيناً
فعساها تنفع غاراتي
عن وصفك تعجز مولاتي
تعجز مملكة الكلمات
وصفك يحتاج لمعجزة
يحتاج إله السماوات
جورج نبيل بيطار
صدى غزّة…
انهز جبل أحد..
انطفأت شمعة المسيح
انهالت دموع الأقصى..
انقلب الحجر جمراً
ماتت طفولة طفل..
انزاحت غيمة حب
ورود انعطفت ورياحين..
وانطلق من الريح عنين..
لجنازة طفلة فلسطين..
لجنازة وردة..
وجديلة لا تعرف شدّة..
خبر في المذياع غريب.
سنبلة من حقل فلسطين..
قد خرجت تدفع غازين..
بسلاح مصنوع من طين..
حتى عصفوراً طياراً..
خرج يندد بالإستعمار..
حفنة قمح ذهبية..
من أرض فلسطين العربية..
قد أحرقت مستعمرة غربية..
وأنتم جالسون جالسون..
اجلسوا في أماكنكم..
أفضل شيء قد تفعلون..أطفال مذبوحين
تناثرت أئلاؤهم وفقدت الحنين
زيتونة تمسك الحجر..تمسك الجمر..لتنقذ غزّة..
رمانة تلعق الصبرة..
وأنتم جالسون جالسون..
تتحدثون بلسان الصمت تتحدثون..
سفاهة بلهاء جالسون القرفصاء
متكرسحي الجواب…
تستأنسون أشباح الخراب..
جالسون تعمّرون أمالاً..
تنددون تأمرون ببلاهة عاجزون
وهناك طفل طفلان مليون مليونان
يموتون يموتون
وهناك دمعة..دموع..بحر دمع..
أناس دموعاً يذرفون..
وأنتم ماذا تفعلون؟
غير أنكم جالسون صامتون
ألن تقوموا؟
ألن تنطقوا؟
ألن تتحرك مشاعركم ؟
ومتى؟ وإلى متة؟
أبعد فناء أطفال الزيتون؟
أم بعد سنة أم مليون ؟
تنتظرون جنيناً في رحم غزة ليكبر
أم أنكم بإنتظار صلاح الدين
أن يقوم من قبره بعد حين
وأنتم ابقوا جالسين
على كرسي الخوف اللعين
تتسترون بستارة فلسطين
ابقوا جالسين جالسين
مستريحين بعد نوم عميق طويل مستمر الأنين
تأبون أن تستفيقوا مستريحين مستريحين
جماداً أنتم وقلوبكم صنعت من حجارة ومعدن عديم الرنين
أتنتظرون الليمون يمسك حجارة ؟
يقتل ..يطرد.. يشنق الغازين
وأنتم ماذا تفعلون؟
غير أنكم جالسون
تنددون تستفهمون مستنكرين
قفوا وتعلموا مواقف الرجال
من شبل الأسد المغوار
أرجوكم لا تبقوا جالسين
وتعلموا من أطفال غزة الصمود
وتعلموا من براعم الزيتون والليمون الصمود
واختموا مسيرتنا بشيء لا يجعلنا منكسرين..مطأطئين
أرجوكم لا تبقوا جالسين
قفوا امسحو دمعة..
اقتلوا ألماً يلاحق وجعة
أو حتى أضيئوا شمعة
اكتبوا ملاحم بسيوفكم
قفوا لا ترفعوا أيديكم استسلاماً
فغزة تنادي…
طفل غزة ينادي…
عباءة الشرف تنادي…
ثرى غزة ينادي…
رائحة الدم في غزة تنادي…
أنين صوت الحق ينادي..
سواد رماد غزة ينادي…
دوي مجازر غزة تنادي…
غزة تنادي…
فلبوا الندا..لبوا الندا..لبوا الندا…
سيدرة البيزاد
سأرحل…
سأرحل إلى بلاد ثانية
إلى بلاد الصدق والنبل والقلوب الصافية
إلى غابات وبساتين ذات أشجار عالية
وزهور حمراء الصنوبر والبلّوط وشجر الدالية
سأركض …
سأركض مبتعدة …مسرعة على أقدامي الحافية
لأغادر مدناً تطلع شمسها بعيونم صفراء غافية
دعوني…
دعوني لا توقفوا سير قافلتي..
فلديّ أسبابي الوافية الكافية
سأرحل …
سأرحل عن تلك البلاد التي ضاعت هويتها بين هادمة وبانية
سأمشي في ظلام معتم…
في كهوف خاوية لا متناهية
في رحلة أعلم حقاً نهايتها الفانية
وقد تطول أشهراً..أياماً..أو دقائق..أو ثانية
سأرفع يدي..ألوّح بها، وأودّع بلادي الغالية
فقدأصبحت الآن عصفورة
تطير فوق مدن عديدة مترامية
أوّلها..مدينة مخزية
تخرج من رئتيها أنفاس حقد كاوية
وآخرها..مدينة راقية
تنطق شفتاها بحب الخير والعافية
نور دياب
أغيد شيخو _ عالم نوح