النجمة لينا دياب و لقاء لعالم نوح وشادي نصير: لم يأتني الدور الذي أرغب في أداءه ويناسبني ويبرز كل تفاصيل عملي على الشخصية وكل طاقاتي الإبداعية حتى الآن وهذه مشكلة تواجهني كفنانة

النجمة لينا دياب


دمشق ـ عالم نوح:


تبحث في عوالم الشخصية التي تؤديها، تُظهر ما في داخلها من حب وتحولها إلى حقيقة، تتعاطف مع الشخصيات السلبية وتظهر جانبها الإنساني، لها رؤيتها الخاصة في اختيار الدور الذي يميزها إنها النجمة "لينا دياب" والتي إلتقاها عالم نوح و شادي نصير بالمحبة وكان هذا الحوار.


*حدثينا عن بداياتك الفنية وكيف كانت الانطلاقة؟

*فكرة المعهد العالي للفنون المسرحية لم تبرح خيالي منذ أن دخلت الأدب العربي، وعلى الرغم من عدم تشجيع أهلي على دراسة الفن لأنهم بعيدين عن عالمه، أصررت على دخوله، فتقدمت للمعهد العالي وقبلت وفي هذا الوقت استمريت في دراسة الأدب العربي وتخرجت من الفرعين سوياً.

وقد كان لي تجارب كثيرة في بداياتي الفنية، وأعتبر أن أغلبها كان تدريب لي أمام الكاميرا، وكان هذا مع الأستاذ "اليث حجو" في مسلسل "فنجان الدم" وفي مسلسل "رياح الخماسيين" ومع المخرج الكبير "محمد فردوس أتاسي" بعمل تاريخي "ابن قزمان" ودور مميز في مسلسل "منمنمات" مع المخرج "أحمد إبراهيم الأحمد" ومع ذلك أي عمل قدم لي في أثناء الدراسة رفضت العمل به وذلك لأنني كنت أحب أن أركز على عملي في المعهد العالي، وبعد التخرج كان أول عرض قدم لي وأحببته هو مع المخرج الكبير"نجدت إسماعيل أنزور" في مسلسل "ماملكت إيمانكم"، وكان الدور مميز لأنه لا يجعلني أدخل بالنمطية وأدوار الفتاة الجميلة، وبعدها مع الأستاذ "سمير حسين" بعمل "وراء الشمس" الذي قدمني للجمهور ومن ثم في مسلسل "الدبور" في جزءه الأول وهذه الأعمال في السنة الأولى من تخرجي.

*لماذا يبتعد الخريجين عن العمل في المسرح، وماذا يعني لك المسرح؟

** وفي الأساس لم يعرض عليّ حتى الآن عرض مهم وأحب أن أقدم على خشبة المسرح أعمال وذلك لأنه يحقق لي كإنسانة المتعة الشخصية، ولأنه يغذيني نفسياً وحتى أثناء البروفات والتعب الذي يرافقها فأنا كممثلة أشعر بنوع من الحميمية، تشمل كل العاملين على الخشبة من الممثلين ومن الفنيين، وتصيب الممثل حالة مميزة أثناء العرض من خلال العلاقة الحميمية بين الممثل والجمهور، فهذا الشعور لا يوصف، وهناك مشكلة يعاني منها المسرح، وهي أزمة حقيقية فمن أهم ما ينقص المسرح هو الدعم المادي، لان الكثير من الشباب الذين يرغبون بالعمل في المسرح، لا تتاح لهم الفرص إضافة إلى مشكلة بالنص الذي يتناولونه فهو ليس قريب من الناس ومن واقعهم.

*كيف تلعبين على دواخل الشخصية التي تؤدينها، وهل تختلف الأدوات في الشخصية التي تقدمينها بين المسرح وبين العمل التلفزيوني؟

**أي شخصية أقدمها لا بد أن أعمل عليها من خلال شخصيتي الداخلية، ولا بد من أن أطبعها بطابعي وألبسها ما أراها عليه من خلال مظهرها الخارجي، ولكن الذي يختلف بين المسرح والتلفزيون هو أن المسرح يتحمل زيادة في أداء الحركات، ولا بد أن تكون هذه الحركات حياتية، أكثر إضافة إلى صوت الممثل الذي يختلف العمل عليه بين المسرح والتلفزيون.

*ما هي الصعوبات التي تواجهك كممثلة شابة؟

** لم يأتني الدور الذي أرغب في أداءه ويناسبني ويبرز كل تفاصيل عملي على الشخصية وكل طاقاتي الإبداعية حتى الآن وهذه مشكلة تواجهني كفنانة بل وتواجه أغلب الممثلين الشباب.

*هل استطاعت الدراما التي تقدمونها كممثلين واقع الناس؟

**في الحقيقة استطاعت الدراما السورية في السنوات القليلة الماضية أن تنقل حقيقة المجتمع والظروف التي تواجه المجتمع والشباب، في كل المجالات، ففي السابق لم يكن هناك جرأة في الطرح سواء على مستوى النص أو على مستوى المشهد البصري، وسابقاً غيبة مشاعر المرأة الحقيقية ومشاكلها العامة قبل الخاصة.

*هل تقدم الدراما الحلول، وهل ترين أن من واجب الدراما تقديم الحلول؟

**عندما نضع يدنا على المشكلة ونقول أنها موجودة لا بد من أن تحرك لدى المشاهد البحث في الحلول، فالمهم هو لفت النظر وكيفية معالجة الموضوع. فالمشاهد هو مشاهد واعي وينتبه للحيثيات التي تطرح في النص.

*كيف ترين كنجمة شابة وجود الشللية وهل هذه الشللية تؤثر على تواجدكم أو على أدواركم؟ كيف تتخطون هذه الحواجز؟

**بالنسبة لي لا أفكر بهذه المشاكل، أنا انتظر الأدوار التي تقدم لي والدور الذي يناسبني أقوم بتصويره، وأرفض ما لا يناسبني، وفي الحقيقة ظاهرة الشللية هي فعل وحقيقة موجودة، وكثير من المخرجين لديهم طاقم عملهم الخاص ولا بد من أن يقوموا بإختيار من خارج هذا الطاقم، كي لا تتكرر الأدوار والرؤى أثناء التصوير وربما هناك ممثلين يقدمون الأدوار بشكل أهم وأقوى ولكنهم لا يحصلون على الفرصة لمناسبة.

*هل ترين أن الدراما التركية منافس للدراما السورية؟

**لا أرى أن الدراما التركية هي دراما منافسة للدراما السورية أو للدراما العربية سواء مصرية أو خليجية أو لبنانية أو مغربية، أراها حققت حضورها وحققت جماهيرية ومتابعة، بسبب اللهجة السورية المحببة واللطيفة، وقدمت سوق عمل جديد للفنانين الشباب ونشرت اللهجة ومع ذلك لا تشبه مقومات العمل الدرامي أبداً لذلك ليست منافسة.

*كيف ترين انتقال الممثلين السوريين للعمل في الدراما العربية؟

*كل النجوم الذين يعملون في الدراما العربية هم نجوم في بلدهم وخارجها، وهم مهمين وارى أن عملهم إيجابي جداً ولا يقلل هذا العمل من أهمية الدارما السورية لأنها تمتلك الكثير من المبدعين بل إن وجودهم في الدراما العربية يزيد ألق الدراما السورية ويجعل نجومها معروفين بشكل أكبر.

*حدثينا حول دورك "لارا" في مسلسل "وراء الشمس"مع المخرج "سمير حسين" الذي قدمك للجمهور وكيف قدمك للناس؟

**هذا هو الدور الذي قدمني بشكل مختلف فكان المسلسل بكافة شخصياته يتجه نحو خط وهي تتجه في الخط الآخر، ولا أرى أنها سلبية بالمعنى المنتشر بل هي شخصية حقيقية، وواقعية وليس لديها حساسية وترى الأمور بطبيعتها مع بعض الأنانية، وكنت سعيدة مع الأستاذ "سمير حسين" و كاتب النص "محمد العاص" الذي كتب الشخصية بحرفية عالية وقد عملت عليها بمحبة.

*ماذا يأخذ الدور الذي تقدميه من شخصيتك الحقيقية؟

**قدمت شخصيات في أدواري تشبهني فمثلاً دور "كريمة" في مسلسل "الدبور" هو دور يشبهني من خلال عاطفتها الزائدة، واندفاعها، ولكن ليس دائماً اختار الشخصيات التي تشبهني، ولا يوجد شخصية سلبية بالعموم ولا بد من أن تظهر الأشياء الخفية داخلك وتبرز ما يفيد الشخصية فالممثل يعمل دائماً على مخزونه الداخلي.

*ما هي آخر أعمالك الفنية؟

**أقوم بدور ضيفة شرف في مسلسل" المفتاح" مع المخرج "هشام شربتجي"، ومع المخرج "تامر إسحاق" في مسلسل "الأميمي" وبدأت مع المخرج "ناجي طعمة" تصوير مسلسل "ابن اليتيمة" وقدمت سكيتشات بعنوان "خلصت" تتكلم عن وضع البلد.

*حدثينا حول سكيتشات خلصت؟

**هي سكيتشات من صلب الواقع المعاش وواقعية وتناقش الأخطاء من كل الجهات ومن عندنا كأشخاص وهي تضيء على الوجع.

وفي الأخير كان لا بد لنا أن نتمنى للفنانة و النجمة لينا دياب المستقبل الجميل و استمرار التألق و النجاح.

5-2012 دمشق ـ شادي نصير ـ عالم نوح