اليوم الأول … لست وحدك على الطريق … للشاعر كمال قجة
- مارس 23, 2010
- 0
ونبتدأ أسبوع الشاعر والناقد كمال قجة بقصيدة: لست وحدك على الطريق، مهداة إلى هوجو تشافيز وهي من كتابه أوراق على رصيف مهجور. على أن يكون لنا كل يوم لقاءا بقصيدة أو حوار … وبانتظار أسئلتكم أو آرائكم، لكم تحيات عالم نوح.
لست وحدك في الطريق
إلى هوجو تشافيز
مناضلاً وإنساناً
تعلنُ الأشجار فرحتها بعرس الياسمين
تعلن الأمطار وقفتها لأعياد الحصاد
تعلنُ الأشجار في الربع الأخير من اليباب
وعلى ضمير العشب تستلقي فراشات اللقاء
تزف أجنحة مزركشة
كأن بريقها قد جاء من وهج الجنوب
نبتة برية تلغي شعار العولمة
ومضت تؤسس في صحارى الكون
جسراً للقاء
هوجو
وقد عرف الحقيقة
عشبة برية
بزغت كفجر الأرز في لبنان
لست وحدك
إنها الأمطار تزخر بالرعود
وعلى نواصيها دم الطهر المحنى
في زفاف التبغ والأيام
والأحلام والساعات
ورحيقها المختوم كالعسل المدمّى
كان ميقاتاً لأهل العشق
مدارجاً للبرق
للشمس الأبيّة
حين صاغت من جنوب الشرق مشرقها
وتوقفت عند الظهيرة
لاتنام
كبرت بأحلام الجنوب
كبرت كأبناء الجنوب
ورمت طفولتها
لأن جراحها صيف تلظى
في صواعقه نهارات من العشب الطري
وقامة الشجر البريء
لست وحدك أنت ياهوجو
بل الريح تصول
شمس نيرودا ولوركا في نضار الياسمين
وأصابع مقطوعة
من يدي "فيكتور جارا " والصدى
لا زال في الآفـاق
قطعوا أصابعه
ولكن الريـاح
توحدت بنشيده
فكوا أصابعه
ولكن النسوغ
تشكلت كقوافل الأشجار
وأتت تنادي عالم الإنسان
في صوت قبرة تنادي:
لاحياة لمن تنادي
وأتت إلى هوجو ربيعاً حالماً
معك الغيوم تشكلت
في ثوبها الثلجي تنتظر الزفاف
معك الحقيقة والصواعق صوت: باسم الله
جفت الأقـلام
لست وحدك في الطريق
هوجو
على خطواته يتوقف التاريخ
ينسج من عباءته خيوطاً من رماد الشمس
من قمحٍ تلوى
من نضارته طريقاً للجنوب
يقبّل شتلة التبغ الأبية
في صهيل الصيف والفقراء والحزن المسافر
أي قلب ياترى
قد صاغ أحلام الجنوب
وعباءة صيفية
غطت سماء بقاعه
غسلته بالطيب والدم والحقيقة
فغدا بياناً ساطعاً
يتجاوز الأذهان
ليصوغ ملحمة عن الصيف المقاتل
أي فقر رائع كالطهر كالميلاد يرفض رجس عولمةٍ
يفلسف عهر أمريكا
يصد حيتان المحيط
ويمنع التنين
من وجبة شرقية
فالشرق، نحن الشرق
نرفض أن نذوب
في جوف عولمة تصدع شكلها
باءت بكل هزيمة
سال اللعاب على فم الخنزير
فارتد سماً قاتلاً في جوفه
متحسراً
غيظاً يموت
بصوت أحجار الجنوب
بوقع أيتام الجنوب
من غيمة فضية وعدت حقول التبغ
حملت حصاد الموسم الصيفي
من مطر تألق…
من براعم
أسكرتها نشوة الجرح، استفاقت…
عبقت تلوح شذيّة بأريجها
فأشرقت في رحلة رمليةٍ
بعد المياه
أطعمت للشمس حيتان المحيط
فتبددت كالوهم
فوق صدورهم
مسخت عهود الزيف
فمن الجنوب، شمس الحقيقة لاتزال
خلف المحيط هناك
هوجو
نبض تاريخ الحقيقة
يتوقف الزمن الرديء
صدأ السنين ووهم تنين البحار
لست وحدك
إنها الأشجار
تملأ ساعديك
بل هو البرق
كأصداء الحقيقة
أنت
أنت
ياهوجو
أوراق على رصيف مهجور
المؤلف : كمال قجة
الطبعة الأولى 2009
عدد النسخ : 1000
حقوق النشر محفوظة
الغلاف : الفنان رائد خليل
نون 4 للطباعة والنشر والتوزيع
هاتف: 2121332 ـ خلوي: 0944889078