اليوم الثالث من المؤتمر الفرنسيسكاني
- يوليو 3, 2010
- 0
فعاليات اليوم الثالث* للمؤتمر الفرنسيسكاني 16/4/2010 بقلم الأب فراس لطفي الفرنسيسكاني
فعاليات اليوم الثاني* للمؤتمر الفرنسيسكاني 16/4/2010 بقلم الأب فراس لطفي الفرنسيسكاني
افتُتحت الجلسة الأولى للمؤتمر الفرنسيسكاني الذي ينعقد الآن في حلب بمناسبة الذكرى المئوية الثامنة لتأسيس الرهبنة الفرنسيسكانية، بمحاضرة قيّمة عن اللقاء التاريخي الذي تمَّ بين القديس فرنسيس والملك الكامل الأيوبي في مصر-دمياط. ألقى المحاضرة الأب حليم نجيم الفرنسيسكاني، وهو الآن مدير مدرسة الفرنسيسكان في طرابلس-المينا-لبنان. وقد عمل لسنين طوال مديراً لكلية تيراسنطا في عمان وفي الناصرة، وشارك في العديد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية حول موضوع الحوار بين الديانتين المسيحية والإسلامية. وكانت مداخلة سماحة الشيخ محمود عكام مفتي حلب ومستشار وزير الأوقاف في سورية غنية جداً ومؤثرة. فقد أكّد على أننا هنا في سوريا لا نتّكل كثيراً على المحاضرات والمؤتمرات لنؤكد أننا إخوة بعضُنا لبعض، بل نحن كذلك بشكلٍ حياتي ومعاش. وقال سماحته أن الأهم من أن تكون مسلماً أو مسيحياً هو أن تكون إنساناً أولاً. وختم بقوله ردّاً على سؤال وجّهه أحد الحضور عن رأيه بالتيارات الأصوليّة والجماعات التكفيرية المنتشرة بكثرة في أيامنا هذه؛ ردَّ فضيلته، بأن كلَّ تفكيرٍ أُصولي يُلغي الآخر هو تفكيرٌ مريض، أيّاً كان صاحبه (مسلماً أو من غير ديانة). وشكر الأب فراس لطفي كلاً من الأب حليم نجيم وسماحة مفتي حلب محمود عكام على مشاركتهما القيّمة في هذا المؤتمر. ومن ثمَّ تحدّث الأب ناصر الجميّل (من لبنان وهو دكتوراة دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة السوربون-باريس الأولى) عن دور الفرنسيسكان في الثقافة ومساهمتهم في النهضة الثقافي والفكرية من خلال إنشاء المدارس والمعاهد وكتابة المؤلفات والترجمات. وذكر بعضاً من أعلام الفكر الذين تركوا أثراً لا يمكن تجاهله في هذا المجال. وكان للدكتور حسين عصمت المدرِّس (قنصل المملكة الهولندية سابقاً 1997-2009) مداخلة أشاد فيها بالدور الرّائد الذي لعبه الفرنسيسكان في الشرق، وخصوصاً في مدينة حلب. فلقد أغنوا المكتبات بالمؤلفات والترجمات. ولم يكن لوجودهم في رسالة التربية والتعليم أي نزعة استغلالية أو اقتناص للآخر، بل كان هدفهم يصبُّ في الخدمة المجانية والعطاء بدون مقابل لكلِّ إنسان مهما كان انتماءه أو عقيدته. وقد أعطى خبرة حياة عن دعم الفرنسيسكان له في مسيرة حياته الدراسية؛ إذ أمّنوا له فرصة الدراسة (مع أنه مُسلم) في إيطالية وشجّعوه في مجال البحث والتعمُّق العلمي في التاريخ والثقافة، فجاءت شهادته مليئة بمشاعر الامتنان والشُّكر على أتعابهم ودعمهم له وللكثيرين أمثاله. وبعد استراحة قصيرة عاد الجميع إلى مكان المؤتمرات ليتابعوا المحاضرة التي ألقاها د. محمود حريتاني (مدير المتاحف والآثار في حلب سابقاً) بعنوان "الفرنسيسكان والتعليم-مدرسة الشيباني". وقد أشاد بالدَّور الحيوي الذي لعبه الرهبان الفرنسيسكان، خصوصاً لأنهم ساهموا في إدخال الحداثة والتطوير في المناهج التعليمية في سوريا، وتعليمهم للُّغات الحيّة. وذكر أن من بين الكبار الذين تخرّجوا من مدرسة الشيباني السيد ناظم القدسي وقد شغل منصب رئيس الجمهورية العربية السورية. بعدها ألقى الأب طوني حدّاد الكبوشي محاضرة بعنوان "فرنسيس والكاهن"، بيّن من خلالها المكانة الرفيعة التي شغلها الكاهن من خلال كتابات القديس فرنسيس. وكم هو شهير ما عبّر عنه القديس، أنه إذا التقى بكاهنٍ مِسكين وفي الوقتِ عينه بملاك من السماء، يذهب لتحيّة الكاهن أولاً، لأنه يحمل كلَّ يوم بين يديه جسد ابنِ الله. وقد سلَّط الضوء على كتابات فرنسيس التي تحدث عن الكاهن وعن سرّ القربان المقدّس؛ إذ أن الاثنان لا ينفصلا أبداً: فبواسطة الكاهن يتمّ سرُّ التحول العجيب من الخبز المادّي إلى جسد المسيح، وكذلك فإنّ على الكاهن أن يتحوّل هو أيضاً إلى قربانة تغذّي المؤمنين من خلال سلوكه وتعاليمه. وقد اختتم الأب ريمون جرجس أعمال المؤتمر في يومه الثاني داعياً الجميع لحضور المزيد من المواضيع في اليوم الثالث والأخير يوم السبت 17 نيسان، والتي ستتناول الحديث عن الروحانية الفرنسيسكانية (قانون الرهبنة، فرنسيس والبيئة…). يذكر أن الحضور كان مميّزاً لهذا النهار. وقد وزّع الأب جورج أبو خازن تذكارات للمحاضرين عرفاناً بالجميل لمشاركتهم التي أغنت الجميع.
من موقع زهيرات و شبيبة مار فرنسيس حلب
*أي الثاني بعد يوم الافتتاح