وبهذه المناسبة؛ ذات الأهمية القصوى، يقدم لنا الدكتور مجد جرعتلي؛ مشكوراً، هذه المقالة: يحتفل العالم اليوم الثلاثاء 31 أيار ” باليوم العالمي لمكافحة التدخين ” بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية المتزايدة والناجمة عن تعاطي التدخين، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه.
وترتكز أهداف ” اليوم العالمي للامتناع عن التدخين ” للعام الجاري على حشد الجهود الوطنية لمواجهة وباء التبغ وتنسيق الجهود وتكثيف البرامج الإعلامية والنشاطات التوعوية، للتعريف بأضرار التدخين والاتفاقية الإطارية والتحذير من آثاره المدمرة لصحة الإنسان سواء أكان من المدخنين أو ممن يخالطونهم ويتعرضون لدخان التبغ.

اليوم العالمي لمكافحة التدخين " الثلاثاء 31 أيار "

 

 

" إن مكافحة التدخين هو هدفا استراتيجيا ونبيلا لحماية الأجيال الناشئة من خطر التدخين "

الدكتور مجد جرعتلي

يحتفل العالم اليوم الثلاثاء 31 أيار " باليوم العالمي لمكافحة التدخين " بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية المتزايدة والناجمة عن تعاطي التدخين، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه.

وترتكز أهداف " اليوم العالمي للامتناع عن التدخين " للعام الجاري على حشد الجهود الوطنية لمواجهة وباء التبغ وتنسيق الجهود وتكثيف البرامج الإعلامية والنشاطات التوعوية، للتعريف بأضرار التدخين والاتفاقية الإطارية والتحذير من آثاره المدمرة لصحة الإنسان سواء أكان من المدخنين أو ممن يخالطونهم ويتعرضون لدخان التبغ.


وتحتفل كافة دول العالم بهذا اليوم وتحت عنوان "اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ" حيث يشير عنوان هذا العام 2011 م إلى الانتباه بصفة خاصة إلى أن اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ أهمّ صكوك مكافحة التبغ في العالم .


فهي أوّل معاهدة على الإطلاق تم التفاوض عليها برعاية منظمة الصحة العالمية ، وهي تمثل إنجازاً بارزاً في مساعي النهوض بالصحة العمومية ، كما أنّها فعلاً إحدى أكثر المعاهدات التي حظيت بقبول واسع وسريع في تاريخ الأمم المتحدة ، فقد انضمّ إليها أكثر من 170 طرفاً مع أنها لم تدخل حيّزالتنفيذ إلا منذ عام 2005م ، وهي بوصفها معاهدة مسندة بالبيّنات ، أكدت على "حق جميع الناس في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه "، وتتيح أبعاداً قانونية جديدة للتعاون على مكافحة التبغ, بعد أن أصبح تعاطي التبغ في مقدمة أسباب الوفاة التي يمكن توقيها.


ومن المتوقع أن يشهد هذا العام وفاة أكثر من " خمسة ملايين " نسمة من جرّاء نوبات قلبية أو سكتات دماغية أو حالات سرطانية أو أمراض رئوية أو أمراض أخرى مرتبطة بالتدخين وبالتبغ ، ولا يشمل هذا العدد الأشخاص الذين سيقضون نحبهم بسبب التعرّض لدخان التبغ غير المباشر " التدخين السلبي " وهم أكثر من 000 600 نسمة ، ربعهم من الأطفال؟


نشاطات وقرارات ضرورية للحد من التدخين:


وتعتبر النشاطات والقرارات المتخذة من قبل العديد من دول العالم في هذه المناسبة وللحد من التدخين هي مختلفة وعديدة ومنها " حماية سياسات الصحة العمومية من المصالح التجارية وأيّة مصالح راسخة أخرى لدوائر صناعة التبغ ، واعتماد تدابير سعرية وضريبية للحد من الطلب على التبغ ، وحماية الناس من التعرّض لدخان التبغ ، وتنظيم محتويات منتجات التبغ ، وتنظيم الكشف عن منتجات التبغ ، وتنظيم عمليتي تغليف وتوسيم منتجات التبغ ، وتحذير الناس من أخطار التبغ ، وحظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته ، ومساعدة الناس على الإقلاع عن إدمان التبغ ، ومكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ ، وحظر المبيعات التي تستهدف القصّر والمبيعات بواسطة القصّر، ودعم بدائل زراعة التبغ المستدامة اقتصادياً . وهذه المقترحات والقرارات ضرورية يجب أن تطبق في كافة دول العالم للحد من التدخين القاتل.


مخاطر التدخين برؤية منظمة الصحة العالمية :

 
لقد صرحت منظمة الصحة العالمية من خلال إحصائيات علمية وطبية دقيقة في هذا العام عن مخاطر وأضرار التدخين في العالم بما يلي " إن التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً ، وأن الوفيات السنوية تزيد على خمسة ملايين وفاة ويمكن أن تزيد إلى أكثر من ثمانية ملايين وفاة بحلول عام 2030م إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة من أجل مكافحة وباء التبغ ، وأن أكثر من 80% من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص في العالم يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل ، وأن إجمالي استهلاك التبغ آخذ في الزيادة على الصعيد العالمي، وذلك على الرغم من انخفاضه في بعض البلدان المرتفعة الدخل وبعض بلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط ، وأن التبغ تسبب في100 مليون وفاة في القرن العشرين وإذا استمرت الاتجاهات السائدة حالياً فسيتسبب في نحو مليار وفاة في القرن الحادي والعشرين " .


ضرورة إعتماد قضية مكافحة التدخين كقضية وطنية:


إن حجم الضرر والوفيات الهائلة الناجمة عن التدخين يجعل منها قضية وطنية من الدرجة الأولى لكل دولة ومن الضروري التشديد على ضرورة التعامل معها من منظور إعتمادها كقضية وطنية هامة تتضافر فيها جهود كافة المؤسسات الوطنية الحكومية وغيرالحكومية مع دعم هذه الجهود بالالتزام السياسي على أعلى المستويات مع تدشين حملة توعوية في جميع القطاعات بالمدارس والأوقاف والمصانع والجامعات والمؤسسات الحكومية وتطبيق قوانين منع التدخين حفاظا على ثروة الأمة المتمثلة في شبابها وأبنائها كذلك الاستفادة من الشركات ورجال الأعمال في تمويل هذه الحملات لمكافحة التدخين على أن تكون موجهة لفئات معينة أو لتمويل افتتاح وتوسيع ونشر عيادات مكافحة التدخين وأهمية التواجد الإعلامي المكثف للمختصين في كافة البرامج سواء مسموعة أو مقروءة أو مرئية لإبراز الحقائق حول أخطار التدخين وآثاره القاتلة و الضارة المدمرة والتي وللأسف تزداد يوما بعد يوم.