ايلي عبدو وشعره نصا وإلقاءا
- ديسمبر 27, 2009
- 0
على شاطئ البحر ، قدم لنا الشاعر الشاب ايلي عبدو أجمل قصائد، نرجو أن تروقكم آملين تواصلك معه
الجسد المتأخر
الجسد المتأخر عن دفء السرير . يختفي خلف أضلعه و يغيب .
لا بد أن الظمأ قاس حتى الاختفاء
كل كتابة عن التشابه ما بين الجسد و الهدوء جريمة.
الجسد المتأخر لم يقس المسافة بدقة بين النار ووهجها .
و فاته أن القميص المتقطع الأزرار ترف لا يملكه الوقت و التلهي بارتدائه خطيئة
كل رشة ماء بين ساق الوردة الشهية و ترابها فضيلة.
الجسد المتأخر جلس على المائدة الفارغة . و أحتسى الخيال الطبق الشهي المعدّ لخيبة كهذه .
كل قصيدة تكتب لتعزية هذا الجسد غباء .
انتهت اللعبة
انتهت اللعبة
و عاد المعزّين إلى منازلهم
و استبدلوا ثيابهم السوداء بأخرى
و مسحوا بقايا دموعهم
انتهت اللعبة
و بدأنا شوطاً جديداً
من دون معزّين
و لا ملابس سوداء و لا دموع
فقط بما نملك
من صور
و ذكريات
و بقية أيام .
الساعة
تلك الساعة المعلقة على الجدار
لم تعد عقاربها تسير نحو الجهة المعتادة
ربما ضلّت الطريق
تلك الساعة العتيقة
تشبهني
لكن عقاربي كلها توقفت عند الثانية عشرة
كأنها تنبئني
بمجيء يومي الأخير .
حيث لا تعلق على الجدران ساعات
و إنما صور
نخدع بها أنفسنا
كي لا نصدق
أننا خرجنا من الوقت .
الشعراء
الشعراء يدفنون خارج المقابر
بعيدا بعيدا
في المنافي
في ضواحي السماء النائية
يسمعون في الليل
هسيس قصائدهم
و يعبق الورد النابت فوقهم
برائحة النساء.
هؤلاء
يخرجون مرة كل سنة
يحتسون القهوة مع زوجاتهم
و يمسحون الغبار عن كتبهم
ينامون باكرا
كي لا يتأخروا على موتهم.
هم الموتى
الذين يسكنون بعيدا عن الازدحام
يجعلون لقبورهم شرفات
تطلوا على من أحبوا.
شعراء
كلهم عشقوا
و بعضهم مات
وهو في طريقه إلى حبيبته.
شهداء
وضعوا حزام ناسفا من العواطف
و تشظوا في قصائدهم
رفعوا قمصانهم
المبللة بالحبر
راية للهزيمة
واحتفلوا باحتساء النبيذ
و الرقص.
هؤلاء
صورهم المهملة
على صفحات الجرائد
يدوسها المارة
دون اكتراث
و يعبرون…..
بحربتي قلّمت أظافرك
منشغلٌ،
تتلهى كالرضع
بلعبة الموت.
سأعود بعد قليل
كتبت على باب قبرك
و انصرفت إلى الألم .
انتظرناك
كما ننتظر معشوقة تحت دلبة
انتظرناك
ريثما يفقد الوقت ساعة يده
و يتأخر
انتظرناك
لتسهر معنا
حتى الفجر
على سطوح مناماتنا
و نُسمعك آخر ما كتبنا
من أغنيات الأنين .
من أنت
يسأل الحزن العالق بأهدابنا
و ينزلق الجواب
حبة مطر
على جسدك المطعون
و يصير قصيدة .
من أنت
و تمتد سجادة من غسق حزين
في ممرات خيالنا
و بملعقة من معدن الشقاء
نتناول مذاق غيابك
جدّتي التي تعثرت على الدرج
قالت
إن أجسادنا أمتعة زائدة
عن حمولة الحياة
و إنها تربي موتها كالقطط
تطعمه بقايا الطعام
و تنتظر خرمشته الأخيرة
جدّتي
حفرت بظلها وجهك المدمّى
على حائط المنزل القديم
و رحلت .
أنا لم أطعنك
بحربتي قلّمت أظافرك
ورتبت شعرك بإكليل شوكي
نظفت كل الشوارع
المفضية إليك
مسحت شارات المرور
أودعت أحزاني لوردة
زرعتها بقربك
و لم أنسى غسل وجهي
في صباح قيامتك
و تحت أول غيمة
تتهيىء للهطول
وضعت كرسياً
و جلست انتظرك