وَ جَلَّ وَجَلْ

تأليف وإخراج : باسل طه
تمثيل : مضر رمضان و باسل طه
موسيقى ماجد صالح
فوتوغراف : خلدون البطل
إدارة المنصة : أحمد الشيخ
عرضت 30 عرضاً في منزل بدمشق القديمة نهايات \2011
وربما تستمر بعروضها في 2012

وَ جَلَّ وَجَلْ

تأليف وإخراج : باسل طه


تمثيل : مضر رمضان و باسل طه

موسيقى : ماجد صالح


فوتوغراف : خلدون البطل


إدارة المنصة : أحمد الشيخ

عرضت 30 عرضاً في منزل بدمشق القديمة نهايات 2011
وربما تستمر بعروضها في 2012

 

 

عالم نوح كان له هذا اللقاء مع الفنان باسل طه مخرج العمل …

هل يعتبر العرض المسرحي "وجلّ وجل" من عروض مسرح الغرفة أم أن هنالك اختلاف بينهما وما هو إن وجد؟


وجلَّ وَجَلْ عرض مسرحي بكامل المعايير ولا أعتقد أن تسمية مسرح الغرفة مسألة صالحة كتعبير منطقي عن شكل من أشكال المسرح كهذا لأن من يقدمون مسرح في منزلهم وكأنه عرض على خشبة مسرح إيطالية والمعروفة بشكل الصندوق كمثال مسرحي الحمرا والقباني بدمشق يقدمون عرض بشروط لهذه الخشبة في منزلهم وأعتقد أنه من الأجدر عليهم تقديمه في شرطه الصحي لأنه لا يمتلك الشرط المسرحي الصالح ليكون في بيت من الحكاية حتى الفرجة إلى الإضاءة وكل ما يكون عملاً مسرحيا، أما في تجربتي هذه فإن العرض لا يصلح للتقديم أصلاً على خشبة إن حكاية العرض تدور في منزل ما لشخصين يعيشان معاً فيه ويرتكبان نص العرض فيه ويدخل الجمهور معهما كجزء من الحكاية في المنزل …. وعليه التجربة تمت في منزل وليس في وجلَّ وجَلْ مكان محدد للمشاهدة بل تتوزع المسرحية على كامل مساحات المنزل تقريبا أي أن الفضاء المسرحي هو كل البيت باختصار، وإن أي فضاء في الحياة يمكن أن يكون صالحاً ليشكل عرض فيه إذا توفر عدد من الشروط معه …..

تتعدد خبراتك في مجال التمثيل من المسرح إلى السينما ومن ثم إلى الدراما, أين يجد باسل نفسه ولماذا؟

أنا ممثل وأجد نفسي في أي مكان يتناسب مع مستوى طموحي ويحمل شكل فني راقٍ ومؤثر ونوعي، ويلخص تجربة إنسانية أو شيء آخر ليقدم ما هو مفيد للإنسان بشكل خاص، ولكنني أفضل ارتكاب السينما إذ أنها باختصار شديد مادة غير استهلاكية على الأرجح و قد أجد نفسي في تجارب ما في السينما الاستهلاكية ولكنني لن أمنحها مستوى الحب الذي أمنحه لما أشعر وأؤمن أنه سيعيش وبصراحة مطلقة أكثر ما نراه اليوم استهلاكي ولن أنسى أبداً أنني أكتب وذلك جزء لا ينفصل عن مشروعي كباسل
إذا كنت فناناً بنظر الآخرين فأنا أعمل في الفن لأني أحب أن أراني فيه وأملك قصة حب وطموح معه وليس لأحمل أي ألقاب أو أسماء أو تصنيفات أولها فنان أو ممثل …

هل العرض يندمج تحت مضمار مدرسة مسرحية معينة أو مذهب تمثيلي معين؟ "في حال الإيجاب باختلاط المذاهب فهل يمكن اعتبار العرض تجريبي؟"

لا أعتقد أن هناك عرضاً في العالم لا ينتمي لمدرسة مسرحية أو غيرها أو يدمج بينهما سوى بعض العروض التي تعتمد على التهريج والذي لا أعتبره عرضاً أو مسرحاً، وهناك فارق بين الكوميديا أصلا والكوميديا المبتذلة والتهريج وكل أنواع الفنون ضمنها أو خارجها …. عموماً لا أعتبر و جلَّ وَجَلْ تجريب فهو يعتمد على أسس وقواعد مدرسية بعيدة عن التجريب ولكنه تجربة مسرحية بشروط ومعايير أخرى غير التي تقدم في فضاءات تقليدية إنه عرض في فضاء مسرحي ليس بديلاً ولكن مختلف وهو عرض ببساطة وهنا لابد أن أقف أمام الكثير ممّا قرأته عن عروض في أماكن بديلة لم تحقق الشروط المطلوبة لتأخذني كمشاهد إلى فضاءاتها ولكن التخلف الإعلامي والنقدي لدى البعض القليل جعله يصدرها كعروض تجريبية جديدة وغير موجودة و أول مرة تقدم ومذهلة ربما ولكنها عروض برأيي تملك إشكاليات على مستوى التوصيف والتصدير والفرجة والحكاية وعلى من يريد الكتابة عن المسرح أن يكون مختصاً وبشده فهذا الفن فن حساس ولا يمكن التعاطي معه نقدياً من لا يملك أدواته ….

ماذا أضاف العمل لك على الصعيد الشخصي؟

"وجلَّ وَجَل" أضاف لي مزيد من الخبرة على مستوى التعاطي مع ادواتي كممثل وكاتب ومخرج أيضاً …
في البيت ستختلف كل معايير العمل المسرحي المنطقي من مستوى الصوت للتكنيك الذي سيصبح بقرب المشاهد منك أقرب إلى أنك وكأنك تعمل أمام كاميرا سينما تحديداً وأيضا قدم لي مزيد من الذين سيحبونني دائماً، فقد عرضت العمل ضمن ظروف لا اعتقد أن أحداً غير من حضر التجربة يستطيع أن يخبرك عن مدى أهميتها في هذا الوقت دموع الكثيرين وضحكات الكثيرين في هذه العرض لهي أكثر ما سأحمله معي ما عشت …

كنت كلما انحنيت لأقدم التحية لمن عاش معنا في البيت ل 45 دقيقة "مدة العرض" أشعر أنني لا أريده أن ينتهي من شدة التمازج الذي صنعه قبلي شكل الفرجة والنص أيضا بيني وبين المشاهدين ولم أصور العرض فقد خفت أن يفقد تلك اللحظة من خلال الكاميرا فأردت أن لا يراني احد أتحرك فيه إلا بعينيه دون شاشات أو أي وسيلة نقل أخرى حتى باص النقل الداخلي .

وُصِفَ العمل بأنه عمل مؤثر بحق…. إلى ماذا يعود ذلك برأيك؟

لا استطيع أن أجيب وإن كنت املك الرؤية للإجابة ولكن إذا كان وصف هكذا وأنا لا اعرف فأقول كان يهمني أكثر من وصفه ما حمله من مقولات للمشاهد
وما أضافه لي على المستوى الفني والأخلاقي والإنساني، وشكرا لمن رآه وكان معنا عبره فكنا معه إليه ….

يقال أن "المسرح السوري يحتاج إلى إنعاش" ما رأيك في ذلك؟ وما مسببات التراجع الكبير لدور المسرح في الحياة؟

منذ أكثر من 15 عاماً يقال المسرح يملك أزمة مادية وهذا الجواب الأكثر انتشاراً لأسباب الأزمة ولكنني أرفض وبشده ومن خلال تجربتي الشخصية "وقد قدمت الكثير من الأعمال المسرحية وبين أكثر من 6 دول ومنها ما تخرج منها دفعات من المعهد العالي للفنون المسرحية ك 2008 من معهد الكويت المسرحي إلى آخره "…..
إن مأزق المسرح في مأزق وجوده بين أممه، وسيكون للمسرح فعله المسرحي الحقيقي وتأثيره الهام على المجتمعات ودور رائد في تجديد مسيرة الفن العربي بشكل خاص، ولكن إذا تيسر له هامش من الديمقراطية الفعلية ومساحة لتغيير بنيته الداخلية وتحوله إلى حدث فاعل في التاريخ ما كُتب منه وما لم يكتَبْ وكان لهُ الجرأة على تحطيم قيود القائمين عليه وقيوده ووجدَ التخطيط الثقافي له وليس المنهجي والتقليدي .. لقد جعل المسرح في الدول العربية مجرد مظهر فني لا يحفَل بأجوبة ولا سمات كي أكون صادقاً هناك أسئلة عديدة حول ذلك قد أسألها للمسؤولين عنه يوماً في مواجهة على الهواء مباشرة أمام العالم لأنه يجب معرفة الحقيقة، فهناك من يغلقون أبواب المسرح عن الحياة هنا وهناك….

 

 

جلال مولوي – عالم نوح