بِعكسِ عقاربِ السّاعةْ – النابغة الرندي
- يناير 4, 2012
- 0
بَكيْتُ
كلُعبةٍ حُرمتْ قبيل النّوم طفلتَها
وألقتها يدٌ قوَّامةٌ أرضاً
بجانبِ لعبةٍ أخرى
فتُسلِمُها رياحُ العرشِ
للأمطارِ
كي تَرفو ملابسَها
وللغِربانِ
كي تحشو ضمائرَها
بأنّا قد توحدْنا
بأرحامٍ تَميميّة
وأصبحْنا
أمامَ مقاعدٍ زرقاءَ
أعداءً
يُلاحي بعضُنا بعضاً
ببطّاريِّةٍ فَرَغتْ
بِعكسِ عقاربِ السّاعةْ … النابغة الرندي …. محمد بشير دحدوح
بَكيْتُ
كلُعبةٍ حُرمتْ قبيل النّوم طفلتَها
وألقتها يدٌ قوَّامةٌ أرضاً
بجانبِ لعبةٍ أخرى
فتُسلِمُها رياحُ العرشِ
للأمطارِ
كي تَرفو ملابسَها
وللغِربانِ
كي تحشو ضمائرَها
بأنّا قد توحدْنا
بأرحامٍ تَميميّة
وأصبحْنا
أمامَ مقاعدٍ زرقاءَ
أعداءً
يُلاحي بعضُنا بعضاً
ببطّاريِّةٍ فَرَغتْ
نُذيبُ الحِقدَ
في فنجانِ قهوتنا
ونُنطِفُهُ
بقطعةِ غِـيبةٍ .. تكفي
ونُجرعُهُ
أحبَّـتَنا .. ونعتذرُ
بأنَّا من حَصافَتِـنا
نُمارسُ حَدَّها الأدنى
ونشكو أمرَنا لله
فالأقوالُ والأفعالُ
كالأقدارِ.. مَقضيَّة
ونَعقِدُ كي يبينَ الأمرُ
مؤتمراً..
نَميمياً
تُعدُ بنودُهُ سلفاً
ونثبت في حواشيه
إضاءاتٍ ضبابيّة
ببطّاريِّةٍ فَرَغتْ
نُعلَّـقُ من بصائرنا
ونُخطَفُ من ضمائرنا
ونمشي مثلَ دودِ الأرض
كي نرقى مخابئَـنا
برأسٍ رافعِ الهامة
سُلُحْـفاةٌ .. نُسابقُها
فتَسبقُنا
وفي أَقماعِ ليلتِنا
يُغنّي أجوفٌ فينا
نزيفاً من مَقامِ الحُمقِ
مَكويَّـاً على عَجَلٍ
ينازعنا خيوط الصمت
أوتاراً مقطعةً
ومن عَجَبٍ
بأن الدّودَ .. لا يَطربْ
كبطّاريِّةٍ فَرَغتْ
ننامُ
كضُِفدعٍ سئِمتْ
نقيقَ النّهرِ
فالتحفتْ طحالبَها
وغطَّتْ غيرَ عابئةٍ
بشيءس عاجلٍ جدّاً
ويوقظُنا
صياحُ الصّبحِ .. وقتَ الدّيكِ
مَرعوباً
نولّي وجهَنا شَطْرَهْ
ونَشْري الفرنَ من خُبزٍ
ونجعلُ شمسَنا شمعةْ
تُضيءُ لنا مَسالكَنا
ببطّاريِّةٍ فَرَغتْ
صعدتُ اليومَ أنفاسي
لأُشرفَ من خلال الموتِ
مذبوحاً
على موتٍ
يُهنئُ بعضُه بعضاً
واستعطي
غبارَ الطّلعِ
معصوباً
يعلِّـمني
كتابَ اللهِ إلا سورةَ الكرسيّ
ومن كَفّينِ يستقيانِ
يهمي الغيمُ مُحتلاً سَديميّاً
فيحملُ من حصادِ الغيثِ
أدعيةً.. وأبخرةً
ويسرقُ من مَحَارٍ فاغِرٍ
شفةً ..
على دَهَشٍ ..
تُهجّـي أحرفَ العِلَّـةْ
ببطّاريِّةٍ فَرّغتْ
يجيءُ غروبُنا
صُبحاً
ويأتي ظُهرُنا
ليلاً
تُفتِّشُنا حقائبُنا
وتَخلعنا ملابسُنا
ويحبسُنا خَشاشُ الأرضِ
في صندوقِ أعينِنا
فتؤنسُنا حكاياتٌ ملفقةٌ
ومن فُتحاتِ حاضرِنا
تمرُّ جحافـلُ التاريخ
نرسمُها
عصافيراً مُثَـخَّنّةً
وأعلاماً
تُصدِّرُها بلادُ الصّينِ
كي تزهو بساحتِنا
مُرفرفةً
ببطّاريِّةٍ فَرّغتْ
يجوعُ اللحمُ في قفصي
على شَرَهٍ
فيأكل قِطَّةً
كتبتْ وظائفَها على مَهَلٍ
ونامتْ دونما إذنٍ
ولم تَـلهجْ بحمدِ اللون والضوء
وعَبْرَ حقولِ .. أحلامٍ
تُناوشُها حروفُ النّهي والجرِّ
ولامُ الأمرِ والجزمِ
ونائبُ فاعلٍ مُطلقْ
أفاقتْ مثلما أفعى
تَساقطَ جَفنُها رَمْشاً
تَفحُّ .. تّفحُّ .. ذاهلةً
بطّاريِّةٌ فَرّغتْ
يُسافرني على شَزرٍ
حفيدُ سؤالِـنا الدّامي
ويسألُـني
متى نَـصِلُ ؟!!
إذا كُنَّـا نواصلُ سيرَنا
… جَــــــــدّاً
بِعكسِ عقاربِ السّاعةْ